ارفق يا أنجشة بالقوارير - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         أساليب نشر العلمانية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 71 )           »          صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 19 - عددالزوار : 5912 )           »          سلوكيات غير صحيحة سائدة في حياتنا الأسرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 6 - عددالزوار : 3701 )           »          القواعد والضوابط الفقهية في الأعمال الخيرية والوقفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 29 - عددالزوار : 11358 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 133 - عددالزوار : 76431 )           »          القاهر .. القهار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          أهل العلم ومواقع التأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          منارات في الطريق!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تخيّل معي رحمك الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          همسة في أذن المربي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-09-2019, 04:50 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,079
الدولة : Egypt
افتراضي ارفق يا أنجشة بالقوارير

ارفق يا أنجشة بالقوارير
د. إبراهيم بن فهد بن إبراهيم الودعان









عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مَسِيـْرٍ له، فحَدَا الحادي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ارفق يا أنجشة، وَيْـحَكَ بالقَوارِير»[1].



من فوائد الحديث:

1- قوله: (ارفق.. بالقوارير) كان في سَوْق الغلام عُنف، فأمره أن يَرفق بالمطايا، فيسُوقُهن كما تساق الدابة إذا كانت تحمل القوارير[2].




2- وفيه معنى آخر: وهو أن الغلام كان حَسَنَ الصوت بالحِدَاء، فكَرِهَ أن يُسْمِعْهُنّ الحداء، فإنّ حُسْنَ الصوت يُـحَرّكُ من نُفوسِهِنّ، فشبَّه ضِعفَ عزائمهنَّ، وسرعة تأثير الصوت فيهنَّ بالقوارير في سُرعة الآفة إليها[3].




3- جواز الحُداء[4]، فسماع الحِداء، ونشيد الأعراب لا بأس به؛ فإنّ النبي صلى الله عليه وسلم قد سمعه، وأقرَّه ولم ينكِـرْه[5].




4- إذا أراد الحَدّاءُ حَثّ الإبِل على سُرعة السير، فإنه يُشار إلى الحادي بالرفق في ذلك[6].




5- تشبيه النساء بالقوارير، هذه اللفظة من أحسن ما عبر بها عن النساء[7].




6- الحُداء: سَوْقُ الإبِلِ، والغناء لها من القريض والرَّجَز، وقد يكون فيه تَشْبِيبٌ بالنساء، والتَّغزّلُ بِهِنّ([8].




7- الشعر والرجز والحِداء كسائر الكلام، فما كان فيه ذكر تعظيم الرب ووحدانيته وقدرته وإيثار طاعته، وتصغير الدنيا والاستسلام له تعالى، فهو حَسَنٌ مُرَغّبٌ فيه، وهو الذي قال فيه عليه الصلاة والسلام: "إنّ من الشعر حكمة"[9]، وما كان منه كذباً أو فحشاً فهو الذي ذمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.



8- هذا الحديث فيه ردٌّ على من نهى عن قليل الشعر وكثيره.




9- كان صلى الله عليه وسلم يتمثّل أحياناً بالبيت فقال: "هل أنت إلا أصبع دُمِيْتِ"[10] إلى آخره. وقال: "أصدق كلمة قالها الشاعر".[11] تمثّل بأول البيت وترك آخره. وقالت عائشة رضي الله عنها: كان النبي صلى الله عليه وسلم يتمَثّل من الشعر: ويأتيك بالأخبار من لم تزود.[12] وكان عامر بن الأكوع يحدو بالشعر بحضرته المشرفة، وقال: "من هذا السائق؟ "قالوا: عامر، فقال: "يرحمه الله"، وأمر حسان بن ثابت وغيره بهجاء المشركين، وأَعْلَمَهُم أن (لهم على ذلك) جزيل الأجر وقال: "هو أشد عليهم من نَضْح النَّبْل"[13].




10- تشبيهه عليه الصلاة والسلام النساء بالقوارير من الاستعارة البديعة؛ لأنّ القوارير أسرع الأشياء تَكَسُّرًا، فأفادت الاستعارة ها هنا من الحضِّ على الرفقِ بالنساء في السَّيْـر ما لم تفده الحقيقة؛ لأنه لو قال: ارفق في مَشْيِكَ بِـهِنَّ أو تَـرَسّل، لم يُفهم من ذلك أن التحفّظَ بالنساء كالتحفظِ بالقوارير، كما فُهِمَ ذلك من الاستعارة؛ لتضمُّنِها من المبالغة في الرفق ما لم تتضمنه الحقيقة[14].




11- أنجشة: غلام أسود لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ذكروه في الصحابة[15]، وهو ممن خَدَم النبيّ صلى الله عليه وسلم.




12- قوله: (ويْـحك) كلمة زجر لمن أشرف على الهلاك، وقيل: وَيْح ٌكلمة لمن وقع في هَلَكَةٍ لا يستحقها فيُـرثى له، ويُتَرحّـمُ عليه، ولا يراد بهذا اللفظ الدعاء، وإنما يراد به المدح، والتعجّب[16].




13- قوله (في مَسِيـْرٍ له)؛أي: في سَفْرة له صلى الله عليه وسلم، وهي حجة الوداع[17].




14- قوله: (رويدك) اسم فعل أمر بمعنى أَرْوِد، وقال الراغب: رويدًا من أرود يرود كأمهل يمهل وزنًا ومعنى من الرود، وهو التردد في طلب الشيء برفق، وقال الرامهرمزي: رويدًا تصغير رود فعل الرائد، ولم يُستعمل رود بمعنى المهلة إلا مُصغرًا[18].




15- والقوارير جمع قارورة وهي الزجاجة، سُميت بذلك لاستقرار الشراب فيها، وأراد بها رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء، وهي كناية لطيفة لأن المرأة تشابه الزجاجة في رقَّتها ولطَافتِها، وضَعْف بُنيتها؛ يعني بالقوارير ضعفة النساء شبههنّ بالقوارير لسرعة تأثرهن، ولعدم تجلُّدِهنّ، فخاف عليهنّ من حَثّ السير وسرعته سقوط بعضهن، أو تألُـمِهِنّ بكثرة الحركة، والاضطرابِ الذي يكون عن السرعة والاستعجال، وقيل: إنه خاف عليهن الفتنة[19].




16- القوارير يضرب بها المثل في سرعة الكسر، وعدم قبول الإصلاح والجبر.




17- الإسلام يعتز بالمرأة، ويصونها، ويعتبر حَصَانتها أساس حياتها، من هنا أحاطها بسياج من وسائل الحفظ والتكريم.




18- ها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يسافر ببعض نسائه، فيهيئ لهن الركائب، ويعد لهنَّ الهوادج، ويخصص لهن خادمًا، يقودُهنّ، ويراعي مصالحهنّ، ويحدو لهن، ولا يكتفي بذلك، بل يرعى بنفسه شؤونهن، ويتعهد أحوالهن، فيذهب إلى رَحْلِهنّ بنفسه، يطمئن عليهن، ويوصي بهنّ وبراحتهنّ، فيقول للخادم: يا أنجشة، ارفق بهنّ في سَوْقِك، وارفُق بهن في حَدْوك وغِنَائِك، فإنهن كالقوارير، فهل رأيت حنانًا ورقَّة وعطفًا على النساء مثل هذا؟ صلى الله عليه وسلم.




19- جواز السفر بالنساء.




20- استعمال المجاز.




21- ذكر البخاري هذا الحديث تحت باب: المعاريض مندوحة عن الكذب، والمعاريض جمع مِعْراض من التَّعْريض بالقول، وهو خلاف التصريح، وهو التورية بالشيء عن الشيء، والتعريض كلام له وجهان فيه صِدْقُ وكَذِب، أو باطنٌ وظاهر، ويطلق أحدهما ويراد لازمه، والمراد هنا قوله: "رفقا بالقوارير"، فإنه كَنَى بذلك عن النساء[20].




22- بلاغة النبي صلى الله عليه وسلم.



23- قوله: (فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ارفق يا أنجشةُ): الخُلُق الكامل من النبي صلى الله عليه وسلم، وحُسْن التعامل مع الخَدَم، فلم يَنْهَرْه، أو يضْربه.




24- كانوا يقطعون طول الطريق في السفر بالنشيد والشعر.





[1] صحيح البخاري 8/ 35 رقم 6149 ، 8/ 38 رقم 6161 ، 8/ 47 رقم 6209، رقم 6210، رقم 6211. واللفظ له؛ صحيح مسلم 4/ 1811 رقم 2323.




[2] أعلام الحديث شرح صحيح البخاري للخطّابي 3/ 2203.




[3] المرجع السابق.




[4] الإفصاح عن معاني الصحاح لابن هبيرة 5/ 154.




[5] التوضيح لشرح الجامع الصحيح لابن الـمُلقّن 28/ 548.




[6] الإفصاح عن معاني الصحاح لابن هبيرة 5/ 154.




[7] المرجع السابق 5/ 155.




[8] الـمُعْلِم بفوائد مُسلم للمازري 3/ 221، التوضيح لشرح الجامع الصحيح لابن الـمُلقّن 28/ 542.




[9] صحيح البخاري 8/ 34 رقم 6145.




[10] صحيح البخاري 4/ 18 رقم 2802. 8/ 34 رقم 6146، صحيح مسلم 3/ 1421 رقم 1796.




[11] صحيح البخاري 5/ 42 رقم 3841. 8/ 35 رقم 6147.




[12] مسند الإمام أحمد وأخرجه في عدّة مواضع؛ منها: 40/ 24 رقم 24023، 41/ 516 رقم 25071، قال محققوه: إسناده صحيح؛ السنن الكبرى للنسائي 9/ 366 رقم 10767، سنن الترمذي 5/ 139، رقم 2848، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة 5/ 56 رقم 2057.




[13] من 9-10 مستفاد من التوضيح لشرح الجامع الصحيح لابن الـمُلقّن 21/ 480.




[14] المرجع السابق 28/ 553.




[15] التوضيح لشرح الجامع الصحيح لابن الـمُلقّن 28/ 553.




[16] إكمال الـمُعْلِم بفوائد مسلم للقاضي عياض 7/ 288.





[17] الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم للهرري 23/ 148.





[18] المرجع السابق.




[19] الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم للهرري 23/ 149.




[20] من 17-23 مستفاد من فتح المنعم شرح صحيح مسلم؛ د. موسى لاشين 9/ 167.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.19 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.52 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.77%)]