سلامة الصدر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         القلب الناطق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الظلم الصامت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          من أدب المؤمن عند فوات النعمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          عن شبابه فيما أبلاه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          بلقيس والهدهد وسليمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          غزة تتضور جوعا.. قصة أقسى حصار وتجويع في التاريخ الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          لا تغفل عن الدعاء لإخوانك المنكوبين في غزة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          أنتم يومئذ كثير؛ ولكنكم غثاء كغثاء السيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          موازينٌ مقلوبة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الدعاء على اليهود ومن عاونهم على حبس المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-03-2020, 06:20 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,681
الدولة : Egypt
افتراضي سلامة الصدر

سلامة الصدر



أ. د. عبدالله بن محمد الطيار





الحمد لله الذي له الفضل كلهُّ وإليه يرجع الأمر كلهُّ يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وأشهد أن لا إله إلا الله القائل: ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ﴾ [الحجر: 21]، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله أصفى الناس قلباً وأرقهم فؤاداً وأحرصهم على الخير وأبعدهم عن الشر صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102].

عباد الله:
ربنا - جل وعلا - ينظر إلى العباد من خلال قلوبهم فإن كان قلب المرء نقياً من الغش والضغينة بريئاً من العوج والغل فالله يقبل عليه بفضله ورحمته ولطفه وكرمه فيعمر هذا القلب بالطاعة ومن ثم يسرع إلى الخير ويكون سباقاً إلى كل فضيلة وعلى العكس إذا فسد القلب وعمره الحقد والغل فهنا لا تسل عن فساده وسوء عمله وصدق الحبيب - صلى الله عليه وسلم - القائل: ((إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)).

عباد الله:
إن المسلم الصادق يعيش سليم القلب مبرءاً من وساوس الحقد والضغينة والكره والبغضاء متى رأى نعمة تساق إلى غيره فرح ورضي بها وأحس بفضل الله فيها وتذكر قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر)).

ولقد سئل رسولنا - صلى الله عليه وسلم - عن أي الناس أفضل فقال: ((كل مخموم صدوق اللسان قالوا صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب قال التقي التقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد)).

عباد الله:
إن المسلم الحق هو الذي تمتد مشاعر حبه فتغمر ما حوله وتفيض على الآخرين سلاماً وأمنا والمجتمع المسلم حقاً هو الذي يكون بين أفراده عواطف حب مشترك وعلاقات ود متبادلة يتعاونون ويتراحمون ويدعو بعضهم لبعض كما أخبر الله - جل وعلا - عن الرعيل الأول: ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [الحشر: 10].

كم قضت الأحقاد على علاقات وكم خربت من بيوت وكم تمكنت من صدور فحولتها إلى خصومة مع الآخرين ضيعت لذة الإيمان وأوهنت عرى التقوى وهنا لا يكون للعبادة لذة بل تؤدى وكأنها عادة وهنا يعمى أصحابها عن الفضائل ويضخمون الرذائل ويتعدون إلى الكذب والافتراء على الآخرين فتشتعل القلوب بنار العداوة والبغضاء والشيطان يستمتع بذلك ويغذيه ويحرص على أن يسلك به كل طريق ليحرق حاضر الناس ويقضي على مستقبلهم وفي ذلك يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكنه لم ييأس من التحريش بينهم))، لأن الشر إذا تمكن من القلوب تنافر ودها وتحولت إلى حال من القسوة والعناد وقد قطع الإسلام كل طريق يؤدي إلى الاختلاف والخصومة والشحناء والبغضاء فنهى عن التقاطع والتدابر ونهى عن البيع على البيع والخِطبة على الخِطبة ونهى عن النجس ونهى عن الحسد قال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تحاسدوا ولا يبع بعضكم على بيع بعض)).

عباد الله:
إن سلامة الصدر فضيلة عظيمة تجعل المسلم لا يربط بين حظه من الحياة ومشاعره مع الناس فربما لم يحالفه الحظ في الحياة وهنا لا يحقد على غيره ولا يتربص به الشر بل لكلٍ ما قسم الله له، وأما هدي إبليس فهو الحقد والحسد لأنه لما رأى آدم أكثر منه حظا حلف ألا يترك أحداً من بنيه يستمتع قال تعالى: ﴿قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ﴾ [الأعراف: 17].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. أقول ما سمعتم فاستغفروا الله يغفر لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية

الحمد لله الذي جعل صدور عباده المؤمنين سليمة من الغل والحقد فلا يدخلون الجنة حتى ينزع من صدورهم كل ما يتعلق بذلك قال تعالى: ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ﴾ [الحجر: 47]، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله الرؤف الرحيم بأمته صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله وتعاونوا على البر والتقوى واحرصوا على سلامة صدوركم من كل ما فيه تأثير عليكم في علاقاتكم مع الآخرين ليتحقق لكم من الخير ما تصبون إليه.

عباد الله:
استمعوا إلى هذا الحديث العظيم الذي يوضح لكم سلامة الصدر وآثارها في الدنيا والآخرة روى أنس بن مالك قال كنا جلوساً مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة فطلع رجل من الأنصار تنظف لحيته من وضوئه قد تعلق نعليه في يده الشمال فلما كان الغد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل ذلك فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى فلما كان اليوم الثالث قال النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل مقالته أيضاً فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأولى، فلما قام النبي - صلى الله عليه وسلم - تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص وجلس عنده ثلاث ليال ليرى ما يصنع فلم يجد عنده كثير عمل فأخبره وسأله هل عنده عمل يخفيه فقال له الرجل ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أخذ في نفسي لأحد من المسلمين غشاً ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه فقال عبد الله هذه التي بلغت بك وهي التي لا نطيق)).

أجل أيها المؤمنون:
إن المسلم حينما يرتفع إلى المستوى الأعلى ويقتدي بالرسول - صلى الله عليه وسلم -، ويرتقي إلى مدارج الكمال ينظر إلى من دونه نظرة عطف وحنان ويمد يده محاولاً أن ينهض به فإن أعياه ذلك لم ينطوِ قلبهُ على الغش ولا الحقد عليه.
أسأل الله بمنه وكرمه أن يجعلنا من هؤلاء.

عباد الله:
هذا وصلوا وسلموا على الرحمة المهداة محمد بن عبد الله فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقال - جل في علاه -: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ [الأحزاب: 56].

اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك وحبيبك نبينا محمد، وارض اللهم عن أمهات المؤمنين، وسائر الصحابة والتابعين، وارض عنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين. اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئناً وسائر بلاد المسلمين، اللهم ارفع عنا الغلاء والوباء، والزلازل والمحن، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين.
﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [البقرة: 201].


عباد الله:
﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [النحل: 90].

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.68 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.01 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.18%)]