صلاة الاستسقاء - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 994 - عددالزوار : 122381 )           »          إلى المرتابين في السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          رذيلة الصواب الدائم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          استثمار الذنوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          حارب الليلة من محرابك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          حديث: ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          ذكر الله تعالى قوة وسعادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          السهر وإضعاف العبودية لله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          مميزات منصات التعلم الإلكترونية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-03-2020, 02:19 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,513
الدولة : Egypt
افتراضي صلاة الاستسقاء

صلاة الاستسقاء (1)



أ. د. عبدالله بن محمد الطيار






الحمد لله غفار الذنوب وستار العيوب وكشاف الكروب علام الغيوب يعلم خائنة الأعين وما تخفي القلوب شديد العقاب ذي الطول قابل التوبة من يتوب، أحمده سبحانه يجود بأعظم موهوب وأشكره شمل بإحسانه كل مربوب، أحمده سبحانه له الحمد كله وله الملك كله وبيده الخير كله وإليه يرجع الأمر كله شملت قدرته كل شيء ووسعت رحمته كل شيء ووصلت نعمته إلى كل حي ﴿يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ﴾ [الرَّحمن: 29].

أحمده سبحانه يغفر ذنبا ويكشف كربا ويجبر كسيرا ويغني فقيرا ويعلم جاهلا ويفرج هما ويهدي ضالا ويرشد حيرانًا ويغيث لهفانًا ويفك عانيا ويشبع جائعا ويكسو عاريا ويشفي مريضا ويعافي مبتلى ويقبل تائبا ويجزي محسنا وينصر مظلوما يرفع أقواما ويضع آخرين ﴿قُلْ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنْ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ[آل عمران: 26- 27].

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له مغيث المستغيثين ومجيب المضطرين ومسبغ النعمة على العباد أجمعين لا إله إلا الله الولي الحميد المجيد، لا إله إلا الله عم بفضله وإحسانه جميع العبيد وشمل بحلمه ورحمته ورزقه القريب والبعيد ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا﴾ [هود: 6].

وقال تعالى: ﴿وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾ [الأنعام: 59].

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أفضل النبيين وأكرم المرسلين المأمور مع عصمته بالاستغفار لذنبه وللمؤمنين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الطاهرين الذاكرين الله ذكرا كثيرا والمستغفرين وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102]، استغفر الله العظيم، استغفر الله العظيم، استغفر الله العظيم، استغفر الله العظيم، استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه.

عباد الله:
الذنوب كثيرة ورحمة الله قريب من المحسنين، والأعمال سيئة والله لا يصلح عمل المفسدين، وما نزل بلاء إلا بذنب ولا كشف إلا بتوبة فتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون فإنه يحب التوابين ويحب المتطهرين.

فما نزل بأهل أرض من شدة ولا أصابتهم المحنة إلا ليعلم الله الذي صدقوا ويعلم الكاذبين، فمرة يختبر عباده المؤمنين بالمصائب، وتارة يعاقب على ما يقع من العباد، وما ظلمهم الله ولكن كانوا هم الظالمين ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ﴾ [البقرة: 155] .

إن من حكمة الله - عز وجل - أنه لا يديم لعباده حالة واحدة بل يتعهدهم بالشدة والرخاء ويبلوهم بالشر والخير فتنة وإن لهم في ذلك فوائد عظيمة، فإذا شبعوا شكروه وإذا جاعوا ذكروه فهم له حامدون ولفضله قاصدون وقلوبهم إليه متجهة ووجوههم له ساجدة يتوبون من كل معصية صادرة منهم ويسألونه من كل نعمة فتعرفوا إلى الله في الرخاء يعرفكم في الشدة واعلموا أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا وإنما يخوف الله عباده بالقحط والجدب ومختلف أنواع البلاء لئلا يستمروا في ذنوبهم، فمن اقترف ذنبا أو ارتكب إثما وعلم أن له ربا يقبل التوبة من عبده ويتعهده بفضله إذا ندم على ما سلف واتسغفر مما اقترف فليبشر بتوبة الله عليه والله أرحم بعبده من الوالدة بولدها.

عباد الله:
احذروا المعاصي والذنوب فهي تجر من الآفات والمصائب الشيء العظيم فمن ذلك كراهية الله للعصاة ومنها ظلمة يجدها العاصي في قلبه، قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: (إن للحسنة ضياء في الوجه ونورا في القلب وسعة في الرزق وقوة في البدن ومحبة في قلوب الخلق، وإن للسيئة سوادًا في الوجه وظلمة في القلب ووهنا في البدن ونقصا في الرزق وبغضا في قلوب الخلق).

ومن آفات المعاصي حرمان الرزق قال تعالى: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ﴾ [الرُّوم: 41] .

ومن آفات المعاصي الخسف والدمار وحصول الزلازل وأنواع البلاء والعذاب قال تعالى: ﴿فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور: 63] .

وفي الحديث: ((وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنْ السَّمَاءِ وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا)).

عباد الله:
ألحوا على الله بالدعاء فهو سلاح المؤمن إذا حزبه أمر أو ضاقت به ضائقة وصدق الله العظيم: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ [البقرة: 186]، وقال - جل وعلا -: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60].

وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((ليس شيء أكرم على الله عز وجل من الدعاء)).

ولقد دعا الأنبياء والمرسلون والعلماء والصالحون ربهم فأجاب الله دعاءهم وحقق رجاءهم لقد صور القرآن لنا مواقف خاشعة صادقة نتلوها في كتاب ربنا فقال عن نوح عليه الصلاة والسلام: ﴿َدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ * فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ﴾ [القمر: 10- 11] .

وقال عن أيوب عليه الصلاة والسلام: ﴿وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِي الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ. فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ[الأنبياء: 83].

وقال عن يونس عليه الصلاة والسلام: ﴿وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنْ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الأنبياء: 87] .

وقال عن زكريا عليه الصلاة والسلام: ﴿وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ[الأنبياء: 89- 90] .

فهؤلاء الصادقون عفروا كيف يدعون ربهم رغبا ورهبا وخوفا من عذابه وطمعا في رحمته كانوا يبتهلون إلى الله آناء الليل وأطراف النهار ويتضرعون إليه في الشدة والرخاء والعسر واليسر في الصحة والمرض في الفقر والغنى ينصرفون إلى خالقهم بقلوبهم قبل ألسنتهم وبأعمالهم قبل أقوالهم ببواطنهم قبل ظواهرهم فلا عجب أن أجابهم خالقهم إلى ما طلبوا وأعطاهم ما سألوا وحقق لهم ما أرادوا.

وهو الذي يقول في الحديث القدسي: (يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ).


فأكثروا رحمكم الله من الاستغفار والدعاء فربكم رحيم غفار: ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرْ اللَّهَ يَجِدْ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيماً﴾ [النساء: 110]، وقال الله: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ [الأنفال: 33] .

وقال تعالى عن نوح عليه الصلاة والسلام: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً﴾ [نوح: 10- 12] .

وقال عن هود عليه الصلاة والسلام: ﴿وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ﴾ [هود: 52] .

ورحم الله عمر بن عبد العزيز فقد قال في آخر خطبة له: (إنكم لم تخلقوا عبثا ولن تتركوا سدى وإن لكم موعدا ينزل الله فيه للفصل بين عباده فقد خاب وخسر من خرج من رحمة الله التي وسعت كل شيء وحرم جنة عرضها كعرض السماوات والأرض، ألا ترون أنكم في أسلاب الهالكين وسيرتها بعدكم والباقون كما تركها الماضون كذلك حتى ترد إلى خير الوارثين وفي كل يوم تشيعون غاديا إلى الله ورائحًا قد قضى نحبه ونقضى أجله فتودعونه وتدعونه في صدع من الأرض غير موسد ولا ممهد قد خلع الأسباب وفارق الأحباب وسكن التراب وواجه الحساب غنيا عما خلف فقيرا إلى ما سلف، فاتقوا الله عباد الله قبل نزول الموت وانقضاء مواقيته وإني لأقول لكم هذه المقالة وما أعلم عند أحد من الذنوب أكثر مما عندي ولكني أستغفر الله وأتوب إليه ثم رفع طرف ردائه وبكى حتى شهق ثم نزل عن المنبر فما عاد إليه بعدها حتى مات - رحمه الله - رحمة واسعة وجمعنا به في جنات النعيم).

عباد الله:
وقد ورد: (أن سليمان عليه الصلاة والسلام خرج ليستسقي فرأى نملة مستلقية على ظهرها رافعة قوائمها إلى السماء تقول: اللهم إنا خلق من خلقك ليس بنا غنى عن سقياك فقال: ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم).

لا إله إلا الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد سبحان فارج الكرب سبحان مجيب الدعوات، أستغفر الله العظيم وأتوب إليه، أستغفر الله العظيم وأتوب إليه: ﴿رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ[الأعراف: 23] .

اللهم أنت الله لا إله إلا الله أنت أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث ولاتجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أسقنا غيثا مغيثا هنيئا مريئا طبقا سحا مجللا عاما نافعا غير ضار عاجلا غير آجل، اللهم تحيي به البلاد وتغيث به العباد وتجعله بلاغا للحاضر والباد، اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا هدم ولا بلاء ولا غرق.

اللهم اسق عبادك وبلادك وبهائمك وانشر رحمتك وأحي بلدك الميت، اللهم أنبت لنا الزرع وأدر لنا الضرع وأنزل علينا من بركاتك واجعل ما أنزلته علينا قوة لنا على طاعتك وبلاغا إلى حين، اللهم إنا خلق من خلقك فلا تمنع بذنوبنا فضلك.

اللهم ارحم الأطفال الرضع والشيوخ الركع والبهائم الرتع وراحم الخلائق أجمعين: ﴿رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ [البقرة: 286].

عباد الله:
اقلبوا أرديتكم تأسيا بنبيكم وتفاؤلا بتغيير أحوالكم إلى الأحسن - إن شاء الله -، واجتهدوا في الدعاء وتخلصوا من مظالم الخلق واحرصوا على بذل الخير وغسل قلوبكم من الحقد والحسد واحذروا الشحناء والعقوق وطهروا أموالكم من الربا وصلوا أرحامكم لعل الله يغيث القلوب والعباد إنه ولي ذلك والقادر عليه.

وصلى الله على النبي الكريم وآله وصحبه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-03-2020, 02:19 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,513
الدولة : Egypt
افتراضي رد: صلاة الاستسقاء

صلاة الاستسقاء (2)



أ. د. عبدالله بن محمد الطيار






الحمد لله الملك القهار العزيز الجبار الرحيم الغفار مقلب القلوب والأبصار مقدر الأمور كيف يشاء ويختار مكور النهار على الليل ومكور الليل على النهار أسبل ذيل الليل فأظلم للسكون والاستتار وأنار منار النهار فأضاء للحركة والانتشار وجعلهما مواقيت الآجال والأعمار، أحمده سبحانه يقبل عثار النادمين ويغفر ذنوب التائبين عرفته قلوب الخلائق بلهفاتها وقصدته أفئدتهم في حاجاتها، لا إله إلا الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، لا إله إلا الله الولي الحميد، لا إله إلا الله العظيم المجيد، لا إله إلا الله المؤمل لكشف كل كرب شديد، سبحان فارج الكربات، سبحان مجيب الدعوات، سبحان مغيث اللهفات، سبحان الواسع بفضله جميع البريَّات.









الله أكبر ألله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، وأشهد أن لا إله إلا الله تكفل بأرزاق جميع الخلائق له الحكمة البالغة فيما قدر وقضى يبتلي العباد ليرى ذلهم وخضوعهم وانكسارهم بين يديه فيجيب المضطرين ويجبر كسر المنكسرين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أصدق العباد شكرًا وأكثرهم لربه ذكرا سيد المستغفرين وإمام التائبين صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.





أستغفر الله العظيم وأتوب إليه.





ربنا ظلمنا أنفسنا واعترفنا بذنوبنا فاغفر لنا ربنا أنت الكريم الرزاق ونحن عبيدك الضعفاء لا حول لنا ولا قوة إلا بك، سبحان العلي الأعلى، سبحان من ترتفع له الشكوى، سبحان الواحد الأحد الفرد الصمد، لا إله إلا الله أستغفر الله وأتوب إليه.





أما بعد:


فأوصيكم ونفسي بتقوى الله فهي غنيمة المؤمنين وتجارة المتقين وعلامة الفوز يوم الدين.





عباد الله:


يقول الله تعالى: ï´؟أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمْ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمْ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌï´¾ [النحل: 45- 47].





المعاصي تحدث في الأرض أنواعا من الفساد وفي المياه والهواء والمساكن والأبدان، إنها تحل بالأرض الخسف والزلازل وتظهر في الثمار كثيرا من الآفات التي تقضي عليها أو تنقص محاصيلها.





المعاصي يا عباد الله تحدث في الأبدان الأمراض الفتاكة والآفات القاتلة والحوادث المروعة، إنها تطفئ نور القلب وتقتل الغيرة وتضعف التوبة. إن شهوات الدنيا في القلب كشهوات الأطعمة في المعدة وسوف يجد العبد عند الموت لشهوات الدنيا في قلبه من الكراهة والنتن والقبح ما يجده الأطعمة اللذيذة إذا انتهت في المعدة غايتها، كان بعض السلف يقول لأصحابه انطلقوا حتى أريكم الدنيا فيذهب بهم إلى المزبلة فيقول انظروا إلى ثمارهم ودجاجهم وعسلهم وسمنهم.





عباد الله:


إن إيثار الشهوات وغلبة الأهواء سبب لحصول أعظم العقوبات وصدق الله العظيم: ï´؟وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَï´¾ [الأعراف: 96].


وقال تعالى: ï´؟وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍï´¾ [الشُّورى: 30].


وقال تعالى: ï´؟ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِï´¾ [الرُّوم: 41].





والطاعة ولزوم عبادة الله سبب لحصول الخير العميم ووفرة الأرزاق وكثرة الأمطار، نعم إن سعادة في معاملة الخلق أن تعاملهم لله فترجو الله فيهم ولا ترجوهم في الله، وتخافه فيهم لا تخافهم في الله، وتحسن إليهم رجاء ثواب الله لا طلبا لمكافأتهم، وتكلف عن ظلمهم خوفا من الله لا منهم كما جاء في الأثر: (أرج الله في الناس ولا ترج الناس في الله وخف الله في الناس ولا تخف الناس في الله).





عباد الله:


إن ابتلاء الديار بقلة الأمطار يتطلب الرجوع الصادق إلى الله واللجوء إليه، التوكل الصادق والتعلق الراشد والانكسار بين يدي الجبار، ألا ترون يونس عليه الصلاة والسلام حينما نادى ربه هو في قاع الظلمات في غياهب البحار: ï´؟وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ. فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنْ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَï´¾ [الأنبياء: 87].





الابتلاء يقطع قلب المؤمن عن الالتفات إلى المخلوقين ويفزع للخالق، ألا ترى البهائم العجماوات إذا حزبها الأمر رفعت بصرها للسماء فسبحان من علمها الضراعة إلى الله والانكسار بين يديه.





وكلما عظم الخطب واشتد الكرب فهناك يكون قرب الفرج وصدق الله العظيم: ï´؟حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَاï´¾ [يوسف: 110] .





عباد الله:


وإذا كنتم خرجتم تشكون جدب الديار وقلة الأمطار فتذكروا ما أنت فيه من النعم العظيمة التي سلبت من غيركم، أمن في الأوطان وصحة في الأبدان ووفرة في الأرزاق، أديروا أبصاركم إلى بلاد الله الواسعة لتروا ما حل بمن حولكم زلازل وبراكين وأعاصير وفيضانات وحروب طاحنة.





التفتوا إلى إخوةٍ لكم في الشيشان تسلط عليهم الروس الظالمون فأخرجوهم من ديارهم قتلوا الأبرياء وأحرقوا المحاصيل، فرقوا بين الزوج وزوجته والرضيع ووالدته والأخ وأخيه ولا جريمة لإخوانكم إلا أنهم آمنوا بالله ربا وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - نبينا ورسولا، فاصدقوا أيها المؤمنون مع خالقكم واصدقوا مع أنفسكم وكونوا مع إخوانكم بالدعاء والمال لعل الله أن يرفع ما بكم وما بهم وأن يجعل الدائرة تدور على أعدائهم.





عباد الله:


وكما أن الذنوب سبب لنزول البلاء فإن الاستغفار سبب لرفع البلاء وتأخير العذاب قال تعالى: ï´؟وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَï´¾ [الأنفال: 33].





والاستغفار سبب لنزول الغيث من السماء قال تعالى على لسان نبيه هود عيه الصلاة والسلام: ï´؟وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْï´¾ [هود: 52].





وبالاستغفار تحل البركة في الأرزاق وتكثر الخيرات وتزيد الثمار قال الله جل وعلا على لسان نبيه نوح عليه الصلاة والسلام: ï´؟فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراًï´¾ [نوح:10-12].





وقال تعالى: ï´؟وَأَنْ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّىï´¾ [هود: 3] .





وقد ورد أن عمر بن الخطاب - رضوان الله عليه - صعد المنبر يوما ليستسقي فلم يزد على الاستغفار وقراءة الآيات في الاستغفار ثم قال: (لقد طلبت الغيث بمخارج السماء التي ستنزل بها المطر).





عباد الله:


أكثروا من الاستغفار فقد ورد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم فرج ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية ورزقه من حيث لا يحتسب)).





وأكثروا من الصلاة والسلام على الحبيب - صلى الله عليه وسلم - فالدعاء موقوف بين السماء والأرض حتى يصلى على النبي - صلى الله عليه وسلم -.





ï´؟رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَï´¾ [الأعراف: 23]، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أسقنا غيثا مغيثا هنيئا مريئا طبقا سحًا مجللًا عامًا نافعا غير ضار عاجلا غير آجل، اللهم تحيي به البلاد وتغيث به العباد وتجعله بلاغا للحاضر والباد، اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا هدم ولا بلاء ولا غرق، اللهم أسق عبادك وبلادك وبهائمك وانشر رحمتك وأحي بلدك الميت، اللهم أنبت لنا الزرع وأدر لنا الضرع وأنزل علينا من بركاتك، واجعل ما أنزلته علينا قوة لنا على طاعتك وبلاغا إلى حين، اللهم إنا خلق من خلقك فلا تمنع بذنوبنا فضلك.





اللهم ارحم الأطفال الرضع والشيوخ الركع والبهائم الرتع وارحم الخلائق أجميعن، ï´؟رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَï´¾ [البقرة: 286].





عباد الله:


اقلبوا أرديتكم تأسيا بنبيكم واجتهدوا في الدعاء وألحوا في المسألة ادعوا الله وأنتم موقنون في الإجابة، وأكثروا من الاستغفار والصدقة وصلة الرحم واحذروا من الظلم.





أسأل الله - جل وعلا - أن يغيث القلوب والديار وأن يوفق ولاة أمرنا لكل خير، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 75.71 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 73.57 كيلو بايت... تم توفير 2.13 كيلو بايت...بمعدل (2.82%)]