المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هِممٌ في السماء


mahmoud eysa
28-01-2007, 09:52 PM
:rolleyes: :o :_11: هِممٌ في السماء
إخوان أون لاين - 18/01/2007
http://www.ikhwanonline.com/Data/2005/9/12/50.jpg






بقلم: محمود القلعاوي
تذكرتُ ما قاله بعضُ الأحباب العاملين بالتدريس من حال طلابهم من إحباطٍ شديدٍ يملأ حياتهم.. فلا تسأل أحدهم عن تحصيله وحلمه وعلمه كيف يكون إلا كانت إجابته صاعقة صعقة الكهرباء: ولماذا أذاكر بل ولماذا أتفوق أصلاً؟!
وصفوف العاطلين ليس لها نهاية.. يملأون البلاد، ويزاحمون العباد، وتذكرت أيضًا عندما ذهبت لأحد أحبابي في عمله ليقضي لي أمرًا ما.. فنظرتُ في وجوه رفاقه فوجدت رتابةً تقف جبلاً أمام التجديد والإبداع وبحرًا تغرق فيه كل فكرة.

تذكرتُ كل هذا وأنا أتفكر في كلمة وقع بصري عليها: "أصحاب الأحلام تؤرِّقهم أحلامهم".. تساءلت: أين أصحاب الأحلام؟! أين الطامحون والطامحات؟! أين الهمم العالية؟! أين الأوائل؟! أين الحالمون بالصفوف الأولى؟! أين الهمم التي في السماء؟! أين الهمم التي تناطح السحاب؟! وأخذت أسرد بيني وبين نفسي مواقف أتذكرها وقلبي يتحسَّر على ما صرنا إليه!!

إن لي نفسًا توَّاقة
فتذكرتُ عمر بن العزيز: حين علَّمَنا أن طموح المسلم لا في أمور الآخرة فقط، بل في أمور الدنيا والآخرة، سواء بسواء؛ حيث يقول: "والله إنَّ لي نفسًا توَّاقة.. اشتاقت نفسي يومًا أن أتزوَّج فاطمة بنت عبد الملك فتزوجتها.. فاشتقتُ أن أصير واليًا للمدينة فصرتُ واليًا للمدينة، واشتقتُ أنا أكون خليفةً للمسلمين فصرتُ خليفةً للمسلمين.. والآن تشتاق نفسي إلى الجنة".. ها هو يجمع بين طموحِ الدنيا وطموحِ الآخرة.. ليس عيبًا أخي أن تتوق نفسك لزوجةٍ جميلةٍ.. لبيتٍ واسعٍ هانئ.. لسيارة فارهة.. ليس عيبًا كل هذا.. المهم ألا يخرج عمَّا أباح الله وأن تسعى لذلك.

أنتِ من الأولين..
وتذكرتُ أم حرام: هذه المرأة التي لم تقف أنوثتها أمام طموحها أن تكون من الأوائل، فتطلب من النبي- صلى الله عليه وسلم- أن يدعو الله أن تكون من هؤلاء الفائزين فيدعو لها.. فتنتظر وعده- صلى الله عليه وسلم- حتى يأتي عثمان بن عفان بفتوحاته البحرية.. يا الله!! كل هذا انتظار!! سنوات تذهب وسنوات تعود وهي تنتظر!! والله إنها من الأولين حقًّا.. أخرج البخاري عن ‏أم حرام بنت ملحان ‏أخت ‏أم سليم‏.. أن رسول الله- ‏صلى الله عليه وسلم- ‏قال (من القيلولة) عندهم.. فاستيقظ وهو يضحك.. قالت: فقلت يا رسول الله: ما أضحكك؟.. قال‏: "‏رأيتُ قومًا ممن يركب ظهر هذا البحر كالملوك على الأسرَّة".. قالت: قلت يا رسول الله: ادع الله أن يجعلني منهم.. قال: فإنكِ منهم.. قالت: ثم نام فاستيقظ وهو يضحك.. قالت: فقلت يا رسول الله ما أضحكك؟.. فقال مثل مقالته.. قالت: قلت يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم. قال: "أنتِ من الأولين".. قال فتزوجها ‏عبادة بن الصامت ‏ ‏فغزا في البحر فحملَها معه.. فلما رجع قُرِّبت لها بغلة لتركبها ‏فصرعتها، فاندقت عنقها فماتت.

عكاشة السابق
وتذكرت عكاشة السابق.. عكاشة سبق؛ لأنه أكثر طموحًا من أخيه.. سبق بسبقه التفكير وسبقه في الطلب.. فكان: "سبقك بها عكاشة".. وإلا ما كان سابقًا.. قال أبو هريرة سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: "يدخل من أمتي زمرة هم سبعون ألفًا تضيء وجوههم إضاءة القمر ليلة البدر".. قال أبو هريرة: فقام عكاشة بن محصن الأسدي يرفع نمرة عليه فقال يا رسول الله: ادع الله أن يجعلني منهم، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "اللهم اجعله منهم"، ثم قام رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "سبقك بها عكاشة".

فقذف التمر من يده
وتذكرتُ عمير بن الحمام يُقدم نفسه لوطنه ولدينه سابقًا غيره.. أنه يأبى أنه يسبقه أحدٌ إلى الجنة ولو مدة أكله للتمرات؛ حين قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يوم بدر: "والذي نفسي بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرًا محتسبًا مقبلاً غير مدبر إلا أدخله الله الجنة".. فقال عمير بن الحمام- وفي يده تمرات يأكلها-: "بخ بخ.. فما بيني وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء..؟! فقذف التمر من يده وأخذ سيفه فقاتل حتى قُتل".

إذن أين؟!
أين بصمتك في الحياة؟!.. أين إضافتك في الحياة؟!.. ماذا قدمت لبلدك؟!.. أين اليوم الأفضل من أمس؟!.. أين الغد الأفضل من اليوم؟!.. أين إضافتك في شارعك؟!.. أين إضافتك في عملك؟!.. كيف تعاملت مع موهبتك؟!
قالوا: "إن لم تزد في الحياة شيئًا كنت أنت زائدًا عليها".

منيبة الى الله
30-01-2007, 08:48 PM
ماشاء الله على روعة الطرح ..بارك الله فيك أخي الكريم فما أحوجنا لهذه الأمثلة في أيامنا هذة لترفع من هممنا وتقوي عزائمنا..

! ابــو أيهــم !
07-02-2007, 12:35 PM
إن لم تزد في الحياة شيئًا كنت أنت زائدًا عليها".

مشكور اخى وبارك الله فيك وجزاك الله خير

عاشقة الهدى
13-02-2007, 07:07 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته موضوع غاية في الروعة بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك:103592909

دعاء محاجنة
13-02-2007, 07:34 PM
{مِنَ المُؤْمِنينَ رِجالُ صَدَقُوا ماَ عاَهَدوُا اللهَ عليه }........
بارك الله فيك على هذه النماذج الحية ، سائلين الله عز وجل أن يجعل منا مثلهم .
ورب همة أحيت أمة ...........
فتوكلوا واحتسبوا ذلك عند الله


:_11: أختكم في الله دُعاء :_11: