شجع ولا تخذل - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4954 - عددالزوار : 2057005 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4529 - عددالزوار : 1325041 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 65 - عددالزوار : 52083 )           »          الحرص على الائتلاف والجماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 80 - عددالزوار : 45872 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 196 - عددالزوار : 64234 )           »          فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 374 - عددالزوار : 155284 )           »          6 مميزات جديدة فى تطبيق الهاتف الخاص بنظام iOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتف iPhone 12 و Google Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          برنامج الدردشة Gemini متاح الآن على Gmail لمستخدمى أندرويد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-06-2019, 09:43 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,565
الدولة : Egypt
افتراضي شجع ولا تخذل

شجع ولا تخذل
ربيع بن المدني السملالي





قبل سنوات قليلة عرضَت عليَّ فتاة مبتدئة في الكتابة نصًّا أدبيًّا لها؛ لأعطيها ملاحظاتي وأصحِّح ما يُمكن تصحيحه، وأكَّدت عليَّ ألا أبالغ في المدح أو المجاملة، فقرأت النصَّ مرتين، ووجدتُ فيه خمسة أخطاء نحوية، والفكرة جيِّدة فيها بُعد نظر وإبداع، والأسلوب متوسِّط، لكن وجدت روحها حاضرة بقوة، لا تكلُّف ولا اصطناع؛ بل شعرتُ بدقّات قلبها بين الكلمات، وجدتني صراحة أمام مشروع كاتبة فذَّة سيكون لها شأن في مستقبل الأيام، إذا هي اجتهدت وصقلت موهبتها بكثرة القراءة والاطلاع، وحفظ ما يمكن حفظه من روائع الشعر والنثر، فأخبرتها بملاحظاتي وأثنيتُ عليها ثناء جعلها تتحمَّس وتُبالغ في شكري، معبِّرة عن امتنانها لصدقي وعدم مجامَلتي لها، ثم مرَّت الأيام وتعاقبت الليالي، ونسيتُ مِن أمرها كل شيء، ولم يعد لها وجود في الذاكرة، حتى إذا كان الخميس الفائت، وصلتْني رسالة مطولة منها: تُخبرني فيها أنها قد نشرت أول كتاب لها، وقد لاقى استحسانًا لا بأس به من طرف القراء والمتابعين، ثم استرسلت قائلةً: ولا أُخفيك سرًّا أنك كنت بكلماتك المحفِّزة لي السببَ الرئيس في ما أنا عليه الآن، ولن أنسى ما حييت نصيحتَك، وتحريضك على قراءة الكتب التي تَصقل موهبتي وتدفعني إلى الأفضل والأكمل.


قد يتساءل بعض الإخوة: وما قيمة هذا الكلام كله هنا؟ فأجيب: هذا الكلام قيمته أن تأخذ بيد المبتدئين في أي مجال كان، ولا تكن سببًا في خذلانهم، وإطفاء تلك الجذوة المشتعلة في قرائحهم، فرب كلمة منك ترفعهم إلى السماء، وكلمة تنزل بهم إلى الحضيض، لا تبالغ في المدح، ولا تسرف في الذم وأعطِ لكلِّ ذي حق حقه، وتغاضَ عن هفوات من جاءك قاصدًا يريد نوالك ونصائحك بعدما سمع أنك من أهل هذا الشأن، وإني أُخبر عن حالي:
كنتُ في بداية طلبي للعلم أقرأ على شيخ من شيوخ مدينتي ألفيةَ ابن مالك في النحو، وكان قد ألَّف كتابين، فقلت له: يا شيخ كم أرجو أن أصل إلى مستواك في الكتابة! فقال لي: يا ربيع، أنت لك همَّة وعزيمة، وستكون في المستقبل أفضل مني بكثير، هكذا والله، ولا أذكر كلمة نفعني الله بها كما نفعني بهذه الكلمة، رغم كثرة كلمات الثناء التي سمعتها من أساتذتي.


وتحضرني قصة لطيفة في هذا المقام ذكَرَها الدكتور سلمان العودة في كتابه "زنزانة" (ص: 155، 156) يقول فيها:
أول يوم تُستأنف الدراسة جاملتْهم ونظرت إليهم، وقالت: إني أحبُّكم، كانت تستثني تلميذًا واحدًا أمامها لا يلعب، متسخًا، يَحتاج الحمام، غير مبهج، كانت تجد متعة في تصحيح أوراقِه بقلم أحمر عريض وتضع علامة x، ثم تكتب راسب.


راجعت ملفاته ففوجئت:
في السنة الأولى: ذكي - مرح - مهتم بدراسته - دمث الأخلاق.
في الثانية: نجيب ومحبوب، ولكن منزعج وقلق بسبب مرض والدته.
في الثالثة: كانت وفاة أمه صعبة عليه، والده غير مُهتمٍّ.
في الرابعة: منطوٍ على نفسه، ولا رغبة لديه في الدراسة، وليس لديه أصدقاء، ينام أثناء الدرس!


كان هناك حفل في الفصل، أحضر لها هدية ملفوفة في كيس نايلون، بينما جميع الطلاب أحضروا هداياهم مغلفة، فتحت الهدية، ضحك الطلاب، عقْد مؤلَّف مِن ماسات مزيفة ناقصة الأحجار، وقارورة عطر فيها ربعها، كفَّ الطلاب عن الضحك عندما عبَّرت المدرسة عن إعجابها بالعقد ولبستْه، ووضعت قطرات من العطر على يدها.


في آخر اليوم قال لها: رائحتك اليوم تُشبه رائحة أمي!
انفجرت باكية لمدة ساعة.


بدأت تهتمُّ به، عقله يستعيد نشاطه، يستجيب أسرع، مِن أكثر الطلاب تميزًا، منحته الحب.
أرسل لها مذكرة: أنت أفضل معلِّمة قابلتها في حياتي.


بعد سنوات أرسل لها: أكملتُ الثانوية بتفوق.
بعد أربع سنوات أرسل لها: تخرَّجتُ في البكالوريس بدرجة الشرف الأولى.


بعدها أرسل لها: رسالة شكر كان اسمه طويلًا بعض الشيء (دكتور).
وذكر لها بأنه سيتزوج ودعاها إلى الزواج، وجلست مكان أمه وكانت ترتدي العقد الذي أهداه لها.


قال: أشكركِ أن جعلتِ منِّي تلميذًا مميزًا.
قالت: أشكركَ أن جعلتَ مني معلِّمة مميَّزة.


هو الآن طبيب شهير لديه جناح لعلاج السرطان في مستشفى بولاية (ايوا) بالولايات المتحدة الأمريكية.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.75 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.09 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.35%)]