|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() آثار المعصية الشيخ إبراهيم المشهداني إن الحمد لله، نحمدُه ونستغفره ونستعينه ونستهديه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسنا ومن سيئاتِ أعمالنا، من يهْدِ اللهُ فلا مضِلَّ له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أنْ لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه، بعثه اللهُ رحمةً للعالمين هادياً ومبشراً ونذيراً. بلّغ الرسالة وأدّى الأمانة ونصحَ الأمّةَ فجزاهُ اللهُ خيرَ ما جزى نبياً من أنبيائه. فصلواتُ ربي وتسليماته عليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، وعلى صحابته وآل بيته، وعلى من أحبهم إلى يوم الدين أما بعد: فانَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ، وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ. اللهم أنت أحق من ذكر، وأحق من عبد، وأنصر من ابتغي، وأرأف من ملك، وأجود من سئل، وأوسع من أعطى، أنت الملك لا شريك لك، والفرد الذي لا ند لك وكل شيء هالك إلا وجهك، اللهم إني أبرأ من الثقة إلا بك، ومن الأمل إلا فيك، ومن التوكل إلا عليك، ومن الرضا إلا فيك، ومن الطلب إلا منك، ومن الصبر إلا بك، ومن الذل إلا لك، ومن الرجاء إلا فيك، ومن الرهبة إلا إليك: أيها المسلمون: كان الصالحون إذا نزل البلاء بهم يقول قائلهم: لابد أني قد أذنبت ذنبا، لا بد أني فرطت في جنب الله تعالى، قصرت في حق الله ظلمت عبدا، ضيعت فريضة، انتهكت حرمة فيرجع تائبا مستغفرا متندما كما قال أبوه آدم وأمه حواء ﴿ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الأعراف: 23]، كان بعض السلف يقول: (إني لأرى شؤم معصيتي في سوء خلق امرأتي ودابتي)، وشأن المؤمن أن يرد الخير إلى الله وأن أساء يقول فمني ومن الشيطان. للمعاصي آثار سيئة في الدنيا والآخرة يقول ابن عباس رضي الله عنهما: (إن للحسنة نورا في القلب وضياء في الوجه وسعة في الرزق وقوة في البدن ومحبة في قلوب الخلق، وإن للسيئة ظلمة في القلب وسوادا في الوجه وضيقا في الرزق وضعفا في البدن وبغضا في قلوب الخلق..). حينما ينزل شؤم المعصية على الناس يصيب الجميع الصالح والطالح، الطالح لظلمه والصالح لسكوته على المنكر ﴿ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴾ [المائدة: 78، 79]، فالمعصية شؤم على الناس جميعا، يعيش الإنسان في معيشة الضنك ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى ﴾ [طه: 124، 126]، فهو في ضنك في العيش وإن كان عنده الآلاف والملايين، الرعب يملأ قلبه، يخاف من كل شيء من الأمراض من الموت من المستقبل المجهول، من فقدان النعمة من نزول النقمة. إذا كنت في نعمة فارعها ![]() فإن المعاصي تزيل النعم ![]() وحطها بطاعة رب العباد ![]() فرب العباد سريع النقم ![]() إن الناس حينما يشكرون نعمة الله ويستخدمونها في طاعة الله عز وجل يحفظها عليهم ويزيدهم، فإذا كفروا النعمة إذا بطروا بها، إذا لم يودوا حقها أصبحت النعمة في أيدهم مصدرا للمعصية، وسببا للإعراض عن الله فسرعان ما يأتيهم العذاب ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾ [النحل: 112]. إن النعمة أيها السلمون سبب للطاعة وللشكر، أما إذا استخدمت في المعصية فجعل الإنسان المال سببا للفساد، والصحة سببا للاستمتاع بالمحرمات، والعقل سببا ليفكر في الشر والفساد والإفساد فإن العبد لا يستحق هذه النعمة فيجب أن تسلب منه، وربما سلبت منه رويدا رويدا ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7] إنّ الطاعة والاستقامة والتقوى هي التي تجلب الحياة الطيبة في الدنيا والأجر الحسن في الآخرة قال تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97]، ليست الحياة الطيبة بكثرة المال وربما جرّ المال الكثير إذا لم يعرف صاحبه حق الله جرّه إلى الفسوق والفساد والخمر والميسر والنساء فاستحقوا عقاب الله، إن المعصية شؤم على الفرد والجماعة وعلى البهائم أيضا قال أبو هريرة رضي الله عنه (ان الحبارى لتموت في وكرها من ظلم الظالم)، وقال مجاهد (إن البهائم تلعن عصاه بني ادم إذا اشتد القحط وأمسك المطر وتقول هذا بشؤم معصية ابن آدم)، ذكر صاحب كتاب الجواب الكافي الآثار السيئة للمعاصي وعدَّ ما يزيد على المائة منها، ومن هنا رعاكم الله ينبغي أن يرجع الناس إلى الله سبحانه كما قال الربانيون ﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا ﴾ [آل عمران: 147]، لو آمن الناس واتقوا واستقاموا لتنزلت عليهم بركات من السماء ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2، 3] وقال تعالى ﴿ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16) لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدً ﴾ [الجن: 16، 17]. نعم إخواني في الله هذا هو قانون الله سبحانه وتعالى ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الأنفال: 53]، لو آمن الناس واستقاموا واتقوا لتفتحت عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا وكفروا النعمة، وبطروا وانحرفوا فجاءهم العذاب والبلاء والنذر. لقد لعن الله الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون، لعن الذين يكتمون ما انزل الله، ولعن الذين يرمون المحصنات، ولعن الله الظالمين، ولعن رسول الله شارب الخمر وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه، وآكل ثمنها، لعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه، لعن الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة، لعن الله الراشي والمرتشي والرائش، فما هو الحال في أمة ملعونة، ومجتمع تتنزل عليه اللعنات، ويحرم من بركات السماء!، لا بد للإنسان أن يسأل نفسه لماذا أصابنا ما أصابنا؟، كما سأل الصحابة أنفسهم بعد غزوة أحد حينما خالفوا أمر سول الله فكان أن قتل منهم سبعون من خيارهم، قال الصحابة رضوان الله عليهم: (ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة ). إن العالم أيها الأحباب كله الآن يشكو الثمر المر من جراء الانحراف عن القيم الدينية والخلقية، إن الأمراض التي ظهرت اليوم في بلاد الكفر نتيجة الفوضى الجنسية هذا المرض يهدد الملايين من البشر رجلا ونساء في أمريكا بهذا المرض يفقد الناس المناعة (مرض الإيدز)، ﴿ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ... ﴾ [الحشر: 2] وقال تعالى ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ﴾ [الإسراء: 32] وقال الحبيب صلى الله عليه وسلم محذرا أمته ومخاطبا أطهر الخلق: (يا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا..). ومن العجيب أن هذه الإباحية التي يشكو منها الغرب تنتقل إلى بلاد المسلمين، لا تنقل بلادنا عنهم العلم والتكنولوجيا، وحسن التنظيم والتقدم والارتقاء والرقي بل تنقل عنهم السفاهة والفضاحة، وقلة الحياء فإلى أين، وإلى متى نبقى على هذه الحالة، لقد جاءت النذر فهل نستفيق!، هل نرجع ونتوب ﴿ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الأعراف: 23]، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين، وطوبى لمن وجد في صحيفته استغفار كثيرا، وصلاة على الحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم. الخطبة الثانية الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وبتوفيقه نتجنب السيئات، الحمد لله الذي هدانا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، اللهم صلّ وسلم على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، صاحب الحوض المورود، والمقام المحمود، والشفاعة العظمى والمعجزات الكبرى، قَائِدُ الأنبياء إِذَا وَفَدُوا، وَ خَطِيبُهُمْ إِذَا نَصَتُوا، وَ شَافِعُهُمْ إِذَا حُبِسُوا، وَمُبَشِّرُهُمْ إِذَا أَبْلَسُوا وبعد. أيها المسلمون الكرام: من المعاصي التكلم على الناس بالباطل، ويكون الأمر أكثر فظاعة إذا تكلم المسلم بالباطل، وأشد بشاعة إذا تكلم المسلم على المسلم، بل الأكثر من ذلك إذا تكلم المسلم على من هو أفضل منه كمن يتكلم على صحابة رسول الله بسوء فهذه من أبشع المعاصي، لقد قام الصحابة رضوان الله عليهم بتبليغ رسالة الله تعالى فأدوا الأمانة وحفظوا القرآن والسنة يقول ابن عباس رضي الله عنهما: (إن اللّه جل ثناؤه، وتقدست أسماؤه، خَصَّ نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم، بصحابةٍ آثروه على الأنفس والأموال، وبذلوا النفوس دونه في كل حال، ووصفهم اللّه في كتابه فقال: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الفتح: 29] قاموا بمعالم الدين، وناصحوا الاجتهاد للمسلمين، حتى تهذبت طرقه، وقويت أسبابه، وظهرت آلاء اللّه، واستقر دينه، ووضحت أعلامه، وأذل اللهّ بهم الشرك، وأزال رؤوسه، ومحا دعائمه، وصارت كلمة اللّه العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى،..) وقال ابن مسعود رضي الله عنه (إن الله نظر في قلوب العباد، فوجد قلب محمد - صلى الله عليه وسلم - خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه، فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه، يقاتلون على دينه، فما رأى المسلمون حسنا فهو عند الله حسن، وما رأوا سيئا فهو عند الله سيئ.). وقال ابن مسعود (من كان مستنَّاً فليستن بمن قد مات، أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، كانوا خير هذه الأمة، أبرُّها قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، ونقل دينه، فتشبهوا بأخلاقهم وطرائقهم، فهم أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -، كانوا على الهدى المستقيم ").
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |