|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() في التحذير من الشرك والتطيُّر الشيخ عبدالعزيز بن محمد العقيل الحمدُ لله نحمَدُه، ونستَعِينه ونستَهدِيه، ونستَغفِره ونتوبُ إليه، ونعوذُ بالله من شُرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضلَّ له، ومَن يُضلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، صلَّى لله عليه وعلى آله وصحابته وسلَّم تسليمًا كثيرًا. أمَّا بعدُ: فيا عباد الله، اتَّقوا الله -تعالى- واحذَرُوا من الشرك بالله، والوقوع في معاصي الله، واعلَموا أنَّ الله - سبحانه وتعالى - هو الخالق الرازق، وهو النافع الضار، وأنَّ نسبةَ شيءٍ من ذلك للحوادث شركٌ، لا يجوز اعتقادُه، بل الله - سبحانه وتعالى - هو خالق الأسباب ومسبباتها، وما أصاب العبد من خيرٍ فمن الله، وما أصابه من شر فمن نفسه؛ قال - سبحانه وتعالى -: ﴿ مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ﴾ [النساء: 79]. فالمصائب والعقوبات بسبب الذنوب والمعاصي، وقد يعتقد بعضُ الجهَّال أنَّ لبعض الأزمان والنجوم تأثيرًا فيما يقَع من خير أو شر، وذلك شِركٌ ينبغي الحذَر منه، وأنَّ ما يحصل هو بقضاء الله وقدَرِه، ولا يجوزُ التشاؤم بالأزمان - كما يعتقده بعض الجهال - في شهر صفر، وما يعتقده البعض أنَّ العدوى تنتقل وتضرُّ بنفسها، وقد حذَّر النبي -صلى الله عليه وسلم- من هذا الاعتقاد؛ ففي الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: ((لا عدوى، ولا هامةَ، ولا صَفَرَ))، فقال أعرابي: يا رسول الله، فما بال الإبل تكون في الرمل كأنها الظباء فيخالطها البعير الأجرب فيجربها؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((فمَن أعدى الأول؟))[1]. وكانت العرب تعتقد ذلك في أمراضٍ كثيرة منها الجرب؛ ولذلك سأل الأعرابي عن الإبل الصحيحة يخالطها البعير الأجرب فتجرب، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((فمَن أعدى الأول؟))؛ أي: إنَّ الأول لم يجرب بالعدوى، بل بقضاء الله وقدره، فكذلك الثاني وما بعده. وفي حديثٍ عن زيد بن خالد - رضي الله عنه - قال: صلَّى بنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماءٍ كانت من الليل، فلمَّا انصَرَف أقبَلَ على الناس، فقال: ((هل تدرون ما قال ربُّكم؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ((قال: أصبح من عبادي مؤمنٌ بي وكافر؛ فأمَّا مَن قال: مُطِرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمنٌ بي كافرٌ بالكوكب، وأمَّا مَن قال: مُطِرنا بنَوْءِ كذا وكذا، فذلك كافرٌ بي مؤمنٌ بالكوكب))[2]. فيا عباد الله: اتَّقوا الله، واحذَروا من الشرك وأسبابه، واعلَموا أنَّ الله هو خالق الأشياء ومُقدِّرها، وهو النافع الضار، وأنَّ كلَّ زمان شغَلَه العبد بطاعة الله فهو زمان خير وبركة عليه، وأنَّ الشؤم في الحقيقة هو معصية الله والالتفات إلى غير الله، فإنَّ المعاصي شر وفساد على مَن قارَفَها، وعلى مَن قاربها وخالَط أهلها، وضررها يعمُّ - خصوصًا إذا لم تُنكَر - فإذا كثُر الخبث، وظهرت المعاصي، وتساكَت الناس، وحصلت المداهنة - عمَّت المصيبة - نسأل الله السلامة - كما إنَّه يتعيَّن البُعد عن أماكن المعاصي؛ خشية نزول العذاب؛ كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه لما مرَّ على دِيار ثمود بالحجر: ((لا تدخُلوا على هؤلاء المعذَّبين إلا أنْ تكونوا باكين؛ خشية أنْ يصيبكم ما أصابهم))[3] أو كما قال - صلَّى الله عليه وسلَّم. فيا عباد الله: إنَّه لا خيرَ إلا دلَّنا نبينا عليه، ولا شرَّ إلا حذَّرَنا منه، فلا عُذرَ لأحدٍ في جهل أمور دِينه - خصوصًا العقيدة التي هي الأصل – فلا بُدَّ للعبد من أنْ يتعلم أمور دِينه؛ لتسلَمَ عقيدته من الشرك، وأعماله من النقص والخلل، ولا يكن همُّه تعلُّم أمور دُنياه والحِرص على إتقانها وهو في ذلك مضيع لأمور دينه، فلا خير في دنيا بلا دِين، ولا فائدة في عمل مع الشرك، فاحذَرُوا يا عباد الله من الإهمال والتفريط في تعلُّم أمور دينكم. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: قال الله العظيم: ﴿ وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ * فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلاَ إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ [الأعراف: 130-131]. بارَك الله لي ولكم في القُرآن العظيم، ونفعني وإيَّاكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، وتابَ عليَّ وعليكم، إنَّه هو التوَّاب الرحيم. أقول هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كلِّ ذنب، فاستغفِروه، إنَّه هو الغفور الرحيم. [1] البخاري: (5717) - الفتح: 10/180، مسلم [101 - (2220)] بنحوه. [2] البخاري: (846) - الفتح: 2/388، ومسلم [125 - (71)]. [3] البخاري: (433) - الفتح: 1/631، ومسلم [38 - (2980)].
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |