الجماعة صارو (مَلطَشه) !!

[أبوسيف]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،

مقال قرأته اليوم في جريدة الرأي الأردنية ، يشرح فيه الكاتب ، بطريقة طريفة و لكن واقعية ، كيف أن هيبة المحتل في العراق تضمحّل بوتيرة سريعة ، و كيف أن المقاومة تستطيع بصاروخ صغير يُحمل على الكتف أن تهز كيان أقوى دولة عسكرياً في العالم:

تقول الأخبار أن المقاومة العراقية وخلال 3 أسابيع استطاعت إسقاط 6 طائرات هيلوكبتر أميركية، وقد بلغ عدد القتلى 27 شخصاً.

لاحظوا التبرير الأميركي، فهم يقولون أن المقاومة حصلت على صواريخ ستريلا متطورة وهذا النوع يصنّع في إيران وروسيا... أنا لدي تبرير آخر للقصة وهو أن الجماعة صاروا ملطشه..

والأنكى من ذلك أنهم أيضاً شرحوا للناس كيفيّة إسقاط الطائرة، قالوا أن هذه الصواريخ تحمل على الكتف ومن الممكن لشخص واحد أن يطلقها ويختفي، ومن الممكن لشخص واحد أن ينفذ العملية.

بعبارة أخرى من الممكن لشخص، واحد في هيئة راعي أغنام أن يلبد بمعنى يختبئ تحت حجرٍ ما أو يتسلق شجرة، ويشعل سيجارة، وربما يجري إتصالاً هاتفياً مع المدام، ليسألها عن طبخة اليوم... وربما يأخذ غفوة... وأحياناً من قبيل الزهق يقوم بلفّ سيجارة (هيشه)...

وحين تأتي الطائرة يقوم بهبدها صاروخاً، ويغادر إلى منزله بكل أريحيّه... لاحظوا الهدف، هو طائرة أباتشي والتي يبلغ ثمنها 150 مليون دولار وتكلفة الطلعة الواحدة عشرات الألوف من الدولارات..

القصة باختصار مفادها، أن رجلاً منفرداً يستطيع ان يهزم تكنولوجيا متفوقة.. والسؤال الآخر ما هو ثمن سلاحه..؟ بالطبع لا يقارن بثمن الأباتشي.

قلت لكم الجماعة ملطشه فقد يتطور الأمر.... وتقوم مثلاً أم علي... باطلاق قذيفة من نوع معين من شباك مطبخها أثناء محاولاتها حفر الكوسا وتسقط طائرة إف 16... وتصبح المسألة نهجاً بحيث تستعمل شبابيك المطابخ كميناً مناسباً لاصطياد المغفلين والطائرات معاً.

الأخطر من كل ذلك أنه لا يوجد مجال للعرط فالعمليات جميعها مصورة بالفيديو... ناهيك عن ان التفسير لا يرتبط بالسلاح الإيراني أو الروسي بل يرتبط بالإرادة فحين تتوفر ارادة المقاومة، قد تتحول فرّامة اللحمة إلى سلاح، ويصبح الإنسان العراقي بغض النظر عن شكله أو عرقه أو لونه.. مقاتلاً شرساً.

المقاومة ربما في ثلاثة أسابيع أنفقت مليون دولار ذخيرة وعمليات ومهما تكن قد أنفقت وخسرت ميدانياً في النفوس، فإن كل هذه الخسارات المادية والجسدية لا تعادل ثمن الطائرات الستة وثمن تأهيل وتدريب طياريها وطواقمهم.. ناهيك عن الخسارة البشريّة.

والمشكلة أنهم يتحدثون عن استراتيجية جديدة.. بصراحة ودون لفّ أو دوران الجماعة اتشرشحو.. (اتشرشحوا) بمعنى اتبهدلوا عن جدّ.

عبدالهادي راجي المجالي

المصدر: http://www.alrai.com/pages.php?opinion_id=5338

منقول