المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السكينة الاجتماعية


mahmoud eysa
30-01-2007, 10:15 PM
:500:
بعض المعاني البسيطة يقف المرء عاجزاً أمام تعريفها ..وقد يضع علماء النفس والاجتماع نقاطاً وبنوداً تعريفية وتوضيحية ولكن هل تصل هذه المعاني إلى القلوب ؟؟ هل تجعلك ترى السكينة وتشعر بها وتتذوقها ؟
هل ترى رجلاً في أواسط العمر حين يستيقظ ليصلي الفجر على صوت زوجته وهي تحاول إيقاظ الأبناء والبنات الذين يتململون في أسرتهم بخبث المراهقة والطفولة ؟؟
ثم وهو ينهض مرةً أخرى ذاهباً لعمله ؟؟ هل ترى المائدة وعليها إفطار بسيط ولكنه دافئ؟؟
هل ترى ابتسامة الجار الذي لاقاه على السلم ؟
هل تسمع كلمة : "يا صباح الهنا" من فم بائعة الخبز على ناصية الشارع ؟؟
هل ترى الحافلة تتوقف بهدوء في موعدها ومكانها وابتسامة السائق المرحبة وهو يقول : " على مهلك يابيه ..خلي بالك "
ثم المكتب , المصنع , المدريسة , المستشفى , المؤسسة , البنك , الجامعة , المحل , أو الورشة ...كل مكان .. كل موقع تعلوه همة ونشاط ...نظام صارم وابتسامة عريضة ..وكل إنسان يفسح لأخيه موضعاً , يحتوي مشكلته , يساعده في حلها
منظومة إتقان متكاملة في كل موقع
وتعال نستكمل الصورة مع صاحبنا عائداً من عمله قبل غروب الشمس بقليل ..مرهق ..متعب ..يشتاق إلى داره يغسل فيها كد النهار ..وزوجته الحنون وأبنائه هم قرة العين
وكوب الشاي بالنعناع الأخضر بعد الحمام الدافئ والغذاء الشهي في الشرفة الصغيرة التي, يمتد الشارع أمامها وتلمح قرص الشمس يغيب بين أغصان شجيرات خضراء تلف المباني ..تداريها وتحميها
أليست هذه سكينةً اجتماعيةً؟
أين ذهبت ؟؟ لماذا اختفت ؟؟ لماذا نصحو على شجار أو أصوات المذياع العالية ؟؟ لماذا لم تعد الأمهات تهتم بإيقاظ أبنائها مبكراً ؟؟ لماذا لا تستيقظ حتى لتعتني بزوجها سواءً رافقته إلى عملها أو ظلت في بيتها ترعى شؤونه
لماذا يقابلنا الجار على السلم بصندوق قمامته ومهملاته الملقاة تجتمع حولها القطط في وليمة يومية حافلة ؟؟ لماذا لا تتوقف الحافلات إلا بعيداً عن محطاتها ويسعد سائقها بعذاب الناس وهي تجري للحاق به ؟ لماذا لا نجد مكاناً نضع فيه السيارة ولو وجدنا قفز إلينا عشرات الأشخاص لتمد أيديها ؟؟ لماذا ندخل إلى مواقع العمل بروح عدائية أو برغبة في التهريج أو اللامبالاة ؟؟ لماذا لا تهزنا دموع الآخرين وهم غالباً كاذبون ؟؟ لماذا يعود الرجل فلا يجد في بيته أحداً ..ويجد طعاماً بارداً وزوجةً مع الجيران ..وابنةً على التليفون وولداً مع أصدقائه في النادي ؟؟ أين ذهبت "لمة الطعام " الحنونة وحكاوي الأسرة كلها لبعضها البعض ..لماذا يهرب الرجال إلى المقاهي والنوادي والأصدقاء تاركين نساء البيت فريسة للصديقات والنادي والغيبة والنميمة ؟؟؟
كلنا الرجل ..كلنا الجار ..وسائق الأتوبيس .والموظف و صديق السوء ..كلنا هذا الرجل وليس لأحد منا فضل على الآخر
ألا تحبون أن تعود صورة حياتنا الأولى ؟ ألا تودون أن تعود إلى مجتمعاتنا السكينة .... ألا تشتاقون إلى بيت العائلة ؟؟ ولمة الأهل وضحكاتنا جميعاً على خطوات الرضيع المترنحة ..وكلمات الصغير الأولى المتلعثمة ؟؟ وحكاوي ابن العم عن عمله الجديد ؟؟ وتجهيزات الخالة لخطوبة ابنتها ؟؟ وكل واحد فينا يبحث عما سيرتديه ؟؟
ألا تشتاقون إلى طبق الفطائر ترسله الجارة في صحن قد أرسلت فيه أمي العاشوراء ؟؟ وصديق يتلقى مكالماتك في بيته إذا تعطل هاتفك ؟؟ وولد يعود مبكراً فتلقاه أم تقطن في البيت المقابل تطعمه وتحنو عليه ويلعب مع صغارها حتى تعود أمه ؟؟؟
مجتمع نجد فيه كلنا عملاً وأزواجاً وبيوتاً نسكنها وأصدقاء مخلصين وطعاماً سهل الهضم وشراباً بدون غش وسعادة وراحة و............. سكينة اجتماعية
د. نعمت عوض الله
كاتب ومستشار اجتماعي وتربوي
:500: :500: :500: :500: :500: :rt:

راجية الشهادة
31-01-2007, 01:15 AM
السلام عليكم:جزاك الله خيرا الاخ الكريم على ذلك الموضوع القيم الذى جعلنا نشتاق لرؤية هذه الصورة فى مجتمعاتنا فما اجمل ان نعيش تلك السكينة وان نعيش وحدة واحدة فى تناغم اجتماعى
وعلى ما اعتقد لو كل واحد منا بدا بنفسه وعزم على عودة تلك الصورة سننجح فى استعادتها وان تعم البركة بيوتنا ومجتمعاتنا
نسال الله ان يرزقنا الاخلاص فى القول والعمل
ودمت بكل خير واكثر الله من امثالك

أبو أسيد
01-02-2007, 12:27 PM
بل هو التكافل الأجتماعي الذي نراه في ديننا
فمتى كانت الأمه مؤمنه بربها ... أنزل سكينته عليها ...
والله يا أحبائي في ملتقي الشفاء لو نبحث في ديننا لتذوقنا حلاوه فيه لا نجده بالعسل حتى ..
كلمات جميله وموضوع رااااااائع
على نعمه الأسلام ..........الحمد لله