|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() في المؤمن الصادق الشيخ عبدالعزيز بن محمد العقيل الحمدُ لله نحمَدُه، ونستَعِينه ونستَهدِيه، ونستَغفِره ونتوبُ إليه، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضلِل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله, صلَّى الله عليه وعلى آله وصَحابته وسلَّم تسليمًا كثيرًا. أمَّا بعدُ: فيا عباد الله، اتَّقوا - تعالى - وحقِّقوا إيمانكم فليس الإيمان بالتمنِّي ولا بالتحلِّي، ولكن ما وقَر في القلوب وصدَّقَه الأعمال، اصدُقوا في إيمانكم لتسلَمَ أعمالكم، صحِّحوا إيمانكم تجنوا ثمرات الأعمال، إنَّ الإيمان الصحيح يمنع من ارتكاب المحرَّمات، فالمؤمن إيمانًا صادقًا لا يُقدِم على الزِّنا واللواط ولا شرب الخمور ولا يتناول المخَدِّرات والمفترات والخبائث. المؤمن الصادق في إيمانه لا يغشُّ ولا يكذب، ولا يدلس ولا يخدع، ولا يأكل الربا ولا يتحايل على أكله بأيِّ نوعٍ من أنواع الحيل، المؤمن الصادق لا يُخاصِم في باطل، ولا يقدم على اليمين الفاجرة، ولا يحاول كسبَ القضيَّة بالباطل، المؤمن الصادق لا يُرِيد الضرر للمسلمين، ولا يسعى فيما يضرُّ بهم ويشقُّ عليهم، المؤمن الصادق في إيمانه لا يؤذي المؤمنين بلسانه ولا بيده، ولا يسعى برجله فيما يَعُود عليهم بالضرر، المؤمن إيمانًا حقيقيًّا يبتعد عن الرذائل ويَربأ بنفسه عمَّا يُدنسه ويشينه، عزيز النفس عالي الهمَّة، قوي القلب في الحق، يمتَثِل أوامر الله، يعبُد الله على بصيرةٍ، يصلِّي الصلوات المكتوبة، ويتزوَّد من النوافل ما يتقرَّب به لمولاه، يُؤدِّي زكاة ماله طيِّبة بها نفسه، ويُنفِق من ماله في طرق الخير ما به يرجو الثواب، ويصوم رمضان الركن الرابع من أركان الإسلام ويَصُونه من الخلل والنقص، ويتزوَّد من نوافل الصيام، ويُبادر إلى حجِّ بيت الله الحرام عند الاستطاعة، ويكثر من نوافل الحج والعمرة لا يرفُث ولا يفسُق ولا يجادل، يسعى جهدَه لكلِّ فضيلةٍ، ينفَع المسلمين بأعماله وأمواله وآرائه، يتأسَّى في ذلك بنبيه - صلوات الله وسلامه عليه - القائل: ((مثَل المؤمنين في تَوادِّهم وتعاطُفهم كالجسد الواحد، المؤمن للمؤمن كالبُنيان يشدُّ بعضه بعضًا)). المؤمن الصادق يأمُر بالمعروف وينهى عن المنكر بحكمةٍ، ويتعاون على البر والتقوى، يرجو ثواب الله ويخاف عقابه، يسعى في صَلاح وإصلاح المجتمع، يبدأ بأهله وأولاده وجِيرانه وأهل بلده وجميع البلدان، لا يُقصَر نفعه على جهة ولا يُحصَر في مكان، يحرِص على إيصال الخير إلى الأمَّة بالدعوة إلى الله بالقول والعمل، أفعاله تُصدِّق أقواله، عضوٌ صالح مصلح، ليس أنانيًّا لا يهتمُّ إلا بنفسه، بل يحبُّ الخير لأخيه كما يحبُّه لنفسه؛ كما في الحديث: ((لا يؤمن أحدُكم حتى يُحبَّ لأخيه ما يُحبُّ لنفسه))[1]. المؤمن الصادِق في إيمانه دائمًا في حَياةٍ سعيدة بسبب أفعال الخير التي يقومُ بها ويهتمُّ لها، وتلك من فوائد الإيمان. فيا عباد الله: تفقَّدوا أحوالكم وانظُروا في إيمانكم، لا تُشغَلوا عمَّا خلقتم له بما يكون سببًا لهلاككم في دُنياكم وفي أُخراكم، حقِّقوا إيمانكم بالأعمال الصالحة، فإنَّ في ذلك السعادة في الدنيا والآخِرة، فإنَّ من فوائد الإيمان الصادق راحةَ القلب وطمأنينةَ النفس وانشراحَ الصدر، ومن ثمراته الفوز بدار النعيم المقيم الذي لا يَفنَى ولا يزول بجوار الرب الرحيم، جعَلَنا الله وجميعَ إخواننا المسلمين من أهلها، ورزَقَنا الفوز بها، إنَّه سميع مجيب. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ﴾ [البينة: 7-8]. بارَك الله لي ولكم في القُرآن العظيم، ونفعني وإيَّاكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، وتابَ عليَّ وعليكم إنَّه هو التوَّاب الرحيم. أقول قولي هذا وأستغفِر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كلِّ ذنب، فاستغفِروه إنَّه هو الغفور الرحيم. واعلَمُوا - رحمكم الله - أنَّ الإيمان بالقلب لا يكفي دُون العمل، فلا بُدَّ من العمل الخالص المتفق مع هدي نبينا محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم -، خالصًا لوجه الله لا يَشُوبه كدر ولا رياء، متفقًا مع سنة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -، بذلك يسعَدُ المرء في حَياته الدنيويَّة والأخرويَّة فلا ألذَّ من حياة المؤمن الصادق في إيمانه فلا يَخاف ولا يَرجو إلا الله، يسعى في أمور دِينه ودُيناه على بَصيرةٍ من أمره، إنْ أصابَتْه ضرَّاء صبَر، وإنْ أصابَتْه سرَّاء شكَر، قانعًا بما رزَقَه الله من حلالٍ، مطمئنًّا في أموره، يسعى لما فيه صلاحُه وصلاحُ أمَّته، فحَقِّقوا إيمانكم يا عباد الله تسعَدوا. [1] أخرجه البخاري رقم (13) - الفتح 1/73، وأخرجه مسلم [71 - (45)].
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |