الإِسْرَافُ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1009 - عددالزوار : 123259 )           »          سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 121 - عددالزوار : 77593 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 62 - عددالزوار : 49027 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 191 - عددالزوار : 61500 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 76 - عددالزوار : 42891 )           »          الدورات القرآنية... موسم صناعة النور في زمن الظلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          تجديد الحياة مع تجدد الأعوام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          الظلم مآله الهلاك.. فهل من معتبر؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          المرأة بين حضارتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          رجل يداين ويسامح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-09-2019, 05:44 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,564
الدولة : Egypt
افتراضي الإِسْرَافُ

الإِسْرَافُ


الحمدُ للهِ الَّذِي ارْتَضَى لَنَا الوسطِيَّةَ، وحثَّنَا عَلَى الاعتدالِ فِي كلِّ شيءٍ، وأشهدُ أنْ لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لاَ شريكَ لهُ القائلُ: ﴿ وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُسْرِفِينَ ﴾[1] وأشهدُ أنَّ سيِّدَنَا محمَّداً عبدُهُ ورسولُهُ القائلُ صلى الله عليه وسلم:« إِنَّ الْهَدْيَ الصَّالِحَ وَالسَّمْتَ الصَّالِحَ وَالاقْتِصَادَ جُزْءٌ مِنْ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ»[2] اللهمَّ صَلِّ وسَلِّمْ وبَارِكْ علَى سيِّدِنَا محمَّدٍ وعلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وأَصْحابِهِ أجمعينَ، والتَّابعينَ لَهُمْ بإحسانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أمَّا بعدُ:
فأوصيكُمْ عبادَ اللهِ ونفْسِي بتقوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، قالَ تعالَى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾[3].

أيُّها المسلمونَ:
إنَّ المسلمَ يتميَّزُ بالوسطيَّةِ والاعتدالِ فِي كلِّ شيءٍ، فلاَ إفراطَ ولاَ تفريطَ، ولاَ غُلوَّ ولاَ مُجافاةَ، ولاَ إسرافَ ولاَ تضييقَ، وإنَّمَا اعتدالٌ وتوازنٌ فِي الأمورِ كلِّهَا، ومِنْ هنَا جاءَ تحذيرُ الإسلامِ مِنَ الإسرافِ، لأنَّهُ مجاوزةُ الحدِّ أيًّا مَا كانَ، قالَ اللهُ سبحانَهُ وتعالَى: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُسْرِفِينَ ﴾[4] وفِي هذهِ الآيةِ الكريمةِ ينهانَا ربُّنَا عَنِ الإسرافِ، ويبيِّنُ جزاءَ المسرفينَ بأنّهُ لاَ يحبُّهُمْ، وقَدْ حذَّرَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الإسرافِ؛ فقالَ صلى الله عليه وسلم:«كُلُوا وَاشْرَبُوا وَتَصَدَّقُوا وَالْبَسُوا فِي غَيْرِ مَخِيلَةٍ وَلاَ سَرَفٍ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ تُرَى نِعْمَتُهُ عَلَى عَبْدِهِ»[5].

والمخيلةُ: هِيَ الخيلاءُ والتكبُّرُ، والسرَفُ: هُوَ تَجاوزُ الحدِّ، ومَا يكونُ أكثرَ مِنَ الطاقةِ والقدرةِ. وقدْ قيلَ: لاَ خَيْرَ فِي سَرَفٍ[6].

عبادَ اللهِ:
إنَّ مِنْ نِعَمِ اللهِ سبحانَهُ علينَا نعمةَ المالِ، وقدْ أمرَنَا أنْ نستعملَهَا وفْقَ مَا جاءَ فِي شرعِ اللهِ تعالَى مِنْ خلالِ اكتسابِهَا وإنفاقِهَا، ولذلكَ نَهَى الإسلامُ عنْ إضاعةِ المالِ فيمَا لاَ فائدةَ منْهُ، قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:« إِنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلاثًا: قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ»[7].

وقدْ وجَّهَ القرآنُ الكريمُ إلَى الإنفاقِ بدونِ إسرافٍ وأثنَى علَى عبادِ الرَّحمنِ بأنَّهمْ يلتزمُونَ منهجاً وسطاً بينَ الإسرافِ والتَّقتيرِ، قالَ عزَّ وجلَّ: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً ﴾[8].

أيُّها المسلمونَ:
وإنَّ مِنْ مظاهرِ الإسرافِ الَّتِي تعانِي منْهَا المجتمعاتُ الإسرافَ فِي استخدامِ المرافقِ الحيويةِ الَّتِي تقومُ عليْهَا حياةُ النَّاسِ فِي هذهِ الأيَّامِ منْ ماءٍ وكهرباءٍ ونحوِ ذلكَ؛ فالماءُ قِوامُ الحياةِ، وقدْ قالَ اللهُ تعالَى فيهِ: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ المَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ ﴾[9].

فينبغِي علينَا ألا نسرِفَ فِي استعمالِهِ، ولاَ نُهْدِرَهُ فيمَا لاَ يعودُ علينَا وعلَى مجتمعِنَا بالنَّفعِ والفائدةِ، ولقدْ نَهانا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عنِ الإسرافِ فِي استعمالِ الماءِ حتَّى فِي الوضوءِ، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بنِ العاصِ رضيَ اللهُ عنهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِسَعْدٍ رضي الله عنه وَهُوَ يَتَوَضَّأُ فَقَالَ:« مَا هَذَا السَّرَفُ؟» فَقَالَ: أَفِي الْوُضُوءِ إِسْرَافٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهَرٍ جَارٍ»[10].

وإنَّ المتأمِّلَ فِي سيرةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يلحظُ بوضوحٍ أنَّهُ كانَ يقتصِدُ فِي استعمالِ الماءِ فِي طهارتِهِ، وإنَّ لنَا فِي رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أسوةً حسنةً، فعَنْ أَنَسٍ رضيَ اللهُ عنهُ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ بِالْمُدِّ وَيَغْتَسِلُ بِالصَّاعِ إِلَى خَمْسَةِ أَمْدَادٍ»[11]. والمدُّ هوَ: ملْءُ اليديْنِ المتوسطتيْنِ لاَ مقبوضتيْنِ ولاَ مبسوطتيْنِ. فإذَا كانَ هذَا الاقتصادُ فِي الطهارةِ، فمَا بالُنَا فِي غيرِهَا؟


وأمَّا الكهرباءُ فلاَ تقلُّ أهميةً عَنِ الماءِ؛ فقدْ أصبحَتْ فِي عصرِنَا مِنْ ضروراتِ الحياةِ، وأصبحَتْ عمادَ الصناعاتِ بشتَّى أنواعِهَا وأشكالِهَا، لذلكَ نحنُ مدعوُّونَ لاستعمالِهَا فِي الحدودِ الَّتي نحتاجُهَا، وعدمِ تجاوزِ هذهِ الحدودِ، فلاَ نتركُ الأضواءَ أَوْ المكيفاتِ مشتعلةً بغيْرِ داعٍ، ولاَ نسرِفُ فِي الإنارةِ، بَلْ نجعلُهَا عَلَى قدْرِ الحاجَةِ.


عبادَ اللهِ:
لا شكَّ بأنَّ الإسرافَ ضررُهُ كبيرٌ علَى الفردِ والمجتمعِ، ومِنَ الواجبِ علينَا جميعاً أنْ نتعاونَ لِمعالجةِ هذَا الضَّررِ، ومِنْ سبلِ معالجتِهِ الإيمانُ الصَّادقُ، والالتزامُ بِمَا جاءَ فِي كتابِ اللهِ وسنَّةِ رسولِهِ صلى الله عليه وسلم والتَّأسِّي بِهِ، معَ الإرادةِ الصَّادقةِ والعزمِ الأكيدِ علَى تجنُّبِ مظاهرِ الإسرافِ بكلِّ صورِهَاوأشكالِهَا، وممَّا يعينُنَا علَى ذلكَ تذكُّرُ الحسابِ والسُّؤالِ يومَ القيامةِ، قَالَ تعالَى: ﴿ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴾[12].

وإنَّ التَّعاونَ معَ الجهاتِ الرَّسميةِ الَّتي تدعُو مشكورةً إلَى ترشيدِ الاستهلاكِ فِي الانتفاعِ بالمرافقِ الحيويةِ هُوَ أمرٌ مطلوبٌ شرعاً لأنَّهُ مِنْ بابِ التَّعاونِ علَى المعروفِ، والخيرُ كلُّ الخيرِ فِي التَّرشيدِ والاعتدالِ، ولو سلكْنَا السَّبيلَ الأقومَ فِي استخدامِ هذِهِ النِّعَمِ الكثيرةِ لانتفعْنَا بِهَا فِي حاضرِنَا ومستقبلِنَا نَحنُ وأجيالُنَا.


اللَّهمَّ ارزقْنَا القصدَ فِي الأمورِ كلِّهَا وجنِّبْنَا مسالكَ الإسرافِ، واجعلْنَا قوماً وسطاً يَا ربَّ العالمينَ، اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لطاعتِكَ وطاعةِ مَنْ أمرْتَنَا بطاعتِهِ.
أقولُ قولِي هذَا وأستغفرُ اللهَ لِي ولكُمْ.


المصدر: خطب الجمعة من الإمارات - الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف



[1]الأنعام:١41.

[2]أبو داود: 4146.

[3] الأحزاب: ٧٠ - ٧١.

[4]الأعراف:31.

[5] البخاري: 1383.

[6]مرقاة المفاتيح 2/122.

[7] أحمد: 6421.

[8] الفرقان:67.

[9] الأنبياء:30.

[10]ابن ماجه: 425.

[11]مسلم: 325.

[12])التكاثر: 8.
منقول


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.90 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.23 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.16%)]