خطوات بسيطة لحل مشكلاتك

[ابوالوليد المسلم]

خطوات بسيطة لحل مشكلاتك

إعداد : سحر الأمير

لا تخلو الحياة اليومية من المشكلات ، و يختلف الناس في مواجهة هذه المشكلات ؛ فمنهم من يحكم عقله ومنهم من تغلبه عواطفه وآخرون يعجزون ..
والمشكلة هي الشعور بوجود صعوبة لا بد من تخطيها ، أو عقبة لا بد من تجاوزها ، لتحقيق هدف ما . ويقسم الخبراء المشكلات إلى نوعين :

مشكلات مغلقة : وهي التي تشتمل على كل ما يلزم للحل ، ويكون لها جواب محدد ومعلوم ، كوجود عطل في جهاز ما ، أو إصابة شخص بمرض ما .. ففي مثل هذه الحالات يتم تشخيص المشكلة ويوضع الحل لها بناء على المعلومات المتوفرة .
مشكلات مفتوحة : وهي التي لا يعرف لها حل أو جواب محدد بالضبط ، وتنقصها المعطيات والمعلومات . ومعظم ما يواجهنا في حياتنا من مشكلات ينتمي لهذا النوع . مما يتطلب وضع استراتيجية لبدء الحل ، ثم تحديد الوجهة والطريقة ، ثم اختيار الحل الأمثل الذي يحقق الأهداف المنشودة .
وإذا كانت مواجهة المشكلات والتصدي لحلها تتطلب القدرة على التفكير السليم والتماسك النفسي - وهذا قد يتيسّر لكثير من الناس بغض النظر عن معتقداتهم - فإن المسلمة تتميز في هذه الناحية ؛ فالإيمان يمدها بطاقة عالية من الناحية النفسية والفكرية تجعلها مؤهلة لمواجهة أصعب المواقف ؛ إذ تحتسب أمرها كله لله ، فإذا صبرت وكابدت فهو لله ، وهي تطمح لنيل رضوانه وجنّته ، أي أن عندها هدفا أسمى وغاية قصوى حتى ولو لم تتحقق الأهداف الدنيوية .
خطوات لابد منها :

يقول الخبراء : إن مواجهة المشاكل وحلها يحتاج إلى استخدام مهارات التفكير ، وهي المتعلقة بالإدراك الحسي والمعلومات والخبرة والمعالجة وتجنب المعوقات والأخطاء . ومن اجل نجاح هذه الطريقة لا بد أولا من التهيئة النفسية الصحيحة والاستعداد الذهني الجيد أثناء مواجهة المشكلة والتعرض لحلها . وكذلك التفكير اللاحق بالحلول والنتائج المترتبة عليها والاستفادة من الأخطاء . وينصحك الخبراء باتباع الخطوات التالية لمواجهة أي مشكلة :
· حددي المشكلة واعرفي أسبابها : فالاصطدام بواقع لا نريده ، والإحساس بوجود عقبة أو صعوبة يدلّل على وجود المشكلة ؛ مما يتطلب استكشاف الواقع وجمع المعلومات واستشارة الآخرين من ذوي الاختصاص والتحدث إليهم عن المشكلة ؛ وإجراء المزيد من الاستفسارات عن ظروف وملابسات المشكلة (ماذا حصل ، وكيف ، ومتى ، وما الفرق بينه وبين الوضع الطبيعي السابق؟) ، مع تحسّس أهمية الزمن ودرجة خطورة الوضع والمرونة المسموح بها في حل هذه المشكلة .
· ضعي الأهداف والأساليب للبحث عن الحلول والبدائل وقرري ما إذا كان بالإمكان حل المشكلة أو التعايش معها كما هي .
· حافظي على الإرادة القوية وثقي بقدرتك على حل المشكلة أيا كانت ؛ وهيئي النفس لتقبل التغيير في الأهداف والخطط .
· تغلبي على معوقات التفكير وأخطائه ؛ مع الحفاظ على رباطة الجأش قبل وفي أثناء وبعد الانتهاء من حل المشكلة .
· اتركي المشكلة لفترة حتى تختمر (حسب ما تسمح به الظروف والزمن) .
· اختاري وطبقي افضل الحلول ، على أن يتم هذا بشكل تدريجي وإعطاء الوقت الكافي للأمور لتأخذ مجراها .
· قيمي الوضع واسألي نفسك هل عادت الأمور إلى طبيعتها؟ هل حلّت المشكلة أم أن الأعراض هي فقط التي عولجت وأن المشكلة ما زالت قابعة؟ هل تحققت الأهداف التي وضعتها ؟ هل طرأت بالمقابل مشاكل جانبية جديدة؟
· راجعي نفسك واستفيديوتذكري كيف بدأت في الحل؟ ما هي أدوات وأساليب التفكير التي اتبعتها؟ هل كان الحل سريعا أم بطيئا؟ ما العوامل التي كان لها الحسم والتأثير؟ كيف تصنف هذه المشكلة؟ ما الذي استفدته منها وكيف تعتبرين منه في غيرها؟

وأخيرا انتبهي إلى أن الخطوات المقترحة لا يقصد بها التمسك الحرفي بتسلسلها ، فقد يحصل أحيانا أن تحل المشكلة بمجرد تغيير نظرتك إلى الأمور . كأن يتهمك أحد الناس بأنك أنت الذي أخذت هذا الشيء فتردين بسرعة : ولماذا لا تكون أنت الذي أخذته؟ أو تعاتبك إحداهن بأنك لا تتصلين بها ، فتردين ولماذا لم تبادري أنت؟ أو تخبرينها بأنك اتصلت فعلا ولكنها لم تكن موجودة ، وهكذا . فمثل هذه الأساليب تسمى بأساليب التفكير الجانبي .