خروج المعتكف عن المسجد والاشتراط فيه - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1174 - عددالزوار : 130915 )           »          3 مراحل لانفصام الشخصية وأهم أعراضها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          متلازمة الشاشات الإلكترونية: كل ما تود معرفته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          ما هي أسباب التعرق الزائد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أضرار الوجبات السريعة على الأطفال: عواقب يُمكنك تجنبها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الوقاية من القمل بالقرنفل: أهم الخطوات والنصائح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          علاج جفاف المهبل: حلول طبيّة وطبيعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          الوقاية من القمل في المدارس: دليل شامل للأهل والمعلم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الوقاية من التهاب الكبد: 9 خطوات بسيطة لصحة أفضل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الوقاية من الجلطات: دليلك الشامل لصحة أفضل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 29-01-2020, 01:20 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,857
الدولة : Egypt
افتراضي خروج المعتكف عن المسجد والاشتراط فيه

خروج المعتكف عن المسجد والاشتراط فيه(1-2)

د.سعد بن تركي الخثلان






مقدمة البحث
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين وبعد :
فإنَّ الله تعالى قد علَّق فلاح العبد على تزكيته لنفسه قال تعالى: { قَدْ أَفْلَحَمَنزَكَّاهَا }[1] وقد جاءت هذه الآية بعد أحد عشر قَسَماً، وليس لهذا نظير في القرآن، وقد وقعت هذه الآية جواباً لهذا القسم مما يؤكد على أهمية تزكية النفوس وأنَّ الفلاح كلَّ الفلاح معلَّقٌ على هذه التزكية.
وتحصيل تزكية النفوس بأمور قد جاء بيانها في الكتاب والسنة، ومن أبرزها : عبادةٌ جليلة ينقطع فيها العبد لإصلاح نفسه وتعاهدها وينقطع عن الدنيا ويتفرغ للآخرة، وهي عبادة " الاعتكاف " التي يقول الإمام ابن القيم رحمه لله في المقصود منها : " عكوف القلب على الله تعالى وجمعيته عليه، والخلوة به، والانقطاع عن الاشتغال بالخلق والاشتغال به وحده سبحانه " [2].
وقد أحببت أن أكتب في أبرز مسائل هذه العبادة وهي " خروج المعتكف من المسجد والاشتراط فيه " نظراً لأهمية هذه المسألة، وكثرة الأسئلة والاستشكالات فيها، ولأنني لم أقف على من أفردها ببحثٍ مستقل مع أهميتها، وإن كان فقهاؤنا رحمهم الله قد تناولوها في كتبهم إلا أني أردت جمع كلامهم على اختلاف مذاهبهم وجمع الأدلة الواردة فيها وتحرير هذه المسألة بالبحث والمناقشة حتى يتجلى فيها ما أحسبه الأقرب للكتاب والسنة .
منهج البحث :
1- تصوير المسألة التي تحتاج إلى إيضاح تصويراً دقيقاً قبل بيان حكمها ليتضح المراد بها.
2- عرض الآراء في المسائل حسب الاتجاهات الفقهية، ونسبة كل رأي من قال به من أصحاب المذاهب .
3- عرض أدلة الأقوال ، مع بيان وجه الدلالة إذا احتاج الأمر إلى ذلك.
4- إيراد المناقشة على الأدلة أو الاستدلال بها. ولو كانت تلك المناقشة للقول الذي ظهر رجحانه، وما أنقله من غيري أصدره بعبارة وقد اعترض وفي الإجابة بعبارة وقد أجيب وما لم أنقله من غيري أصدره بعبارة ويمكن الاعتراض وفي الإجابة بعبارة ويمكن الجواب .
5- بيان ما توصلت إلى رجحانه من الآراء مع بيان سبب الترجيح .
6- ذكر أرقام الآيات وأسماء السور الواردة فيها .
7- تخريج الأحاديث من مصادرها فإن كان الحديث في الصحيحين أو في أحدهما فأكتفي بالعزو إليه، وإلا خرجته من كتب السنن والمسانيد والآثار مبيناً آراء المحدثين في درجته .
8- ختم البحث بخاتمة تتضمن ملخصاً للموضوع وأهم ما تتضمن من نتائج .
9- تذييل البحث بفهرس للمصادر والمراجع المستفاد منها في كتاب البحث.

وقد قسمت البحث إلى مقدمة و أربعة مباحث وخاتمة :
مقدمة البحث وتشتمل على أهمية البحث ومنهجه وخطته.
المبحث الأول : حقيقة الاعتكاف والأصل فيه .
المبحث الثاني : اشتراط المسجد لصحة الاعتكاف .
المبحث الثالث : خروج المعتكف من المسجد .
المبحث الرابع : الاشتراط في الاعتكاف .
خاتمة البحث وتتضمن أهم نتائج البحث
وأسأل الله تعالى الإعانة والتوفيق لما يحب ويرضى وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
المبحث الأول : حقيقة الاعتكاف والأصل فيه :
الاعتكاف من الشرائع القديمة [3] قال الله تعالى : { وَعَهِدْنَاإِلَىإِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَأَنطَهِّرَابَيْتِيَلِلطَّائِفِينَوَالْعَاكِفِينَ }[4] .
وقال عز وجل عن مريم عليها السلام: { فَاتَّخَذَتْمِندُونِهِمْحِجَابًا }[5] وقال: { كُلَّمَادَخَلَعَلَيْهَا زَكَرِيَّاالْمِحْرَابَوَجَدَعِندَهَارِزْقاً }[6] .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " ... ولأن مريم عليها السلام قد أخبر الله سبحانه أنها جعلت محررة له أو كانت مقيمة في المسجد الأقصى في المحراب، وأنها انتبذت من أهلها مكاناً شرقياً فاتخذت من دونهم حجاباً، وهذا اعتكاف في المسجد واحتجاب فيه" [7] . اهـ
وقد كان الاعتكاف معروفاً في الجاهلية قبل بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كما يدل لذلك حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن عمر رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال : كنتُ نذرت في الجاهلية أن أعتكف ليلةً في المسجد الحرام . فقال النبي صلى الله عليه وسلم " أوفِ بنذرك "[8] .
وحقيقة الاعتكاف لغة: تدور مادته على العين والكاف والفاء ، قال ابن فارس رحمه الله: "العين والكاف والفاء أصل صحيح يدل على مقابلة وحبس، يقال : عَكَف يعكفُ ويعكِف عكوفاً، وذلك إقبالك على الشيء لا تنصرف عنه "[9] اهـ .
والاعتكاف افتعال من عكف على الشيء يعكفُ ويعكِف، ويأتي لازماً ومتعدياً فأمّا اللازم فمصدره العكوف، والعكوف هو الإقبال على الشيء وملازمته على سبيل التعظيم [10]له ومنه قول الله تعالى : { وَجَاوَزْنَابِبَنِيإِسْرَآئِيلَالْبَحْرَفَأَتَوْاْعَلَىقَوْمٍيَعْكُفُونَعَلَى أَصْنَامٍلَّهُمْ }[11] . وقول الله تعالى عن إبراهيم عليه السلام : { مَاهَذِهِالتَّمَاثِيلُالَّتِي أَنتُمْلَهَاعَاكِفُونَ }[12] وقول الله تعالى عن موسى عليه السلام : { وَانظُرْإِلَىإِلَهِكَالَّذِيظَلْتَعَلَيْهِ عَاكِفًا }[13]. وقول الله تعالى : { وَلاَتُبَاشِرُوهُنَّوَأَنتُمْعَاكِفُونَفِيالْمَسَاجِدِ}[14] وقول الله تعالى : { وَعَهِدْنَاإِلَىإِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَأَنطَهِّرَابَيْتِيَلِلطَّائِفِينَوَالْعَاكِفِينَوَالرُّكَّعِ السُّجُودِ }[15] .
وأما المتعدي فمصدره العكف ويأتي بمعنى الحبس والمنع[16] ومنه قول الله تعالى : { وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًاأَنيَبْلُغَمَحِلَّهُ }[17] قال ابن جرير الطبري رحمه الله " أي محبوساً عن أن يبلغ محله " [18] اهـ .
والاعتكاف شرعاً مأخوذ من الفعل اللازم الذي مصدره : عكوف ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية " التاء في الاعتكاف تفيد ضرباً من المعالجة والمزاولة لأن فيه كلفة، كما يقال: عمل واعتمل وقطع واقتطع "[19] اهـ.
وحقيقة الاعتكاف شرعاً: لزوم المسجد لطاعة الله تعالى[20]. وتكاد تعاريف الفقهاء تتفق على ذلك وإن كان بينهم ثمة تفاوت في التعريف في إثبات أو حذف بعض الشروط والأركان[21] .
- فقد عرَّفه الحنفية بأنه : اللبث في المسجد مع الصوم ونية الاعتكاف[22].
- وعرَّفه المالكية بأنه الاحتباس في المساجد للعبادة على وجه مخصوص[23].
- وعرفة الشافعية بأنه : اللبث في المسجد من شخصٍ مخصوص بنية[24] .
- وعرفه الحنابلة بأنه : لزوم مسلم لا غسل عليه عاقلِ ولو مميزاً مسجداً ولو ساعة لطاعةٍ على صفةٍ مخصوصة [25] .
وهذه التعريفات متقاربة في بيان حقيقة الاعتكاف شرعاً وتتفق على أنه : لزوم مسجد لعبادة الله تعالى من شخصٍ مخصوص على صفةٍ مخصوصة[26].
ويسمى الاعتكاف جواراً [27]، ومن ذلك ما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصغي إليَّ رأسه وهو مجاور في المسجد فأرجله وأنا حائض[28] .
وفي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إني كنتُ أجاور هذه العشر ثم بدا لي أجاور العشر الأواخر[29] .
والاعتكاف مشروع ، والأصل في مشروعيته الكتاب والسنة والإجماع .
أما الكتاب فقول الله تعالى : { وَعَهِدْنَاإِلَىإِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَأَنطَهِّرَابَيْتِيَلِلطَّائِفِينَوَالْعَاكِفِينَوَالرُّكَّعِ السُّجُودِ }[30] .
وقول الله تعالى : { وَلاَتُبَاشِرُوهُنَّوَأَنتُمْعَاكِفُونَفِيالْمَسَاجِدِ }[31] .
ومن السنة : أحاديث كثيرة ومنها :
- ما جاء في الصحيحين[32] عن عائشة رضي الله عنها قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر حتى توفاه الله ، ثم اعتكف أزواجه من بعده.
- ما جاء في صحيح البخاري[33] عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان.
وجاء في معنى هذين الحديثين أحاديث كثيرة تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان من هديه الاعتكاف في شهر رمضان وربما اعتكف في أول شهر شوال.
وأما الإجماع على مشروعية الاعتكاف فقد نقله غير واحد من أهل العلم، فقد نقل أبو داود عن الإمام أحمد أنه قال : لا أعلم عن أحد من العلماء خلافاً في أن الاعتكاف لمسنون [34].
قال ابن المنذر رحمه الله : أجمعوا على أن الاعتكاف سنة لا يجب على الناس فرضاً إلا أن يوجبه المرء على نفسه نذراً فيجب عليه [35] .
وقال الموفق بن قدامة رحمه الله : " لا نعلم بين العلماء خلافاً في أنه
مسنون "
[36] اهـ .

والأصل في الاعتكاف أنه مسنون إلا أنه يجب بالنذر بإجماع العلماء، قال النووي رحمه الله : " الاعتكاف سنة بالإجماع ولا يجب إلا بالنذر بالإجماع "[37] اهـ .
وقال ابن القطان رحمه الله : " وأجمعوا على أن الاعتكاف لا يجب على الناس فرضاً إلا أن يوجبه المرء على نفسه نذراً فيجب عليه " [38] اهـ .
ويدل لذلك ما جاء في صحيح البخاري[39] عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من نَذَر أن يطيعَ الله فليطعه ومن نَذَر أن يعصي الله فلا يعصِه " .
وفي الصحيحين[40] عن ابن عمر رضي الله عنهما أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال : " كنتُ نذرتُ في الجاهلية أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " أوف بنذرك " .
يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 224.34 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 222.62 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (0.77%)]