السعادة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 65 - عددالزوار : 52005 )           »          الحرص على الائتلاف والجماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 80 - عددالزوار : 45813 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 196 - عددالزوار : 64220 )           »          فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 374 - عددالزوار : 155230 )           »          6 مميزات جديدة فى تطبيق الهاتف الخاص بنظام iOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتف iPhone 12 و Google Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          برنامج الدردشة Gemini متاح الآن على Gmail لمستخدمى أندرويد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          كيفية حذف صفحة Word فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          خطوات.. كيفية إعادة ترتيب الأزرار وتغيير حجمها في مركز التحكم بـiOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 16-11-2019, 03:49 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,565
الدولة : Egypt
افتراضي السعادة

السعادة







مراد باخريصة







يظن كثير من الناس أن السعادة موجودة في المال أو في الجاه أو في متع الحياة الزائلة وما علموا أن الدنيا وإن اتسعت لصاحبها أو ضحكت في وجه ناظرها فإنما هي مُنغصات ومكدرات سرعان ما تتكدر وتزول.






كثيرٌ من الشباب يظن أنه لن يكون سعيدًا ومطمئنًا إلا إذا تمكن من جمع الأموال والممتلكات وتحققت له الرغبات والشهوات ثم يسعى لتحقيق أحلامه الوردية ورغباته المستقبلية بكل طريقة ووسيلة ولو كانت تغضب رب الأرض والسماوات.






وبعضهم ربما طلب السعادة في مضغ القات وتناول الحبوب والمخدرات فلم تزدد حياتهم إلا جحيمًا وتعاسة وشقاء.






شبابٌ آخرون يطلبون السعادة في الرياضة والشهرة أو في الغناء والمسرح وما علموا أن الناس يُعرضون عنهم عند أول زلة ويذمونهم ويتنكرون لجميلهم عند أبسط إخفاق.






نساءٌ يطلبن الشهرة والسعادة في الموضات ولبس الألبسة التي تلفت إليهن النظرات وما علمن أن الناس ينظرون إليهن وهم يزدرونهن ويعلمون أنه لا حياء عندهن ولا خير فيهن فتعالوا بنا نحلق في أجواء السعادة لنرى أين توجد السعادة؟.






إن السعادة الحقيقية موجودة في الإخلاص لله وإقامة الصلاة وبر الوالدين والإحسان إلى الفقراء والضعفاء والمساكين.






إن السعادة الحقيقية والراحة القلبية موجودة في الفرائض والطاعات واجتناب الكبائر والموبقات والحذر من الصغائر والمحقرات وترك الشهوات والشبهات وسؤال الله الثبات على الحق حتى الممات.






هذه طريق السعادة من سلكها شرح الله صدره ويسر أمره وأذهب همه وكشف غمه وسدد قوله وبارك له في عمره ووسع له في رزقه.






إن سعادة القلوب وانشراحها في طاعة الله وفي طاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي ذكر الله والإقبال على الله والانطراح بين يدي الله ﴿ الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ[1] ومن طلب الراحة وانشراح الصدر في المعاصي والغناء أو الزنا فإنه يرمي بنفسه في الظلمات والجهالات والخسارة والحسرات يقول الله - سبحانه وتعالى -في كتابه العظيم ﴿ وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴾ [2].






يقول عبد الله بن المبارك رحمه الله:






رأيت الذنوب تميت القلوب

وقد يورث الذلَ إدمانُها




وترك الذنوب حياة القلوب

وخير لنفسك عصيانها.









إن قمة السعادة والانشراح وضعها الله - سبحانه وتعالى - في الصلاة يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - (وجعلت قرة عيني في الصلاة) [3]، وكان - صلى الله عليه وسلم - ((وكان إذا حزبه أمر اشتد عليه لجأ إلى الصلاة)) [4].






يقول الحسن البصري رحمه الله تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء في الصلاة وفي الذكر وفي قراءة القرآن فإن لم تجدوا فأعلموا أن الباب مغلق.






وإن قمة الشقاء والاكتئاب موجود في المعاصي والآثام وفعل الجرائم وارتكاب الحرام ﴿ قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا ﴾ [5] معيشة يملؤها الخوف من المخلوقين والتشاؤم وسوء الظن بالآخرين فإن له معيشة يملؤها الهم والغم والضيق وقسوة القلب هذا في الدنيا وأما في الآخرة ﴿ وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى ﴾ [6].






عباد الله:


إن السعادة وجدها يونس بن متى، وهو في ظلمات ثلاث: ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت، حين انقطعت به الحبال، إلا حبل الله، وتمزقت عنه كل الأسباب، إلا سبب الله، فهتف من بطن الحوت، بلسان ضارع حزين: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنتُ من الظالمين فوجد السعادة.






إن السعادة وجدها موسى بن عمران عليه السلام، عند ما كان البحر أمامه وفرعون وجنوده من خلفه ﴿ فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾ [7].






إن السعادة وجدها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو في الغار يرى الموت رأي العين، فيلتفت - صلى الله عليه وسلم - مطمئن القلب منشرح الصدر إلى أبي بكر فيقول له: لا تحزن إن الله معنا.






عباد الله:


إن العبد إذا أقبل على ربه وتضرع إليه أنزل الله في قلبه السكينة وقذف في صدره الطمأنينة وأنعم عليه بالراحة النفسية فينعم روحه وينشرح صدره وتقر عينه ويأنس خاطره لأن في القلوب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله وفي القلب داء لا يشفيه إلا الله وفيه فاقة وفقر وحاجة لا يسدها إلا الله.






فلا سكينة ولا لذة ولا طمأنينة ولا راحة ولا هناء إلا في عبادة الله والإقبال على الله يقول الله ﴿ فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء ﴾ [8] ويقول - سبحانه وتعالى -﴿ أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [9].





الخطبة الثانية


إن الكون يمشي في طريقه إلى الله خاضعًا لله منقادًا لله مستسلمًا لله فمن خالف الطريق التي يمشي فيها الكون كله فإنه سيمشي في طريق سوداء مظلمة لا يمشي فيها إلا العصاة ومن مشى في طريق العصاة فإنه لن يجني من سيره إلا الحسرات والهم والقلق والانفعالات يقول الله ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء ﴾ [10].






ويقول - سبحانه وتعالى -﴿ وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [11] إن هؤلاء الثلاثة ضاق عليهم الكون وضاقت عليهم أنفسهم التي بين جنبيهم بسبب مخالفة واحدة خالفوا فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه المخالفة الواحدة أورثتهم همًا وغمًا وضيقًا حتى ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ فكيف ونحن كل يوم نخالف ونعصي ونرتكب الكبائر والصغائر فأي هم في قلوبنا وأي ضيق في نفوسنا ربما لا نعلمه لأننا لم نذق السعادة الحقيقية حتى نميز بينها وبين حياتنا فنظن أننا سعداء في حياتنا ولو ذقنا حقيقة السعادة لعلمنا أننا في شقاء.






قال بعض السلف مساكين أهل الدنيا خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها، قيل له وما أطيب ما فيها؟ قال: محبة الله تعالى ومعرفته وذكره وقال آخر: إنه لتمر بي أوقات أقول إن كان أهل الجنة في مثل هذا النعيم إنهم لفي عيش طيب.






والآخر يقول لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه _ أي من الراحة والطمأنينة _ لجالدونا عليه بالسيوف يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إن في الدنيا جنة يعني راحة ولذة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة وصدق الله إذ يقول ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ [12] يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - ((من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب)) [13].





المرجع:



موسوعة خطب المنبر - الإصدار الثاني - الشاملة.rar.















[1] (28) سورة الرعد.




[2] (36) سورة الزخرف.




[3] صحيح، مسند أحمد (3/128)، سنن النسائي ح (3939).




[4] أخرجه أحمد (5/388)، وأبو داود في الصلاة، باب: وقت قيام النبي من الليل (1319) من حديث حذيفة رضي الله عنه، وفيه محمد بن عبدالله الدّؤلي أبو قدامة قال عنه الحافظ في التقريب: "مقبول"، ومع ذلك فقد حسن إسناده في الفتح (3/172)، وحسّنه أيضاً الألباني في صحيح أبي داود (1168).






[5] (123) (124) سورة طـه.




[6] (124) (126) سورة طـه.




[7] (61) (62) سورة الشعراء.




[8] (125) سورة الأنعام.




[9] (22) سورة الزمر.






[10] (18) سورة الحـج.






[11] (118) سورة التوبة.




[12] (97) سورة النحل.




[13] أخرجه أحمد (2234)، وأبو داود في الصلاة (1518)، وابن ماجه في الأدب (3819) من طريق الحكم بن مصعب عن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما، وليس عند ابن ماجه: "عن أبيه".، وصححه الحاكم (4/291)، وتعقبه الذهبي بقوله: "الحكم فيه جهالة"، وهو مخرج في السلسلة الضعيفة (705).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 85.07 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 83.35 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.02%)]