نفحة من ليلة! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7808 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 33 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859245 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393582 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215819 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 73 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-05-2019, 12:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي نفحة من ليلة!

نفحة من ليلة!


أحمد بن عبد المحسن العساف


لله مِنن في الزّمان والمكان والحال، لينقلب الموفّق من فضل إلى فضل، ولا يكاد ينقطع المحسن عن فرصة يزداد فيها تعبّدًا لمولاه، فأيّ فوز أعظم، وأيّ منزلة أسنى، من حبّ الله والرّضى عنه؛ عسى أن ننال محبته ورضوانه وولايته.
ومن جملة نعم الله الزّمانيّة علينا أن جعل ليلة من ليالي أفضل الشّهور ذات قدر ومكانة، تضيق الأرض من كثرة ملائكة السّماء المتنزلين إليها بأمر ربّهم، وتُكتب فيها الأقدار، فالسّعيد من اهتبل بركاتها، ومن البلاء والاستدراج تفريغ جوهرها بالشّعارات، والانشغال عن حقيقتها بالاحتفالات التي لا تقدّم ولا تؤخر، وليس فيها تعظيم أو توقير لله ربّ العالمين.
ثمّ إنّها امتازت بهذا الفضل والحضور ببركة نزول القرآن العظيم فيها، أفلا نجعل لنا من كتاب ربّنا نصيبًا يوميًا مفروضًا، كي تستوعبه القلوب والعقول، وتبني بآياته وعظاته ومفاهيمه حواجز سميكة تحول دون طوفان الشّهوات والشّبهات، وهي كثيرة تتناسل من حيث نحتسب أو لا نحتسب.
لذا فما أحرانا على المستوى الفردي بالتّفرغ التّام لها، وعلى المستوى الجماعي بالاحتشاد لاستقبالها، وتشجيع الآخرين على قيامها؛ فهي ليلة عن ألف شهر، ومن أدرك ستين رمضان واستثمرها كسب فضل ستين ألف شهر تعادل خمسة الآف سنة، وما هي إلّا سويعات نحجز فيها أنفسنا، لنحسن استقبال عام بعدها، ونبقي في نفوسنا جذوة منها وقسمًا من روْحها، ونتوقى بها يومًا عند الله كألف سنة.
وحين سألت أمّنا عائشة رضوان الله عليها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عمّا تقوله إذا أدركت ليلة القدر، أجاب معلّمًا زوجه الأثيرة والأمّة من بعدها إلى دعاء مختصر لا تكلّف فيه ولا تنميق : “قولي: الّلهم إنّك عفو كريم تحبّ العفو فاعف عني”، وفيه إرشاد إلى جوامع الدّعاء، وترك الاعتداء، فمن عفي عنه في الدّنيا سلم من العقوبة، ومن فاز بعفو الآخرة نجى من النّار.
يالها من ليلة تُقضى فيها الحاجات، وتُغفر الزّلات والعظائم لمن أناب وتاب بصدق، ويتقارب العبد من طاعة مولاه، ويتزوّد لعام قابل وأيام قادمة، والحصيف من اختلى بربّه، وأفرغ قلبه، وسكب ماء عينيه بين يدي مولاه، وابتهج بضيوف الأرض من ملائكة الكبير المتعال؛ فأيّ أمن، وأيّ اطمئنان؟ وإنّ الخسران في انقضائها دون حيازة أكبر ربح ممكن؛ وكلّها مربح!
وهي ليلة من عشر، أو واحدة من خمسة أوتار، أرجاها ليلة سبع وعشرين دون جزم، وفيها اجتهادات عديدة تتجاوز الثّلاثين قولًا، وذهب آخرون إلى أنّها تنتقل بين الّليالي، وللشّيخ الرّاحل ممدوح الجبرين اجتهاد جريء يحصرها في ليلة الثّلاثاء الفرديّة من العشر استنادًا لحديث فضل يوم الاثنين “ذلك يوم ولدت فيه وبعثت فيه وأُنزل عليّ فيه”، بينما يذهب المفسّرون إلى أنّ نزول القرآن ليلة القدر ينصرف إلى نزوله من الّلوح المحفوظ إلى بيت العزّة في السّماء الدّنيا؛ وليس إلى نزوله على النّبي عليه السّلام في الغار، والعلم عند الله.
إنّها ليلة سلام، وأنس، وسكون نفس وأجواء، ليلة نفحات مَنْ ظفر منها بنفحة قد تنجيه من لفح لهيب يتلّظى، ومن فاز بنفحة منها حاز من المِنح ما لا يوصف، ومن غنم نفحة منها كان كمن ارتقى من سفح لقمّة، فكيف نتركها ولا نتسابق إليها، وهي متاحة لأيّ أحد دون أن يُنقص نصيب فرد منها حظّ غيره فيها، وما أكرم الله وأحلمه يوم اختارها في شهر رمضان والنّفوس مقبلة، وصيّرها في أواخره بعد مران على القيام والتّبتل؛ ليجتهد الصّادقون قبل فراقه، مخافة ألّا يعودوا إليه.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



 

[حجم الصفحة الأصلي: 45.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 43.13 كيلو بايت... تم توفير 2.34 كيلو بايت...بمعدل (5.15%)]