ذلك بما قدمت يداك وأن الله ليس بظلام للعبيد - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          مسؤولية الأبوين والمعلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          التنزه وإماطة الأذى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          مشكلة المياه في الوطن العربي.. احتمالات الصراع والتسوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          النجاة من الفتن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          شرح النووي لحديث: قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          شرح النووي لحديث: اللهم هؤلاء أهلي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          كشف القناع عن بلاد الأحلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          عليكم أنفسكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          النهايات اللائقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-04-2019, 09:30 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,086
الدولة : Egypt
افتراضي ذلك بما قدمت يداك وأن الله ليس بظلام للعبيد

ذلك بما قدمت يداك وأن الله ليس بظلام للعبيد

الشيخ محمد الأمين الشنقيطي

ذلك بما قدمت يداك وأن الله ليس بظلام للعبيد (الحج :10)
في هذه الآية الكريمة ثلاثة أسئلة :
الأول : هو ما ذكرنا آنفا أنا أوضحنا الجواب عنه سابقا ، وهو : أن المعروف في علم العربية ، أن النفي إذا دخل على صيغة المبالغة ، لم يقتض نفي أصل الفعل .
فلو قلت : ليس زيد بظلام للناس ، فمعناه المعروف : أنه غير مبالغ في الظلم ، ولا ينافي ذلك حصول مطلق الظلم منه . وقد قدما إيضاح هذا .
والسؤال الثاني : أنه أسند كل ما قدم إلى يديه في قوله { بما قدمت يداك } وكفره الذي هو أعظم ذنوبه ، ليس من فعل اليد ، وإنما هو من فعل القلب واللسان ، وإن كان بعض أنواع البطش باليد ، يدل على الكفر ، فهو في اللسان والقلب أظهر منه في اليد . وزناه لم يفعله بيده ، بل بفرجه ، ونحو ذلك من المعاصي التي تزاول بغير اليد .
والجواب عن هذا ظاهر : وهو أن من أساليب اللغة العربية ، التي نزل بها القرآن إسناد جميع الأعمال إلى اليد ، نظرا إلى أنها الجارحة التي يزاول بها أكثر الأعمال فغلبت على غيرها ، ولا إشكال في ذلك .
والسؤال الثالث : هو أن يقال : ما وجه إشارة البعد في قوله { ذلك بما قدمت يداك } مع أن العذاب المشار إليه قريب منه حاضر؟ .
والجواب عن هذا : أن من أساليب اللغة العربية : وضع إشارة البعد موضع إشارة القرب . وقد أوضحنا هذه المسألة في كتابنا : [ دفع إيهام الاضطراب . عن آيات الكتاب ] في الكلام على قوله تعالى في أول سورة البقرة : { الم ذلك الكتاب } [ البقرة : 1-2 ] الآية : أي هذا الكتاب .
ومن شواهد ذلك في اللغة العربية قول خفاف بن ندبة السلمي :


فإن تك خيلي قد أصيب صميمها فعمدا على عيني تيممت مالكا
أقول له والرمح يأطر متنه تأمل خفافا إنني أنا ذلكما

يعني أن هذا ، وما ذكره جل وعلا في هذه الآية الكريمة : من أن الكافر يقال له يوم القيامة { ذلك بما قدمت يداك } الآية لا يخفى أنه توبيخ ، وتقريع ، وإهانة له ، وأمثال ذلك القول في القرآن كثيرة : كقوله تعالى : { خذوه فاعتلوه إلى سوآء الجحيم ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم ذق إنك أنت العزيز الكريم إن هذا ما كنتم به تمترون } [ الدخان : 47-50 ] وقوله تعالى : { يوم يدعون إلى نار جهنم دعا هذه النار التي كنتم بها تكذبون أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون اصلوها فاصبروا أو لا تصبروا سوآء عليكم إنما تجزون ما كنتم تعملون } [ الطور : 13-16 ] والآيات بمثل ذلك كثيرة جدا .


المعنى : أن الكافر إذا أذيق يوم القيامة عذاب الحريق ، يقال له ذلك : أي هذا العذاب الذي نذيقكه بسبب ما قدمت يداك : أي قدمته في الدنيا من الكفر ولامعاصي : { وأن الله ليس بظلام للعبيد } فلا يظلم أحدا مثقال ذرة . { وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما } [ النساء : 40 ] والظاهر أن المصدر المنسبك من أن وصلتها في قوله { وأن الله ليس بظلام للعبيد } في محل خفض عطفا على ما المجرورة بالباء .
والمعنى : هذا العذاب الذي يذيقكه الله حصل لك بسببين ، وهما ما قدمته يداك ، من عمل اسوء من الكفر والمعاصي وعدالة من جازاك ، ذلك الجزاء الوفاق ، وعدم ظلمه . وقد أوضحنا فيما مضى إزالة الإشكال المعروف في نفي صيغة المبالغة ، في قوله { ليس بظلام } فأغنى ذلك عن إعادته هنا .


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.76 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.61%)]