سبب تأخر الأمطار - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         محرمات استهان بها الناس كتاب الكتروني رائع (اخر مشاركة : Adel Mohamed - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          الهوية الإمبريالية للحرب الصليبية في الشرق الأوسط (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          «ابن الجنرال» ونهاية الحُلم الصهيوني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          التغيير في العلاقات الأمريكية الروسية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          هل اقتربت نهاية المشروع الإيراني؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الشيخ عثمان دي فودي: رائد حركات الإصلاح الديني في إفريقيا الغربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          دور العلماء الرّواة والكُتّاب في نشأة البلاغة العربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          مرصد الأحداث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          وقفات مع قول الله تعالى: ﴿وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          أصحّ ما في الباب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-10-2019, 01:36 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,446
الدولة : Egypt
افتراضي سبب تأخر الأمطار

سبب تأخر الأمطار (1)





الشيخ عبدالعزيز بن محمد العقيل






الحمدُ لله نحمَدُه، ونستَعِينه ونستَهدِيه، ونستَغفِره ونتوبُ إليه، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضلِل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله, صلَّى الله عليه وعلى آله وصَحابته وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

أمَّا بعدُ:
فيا عباد الله، اتَّقوا الله -تعالى- وتُوبوا إليه واستغفِروه يغفر لكم ذنوبكم، ويُدخِلكم جنات تجري من تحتها الأنهار، ويمدكم من فضله، واعلَمُوا يا عباد الله أنَّ ما أصاب البلاد من قلَّة أمطار إنما هو بسبب الذنوب والمعاصي وخُصوصًا منع الزكاة وأكل الحرام؛ ففي الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إنَّه قال: ((خمسٌ بخمس))، قالوا يا رسول الله وما خمس بخمس؟ قال: ((ما نقض قوم العهد إلا سلَّط الله عليهم عدوَّهم، وما حكَموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم الفقر، وما ظهَرتْ فيهم الفاحشة إلا فشا فيهم الموت، ولا طَفَّفُوا المكيالَ والميزان إلا مُنِعُوا النبات وأُخِذوا بالسنين، ولا منعوا الزكاة إلا حبس عنهم القَطرُ))[1].

ومن أسباب عدَمِ قبول الدعاء أكْل الحرام، فقد فشا الربا وانتشر، وكثُر التعامل به في البنوك وفي كثيرٍ من المعاملات، وأصبحتْ لُقمة العيش عند الكثير من الناس حرامًا وعند البعض مشبوهة، قد نالها الغبار ممَّا يحيط بها، وقلَّ الاهتمام عند الكثير من الناس بمأكله ومشربه وملبسه، وبذلك قلَّ قبول الدعاء، ولا شكَّ أنَّ ذلك من قِبَلِ العباد؛ فالله - سبحانه وتعالى - غنيٌّ، وقد أمَر بالدعاء ووعَد بالاستجابة، ولكن لا بُدَّ من إزالة الموانع للإجابة، ومن ذلك البُعد عن المحرمات من أكل الربا، ومنع الزكاة وبخس المكيال والميزان، وما أصاب العباد فبما كسبت أيديهم ويعفو عن كثير.

والله يبتَلِي عِباده ليَرجِعوا إليه، فلا بُدَّ يا عباد الله من تفقُّد الأحوال ومحاسبة النُّفوس وإصلاح ما وهَى وضعُف، والرجوع إلى الله بصِدق وعزيمة وإزالة أسباب منْع القطر، ثم إنَّ ثمرات هذه المعاصي لا تقتصر على منع الأمطار، بل تلحق العبد في نفسه وماله وولده، في دُنياه وتدَّخر له العُقوبات في الآخرة، فالكيِّس والعاقل يَحتاط لنفسه ويسعى في فكاكها ممَّا وقعتْ فيه، ولا يرضى لنفسه بالذلَّة والمهانة في دُيناه والخزي والعار والنار في الآخرة، فإنَّ الذنوب غِلٌّ وقُيود، وصاحبها مُهانٌ ومُحتَقر، ولا بُدَّ له من ذلك وإنْ ظهر له في بعض الأوقات صولة وجولة واحترام لغرض دنيوي فمآله للذلَّة والإهانة والحسرة والندامة، مع ما يجنبه على غيره من شُؤم معصيته؛ فإنَّ المعاصي إذا انتَشرتْ في البلاد وتَساكَتَ الناس عنها وتخاذَلُوا أمامَ أصحابها عمَّ شرُّها الصالح والطالح، ومن ذلك منْع القطر، فقد عمَّ البلاد مع وُجود الصلحاء ولكنَّ ضعف الغيرة وقلَّة الإنكار سبَّب منع القطر، وفي الحديث: ((وما منع قومٌ زكاةَ أموالهم إلا مُنِعُوا القطرَ من السماء ولولا البهائم لم يُمطَروا)).

فشُؤم معاصي بني آدَم عمَّ حتى البَهائِم، فما أحوَجَنا إلى العودة إلى الله بصِدق وإخلاص؛ لننال سعادة الدنيا والآخرة، فإنَّ عمل الآخرة لا يلهي عن عمل الدنيا المتَّفِق مع تعاليم نبينا - صلوات الله وسلامه عليه - فما ترك خيرًا إلا دلَّنا عليه ولا شرًّا إلا حذَّرَنا منه، ومن ذلك فعل الطاعات والبُعد عن المحرَّمات وإخلاص العمل لله وإبعاد ما يُؤثِّر عليه أو يُقلل ثوابه، فشواهد الأحوال موجودةٌ يا عباد الله.


ولا ينبغي أنْ نتجاهل أو نُنكِر الواقع ونُغالِط نُفوسَنا، ولا ينبغي أنْ نستسلم للهوى والنَّفس والشيطان ونتخاذَل أمام هذه الأعداء، مع أنَّ الأمر سهل وميسور فهو توبةٌ إلى الله وصدقٌ وعزيمة وبُعد عمَّا يضرُّ في الدنيا والآخرة، والتزامٌ لأوامر الله، واجتنابٌ لنواهيه، وكلُّ هذا لا يحتاج إلى كلفة ولا مشقَّة ولا قتال بالسلاح، فلا أحد يحمل العبد على المعاصي ويجبره بالقوَّة على ارتكابها، وإنما ضعف النفوس ومطاوعة الهوى والشيطان يجعل العبد يقع فيما يقع فيه ويأسر نفسه بنفسه لاستِسلامه لعدوِّه الحريص على هلاكه، فلا يفيقُ العبد إلا بعد الوقوع في شراكه؛ فيندم حيث لا ينفع الندم إلا بالتوبة والإقلاع والعزم على عدم العَوْدة.

فاتَّقوا الله يا عباد الله؛ فبتَقواه يحصل لكم سعادة الدارين، اللهم اجعَلْنا من عبادك المتقين، وتُبْ علينا إنَّك أنت التوَّاب الرحيم.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
قال الله العظيم: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الروم: 41].

بارَك الله لي ولكم في القُرآن العظيم، ونفعني وإيَّاكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، وتابَ عليَّ وعليكم إنَّه هو التوَّاب الرحيم.

أقول قولي هذا وأستغفِر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كلِّ ذنب، فاستغفِروه إنَّه هو الغفور الرحيم.

ثم اعلَمُوا يا عباد الله أنَّ ما يصيب العباد والبلاد من قلَّة خيرات ونقص في الثمرات وتأخُّر الأمطار، إنَّما ذلك بسبب الذنوب والمعاصي، فينبغي أنْ يكون ذلك واعظًا ومُنبهًا لنا للعودة إلى الله والصدق معه في السر والعلَن، فالعبد خطَّاءٌ، وخير الخطَّائين التوَّابون، فتُوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون.


[1] جزءٌ من حديث رواه ابن عباس، انظر: الترغيب والترهيب: 1/544، قال الألباني: حسن، انظر: صحيح الترغيب والترهيب: 1/321.









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29-10-2019, 01:37 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,446
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سبب تأخر الأمطار

سبب تأخر الأمطار (2)





الشيخ عبدالعزيز بن محمد العقيل













الحمدُ لله نحمَدُه، ونستَعِينه ونستَهدِيه، ونستَغفِره ونتوبُ إليه، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضلِل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريك له، يُعطي لحكمة، ويَمنع لحكمة، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله حذَّر أمَّته من عُقوبات الذنوب والمعاصي، صلَّى الله عليه وعلى آله وصَحابته وسلَّم تسليمًا كثيرًا.





أمَّا بعدُ:


فيا عباد الله، اتَّقوا الله -تعالى- واعلَمُوا أنَّ الله - سبحانه وتعالى - يبتَلِي عباده ليظهر الصادق في إيمانه، وليرجع العاصي إلى ربِّه ويتوب من ذنوبه، وقد ظهَرت المنكرات وارتُكِبت المعاصي، وكثر الإمساس وقلَّ الإحساس، وتوالَت النِّعَم وكثرت الخيرات، واستُعِين بها على مَعاصِي الله وتَناسَى الكثير الواجبَ فيما أنعم الله به عليه، وبخل به وافتُتِن بزخارف الدنيا وانشَغَل بجمعها وتكديسها؛ فجنى على أمَّته وعلى بهائم الأرض بشُؤم ذُنوبه ومَعاصيه، فإذا تذكَّرَها تابَ بلسانه وخادَع بقلبه.





والله - سبحانه وتعالى - لا تخفى عليه خافية، فما أُصِيبَ به المسلمون من قلَّة الأمطار وتأخُّر نزولها إنما ذلك بسبب الذنوب والمعاصي وعدم الصدق في التوبة؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((وما مَنع قومٌ زكاةَ أموالهم إلا مُنِعُوا القطرَ من السماء، ولولا البهائمُ لم يُمطَروا)).





وفي الحديث: ((ما بخَس قومٌ المكيالَ والميزانَ إلا مُنِعُوا القَطرَ من السماء)).





فلا شكَّ أنَّ منعَه بسبب الذنوب والمعاصي، فقد انتشرت وعمَّت وطمَّت، افتتانٌ بالدنيا، ومنعٌ للواجبات، ومكرٌ وخداعٌ وتحايلٌ في الحصول عليها، وإنفاق الكثير فيما حرَّم الله، فالتعامُل في الربا والغش والتدليس، وإنفاق الأموال الطائلة في آلات اللهو، والفِسق والمجون، وفي المسكرات والمخدرات - كلُّ ذلك ظاهرٌ ومنتشر، والتكاسُل عن الصلوات، وتبرُّج النساء، وفساد الأخلاق، والتشاحُن والتقاطع، وقلَّة الإنكار وعدم الغيرة - كلُّ ذلك موجودٌ، ومع هذا فالكثير يستَنكِر تأخُّر الأمطار، ولا يخشى ولا يتوقَّع حلول العُقوبات، وكأنه قد أَمِنَ من أفعاله السيِّئة!





فيا عباد الله:


لا تعتَرُّوا بما أنتم فيه من نعمةٍ ورغد عيش وأمن، ما دامت المنكرات ظاهرة؛ فإنَّ الله يُمهِل ولا يُهمِل، وإذا أخَذ فإنَّ أخذه أليم شديد، فاتَّعظوا بغيركم فالمواعظ تحيط بكم، والسعيد مَن وُعِظَ بغيره، اتَّقوا الله وارجِعوا إليه وتوبوا ممَّا وقعتُم فيه، واعلَمُوا أنَّ للتوبة شروطًا لا بُدَّ منها، وهي: الإقلاع عن الذنب وتركه، والندم على ما فات منه، والعزم على ألاَّ يعود فيه وإنْ كان الذنب بين العبد وبين أحدٍ من خلق الله فلا بُدَّ مع هذه الشروط الثلاثة من شرطٍ رابع وهو ردُّ المظلمة لصاحبها أو تحلُّله منها.





فاتَّقوا الله يا عباد الله في أنفُسكم وفي أمَّتكم وبلادكم وفي البهائم، ارجِعوا إلى الله فإنَّ الرجوع إلى الحق فضيلة، تآمَروا بالمعروف وتناهَوْا عن المنكر قبل حُلول العُقوبات، واشكُروا الله على ما أنتم فيه من نِعمة أمن واستقرار ورغد عيش؛ لتَحفَظوا هذه النعمة التي لا يُوجَد على سطح المعمورة مَن يُشارِككم فيها، والله - سبحانه وتعالى - لا يُغيِّر ما بقومٍ حتى لا يُغيِّروا ما بأنفُسهم، فما أحوجَنَا إلى التذكُّر والتناصُح والأخْذ على يد السفيه والظالم؛ ففي الحديث عن أبي بكرٍ الصديق - رضي الله عنه - قال: يا أيها الناس، إنَّكم تقرؤون هذه الآية: ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ï´¾ [المائدة: 105]، وإنِّي سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((إنَّ الناس إذا رأوا الظالم فلم يَأخُذوا على يديه أوشَكَ أنْ يعمَّهم الله بعقابٍ منه)).





ونحن اليوم يا عباد الله على خطَر عظيم ممَّا وقع فيه الكثير من التساكُت والمداهنة، وقد ظهرت آثار ذلك، ونخشى من عُقوبات وفتن أشد وأعظم؛ قال تعالى: ï´؟ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ï´¾ [الأنفال: 25].





فعلى مَن وقَع في شيء من هذه الذنوب والمعاصي أنْ يتَّقي الله في نفسه، ويعود إلى رشده، ولا يعرض نفسه وأمَّته إلى عُقوبات الدنيا والآخِرة، وعلينا جميعًا أنْ نتناصَح فيما بيننا، ونأخُذ على يد السفيه والظالم؛ حتى نكون كما وصَفَنا الله - سبحانه وتعالى - بقوله: ï´؟ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ï´¾ [آل عمران: 110].





فإنَّ الله - سبحانه وتعالى - قد أنعَمَ علينا بنعمة الإسلام والأمن في الأوطان، ورغد العيش وصحَّة الأبدان، فعلينا أنْ نشكُر المنعِمَ - جلَّ وعلا - وأنْ نمتثل أوامره ونجتنب نواهيه؛ حتى يحفظ علينا هذه النعمة، لنسعَدَ في الدنيا ونسلَمَ من الفتن والشرور والوَيْلات التي وقَع فيها غيرُنا، ونسعَدَ في الدار الآخرة دار القَرار والنعيم.





اللهم مُنَّ علينا بالتوبة الصادقة، ووفِّقنا للعمل بما يُرضِيك، وأصلح ما فسد من أحوالنا، واهدِ ضالَّنا، إنَّك سميع مجيب.





بارَك الله لي ولكم في القُرآن العظيم، ونفعني وإيَّاكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، وتابَ عليَّ وعليكم إنَّه هو التوَّاب الرحيم.





أقول قولي هذا وأستغفِر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كلِّ ذنب، فاستغفِروه إنَّه هو الغفور الرحيم.





واعلَمُوا - رحمكم الله - أنَّ العباد إنما يُؤتَوْن من قِبَلِ أنفسهم، والله - سبحانه وتعالى - غني يُعطِي لحكمة ويمنَع لحكمة، وهذه الدار دارُ ابتلاء وامتحان، فمَن تمادَى في عِصيانه وطُغيانه قامتْ عليه الحجَّة، ومَن رجَع إلى الله وتابَ تابَ الله عليه، وليست الدنيا وزهرتها مِقياسًا؛ فالله يُعطِي الدنيا مَن يحبُّ ومَن لا يحبُّ، ولكنَّه لا يعطي الدِّين إلا لمن يحبُّ، ولو كانت الدنيا تَزِنُ عند الله جناحَ بعوضة ما سقى منها كافرًا شربةَ ماء، وقد تأخَّرت الأمطار بسبب الذنوب والمعاصي فلا بُدَّ من الرُّجوع إلى الله والصدق في التوبة؛ ليسعد العبد في دُنياه وأُخراه.





اللهم اغفر لنا وارحمْنا وتُبْ علينا، إنَّك أنت التوَّاب الرحيم.





فاتَّقوا الله يا عباد الله وارجِعوا إلى الله.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.15 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.98 كيلو بايت... تم توفير 2.17 كيلو بايت...بمعدل (3.39%)]