|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() حق المسلم على المسلم (خطبة) الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز الدهيشي الحمد لله الذي وصف المؤمنين في كتابه العزيز بصفة الأخوة، وشبههم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالبقاء في التراص والقوة، وشرع لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الأسباب ما يرسي دعائم هذه الأخوة، وما ترك سبيلًا ضده إلا حذر منه، أحمده سبحانه على نعم يجددها علينا كل ساعة، وأشكره وقد وعد الشاكرين من فضله الزيادة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في الألوهية والأسماء والصفات والسلطان، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله إلى جميع الثقلين الإنس والجان، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليمًا.. وبعد: أيها الناس، اتقوا الله - تعالى- وحافظوا على هذه الأخوة لتكونوا مؤمنين، واعلموا رحمكم الله أن أقوى رابطة تثبت هذه الأخوة هي فعل ما أمر الله به في كتابه، وحث عليه رسوله في سنته، قال تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ﴾ [آل عمران: 103] وقال -صلى الله عليه وسلم-: (أفلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم)[1]. وقال -صلى الله عليه وسلم-: (وخيرهما من يبدأ بالسلام)[2] إن السلام من أسماء الله - تعالى- والمسلم جاء بكلمة عظيمة استلزمت الاعتراف بالله - تعالى- وأنه عال على خلقه، وكأنه يذكره الله فيقول يا أخي أذكرك الله الذي فوقك، ويرد عليه بقوله أنا كذلك أذكرك الله الذي فوقك فيكون كلاهما ذاكرًا الله ومؤمنًا بفوقيته، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (إن المسلم إذا لقي أخاه المسلم فأخذ بيده تحاتَّت عنهما ذنوبهما كما يتحات الورق من الشجرة اليابسة في يوم ريح عاصف وإلا غفر لهما ولو كانت ذنوبهما مثل زبد البحر)[3]. وأخبر -صلى الله عليه وسلم- أن لكل مؤمن على أخيه المؤمن حقوقًا فقال: (حق المسلم على المسلم ست: قيل ما هن يا رسول الله؟ قال إذا لقيته فسلم عليه وإذا دعاك فأجبه وإذا استنصحك فانصح له وإذا عطس فحمد الله فشمته وإذا مرض فعده وإذا مات فاتبعه)[4]. وقال -صلى الله عليه وسلم-: (من عاد مريضًا ناداه مناد من السماء طبت وطاب ممشاك)[5]. وقال -صلى الله عليه وسلم-: (ومن زار أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة قيل: يا رسول الله وما خرفة الجنة، قال: جناها)[6]. وإذا عاد المسلم أخاه المريض فليوسع عليه الأمر، ويقول ما يسره من ذكر ثواب الصابرين وانتظار الفرج ويفتح له باب التوبة بتذكيره إياها ويحثه على اغتنام الوقت بالذكر والقراءة والتسبيح وذكر الله، وما يقربه إلى الله، ومن حقوق المسلم تشميته إذا عطس وحمد الله فيقول له من يسمعه من المسلمين: يرحمك الله، فيجيبه العاطس: يهديكم الله ويصلح بالكم، ومن حقوقه أيضًا شهود جنازته إذا مات فيصلي عليه، ويمشي مع جنازته حتى تدفن، وهذا آخر حقوقه عليه الخاصة في الدنيا أما العامة فهي كثيرة منها السلام على عباد الله الصالحين في تشهد كل صلاة، ومنها الدعاء لجميع المسلمين بالدعوات المأثورة التي كان النبي - صلى الله علية وسلم - يدعو بها كما حكاه الله عن خليله إبراهيم: ﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ﴾ [إبراهيم: 41]، ومنها ما قصه الله علينا من دعاء نبيه نوح عليه السلام: ﴿ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا ﴾ [نوح: 28] ومنها النصيحة للمسلمين عامة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الدين النصيحة ثلاثًا قلنا: (لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)[7]. ومن ذلك نصر المظلوم فقد أمر به -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا قيل: يا رسول الله هذا ننصره مظلومًا فكيف ننصره ظالمًا، قال -صلى الله عليه وسلم-: (تأخذ فوق يديه)[8]، ومع ذلك الإصلاح بين المتشاحنين من المسلمين قال -صلى الله عليه وسلم- لأبي أيوب: (يا أبا أيوب ألا أدلك على عمل يرضاه الله ورسوله؟ قال: بلى. قال: تصلح بين الناس إذا تحاسدوا وتقارب بينهم إذا تباعدوا)[9]. فالمؤمن إذا رأى بين اثنين أو قبيلتين تباعدًا وتهاجرًا سعى بينهما لإزالة ذلك حتى تنقلب العداوة محبة والتباعد قربًا والهجر مواصلة، فهذا بعض مما يحقق هذه الأخوة ويثبت دعائمها. جعلني الله وإياكم ممن يحافظ على هذه الأخوة، ويقوم بواجباتها، ويؤدي حقوقها إنه كريم جواد. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ ﴾ [النساء: 135]. والحمد لله رب العالمين. [1] رواه مسلم (54). [2] رواه البخاري (5727). [3] المعجم الكبير (6150). [4] مسلم (2162). [5] سنن ابن ماجه (1443). [6] مسلم (2568). [7] صحيح مسلم حديث (55). [8] البخاري (2443، 2444). [9] المعجم الكبير (7999).
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |