وجوب الحرص على سلامة القلب وصلاحه - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4942 - عددالزوار : 2041157 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4516 - عددالزوار : 1310584 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1109 - عددالزوار : 129518 )           »          زلزال في اليمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 4855 )           »          ما نزل من القُرْآن في غزوة تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          أوليَّات عثمان بن عفان رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          القلب الطيب: خديجة بنت خويلد رضي الله عنها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          رائدة صدر الدعوة الأولى السيدة خديجة بنت خويلد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          طريق العودة من تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-12-2019, 05:34 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,763
الدولة : Egypt
افتراضي وجوب الحرص على سلامة القلب وصلاحه

وجوب الحرص على سلامة القلب وصلاحه

والحذر من أسباب قسوته وفساده


الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر



الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، كما يحب أن يحمد وينبغي له.

أحمده - سبحانه - على بالِغ حكمته، وأشكره - جل ذكره - على سابغ نعمته، وأسأله المزيد من هداه، والتوفيق إلى ما فيه رضاه.


وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبدَه، وهزم الأحزاب وحده.


وأشهد أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - عبدٌ لله، ورسوله البشيرُ النذير، والسراج المنير، والعبد الشكور، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه الذين سبقونا بالإيمان، والجهاد من أجل إعلاء كلمة الله بالبيان والسنان؛ حتى لم تكن فتنةٌ، وكان الدين كله لله.


أما بعد، فيا أيها الناس:
اتقوا الله؛ فإنه من اتقى اللهَ وقاه، ويسر عسره وأغناه، وزاده علمًا وهَداه، ونصره وأسعده في دنياه وأخراه.


أيها الناس:
إن من خصال التقوى، وخلال أولي النهى، أن يحرص المرءُ على صحة قلبه، وسلامته من موجبات قسوته، ودواعي غفلته، حتى يلقى ربه سليمًا؛ لينجو من شديد العذاب، ويفوز بكريم الثواب، قال - تعالى -: ﴿ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 89]، وقال - سبحانه -: ﴿ أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ * فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ * يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ * بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ * لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ * وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ * كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ ﴾ [الصافات: 41 - 49]، الآيات إلى قوله - سبحانه -: ﴿ أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ * إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ * إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ * طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ * فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ * ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ * ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ ﴾ [الصافات: 62 - 68].


أيها المسلمون:
في تلك الآيات الكريمات المحكمات إشادةٌ من الله - تبارك وتعالى - بذوي القلوب السليمة، وإغراء بالتأسي بهم بذِكر طِيب مآلهم، وحُسن حالهم، وكرامة مثوبتهم، وجميل عاقبتهم؛ حضًّا على العناية بأسباب سلامة القلب وصحته، وزجرًا عن موجبات سقم القلب وقسوته، كما تضمنت عباراتٍ موجعة، وصورًا مروعة؛ من سوء حال، وقبح مآل ذوي القلوب المريضة، والأفئدة القاسية؛ بذكر خبثِ طعامهم، وغُصَّة شرابهم؛ هدايةً للصواب، وتذكرة لأولي الألباب.


معشر المسلمين:
ومن بليغ الحكمة ما جاء من صحيح السنة كما في الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((إن الحلال بيِّن وإن الحرام بيِّن، وبينهما أمور مشتبهات، لا يعلمهن كثيرٌ من الناس)) الحديثَ، وفيه قال - صلى الله عليه وسلم -: ((ألا وإن في الجسد مضغةً إذا صلَحت صلَح الجسد كلُّه، وإذا فسدت فسد الجسد كلُّه، ألا وهي القلب)).


حيث تضمن هذا الحديث الصحيح بيانَ أثر حِلِّ أو حرمة المطعم على القلب؛ فحلاله يصلحه، وحرامه يفسده، كما تضمن التنبيه على أثر صلاح القلب، وأثر فساده على الجسد؛ فصلاح القلب يُصلح الجسد، وفساد القلب يُفسد الجسد، وقد قررت نصوص الشريعة الأخرى أن الجسد الصالح في الجنة، وأن الجسد الفاسد في النار، فإذا تقرَّر ذلك، فإن من مأثور الحكم البليغة: أن الوقاية خيرٌ من العلاج، وأن العلاج الممكن خيرٌ من الترك والإهمال؛ ((فتداوَوا يا عباد الله)).


معاشر المسلمين:
ومما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله: ((أبعدُ القلوب من الله القلب القاسي))، وكم من الآثار الكثيرة، والأخبار الشهيرة، التي جاءت محذرةً من موجبات فساد القلوب وقسوتها؛ كالأحاديث التي جاءت في النهي عن كثرة الكلام بغير ذِكر الله - تعالى - والنهي عن كثرة الأكل واعتياد الشِّبَع، والنهي عن سماع المزامير وأصوات الغناء، ومجالسة أهل اللهو، وشهود مشاهد الزور، وغير ذلك من خطوات الشيطان وأمور الجاهلية؛ لِما تسبِّبه هذه الأعمال والأقوال والأحوال من قسوة القلب، ورَيْنِ الذنوب، الموجبة لسخط وعقوبة علاَّم الغيوب.


أيها المؤمنون:
ومما أرشدت إليه الآياتُ المحكمة الصريحة، والأحاديث النبوية الصحيحة - الإرشادات إلى تلاوة القرآن العظيم واستماعه، وتدبره وعقْلِه، وكثرة ذكر الله - تعالى - والثناء عليه ودعائه، وذكر نِعَم الله - تعالى - وآلائه، ومجالسة الذين يدْعون ربَّهم بالغداة والعشيِّ يريدون وجهه، وفعل المعروف، والإحسان إلى مستحقه، وصلة الرحم، والعطف على اليتامى والمساكين، وأبناء السبيل، وتشييع الجنائز، وزيارة المقابر، وسلامة الصدر من الغلِّ على المسلمين، وخاصة السابقين الأولين، كل هذه من أسباب وأمارات صحة القلوب وسلامتها، ورقتها وحياتها، وقربها من الله - تبارك وتعالى - وتأهلها لمجاورته ومثوبته، والتمتع بكرامته، والتلذُّذ بذكره، ونضارة الوجه بالنظر إلى وجهه، قال - تعالى -: ﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ﴾ [يونس: 26]، وقال - سبحانه -: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ [القيامة: 22، 23].


معشر المؤمنين:
احرصوا على سلامة قلوبكم ورقتها ولِينها، تدنوا من ربِّكم، وتصلُحْ أجسادكم، وتصحَّ نياتكم وقصودكم، وتُحرَّموا على النار؛ فإن من نتاج سلامة القلب صلاحَ النية، والتوفيق للعمل الصالح، وإن ممن يحرَّم على النار أو تحرَّم عليه النار الشخصَ الرقيقَ القلبِ، الرحيم بكل ذي قربى ومسلم، وإن من أصناف أهل الجنة أقوامًا أفئدتهم كأفئدة الطير، وفي التنزيل الكريم: ﴿ وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحشر: 10].


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.77 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.10 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.11%)]