|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() معركة حصن برزية د. محمد منير الجنباز في جمادى الآخرة 584هـ سببها: خطر تلك القلعة على المسلمين من حيث الموقع والتحكم في الطرقات، وهي تقع في منطقة "الغاب" التابعة لمدينة حماة حاليًّا، قريبًا من قلعة أفاميا؛ إذ تقع أفاميا إلى الشرق منها وبينهما بحيرة يُشكِّلها نهر العاصي. وصلها القائد صلاح الدين الأيوبي، فطاف حولها ليُحدِّد مكان الهجوم، فوجد أنها لا تُرام من جهتي الشمال والجنوب، وهي صعبة أيضًا من جهة الشرق، فحدَّد الهجوم من جهة الغرب؛ حيث يدور الوادي حولها من هذه الجهة، فنصَب المنجنيقات وأمر بالرمي عليها؛ لكن الإفرنج في القلعة نصبوا منجنيقًا على القلعة، ورموا منجنيقات المسلمين فعطَّلوها، فقرَّر صلاح الدين مهاجمتهم واستغلَّ كثرة جنوده وقلة المدافعين في القلعة، فقسَّم جيشه إلى ثلاثة أقسام، وأمر القسم الأول بالهجوم فإذا تَعِب انسحب وحلَّ محلَّه الثاني ثم الثالث، وبدأت الفِرقة الأولى بقيادة زنكي بن مودود، فاقتربت من القلعة، فتلقَّت سيلًا من الحجارة التي إذا صدمت بالجندي قذفته إلى أسفل الوادي، فيصبح أشلاء ممزَّقة، وأمطرها المسلمون بالنشاب ليشلُّوا حركتَهم، واستمر الهجوم إلى ما قبل الظهر، وكان الوقت صيفًا والشمس متوهِّجة، ثم انسحب هذا القِسْم، فقام القِسْم الثاني وأخذ مكانه في الهجوم، وهم من خواصِّ جند صلاح الدين، فأنشبوا القتالَ حتى الظهر، وأرادوا العودةَ فردَّهم صلاح الدين لتطويل مدة الزحف، ثم أمدَّهم بالقسم الثالث فنهضوا مُلبِّين وتكاثروا على القلعة، ولم يستطع الإفرنج مواصلةَ القتال، فتَعِبوا حتى عجَزوا عن حمل الحجارة الكبيرة التي كانوا يرمونها، ثم انضمت الفرقة الأولى بعد أن استراحت، فوصل المسلمون إلى السور ورقوه وخالَطوا الإفرنج وهزموهم، فتركوا السور وهربوا إلى أعلى الحصن، وهو أشبه بالقلعة في داخله، وأخذوا معهم ما كان عندهم من أسرى المسلمين، والأغلال في أيديهم وأرجلهم، وطرَحوهم أعلى السطح، ودخل الفاتحون مكبِّرين، كما رقِي القلعة جنودٌ من جهة الشرق، وطهَّروا تلك الأماكنَ من الإفرنج، وفقَد الإفرنج زِمامَ المبادرة، وفقدوا الاتصال، ودبَّت الفوضى في صفوفهم، ثم إن المسلمين الأسرى لما سمعوا تكبير المسلمين في القلعة كبَّروا وهم في السطح؛ ليُعلِموهم مكانهم، فظن الإفرنج أن أعلى القلعة قد أُخِذ أيضًا، فخافوا وفتحوا الأبواب مستسلمين، فسقط هذا الحصن الحصين، وأراح الله المسلمين من شر ساكنيه. وقد فتح صلاح الدين أكثر من عشرين قلعة وحصنًا في هذه المناطق الجبليَّة، كلها بمثل هذه الحروب؛ مثل: حصن بكاس، والشغر، ودرب ساك، وبغراس، وسرمينية، وصفد، وكوكب... إلخ، فكانت بمثابة مخالب قاتلة موجَّهة من الصليبيين للمسلمين، فلا تستقر لهم تجارة ولا زراعة ولا تَنقُّل أو سفر بسببها.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |