الولاية العامة شأنها وعظم النعمة بها ووجوب أداء حقها - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         محرمات استهان بها الناس كتاب الكتروني رائع (اخر مشاركة : Adel Mohamed - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          الهوية الإمبريالية للحرب الصليبية في الشرق الأوسط (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          «ابن الجنرال» ونهاية الحُلم الصهيوني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          التغيير في العلاقات الأمريكية الروسية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          هل اقتربت نهاية المشروع الإيراني؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الشيخ عثمان دي فودي: رائد حركات الإصلاح الديني في إفريقيا الغربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          دور العلماء الرّواة والكُتّاب في نشأة البلاغة العربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          مرصد الأحداث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          وقفات مع قول الله تعالى: ﴿وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          أصحّ ما في الباب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-11-2019, 03:30 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,446
الدولة : Egypt
افتراضي الولاية العامة شأنها وعظم النعمة بها ووجوب أداء حقها

الولاية العامة شأنها وعظم النعمة بها ووجوب أداء حقها




الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر





إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسلم تسليما.

أما بعد:
فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى حق التقوى، واستمسكوا من دينكم بالعروة الوثقى فإن الله تعالى قد جمع لأهل التقوى بين خيري الدنيا والأخرى ووعد المستقيمين على دينه بأحسن البشرى ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾[1]، ﴿ يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾[2].

عباد الله:
تذكروا أن الله تعالى قد خلقكم لعبادته، وأمركم بالإيمان به وطاعته، وبشر المؤمنين والمطيعين بأنواع المثوبة وألوان الكرامة وتوعد المعرضين والعاصين إن لم يتوبوا قبل الموت بمتنوع العقوبة وغاية الخسران والندامة ﴿ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ * أَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نـزلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ﴾[3].

عباد الله:
إن دين الإسلام الحق هو جماعُ العبادة، والسبيل الأقوم للطاعة، وإن الإيمان والتقوى، هما برهان الاستقامة والاستمساك بالعروة الوثقى، وإنهما يثمران كل خير في العاجلة والأولى، ويجلبان كل سعادة فضلاً من المولى، ويعصمان، وينجيان.

من أسباب الفتن الشقوة والخسران في الدنيا والأخرى، فداوموا على الإيمان كما أمرتم، ولازموا التقوى كما وصيتم ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾[4]، وتحلوا بالإخلاص والصدق، وكفوا عن أذى الخلق بغير حق، وادعوا إلى الإسلام، وأعزوا بحسن الاستقامة عليه جميع الأنام تكونوا من الأمة الوسط، وتعصموا من الشطط وبذلكم تصبحوا خير أمة أخرجت للناس، والشهداء يوم القيامة على الناس وتوفون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله، وتسبقون الأمم إلى الجنة وتكونوا أكثر أهل الجنة ﴿ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾[5].

أيها المسلمون:
وإذا عرفتم فضل دين الإسلام ومنة الله تعالى عليكم فيه فاعلموا أنه لا دين إلا بالاجتماع عليه وترك تفريقه والتفرق فيه ولا جماعة إلا بولاية تقيم الدين وتقيم الناس عليه وتمنع من تفريقه والتفرق فيه فإن من القواعد المقررة شرعاً والمسلَّم بها عقلاً وطبعاً أنه لا دين إلا بجماعة ولا جماعة إلا بإمامة ولا إمامة إلا بسمع وطاعة فتعيين ولي أمر عظيم ذي قوة وشوكة تلى الأمر العام ويكون مرجعاً للأمة في الأقضية والأحكام وتصدر من الأمر ويطاع فيه من الخاص والعام، ويرد إليه ويصدر عنه فيما يتعلق بالأمن والخوف من أهل الإسلام، فتعيين الإمام الأعظم والسمع والطاعة له بالمعروف فريضة دينية وضرورة اجتماعية وفطرة في الخلق مرضية لما في ذلك من عظيم المصالح والردع عن القبائح فإن من مهام الولاية العامة في الإسلام إظهار الشعائر وإقامة الملة وتوحيد الأمة وصيانة البيعة وإيصال الحقوق وحفظ المحرمات، وكف الرعاع وفض النـزاع وإقامة الحدود وتنفيذ الأقضية والأحكام وحماية الثغور وإقامة الجهاد وإجراء الصلح وعقد الهدنة والذمة ونبذ العهد وتحصيل الجزية إلى غير ذلك من مصالح الإسلام وأهله فإن الأمر والنهي والإلزام والكف لا يتم إلا بولاية وقوة ولا يكون ذلك إلا بوجود سلطان قادر مطاع بأي وسيلة من وسائل توليه سواء بعهد إليه من سلطان سابق أو تولى بأمر لاحق عن طريق الانتخاب والشورى، أو تولى بالغلبة والقهر للورى، فمن ولي الأمر العام وكان له قوة سلطان ينفذ فيهما أمره في الأمة، فيقيم الملة، ويحكم بالشريعة ويحفظ البيعة وتتحقق الهيبة، وجبت طاعته، وحرمت منازعته ولزمت إعانته، والنصح له، وأثم من خرج عن بيعته، أو خانه وغشه أو خرج عليه، أو حرض عليه، فإن من نـزع يداً من طاعة فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه، فإن مات وهو كذلك فميتته جاهلية متوعد بأنه لا يريح رائحة الجنة، ومن خرج عن السلطان وأراد أن يفرق الأمة وهي مجتمعة، فإنه يضرب عنقه كائناً من كان، هذا ما دل عليه الكتاب والسنة، وكان عليه السلف الصالح من الأمة، وهو وجوب من تعيين وال أعظم على الأمة ووجوب السمع والطاعة له بالمعروف والنصح له من جميع الأمة ووجوب الاجتماع عليه، وحرمت منازعته أو الخروج عليه أو التثبيط عنه والتهوين من شأنه أو الافتيات عليه.


يا عباد الله:
ذلك لأن الناس لا يصلحهم إلا إمام بر أو فاجر وأن السلطان ظل الله تعالى في الأرض قال تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾[6]، وقال صلى الله عليه وسلم: «من أطاعني فقد أطاع الله ومن يعصني فقد عصى الله ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني»، وقال صلى الله عليه وسلم: «على المرء المسلم السمع والطاعة «يعني لولاة الأمور بالمعروف» فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية الله فإن أمر بمعصية الله فلا سمع ولا طاعة»، وقال صلى الله عليه وسلم: «عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك ونشطك ومكرهك وعلى أثرة عليك» ولما سئل صلى الله عليه وسلم عن ولاة الجور قال: «اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم»، وقال صلى الله عليه وسلم: «أعطوهم الذي لهم واسألوا الله الذي لكم فإن الله سائلهم»، قال عليه الصلاة والسلام:«تسمع وتطع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك» والنصوص من الكتاب والسنة والمأثور عن سلف الأمة في هذا الباب كثير.

معشر المؤمنين:
ولقد اعتنى سلف الأمة بهذا الأمر العظيم حتى ذكر أهل السنة والجماعة ذلك في أصول اعتقادهم وقرروا من أصولهم اعتقاد وجوب نصب الأئمة ووجوب السمع والطاعة لهم بالمعروف. ووجوب النصيحة لهم وإعانتهم في أمر الولاية والرعية وتحريم الخروج وشق عصى الطاعة ومفارقة الجماعة فيقرروه رحمهم الله تعالى في مصنفاتهم نصب الولاية العامة وحقوق الولاية ومعرفة قدر الوظيفة وشؤم الشقاق والخروج عن الطاعة وذلك لما في الولاية والسمع والطاعة من حفظ الدين وصيانة الحرمات وإقامة الشعائر ودرء الفتن والشرور وتحصيل الهيبة واجتماع الكلمة وإغاظة العدو وتحصيل مصالح الدنيا والأخرى فإن كل هذه الأمور لا تتم إلا بالولاية العامة ومعرفة نعمة الله تعالى بوجود السلطان وقوته والقيام بحق هذه النعمة والحذر من موجبات زوالها وتبدلها بأضدادها فإن من عظيم البليات وبليغ العقوبات وموجبات الهلاك في العاجل والآجل الاستهانة بمنصب الولاية والخروج عن الطاعة ومفارقة الجماعة اتباعاً للهوى وإعراضاً عن الهدى وإصغاءً لأهل الأهواء فما أصاب الأمة فتنة ولا نقص الدين بنقيصة ولا عطلت الشعائر وانتهكت الحرمات وتسلط أعداء الدين بشيء أعظم من الخروج على الولاية ونـزع اليد من الطاعة وتفريق الجماعة وإيقاظ الفتنة.

فحافظوا على الولاية وعظموا السلطان، وانصحوا الأئمة والأمة تطيعوا الرحمة، واصبروا على الجور والأثرة، واسمعوا للسلطان وأطيعوا أمره وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، تأمنوا وتمكنوا في الأرض وتنجوا من فتنة الدنيا وأهوال يوم العرض وتغيظوا الأعداء وتحققوا الاهتداء وتباينوا أهل الأهواء، ألا فاتقوا الله ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾[7].

[1] (التوبة: 72).

[2] (التوبة: 21 - 22).

[3] (السجدة: 18 - 20).

[4] (النساء: من الآية 131).

[5] (يونس: من الآية 57).

[6] (النساء: من الآية 59).

[7] (البقرة: 281).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.44 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.77 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.13%)]