النظافة في الإسلام - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1249 - عددالزوار : 135150 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 5476 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 8166 )           »          ميزة جديدة لمتصفح كروم بنظام أندرويد 15 تتيح إخفاء البيانات الحساسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن ميزة الصورة المستطيلة بإنستجرام.. اعرف التفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتفى iPhone 14 Plus وGoogle Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          احمِ أطفالك من الإنترنت.. احذر ألعاب الفيديو لحماية أبنائك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          أبل تعمل على جهاز بشاشة تشبه شاشة الآيباد مع ذراع آلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          طفلك يستخدم تطبيقات الموبايل سرا دون علمك.. كيف تكتشف ذلك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          أدوات مهمة هتساعدك للحد من استخدام طفلك للإنترنت.. جربها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 02-08-2019, 02:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,985
الدولة : Egypt
افتراضي النظافة في الإسلام

النظافة في الإسلام


الشيخ صالح بن عبدالرحمن الأطرم









الحمد لله الذي جعل الإسلام طُهْرة للقلوب، ومحوًا للذنوب، ونظافة للأبدان، أحمده سبحانه طيب لا يقبل إلا طيبًا، وأشكره على عموم نِعَمه، وما يَسَّره من أسباب النظافة الحسية والمعنوية.





وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل في محكم كتابه: ﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ [الروم: 30]، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، جاء بالحنيفية السَّمْحة، وبخيرَيِ الدنيا والآخرة، وشرَع نظافة الظاهر؛ لتُوافِق أمره بنظافة الباطن، اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الأطهار، المنفذين لهدي نبيهم ظاهرًا وباطنًا.





أما بعد:


فأيها الناس، اتقوا الله تعالى وأطيعوه، والتزموا بأوامر دينكم، واقتفوا دائمًا سيرة نبيكم؛ لتفوزوا بسعادة الدنيا والآخرة؛ فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عشرٌ من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقص الأظفار، وغسل البراجم، ونَتْف الإبْط، وحَلْق العانة، وانتقاص الماء - يعني: الاستنجاء - قال الراوي: ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة))؛ رواه مسلم.





أيها المسلمون:


يجب على كل إنسان أن يسير على نهج المصطفى صلى الله عليه وسلم، وسيرة الذين اجتباهم الله تعالى لصُحبته، ومَن اهتدى بهديهم، وسلك مسلكهم؛ لأن الخير كل الخير في الاتباع، والشر كل الشر في الابتداع، يعني: الإحداث فيما يُخالِف القرآن والسنة، واعلموا أن للإسلام أصولاً وفروعًا، فهو دين عقيدة ودين أخلاق، ودين فضائل وأهداف، ودين سياسة ودولة، فأصل الإسلام ومبناه على كلمة التوحيد، وهي: لا إله إلا الله: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ [إبراهيم: 24]، ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ﴾ [إبراهيم: 27]، وتقتضي كلمة لا إله إلا الله: الاعتقاد بأن الله هو الخالق الرازق المدبِّر لجميع الأمور، الذي إذا أراد شيئًا، قال له: كن، فيكون، وأنه الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد.





ويلزم بهذا الاعتقاد بأنه سبحانه هو المستحق للعبادة وحده لا شريك له، وأنه يتوجَّه إليه جميعُ الخلق؛ رغبة ورهبة بلا واسطة، وأنه لا ملجأ ولا منجى إلا إليه؛ فلا توكُّل إلا عليه، ولا استعانة ولا استعاذة ولا استغاثة إلا به، ولا ذبْح ولا نذْر إلا له، وليعلم الإنسان أنه يجب عليه أن يَصِف الله تعالى بما وصف به نفسه، وبما وصَفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم على حدِّ قوله تعالى: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11]، ولنَعُد إلى الحديث الشريف الذي سمعنا لفظه، واحتوى على كثيرٍ من فروع الشريعة.





فاعلموا أيها المسلمون أن الحفاظ على فروع الشريعة حفاظٌ على أصولها، ومن تَساهَل في الفروع تَساهَل في الأصول، ففروع الإسلام كأغصان الشجرة؛ إذا حافظتْ على أغصانها، بقيت ثابتة، فإذا قُطعت أغصانها وأطرافها، بقيت مشوَّهة المنظر، مُعرَّضة للزوال، وهكذا الإسلام لا يتكامل إلا بتكامل فروعه، وخذ مثلاً آخَر ببدنك وجسمك: لو ذهبت عنه بعض أطرافه، فهل يُوصف بالنقص أم بالكمال؟





ومعنى الفطرة: الدين والسنة التي فطر من أجلها الإنسان، وخُلِق لها وعليها، وجعلهم مفطورين على محبة الخير وإيثاره، وكراهية الشر ودفْعه، وأوجدهم حنفاء مستعدِّين لقَبُول الخير والإخلاص لله تعالى والتقرب إليه، وجعل تعالى شرائع الفطرة نوعين:


أحدهما: يُطهِّر القلب والرُّوح، وهو الإيمان بالله وتوابعه من خوفه ورجائه، ومحبته والإنابة إليه؛ قال تعالى: ﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [الروم: 30، 31]، فهذه تزكِّي النفسَ، وتُطهِّر القلبَ، وتُذهِب عنه الآفات الرذيلة، وتُحلِّيه بالأخلاق الجميلة، وهي كلها ترجع إلى أصول الإيمان وأعمال القلب.






النوع الثاني: ما يعود إلى تطهير الظاهر ونظافته ودفْع الأوساخ والأقذار عنه، وهي هذه العشرة التي هي من محاسن ديننا الحنيف؛ إذ كلها تنظيف للأعضاء وتكميل لها؛ لتتمَّ صحتها، ويَروق منظرُها؛ فالمضمضة والاستنشاق مشروعان في طهارة الحدث الأصغر والأكبر باتفاق، وهما فرضان فيهما، كذلك تطهير الفم والأنف وتنظيفهما؛ لأن الفم والأنف يتوارَد عليهما كثير من الأوساخ والأبخرة ونحوها، وهو مضطر إلى تنظيف ذلك وإزالته، وكذلك السواك يُطهِّر الفمَ؛ فهو مَطهَرة للفم، مرضاة للرب؛ ولهذا يُشرَع في كل وقت، ويتأكَّد عند الوضوء، والصلاة، والاستيقاظ من النوم، وتغيُّر الفم، وصُفْرة الأسنان، وكذلك قص الشارب أو حلقه حتى تبدو الشفة؛ لما في ذلك من النظافة والتحيز مما يَخرُج من الأنف؛ فإن شعر الشارب إذا تدلَّى على الشفة، كره ما يتناوله الإنسان من مأكل ومشرب مع تشويه الخِلْقة بوفرته، وإنِ استحسنه مَن لا يعبأ به، وهذا بخلاف اللحية؛ فإن الله تعالى جعلها وقارًا للرجل وجمالاً له.





وأما قص الأظفار ونَتْف الإبْط، وغسل البراجم، وهي: مطاوي البدن التي تجتمع فيها الأوساخ، فلها من التنظيف وإزالة المؤذيات ما لا يمكن جحوده، وكذا حَلْق العانة، وأما الاستنجاء وهو: إزالة الخارج من السبيلين بالماء أو الحجر، فهو لازم وشرط من شروط الطهارة.





فعلِمتَ - أيها المسلم - أن هذه الأشياء كلها تُكمِل ظاهرَ الإنسان وتُطهِّره وتُنظِّفه، وتدفع عنه الأشياء المُستقذَرة والمستقبحة، والنظافة من الإيمان.
والمقصود - أيها المسلمون - أن الفطرة شاملة لجميع الأشياء المطلوبة في الشريعة باطنًا وظاهرًا؛ لأنها تُنقِّي الباطنَ من الأخلاق الرذيلة، وتُحلِّيه بالأخلاق الجميلة، التي ترجع إلى عقائد الإيمان والتوحيد، والإخلاص لله تعالى والإنابة إليه، وتنقي الظاهرَ من الأنجاس والأوساخ وأسبابها، فتُطهره الطهارة الحسية والطهارة المعنوية.
فلهذا قال صلى الله عليه وسلم: ((الطهور شطر الإيمان))، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾ [البقرة: 222]، فالشريعة كلها طهارة وزكاة وتنمية وتكميل وحثٌّ على معالي الأمور، ونهي عن سفاسفها.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الروم: 30].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذِّكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيمَ لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 67.59 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 65.87 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.55%)]