الاستسقاء - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1114 - عددالزوار : 129617 )           »          الصلاة مع المنفرد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الاكتفاء بقراءة سورة الإخلاص (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          أصول العقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الإسلام يبيح مؤاكلة أهل الكتاب ومصاهرتهم وحمايتهم من أي اعتداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          تحريم الاعتماد على الأسباب وحدها مع أمر الشرع بفعلها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3097 - عددالزوار : 369940 )           »          وليس من الضروري كذلك! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          مساواة صحيح البخاري بالقرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          محرومون من خيرات الحرمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-03-2020, 03:00 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,787
الدولة : Egypt
افتراضي الاستسقاء

الاستسقاء 1



الشيخ عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر






الحمد لله العظيم الحليم المجيد، ﴿ وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [الشورى: 28]، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، أهل الثناء والتمجيد شهادةً خالصةً لوجهه الكريم، فيها البراءة من الشرك والكفر والتنديد، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أفضلُ الرُّسل وقدوةُ العبيد، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أهل القول السديد والمسلك الرشيد.

أما بعد:
عباد الله:
اتقوا الله - تعالى - ثم اعلموا - رعاكم الله - أنَّ من آيات الله الباهرة ودلالات عظمته الظاهرة تصرُّفه - سبحانه وتعالى - في هذا الكون عطاءً ومنعًا، قبضًا وبسطًا، خفضًا ورفعًا، فلله الأمر من قبل ومن بعد، فما شاء الله كان، وما لم يشاء لم يكن، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وإن من الآيات العظام - عباد الله - نزول الغيث وهطول الأمطار، واهتزاز الأرض بنزوله وإنباتها من كل زوج بهيج فما أعظمها من آية، فما أعظمها من آية، آية دالة على كمال مبدعها وعظمة موجدها - سبحانه وتعالى - قال الله - عز وجل -: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [فصلت: 39]، ويقول الله - تبارك وتعالى -: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ [الروم: 24]، فنزول الأمطار - عباد الله - آية عظيمة على كمال المبدع وعظمة الخالق - جل وعلا - فهو المتصرف في هذا الكون - عز وجل - إن شاء أنزل الغيث، وإن شاء منعه؛ فلله الأمر من قبل ومن بعد.

ولهذا - عباد الله - لزم عبادَ الله المؤمنين أن يقبلوا على الله - جل وعلا - إيمانًا وتضرُّعًا وخوفًا وطمعًا ورجاءً لرحمته - سبحانه وتعالى - إذ لا ملجأ للعباد إلا إلى الله، ولا مفر لهم إلا إلى الله؛ إليه يفزعون في مُلِمَّاتهم، وإليه يُبْدون حاجاتهم ورغباتهم؛ يقول الله - تعالى -: {﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ * إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ ﴾[فاطر: 15 - 16].

عباد الله:
ولهذا أرشد الله - عز وجل - عباده عند احتباس الأمطار وتأخُّر نزولها إلى الفزع إلى الصلاة والدعاء والاستغفار، أرشدهم - جل وعلا - بأن يرجعوا إلى الله، وأن ينيبوا إليه - سبحانه - وأن يلتمسوا منه - عز وجل - المنَّ والعطاء، والفضل والنعماء؛ لأن الأمور كلها بيده - سبحانه - يقول الله - جل وعلا -: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الأعراف: 96] ويقول الله - جل وعلا -: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا [نوح: 11 - 12].

ومقصود هذه الصلاة - عباد الله - اللجوءُ إلى الله والخضوعُ بين يديه، والتذلُّلُ له - سبحانه - ودعاؤه - جل وعلا - والاستغفارُ والتوبةُ والإنابةُ إليه - جل وعلا - فأقبلوا - رعاكم الله - أقبلوا على الله - جل وعلا - بقلوب منيبة وأنفس مخبتة، ترجون رحمته، وتطمعون في فضله، وثقوا بأن الله - عز وجل - يجيب دعاء من دعاه، ويُعْطي من ناداه، وهو القائل - سبحانه -: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186].


اللهم يا إلهنا، اللهم يا إلهنا بك آمنا، ولك استجبنا؛ فلا تحرمنا فضلك يا ذا الجلال وإكرام، اللهم إنا نستغفرك؛ إنك كنت غفارًا، فأرسل السماء علينا مدرارًا، اللهم إنا نستغفرك؛ إنك كنت غفارًا، فأرسل السماء علينا مدرارًا، اللهم إنا نستغفرك؛ إنك كنت غفارًا، فأرسل السماء علينا مدرارًا.

اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، وزِدْنا ولا تنقصنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، اللهم رحمتك نرجو، فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من اليائسين، اللهم إنا نسألك غيثًا مغيثًا، هنيئًا مريئًا، سحًّا طبقًا، نافعًا غير ضار، عاجلاً غير آجل، اللهم أغث قلوبنا بالإيمان، وديارنا بالمطر، اللهم إنا نسألك سُقْيَا رحمة، اللهم إنا نسألك سقيا رحمة لا سقيا هدم ولا عذاب ولا غرق، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم إنا خلق من خلقك، فلا تمنع عنا بذنوبنا فضلك، اللهم لا تؤاخذنا بما فعله السفهاء منَّا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، إلهنا وسيدنا ومولانا ورجاءنا، أسقنا الغيث، ولا تجعلنا من القانطين، اللهم إنا نتوسَّل إليك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى، وبأنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت، يا من وسعت كل شيء رحمةً، وعلمًا، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.

وتأسوا - عباد الله - بنبيِّكم - صلى الله عليه وسلم - في هذا المقام بقلب الرداء تفاؤلاً بتغيُّر الأحوال وألحُّوا على الله - عز وجل - بالدعاء، وأقبلوا عليه صادقين راجين ملحين، وصلى الله وسلم وبارك وأنعم على عبد الله ورسوله نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-03-2020, 03:00 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,787
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الاستسقاء

الاستسقاء 2



الشيخ عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر




الحمد لله العظيم الحليم المجيد، ï´؟ وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ ï´¾ [الشورى: 28]، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، أهل الثناء والتمجيد شهادةً خالصةً لوجهه الكريم فيها البراءة من الشرك والكفر والتنديد، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، الدّاعي إلى كل خُلُقٍ حميد وفعلٍ رشيد وقول سديد، صلى الله وسلم عليه، وعلى آله وصحبه صلاةً دائمةً مستمرة في دوام ومزيد.

أما بعد:
عباد الله:
فاتقوا الله وراقبوه، راقبوه مراقبةَ من يعلمُ أن ربَّه يسمعُه ويراه، وأقبلوا على طاعة الله - جلّ وعلا - في الشدّة والرخاء، وتعرَّفوا إليه - سبحانه - في العُسر واليُسر، والمنشَط والمكرَه وفي كل الأحوال.

ومن عجيب أمر المؤمن - عبادَ الله - أن أمره كله فيه خير في شدَّته ورخائه، وفي سرَّائه وضرَّائه، وفي عُسرِه ويُسرِه، وفي جميع أحواله، وفي هذا يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((عجبًا لأمر المؤمن؛ إنَّ أمره كلَّه خير، إن أصابته سراءُ شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراءُ صبر، فكان خيرًا له، وذلك لا يكون إلا للمؤمن)).

فالمؤمن - عبادَ الله - في سرّائه شاكرٌ لله - جلّ وعلا - على نعمائه وجزيلِ عطائه، وفي ضرائه صابر يرجو ثوابَ الصابرين المحتسبين، في النعماءِ شاكر لنعماء الله، وفي ضرائه صابر على قضاءِ الله، وهو في كل أحواله يرجو رحمةَ الله ويطمَعُ في نوالِه، ويعلم أن الفضلَ بيد الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.

المؤمن في كل أحواله - عبادَ الله - مُقبِلٌ على الله - جلّ وعلا - بإخلاصٍ وإنابةٍ وصدقِ ورجاءٍ، يطمع في رحمة الله، ويخاف من عذابه، ويرجو فضله - جلّ وعلا - وهو يعلمُ أن الأمرَ كله بيد الله - جلّ وعلا - فما شاء الله كان، وما لم يشأ، لم يكن، ولا حولا ولا قوة إلا بالله العلي العظيم؛ يقول الله جل وعلا: ï´؟ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ï´¾ [النمل : 62].

الخطبة الثانيه

عبادَ الله:
وإنكم تعلمون ما يحصل في الديار والزروع، وللبهائم بسبب قلَّة الأمطار وجُدوبة الأرض، ما يحصل لها من الأضرارِ المتنوعة؛ لأن الماءَ هو مادةُ حياتِها؛ كما قال الله - عز وجلّ -: ï´؟ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ï´¾ [الأنبياء : 30]. وقد ندب الله - جلّ وعلا - عبادَهُ عند احتباسِ الأمطار وقِلَّة نزولِها وجدوبةِ الأرض، نَدبَهم إلى الإقبال على هذه الصلاةِ الجامعة، وإلى التوبة والاستغفار، ودعاء الله - جلّ وعلا - بصدقٍ وإلحاح، مع يقينٍ تام وثقةٍ بالله أنه - جلّ وعلا - يجيبُ المضطرين، ويغيث الملهوفين، ويجبُر المكسورين، وأنه - جلّ وعلا - الذي بيده أَزِمَّة الأمور - سبحانه.

فعلينا - عبادَ الله - أن نُقبل على الله - جلّ وعلا - بقلوبٍ منيبة، ودعواتٍ صادقة، وإلحاحٍ على الله - جلّ وعلا - دون قنوطٍ أو يأسٍ من روح الله؛ ï´؟ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ï´¾ [يوسف : 87].

عباد الله:
وإن من أعظم ما يندب إليه في هذا المقام العظيم الإكثارُ من الاستغفار؛ يقول الله - جلّ وعلا - فيما حكاه عن نبيِّه نوح - عليه السلام - أنه قال لقومه: ï´؟ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ï´¾[نوح : 11 - 12].

خرج أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - خَرجَ بالناس للاستسقاء، فما زادَ على الاستغفار، فقيل له في ذلك قال: لقد سألتُ الله - جلّ وعلا - بمجَادِيحِ السماء الذي يُستَنزلُ بها المطر، وجاء رجل إلى الحسن البصري - رحمه الله - يشكو إليه الفقرَ، فقال: استغفر الله، فجاءه آخرُ يشكو جفافَ بستانه، فقال: استغفر الله، فجاءه ثالثٌ يشكو عدمَ الإنجاب، فقال له: استغفر الله، فقيل له في ذلك، قال: لم أزد على كتاب الله - جلّ وعلا - فتلا قول الله - سبحانه وتعالى -: ï´؟ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ï´¾ [نوح : 11 - 12].


اللهم إنا نستغفرُك ونتوبُ إليك، اللهم إنا نستغفرك ونتوب إليك، اللهم إنا نستغفرك ونتوب إليك، نستغفرُ الله الحيَّ القيومَ الذي لا إله إلا هو ونتوب إليه، اللهم اغفر لنا ذنبنا كلَّه؛ دِقَّه وجِله، أوله وآخره، سِرَّه وعلنه.

اللهم اغفر لنا ما قدّمنا وما أخرنا، وما أسررنا وما أعللنا، وما أنت أعلم به منَّا؛ أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت، اللهم اغفر لنا ولوالدينا، وللمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات؛ الأحياءِ منهم والأموات.

اللهم اغفر ذنوبَ المذنبين من المسلمين، وتُب على التائبين، ربنا إنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا، لنكونَنَّ من الخاسرين، لا إله إلا الله، لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنَّا من الظالمين، اللهم اغفر لنا وتب علينا، اللهم اغفر لنا وتب علينا، اللهم اغفر لنا وتب علينا، إنك أنت التواب الغفور، لا إله إلا أنت العظيمُ الحليم، لا إله إلا أنت الولي الحميد.

اللهم أنت الغني ونحن الفقراء، فأَنْزِل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، وزدنا ولا تنقُصنا، وآثرنا ولا تُؤْثِر علينا، اللهم إنا نتوجه إليك بأسمائك الحسنى وصفاتك العظيمة، وبأنَّكَ أنت الله الذي لا إله إلا أنت، يا مَنْ وَسِعْتَ كل شيء رحمة وعلمًا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم سُقيا رحمة لا سُقيا هدم ولا عذاب ولا غَرَق، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من اليائسين، اللهم أَغِثْ قلوبنا بالإيمان وديارنا بالمطر، اللهم إنا نسألك غيثًا مغيثًا، هنيئًا مريئًا، سَحًّا طبقًا، نافعًا غير ضار، عاجلاً غير آجل، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم لا تُؤَاخذنا بما فعله السفهاء منا، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من اليائسين، اللهم رحمتَك نرجو فلا تكلنا إلا إليك، اللهم لا تكلنا إلا إليك اللهم لا تكلنا إلا إليك، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، واغفر لنا إنك أنت الغفور الرحيم، وتأسَّوا - رعاكم الله - بنبيِّكم - صلى الله عليه وسلم - بقلب الرداء، تفاؤُلاً بتغير الأحوال وتبدُّلِ الأمور، وآخرُ دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله وسلم وبارك وأنعم على عبد الله ورسوله نبيِّنا محمد وآله وصحبه أجمعين.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-03-2020, 03:00 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,787
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الاستسقاء

الاستسقاء 3



الشيخ عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر


الحمد لله الولي الحميد، ذي العرشِ المجيدِ فعال لما يريد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً بريئة من الشرك والتنديد، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، إمامُ الورى وخيرُ العبيد، اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى آله وصحابته أجمعين، صلاةً دائمةً في ارتقاء ومزيد.

أما بعد:
عبادَ الله:
اتقوا الله ربَّكم في سرَّائكم وضرَّائكم، وتعرّفوا إليه جلّ وعلا في شِدَّتكم ورخائكم، واعلموا أن الله تبارك وتعالى غني حميد بيده أَزِمَّةُ الأمور ومقاليدُ السماوات والأرض، عطاءه جلّ وعلا كلامٌ ومنعه كلامٌ، ï´؟ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ï´¾ [ يس: ظ¨ظ¢]، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، واعلموا رعاكم الله أنّكم فقراء إلى الله جلّ وعلا من كل وجه، لا غنى لكم عنه طرفةَ عين ï´؟ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ * إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ ï´¾ [فاطر: ظ،ظ¥ - ظ،ظ¦]، ثم هو جلّ وعلا غنيٌ عن عباده وعن دعائهم واستغفارهم وصلاتهم وسائر عباداتهم، فهو جلّ وعلا لا تنفعه طاعةُ من أطاع ولا تضرُّه معصيةُ من عصاه، ï´؟ فَمَنْ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَاï´¾ [يونس: ظ،ظ*ظ¨]، ثم هو جلّ وعلا معَ كمال غناه عز وجلّ يدعو عباده إلى ما فيه فلاحُهم وسعادتهُم وصلاحُ أمرهم في دنياهم وأخراهم، ومن ذلكم الصلاةُ التي اجتمعنا لها، طالبين رحمة الله جلّ وعلا مؤمِّلين فضلَه راجين نواله عز وجلّ، وهو لا يُخَيِّبُ من رجاه ولا يَرُدُّ من دعاه سبحانه، واستمع إلى ما جاء عنه تبارك وتعالى في الحديث القدسي العظيم المبارك، يقول جلّ وعلا: " يا ابن آدم إِنَّك ما دعوتني ورجوتني غفرتُ لك ما كان منك ولا أبالى، يا ابنَ آدمَ لو بلَغَتْ ذنوبك عَنانَ السماء ثم استغفرتني غفرتُ لك، يا ابنَ آدم لو أتيتني بقُرابِ الأرض خطايا ثم لقِيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقُرابها مغفرة "، تأمَّل رعاك الله قوله جلّ وعلا، قول الغني سبحانه "يا ابن آدم، يا ابن آدم، يا ابن آدم "، يناديك جلّ وعلا لتُقبل على ما فيه صلاحك وفلاحك وسعادتك ورِفعتكَ في دنياك وأُخرَاك، وقد ذكر عز وجلّ في هذا الحديث القدسي العظيم المبارك، أموراً ثلاثة عظيمة هي أعظمُ أسباب الغفران ونزولِ البركات وتوالىِ الخيرات وتعدُّدِ العطايا والهِبات .

أما الأمر الأول: فهو دعاء الله تبارك وتعالى مع رجائِهِ، دعاءُ من قال سبحانه: ï´؟ وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ï´¾ [غافر: ظ¦ظ*]، والقائل سبحانه وتعالى: ï´؟ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ï´¾ [البقرة: ظ،ظ¨ظ¦]، والدعاءُ يقتضي الإجابةَ إذا توفَّرت شروطه وانتفَت موانعُه، ولهذا وجب على المسلم أن يكون في دُعائِه مُقبِلاً على الله عز وجلّ إقبالا صادقا مخلصًا لله جلّ وعلا مُلِحًا غيرَ يائسٍ ولا قانطٍ، يرجو رحمة الله عز وجلّ ويخافُ عذابه راغباً راهباً ملحًّا راجيا مؤمِّلا في عظيم موعود الله جلّ وعلا وكريم نواله.

والأمر الثاني عباد الله: الاستغفار، وهو من أعظم أسباب نزول الخيرات وتوالي البركات، قال الله جلّ وعلا عن نوح عليه السلام انه قال لقومه: ï´؟ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً ï´¾ [نوح: ظ،ظ* – ظ،ظ¢].

وأما السبب الثالثُ عبادَ الله: فهو التوحيد لله جلّ وعلا والإخلاصُ له والبراءةُ من الشرك كلّه دقيقه وجليله وصغيرِهِ وكبيرِه، " يا ابنَ آدمَ لو أتيتني بقُراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقُرابها مغفرة "، البعدُ عن الشرك كلِّه عبادَ الله حسنةٌ عظيمة هي أكبرُ الحسنات وأعظمُها وهي سببُ السعادة، وإذا فقد هذا الأمر - أعني الإخلاص لله – ووقع الإنسان في الشرك بالله جلّ وعلا، فقد الخير كلَّه في دنياه وأخراه وانقطعَتْ عنه رحمة الله ومغفرتُه، ï´؟ إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ï´¾ [النساء: ظ¤ظ¨]، وقد خاف النبي صلى الله عليه وسلم على أمتَّه من هذا الداء الخطير خوفاً شديداً، ففي الحديث عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: " إن أخوفَ ما أخافُه عليكُم الشركُ الأصغر، فسألوا عنه فقال: الرياء "، فعلينا عباد الله أن نجاهِد أنفسنا مجاهدةً تامة في البعد عن الشرك كلِّه، أعاذنا الله وإياكم منه وحمَانا وحمَاكُم، وأن نُقبِلَ عليه جلّ وعلا مخلصين بقلوبٍ منيبة، ونفوسٍ صادقة نستغفره جلّ وعلا من ذنوبِنَا وخطايانا ونتوبُ إليه جلّ وعلا توبةً نصوحا، ونلحُّ عليه سبحانه، ونلح عليه بالدعاء ونحن راجين مؤمِّلين، اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا، اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا، اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا، فأرسل السماء علينا مدرارا، اللهم اغفر لنا ذنبنا كلِّه دِقَّه وجِلَّه أوله وآخره سرَّه وعلنه، اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعللنا وما أنت أعلم به منا أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت، اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، ربنا إنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفِر لنا وترحمنا لنكونَنَّ من الخاسرين، اللهم إنا ظلنا أنفسنا ظلمًا كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لنا مغفرة من عندك وارحمنا، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، اللهم اغفر لنا وتُب علينا، اللهم اغفر ذنوب المذنبين وتب على التائبين يا تواب يا رحيم، اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا، فأرسل السماء علينا مدرار، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، وزدنا ولا تنقصنا، وآثرنا ولا تُؤثِر علينا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم غيثا مغيثا هنيئا مريئا سَحاً طبقا نافعا غير ضار، اللهم أدِّرَ لنا الضرع وأنبت لنا الزرع، اللهم وانشر لنا البركاتِ في الأرض وأنزِل علينا من بركات السماء يا ذا الجلال والإكرام، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من اليائسين، اللهم لا تؤاخذنا بما فعله السفهاء منا، اللهم أغث قلوبنا بالإيمان وديارنا بالمطر، اللهم أغث قلوبنا بالإيمان وديارنا بالمطر، اللهم أغث قلوبنا بالإيمان وديارنا بالمطر، اللهم هذه أيدينا إليك مدت ودعواتنا إليك رفعت، وأنت يا الله لا تردُّ عبدا دعاك، ولا ترد عبدا نجاك، اللهم لك استجبنا وبك آمنا وعليك توكلنا وفي نوالك وعطائك أَمَّلنا، اللهم فلا ترُدَّنا خائبين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، واقتدوا عبادَ الله، بنبيكم صلوات الله وسلامه عليه، بقلب الرداء تأمُّلاً في تغير الأحول وتبدلها، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك وأنعم على عبد الله ورسوله نبينا محمد، وآله وصحبه أجمعين .

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 01-03-2020, 03:01 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,787
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الاستسقاء

الاستسقاء 4



الشيخ عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر



الحمد لله الكبير المتعال، ذي العظمة والجلال والكبرياء والكمال، واسع الفضل جزيل العطاء عظيم النوال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وصفيه وخليله، وأمينه على وحيه، ومبلغ الناس شرعه، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:
معاشر المؤمنين، اتقوا الله تعالى، وراقبوه في السر والعلانية، مراقبة من يعلم أن ربه يسمعه ويراه، وتقوى الله جل وعلا عمل بطاعة الله على نور من الله رجاء ثواب الله، وترك لمعصية الله على نور من الله خيفة عذاب الله.

معاشر المؤمنين:
إننا اجتمعنا هذا الاجتماع المبارك لأن حال المسلمين في ديارهم وبلدانهم فيه شكوى مريرة وآلام كثيرة، من جوانب عديدة، ومما يؤرِّق الناس احتباس المطر وتأخر نزوله عن إبان زمانه.

أيها المؤمنون عباد الله:
إن نعمة الله جل وعلا علينا عظمى بأن هدانا للإيمان الذي هو مفزع لنا في كل ملمة ومرجع لن في كل مصيبة، نعم عباد الله؛ الإيمان مفزع للمؤمن في أحواله كلها، وشؤونها جميعها، في أفراحه وآلامه، في آلامه وأحزانه، في مرضه وصحته، في فقره وغناه، في كل شؤونه يفزع إلى الإيمان فيسير في هداياته، ويستضيء بنوره، ويمشي في ضوء إرشاداته، وهذا هو معنى قول الله تبارك وتعالى: ï´؟ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ ï´¾.

عباد الله:
هدايات الإيمان لأهله عظيمة فينبغي عليهم أن يغنموها، ولا يجوز لهم أن يُضيِّعوها، بل يجب عليهم في أحوالهم كلها أن يسيروا في ضوء هدايات الإيمان، وتأمل ذلك في قوله عليه الصلاة والسلام: "عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير: إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له، وذلك لا يكون إلا للمؤمن".

المؤمن عباد الله في سرائه وضرائه رابح غانم، في سرائه يفوز بثواب الشاكرين، وفي ضرائه يفوز بثواب الصابرين، ومصيبتنا هذه عباد الله إذا فزعنا فيها إلى هدايات الإيمان وإرشادات الإيمان نجد خيرا عظيما، وفضلا عميما.

عباد الله:
إن الله عز وجل كما أنه يبتلي عباده بالنعمة فإنه يبتليهم بالمصاب، ليميز الخبيث من الطيب.

عباد الله:
إن المؤمن في ضرائه وآلامه وجميع مصائبه يفزع إلى الله تبارك وتعالى ويفر إليه راجيا رحمته خائفا من عذابه غير قانط ولا يائس بل هو مقبل على الله جل وعلا واثق بأن الله جل وعلا غفور رحيم، تواب كريم، يغفر الذنوب، ويعفو عن السيئات، على ثقة تامة بأن ربه جل وعلا يجيب الدعوات ويقيل العثرات ويجبر الكسير، ويغني الفقير، وهو جل وعلا على كلِّ شيء قدير، لا يُعجزه شيء في الأرض ولا في السماء ï´؟ مَا يَفْتَحْ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ ï´¾.

عباد الله:
المؤمن في مصابه يفزع إلى الله جل وعلا وينطرح بين يديه، وينكسر ذليلا لجنابه سبحانه، داعيا راجيا، مؤملا واثقا، متوكلا مستعينا، يرجو رحمة الله ويخشى عذابه.

إيماننا عباد الله يهدينا إلى أنَّ ربَّنا تبارك وتعالى يسمع من دعاه، ويجيب من ناداه، ولا يخيب من رجاه ï´؟ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ï´¾، وقال جل وعلا: ï´؟ وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَï´¾.


عباد الله:
وعلينا أن نحقق ما يدعو إليه الإيمان من الإخلاص لله وحسن الإقبال على الله، وعظم الثقة بالله جل وعلا، وقوة الرجاء فيما عنده سبحانه، وطرد القنوط واليأس من روح الله جل وعلا، وأن يكون دعاؤنا عزما وجزما وبثقة ورجاء، وطمع ورغبة، والله جل وعلا لا يخيب دعاء المؤمنين.

اللهم لا تخيب دعاءنا، اللهم لا تخيِّب دعاءنا، اللهم حقق رجاءنا، اللهم وأعطنا سؤلنا، اللهم إنا نسألك إنك كنت غفارا، فأرسل السماء علينا مدرارا، اللهم اغفر لنا ذنوبنا كلها، دقها وجلها، أولها وآخرها، سرها وعلنها، ربنا إنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، اللهم اغفر لنا ولوالدينا، وللمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أنت أعلم به منا، ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لك تغفر لنا وترجمنا لنكونن من الخاسرين، ربنا إنا ظلمنا أنفسنا ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لنا مغفرة من عندك وارحمنا إنك أنت الغفور الرحيم، اللهم اغفر ذنوب المذنبين وتب على التائبين، اللهو وتب علينا أجمعين، اللهم تب علينا وتجاوزنا عنا، واغفر لنا يا ذا الجلال والإكرام، إلهنا وسيدنا ومولانا اسقنا وأغثنا، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، اللهم زدنا ولا تنقصنا، اللهم آثرنا ولا تؤثر علينا، اللهم أغث قلوبنا بالإيمان وديارنا بالمطر، إلهنا أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم إنا نسألك سقيا رحمة لا سقيا هدم ولا عذاب ولا غرق، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغث البلاد والعباد، اللهم غيثا مغيثا، هنيئا مريئا، سحا طبقا، نافعا غير ضار، عاجلا غير آجل، إلهنا أيدينا إليك مُدَّت، ودعواتُنا إليك رفعت، وأنت يا الله لا تُخيِّب مؤمنا دعاك، ولا ترد مؤمنا ناجاك، اللهم لا تردنا يدينا صفرا، اللهم لا ترد دعائنا خائبا، اللهم أجب دعاءنا، اللهم حقق رجاءنا، إلهنا نتوسل إليك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا، وبأنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت أن تسقينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم إنا نسألك بأنك أنت لك الحمد وحدك لا ريك لك المنان بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم أن تسقينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم، وبارك وأنعم على عبد الله ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، واقتدوا رعاكم الله بنبيكم صلوات الله وسلامه عليه بقلب الرداء تفاؤلا بتغير الأحوال وأملا بتحولها إلى خير، ونسأل الله عز وجل أن يتقبل منا أجمعين، وأن يغفر لنا إنه تبارك وتعالى غفور رحيم.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 01-03-2020, 03:01 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,787
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الاستسقاء

صلاة الاستسقاء



الشيخ عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر






الحمد لله أحمده بمحامده التي هو لَها أهل،وأثني عليه الخيرَ كلَّه لا أحصي ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه، الحمد لله أحمدُه حمدَ الشاكرين،وأثني عليه ثناءَ الذاكرين، الحمد لله أحمده سبحانه على نِعَمِه كلِّها وعطاياه جميعِها،أحمده عزّ وجل على كل نعمة أنعَم بها علينا في قديم أو حديث أو سرٍّ أو علانية أو خاصةٍ أو عامة، الحمد لله حمدا كثيرًا على نعمه الكثار وعطاياه المدرار،أحمده جلّ وعلا حمد من شكر، وأذكره ذكر من أناب واستغفَرْ وأقبل على ربِّه ومولاه، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيُّه وخليله، وأمينه على وحيه ومبلغ الناس شَرعَهُ، وأشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانةَ ونصحَ الأمةَ، وجاهد في الله حقَّ جهاده حتى أتاه اليقين، فما ترك خيراً إلا دلَّ الأمة عليه، ولا شرا إلا حذرها منه صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.









أما بعد:


معاشرَ المؤمنين عبادَ الله اتقوا الله جلّ وعلا، وراقبوه مراقبة من يعلم أن ربَّه يسمعُه ويراه،واعلموا رعاكم الله أن تقوى الله جلّ وعلا أساس السعادة وسبيل الفلاح في الدنيا والآخرة، وهي خير زاد يبلغ إلى رضوان الله كما قال جلّ وعلا: ï´؟ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِي يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ ï´¾ [البقرة: ظ،ظ©ظ§]،وهي وصية الله جلّ وعلا للأوّلين والآخرين من خلقه، كما قال عزّ وجل: ï´؟ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنْ اتَّقُوا اللَّهَ ï´¾ [النساء: ظ،ظ£ظ،]، وهي وصيةُ نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم لأمته،وهي وصية السلف الصالح فيما بينهم، فاتقوا الله عبادَ الله واعلموا أنَّ تقوى الله جلّ وعلا هي العملُ بطاعةِ الله على نورٍ من الله رجاءَ ثوابِ الله، وتركُ معصيةِ الله على نورٍ من الله خيفةَ عذابِ الله.





ثم عباد الله:


إنَّ هذه الصلاة المباركة، والجمع المبارك الذي منَّ الله به علينا صبيحَةَ هذا اليومِ بالاجتماع لَه، إنها صلاةٌ عظيمةٌ شرعت في الإسلام عندَ جدبِ الديارِ والحاجَةِ إلى الأمطارِ والرغبة في سُقيا الماء، بأن يُقبِلَ المسلمون على الله جلّ وعلا إِقبالاً صادقا تائبين منيبين، خاضعين متذلّلين بين يدي الغفارِ الرحيم الجواد المحسن المنانِ العظيمِ سبحانه وتعالى، الذي يَقبَلُ التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات،ويجيب الدعوات، يجيبُ المضطرَّ إذا دعاه ويكشف السوءَ، وأزمةُ الأمور بيده جلّ وعلا فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، ولا حول ولا قوة إلا بالله جلّ وعلا: ï´؟ مَا يَفْتَحْ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ ï´¾ [فاطر: ظ¢]، فالغرضُ عباد الله أن نُقبِلَ على الله جلّ وعلا إقبالاً صادقاً، نستغفر إلى الله جلّ وعلا من ذنوبِنا وخطايانا، ونتوب توبةً صادقةً ونَمُدُّ أَيْدِيَ الدعاء إلى الله جلّ وعلا، سائلين مُلِحِّين أن يَقبَلَ توبتنا وأن يُقبِلَ عثرتنا، وأن يتجاوز عن خطيئتنا، وأن يرحم ضعفنا وأن يتقبل منا، فإنه جلّ وعلا لا يرد عبدا دعاه، ولا يُخَيِّبُ مؤمنا ناجاه، وهو القائل سبحانه: ï´؟ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ï´¾ [البقرة: ظ،ظ¨ظ¦].






اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا، اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا، اللهم اغفر لنا ذنوبنا كلها دِقَّها وجِلَّها، اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أسرفنا وما أنت أعلم به منا أنت المقدم والمؤخر لا إله إلا أنت، اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم اغفر ذنوبَ المذنبين من المسلمين، وتب على التائبين من المسلمين، اللهم اغفر ذنوبَنَا وتَقَّبلْ توبتنا، اللهم اغفر لنا وارحمنا يا غفور يا رحيم، اللهم إنا نستغفرك إنك كنتَ غَفَّارَا فأرسل السماء علينا مدرارا، اللهم أرسل السماء علينا مدرارا، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم سقيا رحمةٍ لا سقيا هدم ولا عذاب ولا غَرقٍ،اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من اليائسين،اللهم أغثنا،اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم غيثا مغيثا هنيئا مريئا سَحًّا طبقا نافعا غير ضار عاجلا غير آجل، اللهم أغث قلوبنا بالإيمان وديارنا بالمطر، اللهم سقيا رحمةٍ لا سقيا هدم ولا عذاب ولا غرق، اللهم إنا نتوجه إليك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا وبأنك أنت الله لا إله إلا أنت، يا من وَسِعْتَ كل شيء رحمت وعلما، يا من يجيب المضطر إذا دعاه،يا من يُغيثُ الملهوف ويجبُر الكسيرَ،يا غني يا رحيم يا جواد يا كريم يا محسن يا منّان، اللهم اسقنا وأغثنا،اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم إنا خلق من خلقك فلا تمنع عنا بذنوبنا فضلك، اللهم لا تؤاخذنا بما فعله السُّفهاء منا، اللهم أغثنا،اللهم أغثنا،اللهم أغثنا، اللهم هذه أيدينا إليك مُدَّتْ،ودَعْواناَ إليك رُفعت، وأنت يا الله لا ترد عبدًا دعاك،ولا تُخَيِّبُ مؤمناً ناجاك،اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا،اللهم رحمتَكَ نرجوا فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين،اللهم لا تكلنا إلا إليك، اللهم لا تكلنا إلا إليك، اللهم لا تكلنا إلا إليك، لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين، لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين، لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وتأسَّوْا بنبيكم في قلب الرداء، تفاؤُلاً بتغير الأحوال بإذن الله جلّ وعلا، وصلى الله وسلّم وبارك وأنعم على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 97.87 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 94.35 كيلو بايت... تم توفير 3.52 كيلو بايت...بمعدل (3.59%)]