في التحذير من الكذب والخداع - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         دعاء الشفاء ودعاء الضائع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          تخريج حديث: رقيت يوما على بيت حفصة، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم على حاجته، مستقبل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          أسماء العقل ومشتقاته في القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          كيف نكتسب الأخلاق الفاضلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: المؤمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          وقفات تربوية مع سورة التكاثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          {وما كان لنبي أن يغل} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          بين الاجتهاد الشخصي والتقليد المشروع: رد على شبهة «التعبد بما استقر في القلب» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          الإسلام والحث على النظافة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          فتنة تطاول الزمن.. قوم نوح عليه السلام نموذج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-10-2019, 05:48 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,587
الدولة : Egypt
افتراضي في التحذير من الكذب والخداع

في التحذير من الكذب والخداع




الشيخ عبدالعزيز بن محمد العقيل






الحمد لله الذي يعلم السرَّ وأَخفى، المطَّلِع على ما في الضمائر وما أبْداه العبد وما أخفى، لا يَعزُب عنه مِثقال ذرَّة في الأرض ولا في السَّماء، أحمدُه - سبحانه - وأشكُرُه على نعمه التي لا تُعدُّ ولا تُحصَى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، عالم السرِّ والنجوى، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، المحذِّر من قول السوء، والداعي لما فيه الخيرُ والهدى، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه الداعين لما فيه النَّجاة، والناهين عمَّا فيه الرَّدى، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

أمَّا بعدُ:
فيا عبادَ الله، اتَّقوا الله -تعالى- في أقوالكم وأفعالكم، واعلَموا أنَّ كلَّ عمل محصًي عليكم، وكلَّ قول مثبت لكم أو عليكم، ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18]، واعلَموا أنَّ أهمَّ ما يجبُ حفظه والعناية به اللسان، فإنَّه يكبُّ صاحبَه إذا لم يحفَظْه في النار، وقد يرقيه إلى أعلى مراتب الإيمان.


قال -صلى الله عليه وسلم-: ((إنَّ الرجل لَيتكلمُ بالكلمة من رضوان الله -تعالى- ما كان يظنُّ أنْ تبلغ ما بلغت، يكتُب الله له بها رضوانه إلى يوم يَلقاه، وإنَّ الرجل لَيتكلمُ بالكلمة من سخط الله، ما كان يظن أنْ تبلغ ما بلغت، يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه))[1]؛ رواه مالك في الموطأ والترمذي، وقال: حديث صحيح.

عباد الله:
تحروا الصدق والقول به، وتجنَّبوا الكذب والتفوُّه به؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: ((عليكم بالصدق؛ فإنَّ الصدق يَهدِي إلى البرِّ، وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنة، ولا يَزال الرجل يصدُق ويتحرَّى الصدق حتى يُكتَب عند الله صديقًا، وإيَّاكم والكذب؛ فإنَّ الكذب يَهدِي إلى الفجور، وإنَّ الفجور يهدي إلى النار، ولا يَزال الرجل يكذب ويتحرَّى الكذب حتى يُكتَب عند الله كذابًا))[2]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: ((أتَدرُون ما أكثر ما يدخل الناس الجنَّة؟ تقوى الله، وحسن الخلق، أتدرون ما أكثر ما يدخل الناس النار؟ الأجوفان: الفم والفرج))[3].


وقال -صلى الله عليه وسلم-: ((إذا أصبح ابن آدم فإنَّ الأعضاء كلَّها تُكفِّر اللسان وتقول: اتَّقِ الله فينا؛ فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا))[4].


وقال -صلى الله عليه وسلم-: ((اضمَنُوا لي ستًّا من أنفسكم أضمَن لكم الجنَّة: اصدقوا إذا حدثتم، وأدُّوا إذا ائتُمِنتم، وأوفوا إذا وعدتم، واحفَظوا فُروجكم، وغضُّوا أبصاركم، وكفُّوا أيديكم))[5].

فيا عبادَ الله:
تخلَّقوا بأخلاق الإسلام، وتأدَّبوا بآداب سيِّد الأنام، واعلَموا أنَّه لا خير إلا دلَّكم عليه، ولا شرَّ إلا حذَّركم منه، فاحذَروا من الوقوع فيما يسخط الله، واعلَموا أنَّ إطلاق العنان للسان قد يُوقِع في المهالك، وقد يجرُّ على صاحبه الشرور والحسرات في الدُّنيا والآخِرة.

عباد الله:
إنَّ الله سائلكم عمَّا تقولون، ومُحاسِبكم على ما تعملون، فأعدُّوا للسؤال جَوابًا، وحاسِبُوا أنفسكم قبل أنْ تُحاسَبوا، وتفكَّروا ي أحوال مَن اغترَّ بدُنياه، وحمله هواه على فِعل ما يَهواه، ماذا حلَّ به من الوَيْلات في دُنياه؟ وما ناله من الحسرات والندامات في عاجلة قبل أخراه؟

عباد الله:
إنَّ الخير كلَّ الخير في هدي نبيكم الحريص على هِدايتكم، والعزيز عليه ما يشقُّ عليكم، الرحيم بكم، فقد دلَّكم على ما فيه فَلاحكم وسعادتكم، وحذَّرَكم عمَّا فيه شقاوتكم وخسارتكم، فالسعيد مَن وفَّقه مولاه للعمل بما يرضاه واقتفى أثر نبيِّه، واهتدى بهديه، ففاز برضا مولاه، والشقيُّ مَن حادَ عن الصراط المستقيم بما يَهواه، ولم يُفكِّر في عاقبة أمره، وما قد يَناله في دُنياه، وما أعدَّ له في أُخراه، فاللهَ اللهَ يا عبادَ الله في القول والعمل بما يُرضِي الله، والحذرَ الحذرَ من الوقوع فيما يُسخِط الله، واعلَموا أنَّ انفِتاح الدُّنيا وزخارفها ولذَّتها ليس دليلًا على السعادة في الآخِرة، بل ربما كانت سببًا في الشقاوة في الآخِرة، فعليكم بالعمل الذي يتَّفق مع هدي نبيكم وما دلَّكم عليه ورغَّبكم فيه، وحثَّكم على الأخْذ به، واحذَروا عمَّا نهاكم عنه، فإنَّه أعلم بما فيه فوزُكم، وأحرص منكم على ما فيه نجاتكم.

عباد الله:
لقد كثُر الكذب والخداع، وقول الزور وشهادة الزور من أجل الحصول على حُطام الدنيا، إمَّا لخاصَّة النفس أو من أجل نفْع الآخَرين بالباطل، ورأى الكثير من الناس أنَّ ذلك واجبٌ عليه؛ افتراءً منه وجرأةً على محارم الله، فأين تعاليم الإسلام؟ وأين آداب سيِّد الأنام؟ وأين التحلِّي بمَكارِم الأخلاق؟


فاتَّقوا الله عباد الله، وارجعوا إلى تعاليم ربكم، قولوا الحق ولو على أنفُسكم، أو الوالدين والأقربين، إن يكن غنيًا أو فقيرًا فالله أولى بهما، ولا تتَّبعوا الهوى وشهوات النفوس، فتُورِدكم موارد العطب والرَّدى، لا تغترُّوا بالإمهال؛ فإنَّ الله يُمهِل ولا يُهمِل، وإذا أخَذ فإنَّ أخْذه أليم شديد.


فاتَّقوا الله عباد الله في أقوالكم وأفعالكم، وتُوبوا إليه من جميع الذنوب، ولا تحقروا من الذنوب شيئًا، فمَن يعمل مِثقال ذرَّة خيرًا يره، ومَن يعمل مِثقال ذرَّة شرًّا يره.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70-71].


بارَك الله لي ولكُم في القُرآن العظيم، ونفعَني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، وتابَ عليَّ وعليكم إنَّه هو التوَّاب الرحيم.


أقول هذا وأستغفِرُ الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كلِّ ذنب، فاستغفروه إنَّه هو الغفور الرحيم.

عباد الله:
تذكَّروا أحوال مَن مضى ممَّن طغى وبغى وخادع، وعاث في الأرض فسادًا، وتجرَّأ على محارم الله، واستهانَ بأوامر الله، وأُمهِل حتى أُخِذَ على غرَّة، وفكِّروا في أحوالكم وما أنتم عليه، فإنَّ العاقل الناصح لنفسه مَن يُحاسِبها قبل أنْ تُحاسَب، الكيِّس مَن دانَ نفسَه وعمل لما بعد الموت، واعلموا أنَّ السعادة في الدنيا والنجاة في الآخِرة في امتثال أوامر الله، واجتناب نواهيه، والصدق في الأقوال والأفعال، ومحاسبة النفوس فيما تأتي وتذر.


[1] البخاري: (6478) - الفتح: 11/314، ومسلم: [49، 50 (2988)] بنحوه.

[2] رواه البخاري: (6094) - الفتح: (10/523)، ومسلم: [105 - (2607)].

[3] الترمذي: (2004) بنحوه.

[4] مسند الإمام أحمد: 3/96، والترمذي (2407).

[5] مسند الإمام أحمد: 5/323.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.95 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.27 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.16%)]