|
رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الاستعداد لرمضان عبد الله بن أحمد لعريط الخطبة الأولى أما بعد: إخوة الإيمان، قال الله تعالى: ![]() ![]() إن معظم الناس في هذا الزمان يصبحون ويمسون في فرح بزينة الحياة الدنيا، فمنهم من يفرح بحصوله على مسكن في عمارة، والآخر على ظفره بسيارة، والثالث على ربحه في تجارة، وهكذا، والقليل من يفرح حين يسمع المؤذن يؤذن للصلاة يفرح بعظيم ثوابها العاجل والآجل، القليل من يفرح حين حولان الحول على زكاته للظفر بجزيل أجرها، والقليل من يجد حلاوة حين يقترب شهر رمضان شهر التوبة والغفران، قال الله تعالى: (قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوه َا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ![]() إخوة الإيمان، انظروا في واقعنا: بماذا نستعد لأوقات الفرح؟ نسخِّر لها أفضل ما نملك، ونرصد لها الأموال الطائلة، أعراس وسهرات وحفلات ومقابلات في مختلف الرياضات، نعدّ لها العدة قبل أوانها، وربما لا ننال منها إلا التعب والنصب، ولكن شهوة عابرة، فإذا كنا نستعد لهذه الأوقات هذا الاستعداد فكيف حالنا مع أوقات الله تعالى؟! إن من الناس من تراه ينتظر حتى تقام الصلاة ثم يأتي مهروِلا للصلاة، فيصلي ولا يدري كم ولا كيف صلى، والآخر لو ترى حاله مع هذه الدينارات أو الدراهم المعدودات، فهو لا ينام ليله وهو غارق في همّه يفكّر في الحيلة التي تنجيه من ضريبة الزكاة، فالزكاة عنده مغرم وليست مغنما، ويا عجبا فيمن يتشاءم بحلول شهر الرحمة والتوبة والغفران الذي يحول بينه وبين شهواته ونزواته! فتراه يكابد الصيام في نهار رمضان كما يكابد الخادم الضعيف الحمل الثقيل، ولو ترى حاله أثناء الإفطار كيف يهجم على الشهوات والملذات، فتراه يجدّ وينشط نشاطَ أهل العزم مع العزائم. إخوة الإيمان، من الملاحظ أن هذه الملذات تتضاعف في ليالي رمضان، ونعدّ لها برامج خاصة، معظمها لا تليق بحرمة هذا الشهر الفضيل، مطربين ومطربات على أهبة الاستعداد، أماكن معدّة خصيصا للحفلات والسهرات، أفلام ومسلسلات ومسرحيات معدَّة لليالي رمضان، هذه الليالي التي أقسم بها البرّ الرحيم فقال في كتابه المبين: ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() إخوة الإيمان، انظروا بماذا يستعدّ البعض منا لرمضان، فهم على أحرّ من الجمر لقدوم هذا الشهر، ولكن ليس رغبة في ثوابه، بل من أجل نيل حظ من حظوظ الدنيا، وهي من الظواهر الغريبة التي هي ليست من ديننا الحنيف ولا صلة لها بالرحمة التي هي عنوان هذا الدين الفضيل، ومن جملتها التربّص لرمضان بغلاء الأسعار واحتكار بعض المواد الغذائية الضروريّة لهذا الشهر الكريم، إنها لمن جملة الأشياء الدالة على ابتعادنا عن تعاليم ديننا التي تدعو إلى الرحمة والرأفة خاصة في هذا الشهر الكريم. إن الذين يتربصون بالصائمين في رمضان لِيأكلوا أموالهم بهذه الطريقة إنما يأكلون في بطونهم نارا، ولا أربح الله تجارتهم. أيها التاجر الكريم، إن الله ينتظر منك رحمة بعباده لينظر إليك بعين رحمته فيبارك لك في تجارتك، واعلم أن تجارتك مع الله عظيمة، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ النَّبِيِّ ![]() أيها المسلمون، هنالك صنف من الناس أشر أبطر، تراهم على أهبة الاستعداد قبل حلول هذا الشهر الكريم، ولكن إلى أين؟! يستعدون لمغادرة أوطانهم إلى بلاد الكفر، يفرون من رمضان فرار الحمر المستنفرة من قسورة، يسافرون لبلاد الكفر لانتهاك حرمة هذا الشهر، فهم ليس بوسعهم صيام ولو يوما واحدا، فكيف بشهر كامل؟! عباد الله، هناك في بعض الشركات والمصانع الأجنبية عند حلول شهر رمضان الكريم تحدث بعض التعديلات في أوقات العمل مراعاة لخدمة الصائمين المسلمين، فتخفف عنهم الأعمال الشاقة بهم نهار رمضان، ويخرجون في ساعات مبكرة للقيام بتحضير وجبة الإفطار وقضاء حوائجهم اللازمة لرمضان، ويبقى الآخرون من المسلمين ـ إن كانت تنطبق عليهم هذه العبارة ـ ممن لا يصومون يبقون في أعمالهم العادية، بل يتلقون الإهانة والفضائح من هؤلاء الأجانب على انتهاكهم لحرمة رمضان. فيا للعجب! إخوة الإيمان، ليس بمثل هذا يستعدّ أحباب الله ورسوله ![]() إخوة الإيمان، إن معظم من يضيعون وقت رمضان في اللهو واللغو هم ممن لم يعظموا حرمة هذا الشهر ولم يعدّوا له العدة، قال الله تعالى: ![]() ![]() ![]() ![]() عن أُسَامَة بْنُ زَيْدٍ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ![]() ![]() ![]() ![]() هكذا كان الحبيب المصطفى ![]() إخوة الإيمان، فرمضان الفضيل الذي لم يبقَ على حلوله إلا أيام قلائل هو من فضل الله علينا، فبذلك فلنفرح، ولنسعد ولنعدّ له العدة، وخير الزاد التقوى والعمل الصالح، وسعيد من حلّ عليه هذا الشهر وهو ينعَم بالتقوى والإيمان، فيشهد عليه رمضان بأنه أهل لرحمة الله والدخول للجنان والنجاة من النيران. أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |