الحذر من عدو الله وعدونا الشيطان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         التراجم: نماذج من المستشرقين المنصِّرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 9328 )           »          الشرق والغرب منطلقات العلاقات ومحدداتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 53 - عددالزوار : 24166 )           »          الاستشراق والمعتزلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          تفيئة الاستشراق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الثقة بالاستشراق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          من أعظم موارد الإيمان: متابعة الأذان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          معركة الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          صنع الله الذي أتقن كلّ شيء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الإبراد بصلاة الظهر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          ماذا بعد الحق ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-09-2019, 05:26 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,293
الدولة : Egypt
افتراضي الحذر من عدو الله وعدونا الشيطان

الحذر من عدو الله وعدونا





الشيطان


أحمد محمد مخترش









الخطبة الأولى


الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور، خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملًا وهو العزيز الغفور، أحمده سبحانه على ما شرع لعباده ويسر، ودعاهم لما تزكو به نفوسهم وتتطهر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وكل شيء عند بأجل مقدر، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الذي بشر وأنذر، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان ما أشرق الضياء وأنور، أما بعد:


أيها الناس: اتقوا الله حق التقوى والتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون، فإن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور.





أيها المسلمون: إن من عداوة الشيطان لكم أن يصور دينكم بأبشع صورة لينفركم عنه، يصوره بأنه حبس للحرية وتضييق على العبد وأنه مانع من التقدم والرفاهية حتى لا تقبل عليه ولا تتمسك به.





معشر المؤمنين: كم أبدى الله تعالى وأعاد في محكم القرآن في بيان عداوة الشيطان للإنسان والنهي عن إتباع خطواته أو الإصغاء إلى تزيينه ووسوساته ليضل الناس عن سبيل الله ويحملهم على الإشراك بالله أو الابتداع في دينه وارتكاب معاصيه وحسبكم قوله تعالى ﴿ كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ ﴾ [الحشر: 16-17]، هذا في الدنيا وأما في الآخرة فإنه إذا دخل أهل النار مع الشيطان خطبهم الشيطان خطبة تزيدهم ندماً وشقوة وحشرة وألماً كما قال تعالى ﴿ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [إبراهيم: 22].





أمة الإسلام: ومما بين الله تعالى في محكم تنزيله أن الشيطان يستدرج الإنسان إلى المعصية بخطوات تكون مقدمات لإيقاعه فيها فأول تلك المقدمات أنه يوسوس له بالنصح وثانيهما الوعد بالفائدة العاجلة وثالثهما التأمين من الخسارة المحتملة كما في خديعته الأبوين عليهما السلام في تزيين معصية الله تعالى بالأكل من الشجرة التي نهاهما الله عن قربانها قال لآدم عليه السلام ﴿ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى ﴾ [طه: 120]، ﴿ وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ * وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ﴾ [الأعراف: 20، 21] أي أقسم لهما ﴿ إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ * فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ﴾ [الأعراف: 21، 22]، ﴿ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ﴾ [البقرة: 36] [10]. فقد استخدم إبليسُ في إيقاع آدم - عليه السَّلام - في شباكه شَيْئين:


أوَّلهما: عرض الإغراءات الخطيرة، وهي الملك والخلود في الجنة. ثانيهما: القسم بالحلف الكاذب. وبعد الوقوع في المعصية قال الله -تعالى- لآدم: ﴿ أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ [الأعراف: 22].





وأعظمُ المصائب التي تَصرِف العبادَ عن خالقهم شيئان، وهما: الافتتان بالدُّنيا ولَذَّاتِها، والانصياع إلى أوامر الشياطين، كما كان كذلك في أول الابتلاء.





أيها المسلمون: إن عداوة الشيطان منذ أن أمره الله عز وجل بالسجود لآدم فعصى ربه فأبى واستكبر ﴿ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ﴾ [ص: 76]، ولقد حذَّر الله أبانا آدم من عداوة إبليس، ولكنَّه لَم ينتبه؛ حيث قال له في أول الأمر: ﴿ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ ﴾ [طه: 117]، حتى وسوس له إبليس، وغرَّه على اقتراف المعصية.





عباد الله: إذا أردنا أنْ نحدِّد هدف الشيطان، فهو الاستِيلاء على القلب، بزرع بذور الشَّهوات والأهواء والملهيات فيه؛ لأنَّه متى سَيْطرَ على القلب فإنَّه يكسب تأييد الجوارح؛ فيفعل بها ما يَشاء؛ فتنظُر للحرام، وتَسمَع الحرام، وتَسعَى بيدك ورجلك إلى الحرام... وهكذا.





إذًا للشيطان مع القلب صولات وجولات، ومن سِياساته التدرُّج حتى يصلَ إلى هدفه، ويضمك إلى حزبه، ويجعلك من جنده؛ فتكون من الخاسرين؛ مِصداقًا لقوله -تعالى-: ﴿ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [المجادلة: 19] فهو من جميع الجهات والجوانب، يأتي بني آدم حتى ينسيهم ذكر الله، فيصدهم عن الحق، ويحسِّن لهم الباطل، ويرغبهم في الدنيا، ويشككهم في الآخرة، وفلا تجد أكثر بني آدم شاكرين لنعم الله عليهم.فقال تعالى على لسان إبليس ﴿ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴾ [الأعراف: 16، 17].





عباد الله: إن الله سبحانه يأمرنا ويحذرنا من الشيطان فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ * إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ [فاطر: 5، 6].





أخواني في الله: علينا أن نتخذ الشيطان عدو كما أمرنا الله عز وجل، لأنَّ الشيطان قد حشَد جنودَه وأتباعه من الإنس والجن، وجهَّز أسلحته، ونظَّم صفوفه، وأعدَّ عدَّته، وتأهَّب للاستِعداد مِن أجْل مهمَّة محدَّدة وهدف واضِح؛ ألا وهو إغوائنا وإضلالنا عن الطريق المستقيم.





ولنتخذه عدو لأنَّه كان سببًا في إخراج أبيك (آدم - عليه السلام) من دار النَّعِيم (الجنَّة) إلى دار الشَّقاء والابتِلاء.





لأنَّ الشيطان أقسَمَ بعزَّة الله أنْ يغوي البشَر أجمعين؛ ﴿ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴾ [ص: 82 - 83].





لأنَّ الشَّيطان درس مداخل نفسِك بعناية، واستغلَّ جهلَها وسعيَها وراء الرَّغبات والأهواء والشَّهوات، فاستَطاع أنْ يتسلَّل في غفلةٍ ويحتلَّ نفسك (الحصن الحصين)، فسَيْطر على قلبك، وأخضع له جوارحك.





لأنَّ الشَّيطان أقسم أنْ يضَع اللجام في فمك فيسيِّرك كيفما يَشاء، تمامًا كما يضَع الرجل اللجام في دابَّته؛ ﴿ قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 62].





فكيف لا نتخذه عدو وهو يسعى بكل قواه أن يجعلنا لله عز وجل عاصين ولشر فاعلين وللخير مانعين.





كيف لا نتخذه عدو وهو يسعى أن نكون عن الجنة ورحمة الله مبعدين ومحرومين.





كيف لا نتخذه عدو وهو يريد هلاكنا والنار والعياذ بالله تكون موردنا. كيف لا نتخذه عدو وهو يريد شقائنا وتعاستنا في الدنيا والآخرة.





أخواني في الله: إنَّه أمرٌ مُخِيف أنْ نتعامَل مع عدوٍّ يملؤه الحقد والحسد والكراهية نحوَنا، ولا يرضى بأقل منَ النار مصيرًا لنا؛ يَرانا ولا نَراه، نغفل عنه ولا يغفل عنَّا، يَدخُل علينا من مداخل متنوعة، فلنحذره أشد الحذر ونحذر حباله وطرق وخطوته. وان نستعين بالله وحده ونستعيذ بالله منه، ونلتزم بطاعة الله والأذكار والأوراد اليومية، والابتعاد عن المحرمات وما يغضب الرحمن.





أعوذ بالله من الشيطان الرجيم


﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ [فاطر: 6].





بارَك الله لي ولكم في القُرآن العظيم، ونفَعنا جميعًا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.





أقول قولي هذا وأستَغفِر الله العظيم الجليل لي ولكم من كلِّ ذنبٍ، فاستَغفِروه يغفر لكم إنَّه هو الغفور الرحيم.





الخطبة الثانية


الحمد لله على إحسانه، والشُّكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له تعظيمًا لشانه، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحابته وسلَّم تسليمًا كثيرًا. أمَّا بعدُ:


فيا أيها الناس اتقوا الله تبارك وتعالى واعبدوه فإنكم إن لم تتقوه وتعبدوه اتبعتم وعبدتم الشيطان فأوردكم دركات النيران ﴿ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ * وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ * هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ﴾ [يس: 60 - 64].






عباد الله: هذه النهاية التي يصل إليها من لم يعبد الرحمن الرحيم، وعبد الشيطان الرجيم، التردي في الجحيم، وصلى العذاب المهين الأليم، ولا يقولن قائل إنه لم يعبد الشيطان لأنه لم يسجد له في محراب ولم يصغي له إلى خطاب، فيرد عليه بجواب فإن كل من عصى الله تعالى في امتناع عن مأمور أو ارتكاب محظور أو الجزع على محض مقدور فقد ترك عبادة الرحمن وعبد الشيطان فإن كل من عصى الرحمن فقد أطاع الشيطان لأن الشيطان وهو الداعي إلى معصية الرحمن الصاد عن سبيل الجنان المزين لسبل النيران كما أخبر الله عن قوله في محكم القرآن ﴿ ... لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴾ [الحجر: 39، 40] ﴿ لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا * وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا * يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا * أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا ﴾ [النساء: 118 - 121].





معشر المسلمين: إن العبادة هي الانقياد للنبي عن ذل وطواعية وعلم فمن استنكف واستكبر عن عبادة الرحمن مختاراً فقد استجاب للشيطان وعبده اضطراراً، فاتقوا أن تكونوا عبيداً للشيطان فتبحوا كافرين بالرحمن سالكين لسبل النيران باستجابتكم للشيطان ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا ﴾ [مريم: 44].





وكلُّ من تولَّى شيطانًا أو اتبعه أو أطاعه فقد أشرك؛ لدليلِ قوله -تعالى-: ﴿ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ ﴾ [الأنعام: 121]، وكل مَن خاف مِن شيطانٍ أو أحبه لضرٍّ يرجو منه أن يكشفَه، أو لنفعٍ ويرجو منه أن يجلبَه، فهو مشركٌ، فاقدٌ الإخلاصَ الذي يحميه، وبذلك يجعل للشيطانِ عليه سُلطانًا.





وكل مَن انْحَرَف عن الصراطِ المستقيم والمتمثل في الإخلاص والاتباع، فهو عابدٌ للشيطانِ، ولو لَم يعبده بطريقةٍ مباشرة؛ قال -تعالى- على لسان إبراهيم عليه السلام: ﴿ يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا ﴾ [مريم: 44]، ومعلوم أنَّ أبا إبراهيم - عليه السلام - كان يعبد صنمًا، ولكنه لما انحرف عن طريقِ الحقِّ كان كمن يعبدُ شيطانًا؛ لأنه أبو الفتن.





عباد الله: لنعلم أن الشيطان ليس له على عباد الله المؤمنين المخلصين، قال -تعالى-: ﴿ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ ﴾ [النحل: 99-100]، وأيضًا في هذه الآيات البيِّنات دليلٌ على أنَّ كل من يضيع إخلاصَه وتوكلَه ويقينَه ويتولَّى الشياطين ويتبعهم ويطيعهم - فهو مخذولٌ غير محفوظ من شرِّ الشياطين.





ثم اعلَمُوا أنَّ الله - سبحانه وتعالى - أمرَكُم بأمرٍ بدأ فيه بنفسه؛ فقال - جلَّ من قائل عليمًا -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].





اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد، البشير النذير، والسراج المنير، وارضَ اللهم عن الأربعة الخلفاء الراشدين المهديين: أبي بكرٍ، وعمر، وعثمان، وعلي، وعن بقيَّة الصحابة، وعن التابعين، وتابعي التابعين، ومَن تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا أرحم الراحمين.





اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، وانصُر عبادك الموحِّدين.





اللهم اخذل اليهودَ والشيوعيِّين وجميع المُلحِدين ومَن تابعَهُم ووالاهم. اللهمَّ انصُر المجاهدين الذين يُقاتِلون لتكونَ كلمة الله هي العُليَا. اللهم انصُرهم في كل مكان. اللهم سدِّد سِهامهم وآراءهم، وثبِّت أقدامهم.





اللهم ادفَع عنَّا الغَلاء والرِّياء، والربا والزنا والزلازل والمِحَن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن، عن بلدنا هذا خاصَّة، وعن سائر بلاد المسلمين عامَّة يا رب العالمين.





اللهم آمنَّا في أوطاننا، وأصلِح واحفظ ولاة أمورنا. اللهم وفِّقهم لما فيه عزُّ دِينك ونصْر أمَّة الإسلام.





اللهم اجعَلْهم هُداةً مُهتَدِين صالحين مُصلِحين. اللهم ارزُقهم البطانةَ الصالحة الناصحة لدِينها وأمَّتها، وأبعدْ عنهم بطانةَ السوء يا حي يا قيوم.





اللهمَّ نَجِّنا من الشَّيطان وهمزه، ووَساوِسه ونزغاته، وآتِ نفوسَنا تَقواها، وزكِّها أنت خيرُ مَن زكَّاها.





﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾ [آل عمران: 8].





﴿ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 286].






عباد الله: أنَّ الله يأمُر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القُربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغْي، يعظُكم لعلَّكم تذكَّرون، فاذكُروا الله العظيم الجليل يذكُركم، واشكُروه على نِعَمِه يزدْكم، ولَذِكرُ الله أكبر، والله يعلَمُ ما تصنَعون.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.45 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.78 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.68%)]