مع سورة الإخلاص - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4946 - عددالزوار : 2046387 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4522 - عددالزوار : 1315330 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1430 - عددالزوار : 142381 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-12-2019, 06:21 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,204
الدولة : Egypt
افتراضي مع سورة الإخلاص

مع سورة الإخلاص (1)




الشيخ مشاري بن عيسى المبلع






فاستجابةً لنداء الله لعباده المؤمنين وأمره بتدبر القرآن الكريم كما قال -تعالى-: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ﴾ [النساء: 82]، وخروجا من قول الرسول الكريم -عليه وعلى آله الصلاة والسلام- حينما يشكو لربه -جلَّ وعلا- من هجران أمته للقرآن الذي أُنزل عليه: ((وقال الرسول يرب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا)).


نعيش مع سورة من أعظم سور القرآن، إن لم تكن هي أعظمها، مع سورة تعدل ثلث القرآن، مع سورة جاءت ردًا على المشركين حينما قالوا للنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- انسب لنا ربك، مع سورة أدخلت الذي أحبها الجنة وكانت سببا لمحبة الرحمن -جل وتبارك- له، مع سورة قال عنها وعن سورتين غيرها -عليه وآله الصلاة السلام-: ((وما تعوذ المتعوذون بمثلهن قط))، إنها سورة الإخلاص.


ورد في سبب نزولها ما رواه الإمام أحمد -رحمه الله- في مسنده عن أبيّ بن كعب: أن المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: يا محمد، انسب لنا ربك، فأنزل الله: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1 - 4]. أحبها رجل فأكثر من قراءتها؛ فأحبه ربه ؛ لأن ربنا -تقدس في علياءه- يحب المدح، روى البخاري في صحيحه عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على سَريَّة، وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم، فيختم بـ ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "سلوه: لأيّ شيء يصنع ذلك؟". فسألوه، فقال: لأنها صفة الرحمن، وأنا أحب أن أقرأ بها. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أخبروه أن الله تعالى يحبه".


اللهم إنا نسألك حبك، وكانت هذه السورة سببًا في دخول رجلٍ الجنة، ففي صحيح البخاري -رحمه الله- عن أنس -رضي الله عنه- قال: كان رجل من الأنصار يَؤمَهم في مسجد قُبَاء، فكان كلما افتتح سورة يقرأ بها لهم في الصلاة مما يقرأ به افتتح بـ ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ حتى يَفرُغ منها، ثم يقرأ سورة أخرى معها، وكان يصنع ذلك في كل ركعة. فكلَّمه أصحابه فقالوا: إنك تفتتح بهذه السورة ثم لا ترى أنها تُجزئُك حتى تقرأ بالأخرى، فإما أن تقرأ بها، وإما أن تدعها وتَقرأ بأخرى. فقال: ما أنا بتاركها، إن أحببتم أن أؤمكم بذلك فعلت، وإن كرهتم تركتكم. وكانوا يَرَونَ أنه من أفضلهم، وكرهوا أن يَؤمهم غيره. فلما أتاهم النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبروه الخبر، فقال: "يا فلان، ما يمنعك أن تفعل ما يأمرك به أصحابك، وما حملك على لزوم هذه السورة في كل ركعة؟" قال: إني أحبها. قال: "حُبك إياها أدخلك الجنة".


ولعظمتها عدلت ثلث القرآن العظيم؛ ففي البخاري عن أبي سعيد -رضي الله عنه- أن رجلا سمع رَجُلا يقرأ: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ يرددها، فلما أصبح جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذكر ذلك له، وكأن الرجل يتقالّها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم- : "والذي نفسي بيده، إنها لتعدل ثلث القرآن".


أيها العبد المؤمن! ألا تريد بيتا في الجنة!؟ اسمع هذا الحديث الذي رواه الإمام أحمد: عن معاذ بن أنس الجهني، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من قرأ ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ حتى يختمها، عشر مرات، بنى الله له قصرًا في الجنة". فقال عمر-أي: ابن الخطاب-: إذن نستكثر يا رسول الله. فقال -صلى الله عليه وسلم-: "الله أكثر وأطيب". وورد عند النسائي -رحمه الله- أنها فيها سببًا لاستجابة الدعاء، فعن بُرَيدة: أنه دخل مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المسجد فإذا رجل يصلي، يدعو يقول: اللهم، إني أسألك بأني أشهد أن لا إله إلا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد. قال: "والذي نفسي بيده، لقد سأله باسمه الأعظم، الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دُعي به أجاب".

أيها المسلم! سنقف -بإذن الله- على شيء من معانيها؛ لأن كثيرًا منا يقرؤها وقد لا يفهم معناها، وسيكون هذا في اللقاء القادم -إن شاء الله-.


جعلنا الله ممن يتدبر كتابه،،









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29-12-2019, 06:21 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,204
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مع سورة الإخلاص

مع سورة الإخلاص (2)




الشيخ مشاري بن عيسى المبلع



الحمد لله العليم الخبير، هدانا للإسلام، وعلَّمنا القرآن، وجعلنا من أُمَّةِ الصيام والقيام، نحمده على جزيل عطائه، ونشكره على وافر إحسانه.

مر معنا في الجزء السابق ذكر طرف من فضائل سورة الإخلاص القصيرة آياتها، العظيمة ثمراتها، الجليلة معانيها، وها نحن ذا نلتقي في هذا الجزء لنعيش مع شيء من معاني هذه السورة المباركة. بدأ الله هذه السورة بالخطاب للرسول عليه الصلاة والسلام، وللأمة أيضاً ï´؟ قل هو الله أحد ï´¾ أي هو الله الذي تتحدثون عنه وتسألون عنه، وقد مر معنا سابقًا؛ إن سبب نزولها هو طلب المشركين من النبي - عليه الصلاة والسلام - أن ينسب لهم ربه - جل الله في علاه -، فرد عليهم بأتم رد ï´؟ قل هو الله أحد ï´¾ أي: متوحد بجلاله وعظمته، ليس له مثيل، وليس له شريك، بل هو متفرد بالجلال والعظمة عز وجل، الواحد الأحد الذي لا نظير له ولا وزير، ولا ند له ولا شبيه ولا عديل، فهو سبحانه الكامل في جميع صفاته وأفعاله، فاستحضر هذا المعنى عند قراءتك: ï´؟ قُلْ هُوِ اللهُ أَحَدٌ ï´¾ .

ثم قال - تقدست أسماءه -: ï´؟ اللهُ الصَّمَدُ ï´¾، وفي هذه الآية بين الله تعالى أنه ï´؟ الصمد ï´¾ وأجمع ما قيل في معناه: أنه الكامل في صفاته، الذي افتقرت إليه جميع مخلوقاته. فقد روي عن ابن عباس أن الصمد هو السيد الذي قد كمل في سؤدده، والشريف الذي قد كمل في شرفه، والعظيم الذي قد كمل في عظمته، والحليم الذي قد كمل في حلمه، والعليم الذي قد كمل في علمه، والحكيم الذي قد كمل في حكمته. وهذا يعني أنه مستغنٍ عن جميع المخلوقات لأنه كامل الصفات، وورد أيضاً في تفسيرها أن الصمد هو الذي تصمد إليه الخلائق في حوائجها، وهذا يعني أن جميع المخلوقات مفتقرة إليه، وهو الذي قد كمل في أنواع الشرف والسؤدد، وهو الله سبحانه، هذه صفته لا تنبغي إلا له، ليس له كفء، وليس كمثله شيء، سبحان الله الواحد القهار.

وعلى هذا فيكون المعنى الجامع للصمد هو: الكامل في صفاته الذي افتقرت إليه جميع مخلوقاته ، وكل هذه المعاني صحيحة، وهي صفات لربنا - عز وجل - وهو الذي يُصمَد إليه في الحوائج، وهو الذي قد انتهى سؤدده، وهو الصمد الذي لا جوف له، ولا يأكل ولا يشرب، وهو الباقي بعد خلقه - سبحانه من إله جليل -، ثم قال- تبارك اسمه -: ï´؟ لم يلد ولم يولد ï´¾ وهذا حق؛ لأنه جل وعلا لا مثيل له، والولد مشتق من والده وجزء منه كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في فاطمة: (إنها بَضْعَةٌ مني) والله - جل وعلا - لا مثيل له ، ثم إن الولد إنما يكون للحاجة إليه إما في المعونة على مكابدة الدنيا، وإما في الحاجة إلى بقاء النسل. والله عز وجل مستغنٍ عن ذلك. فلهذا لم يلد لأنه لا مثيل له؛ ولأنه مستغنٍ عن كل أحد عز وجل.

وقد أشار الله عز وجل إلى امتناع ولادته أيضاً في قوله تعالى: ï´؟ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ï´¾ [الأنعام: 101] الولد يحتاج إلى صاحبة تلده، وكذلك هو خالق كل شيء. وفي قوله:ï´؟ لم يلد ï´¾ رد على ثلاث طوائف منحرفة من بني آدم، وهم: المشركون، واليهود، والنصارى، لأن المشركين جعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثاً، وقالوا: إن الملائكة بنات الله. واليهود قالوا: عزير ابن الله. والنصارى قالوا: المسيح ابن الله. فكذبهم الله بقوله:ï´؟ لم يلد ولم يولد ï´¾ إذا اعتقدت ذلك: أن الله الواحد الأحد الذي لا نظير له ولا وزير، ولا ند له ولا شبيه ولا عديل ، وأنه- سبحانه الكامل - في جميع صفاته وأفعاله، فأنت تخالف جميع من ضل من اليهود والنصارى والمشركين؛ لأنه عز وجل هو الأول الذي ليس قبله شيء، فكيف يكون مولوداً؟! سبحان من ليس له ولد ولا والد ولا زوجة، ï´؟ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ï´¾ [الأنعام: 101]، وفي الصحيح -صحيح البخاري-: "لا أحد أصبر على أذى سمعه من الله، إنهم يجعلون له ولدا، وهو يرزقهم ويعافيهم"، ï´؟ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا * إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا ï´¾ [مريم: 88 - 95].

ثم قال - جلت صفاته - ï´؟ ولم يكن له كفواً أحد ï´¾ أي لم يكن له أحد يساويه في جميع صفاته، فنفى الله سبحانه وتعالى عن نفسه أن يكون والداً، أو مولوداً ، أو له مثيل ، فهو سبحانه مالك كل شيء وخالقه، فكيف يكون له من خلقه نظير يساميه أو قريب يدانيه؟! وقال ربّ العزة في الحديث القدسي: ((كذّبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إياي فقوله: لن يعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون عليَّ من إعادته، وأما شتمه إياي فقوله: اتخذ الله ولدًا، وأنا الأحد الصمد، لم ألد ولم أولد، ولم يكن لي كفوًا أحد)).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.33 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.20 كيلو بايت... تم توفير 2.13 كيلو بايت...بمعدل (3.54%)]