في الحفاظ على ما يجب للصلاة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         دعاء الشفاء ودعاء الضائع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          تخريج حديث: رقيت يوما على بيت حفصة، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم على حاجته، مستقبل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          أسماء العقل ومشتقاته في القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          كيف نكتسب الأخلاق الفاضلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: المؤمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          وقفات تربوية مع سورة التكاثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          {وما كان لنبي أن يغل} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          بين الاجتهاد الشخصي والتقليد المشروع: رد على شبهة «التعبد بما استقر في القلب» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الإسلام والحث على النظافة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          فتنة تطاول الزمن.. قوم نوح عليه السلام نموذج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-11-2019, 03:13 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,587
الدولة : Egypt
افتراضي في الحفاظ على ما يجب للصلاة

في الحفاظ على ما يجب للصلاة




الشيخ عبدالعزيز بن محمد العقيل






الحمدُ لله نَحْمَده، ونستعينه ونستهديه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله مِن شرورِ أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، مَن يَهدِه الله فلا مضلَّ له، ومن يُضللْ فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلَّا الله وحْدَه لا شريكَ له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، الذي قال: ((وجُعِلت قُرَّة عيني في الصلاة))[1]، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحابته وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد: فيا عباد الله:
اتَّقوا الله - تعالى - واعلموا أنَّ للصلاة شأنًا عظيمًا، ومنزلةً عظيمة عند الله - تبارك وتعالى - فلا بدَّ مِن المحافظة عليها والْتزام ما تُحفَظ به؛ حتى ينتفعَ العبد بها، وتكون مكفِّرة لذنوبه، ومقرِّبة له من ربه - عز وجل.

قال ابن القيم - رحمه الله -[2]: والناس في الصلاة على مراتبَ خمسةٍ:
أحدها: مرتبة الظالم لنفْسه المفرِّط، وهو الذي انتقص مِن وضوئِها ومواقيتها وحدودها وأركانها.

الثاني: مَن يُحافِظ على مواقيتها وحدودها وأركانها الظاهِرة ووضوئِها، لكنَّه قدْ ضيِّع مجاهدةَ نفْسه في الوسوسة، فذهَب مع الوَساوس والأفكار.

الثالث: مَن حافَظَ على حدودِها وأركانها، وجاهَد نفْسَه في دفْع الوساوس والأفكار، فهو مشغولٌ بمجاهدة عدوِّه؛ لئلا يَسرِقَ صلاته، فهو في صلاة وجهاد.

الرابع: مَن إذا قام إلى الصلاة أكْمل حقوقَها وأركانها وحدودها، واستغرَق قلبه مراعاة حدودها وحقوقها؛ لئلا يُضيِّعَ شيئًا منها، بل همُّه كله مصروفٌ إلى إقامتها كما ينبغي وإكمالها وإتمامها، قد استغرق قلبه شأن الصلاة وعبودية ربِّه - تبارك وتعالى - فيها.

الخامس: مَن إذا قام إلى الصلاة قام إليها كذلك، ولكن مع هذا قدْ أخَذ قلبَه ووضعَه بين يدي ربه - عزَّ وجلَّ - ناظرًا إليه، مراقبًا له، ممتلئًا مِن محبَّته وعظمته، كأنَّه يراه ويشاهده، وقد اضمحلَّتْ تلك الوساوسُ والخطرات، وارتفَعتْ حُجبُها بينه وبين ربِّه، فهذا بينه وبين غيرِه في الصلاة أفضلُ وأعظمُ ممَّا بين السماء والأرض، وهذا في صلاته مشغولٌ بربِّه - عزَّ وجلَّ - قرير العين به.

فالقسم الأول: معاقَب، والثاني: محاسَب، والثالث: مكفَّر عنه، والرابع: مثاب، والخامس: مقرَّب مِن ربِّه؛ لأنَّ له نصيبًا مما جعلت قُرَّة عينه في الصلاة، فمَن قرَّت عينه بصلاته في الدنيا، قرَّت عينه بقُرْبه من ربِّه - عزَّ وجلَّ - في الآخِرة، وقرَّت عينه أيضًا به في الدنيا، ومَن قرَّت عينه بالله قرَّت به كلُّ عين، ومَن لم تقرَّ عينُه بالله -تعالى- تقطَّعتْ نفسه على الدنيا حسرات.

وقد رُوي أنَّ العبد إذا قام يُصلِّي قال الله - عزَّ وجلَّ -: ((ارفعوا الحُجُبَ بيْني وبين عبدي، فإذا التفت قال: أرخوها))، وقد فسّر هذا الالتفات بالتفات القلْبِ عن الله - عزَّ وجلَّ - إلى غيره، فإذا التفَت إلى غيره، أرْخَى الحجاب بينه وبين العبد، فدخَل الشيطان، وعرَض عليه أمورَ الدنيا، وأراه إيَّاها في صورة المِرآة، وإذا أقبل بقلْبِه على الله ولم يلتفتْ، لم يَقدِر الشيطان على أن يتوسَّط بين الله - تعالى - وبيْن ذلك القلب، وإنَّما يدخُل الشيطان إذا وقَع الحجاب، فإنْ فرَّ إلى الله - تعالى - وأحضَر قلبَه فرَّ الشيطان، فإن التفتَ حضَر الشيطان، فهو هكذا شأنه شأن عدوِّه في الصلاة.


وإنما يَقْوى العبد على حضوره في الصلاة واشتغاله فيها بربِّه - عزَّ وجلَّ - إذا قهر شهوتَه وهواه، وإلاَّ فقلبٌ قدْ قهرتْه الشهوة، وأسَره الهوى، ووجد الشيطان فيه مقعدًا تمكَّن فيه كيف يخلص مِن الوساوس والأفكار؟!

فاتَّقوا الله يا عباد الله في صلاتكم، حافظوا عليها واحفظوها مِن النقص والخلَل، ولا تجعلوها مجرَّدَ عادَةٍ يحضرُها المصلي دون أن يعتنيَ بما يجب لها، ودون أن يستحضرَ عظمتها، فإنَّ الكثيرَ لا يُبالي فقد يتساهَل في الوضوء ويتشاغل عن أدائِها في أوقاتها، ويتكاسَل عن الحضورِ إليها مع الجماعة في المساجِد، وإذا حضَر ودخَل في الصلاة أخَذ يجول ويُفكِّر في أعمال دُنياه، فلا يدري متى دخَل في الصلاة ومتَى خرَج منها وما الذي قرأ إمامُه، وربَّما لم يدْرِ ما قرأ هو نفْسه وكم صلَّى، ولو سألتَه أو ناقشتَه لعرَفْتَ أنه قد عمل أثناء الصلاة أعمالًا بقلبه، وذهب إلى أماكنَ ورجع وباع واشترى، ولم يدرِ المسكين أنه قد غُبِن وخَسِر ولم يرجِع إلا بالقليل مِن أعمال أُخراه، فإنه لا يُكتب له مِن صلاته إلا ما عقَل منها، فقد لا يُكتب له إلا نِصفُها أو رُبُعها أو عشرها، بحسب ما عقَل منها، ولو ناقشتَ هذا المضيع في صلاته في شيءٍ مِن أمور دُنياه لوجدتَه الحازم المتقِن، الحاسِب للهللة قبل الرِّيال، ولوجدتَ أنه لم يسقط عليه في الملايين مِن الريالات ولا قرشٌ واحد، إنَّها مصيبةٌ أن يُصاب العبدُ في صلاته التي إذا فسدتْ فسد سائرُ عمله.

فاتَّقوا الله - يا عباد الله - في الرُّكن الثاني من أركان إسلامِكم، حافظوا على صلاتِكم وما يجب لها، وأدُّوها بخشوع وطُمأنينة؛ يقول الله - سبحانه وتعالى - أعوذ بالله مِن الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾ [المؤمنون: 1-2].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفَعَني وإيَّاكم بما فيه مِن الآيات والذِّكْر الحكيم، وتاب عليَّ وعليكم، إنَّه هو التوَّاب الرحيم.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائرِ المسلمين مِن كل ذنب فاستغفروه، إنَّه هو الغفور الرحيم.


[1] سبق تخريجه (ص: 36).

[2] انظر الوابل الصيب ورافع الكلم الطيب لابن القيم، تحقيق بشير محمد عيون ص: (40، 41، 42).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.22 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.55 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.33%)]