وسطية الأمة المسلمة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معرفة الحق في فِطر الخلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الدعاء والذكر عند قراءة القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 6 - عددالزوار : 765 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 67 - عددالزوار : 54806 )           »          الغش والتزوير لنيل الشهادات العلمية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          حكم التيمّم حال وجود الماء ووقت جوازه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الواجب على من نسي سجوداً في صلاته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          القضاء والقدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          التحايل على غير المسلمين في المعاملات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          التحذير من شرّ شخص من الغيبة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          ترْكُ الأولاد نائمين في صلاة الفجر لضيق الوقت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 28-01-2020, 12:58 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,980
الدولة : Egypt
افتراضي وسطية الأمة المسلمة

وسطية الأمة المسلمة


صدقي البيك




جاء الرسول محمد - عليه السلام - ليكون خاتَمَ الأنبياء، وليكون كتابه خاتَمَ الكتب التي أَوْحَاها الله ومهيمِنًا عليها، ولتكون أمَّته شاهِدَةً على الأُمَم، وقد وصَفَها الله - تعالى - بالوسطيَّة والخيريَّة؛ ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ [آل عمران: 110]، و﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾ [البقرة: 143]، وقد ذكر معظم المفسِّرين أن هذه الوسطيَّة تعني العدل، فهي الأمَّة العادلة، ومع ذلك فقد ذكر لها بعض المفسِّرين معنى التوسُّط بين شيئين، فعبارة القرطبي: "هذه الأمَّة لم تغلُ غلوَّ النصارى في أنبيائهم، ولا قصَّروا تقصير اليهود في أنبيائهم".

وعبارة أبي حيَّان: "وقيل: متوسِّطين في الدِّين بين المفرِط والمقصِّر، لم يتَّخِذوا واحدًا من الأنبياء إلَهًا كما فعلت النصارى، ولا قتلوا نبيًّا أو حاوَلُوا قتله كما فعلت اليهود..."، ولا يبعد هذا عن تفسير سائر العُلَماء لكلمة "وسطًا" بمعنى: "عدلاً"، فالاعتدال بين الأشياء مشتقٌّ من العدل.

وقد وردَتْ كلمة "وسط" بمشتقَّاتها في القرآن الكريم خمس مرَّات يحتمل معظمها بشكلٍ واضح معنى التوسُّط بين شيئين ماديين أو معنويين، وكذلك تحتمل كلمة "أمَّة وسطًا" الاعتدال والبعد عن الإفراط وعن التفريط.

والرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُرِيد من أمَّته أن تتوسَّط بين الانقطاع للعبادات (الإفراط) وبين تركها (التفريط)، فهو في ردِّه على مَن رغِبُوا في المغالاة وتجاوَز الحدَّ في عباداتهم ((... أمَا والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكنَّني أصوم وأفطر، وأصلِّي وأرقد، وأتزوَّج النساء...))، وعَدَّ الرغبة عن هذه السنَّة (في الاعتدال) إلى ذات اليمين تشدُّدًا أو ذات الشمال إهمالاً، أو إلى الأعلى أو إلى الأسفل، عدَّها خروجًا عنه وعن دينه وسنَّته؛ ((فمَن رغِب عن سنَّتي فليس مِنِّي)).

والذي يراه المسلم في الإسلام حقيقة هو التوسُّط بين المادية التي يَتكالَب عليها الملحِدون واليهود، وبين الروحانية والرهبانية التي غَرِقَتْ فيها النصرانية والبوذية.

والإسلام في أوامره ونواهيه كلها يتميَّز بهذا التوسُّط والاعتدال، ويقترب منه ما يقوله بعض المفكِّرين من أن الفضيلة هي توسُّطٌ بين رذيلتين، فالكرم وسَطٌ بين البُخْلِ والإسراف، والشجاعة وسَطٌ بين الجبن والتهوُّر... والله - تعالى - يقول: ﴿ وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ... ﴾ [الإسراء: 29]، وهو يقول: ﴿ وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا ﴾ [البقرة: 195]، ويقول: ﴿ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا ﴾ [الأنفال: 45].

والرسول - عليه السلام - يقول: ((لا تتمنَّوا لقاء العدوِّ، وسَلُوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا))، ولم يقبل - عليه السلام - من أصحابه أن يُبالِغوا في مدحه والثناء عليه إلى درجة الإطراء التي أطرى بها النصارى عيسى ابن مريم - عليه السلام.

وقد شمل الاعتدال والتوسُّط كلَّ جوانب الحياة في الإسلام، ففي شؤون العمل يقول الله - تعالى -: ﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلاَ تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا... ﴾ [القصص: 77]، فلا يشغل المسلم اهتمامه بالآخرة عن أمور دنياه وحاجاتها، ولا ينسيه إقدامُه على متاع الدنيا وعمرانها بناءَ آخرته، ويصبُّ في هذا المجرى القولُ المأثورُ: "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا"، وفي الحديث عن ابن عمر - رضِي الله عنهما -: ((احرُث لدنياك كأنَّك تعيش أبدًا، واعمَل لآخرتك كأنك تموت غدًا))؛ القرطبي.

ويشمل كذلك العلاقات الاجتماعية في نِطاق الأسرة، فالزوج مُطالَب بالعدل في طاقاته البشريَّة، وبعدَم الإهمال لطرَف وإيثار آخَر من الأولاد والزوجات؛ ﴿ فَلاَ تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ ﴾ [النساء: 129]، ((أَكُلَّ ولدِك نحلتَ مثله؟)).

وقد تجاوَز طلبُ الاعتدال كلَّ الجوانب المادية ووصَل إلى الجوانب العاطفية، على رغم صعوبة العدل فيها، فإن لم يكن فيها عدل فليكن فيها اعتدال ومُقارَبة، فالحبُّ بمقدار والبغض بمقدار، فلا إفراط ولا تفريط، ولا تطرُّف في أيٍّ منهما، فقد ورد أن رسول الله - عليه السلام - قال: ((أحبب حبيبك هونًا ما عسى أن يكون بَغِيضَك يومًا ما، وأبغِضْ بَغِيضك هونًا ما عسى أن يكون حبيبك يومًا ما)).

فماذا بقي ممَّا لا تشمله المطالبة بالاعتدال والتوسُّط فيه؟

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.22 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.50 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.80%)]