لا توهم نفسك وعش واقعك - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-04-2019, 09:42 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي لا توهم نفسك وعش واقعك

لا توهم نفسك وعش واقعك


نبيل جلهوم


بكل مصداقيَّة وواقعيَّة، إن واقع مجتمعاتنا العربيَّة اليوم صار - للأسف! - يفرضُ مفاهيمَ وواقعًا مُريبَيْنِ، ويعلنُ بلسان حالِه وواقعِه، وبوضوح:
ألا تُعلِّق سعادتَك على أحدٍ أيًّا كان هذا الأحد؛ فريدًا ومميَّزًا في زمانه ومكانه وموقعه، حتى لو جمع كلَّ المعارف والعلوم، والمحبَّة والدين والفضيلة في حقيبتِه، وتصدَّر المجالسَ، وصدَّر المفاهيم والرؤى - لا تُعلِّق سعادتَك ومستقبلَك على أحدٍ، حتى لو ظهر وبدا لك في البداية كالبُستان المُذهل في رَوْعته، أو المصنع المتكامل الشامل لكل منتجات السعادة والأمل من الروح، والحب، والتقدير، والوفاء، والأمان، والدِّين، والإلهام، وغيرها.


سيدي لا تُوهِمْ نفسك، وعِشْ واقعك:
لو صنعتَ أنت السعادة لأحد، فوالله لن يحفظَ لك إخلاصَك، ولن يَصدُقَ معك مثلما أنت صدقت، ولن يُقدِّر خوفَك عليه وعلى مصلحته، والتجارب في مجتمعاتنا مريرة.


ولو كنت تبحث عن السعادة، فاعلم أنها بداخلك، نعم بداخلك أنت، ليست عند غيرك.
سيدي، لا تُوهِم نفسك، وعِشْ واقعك:
لو كنت تظنُّ أن أحدًا من الممكن أن يصنَعَ لك سعادة دائمة، تَنقُلُك إلى عالم الأمل، وتقف بك على أبواب سماء الطمأنينة والأمان، وارتياح النفس، والنظر بعين الرضا نحو مستقبل آمن - فاعلم أنك ستكونُ بذلك قد أسأتَ الظنَّ تمامًا.
سيدي، لا توهم نفسك وعِشْ واقعك:
الوهمُ والخيال والأحلام هي ما أرجعتنا إلى الوراء،وخسرنا بسببها أنفسَنا قبل خسارة أي شيء آخر؛ لأن مَنْ بادلتَهم الصدقَ لم يكونوا معك من الصادقين،مَن فضَّلتهم على نفسك لم يصنعوا لك شيئًا، سوى أن غدروا بك، وتوجَّهوا إلى غيرك، ثم باعوك بثمن بَخْس!


سيدي، لا تُوهِم نفسك، وعِشْ واقعك:
لا تبالغ في حبِّك لأحد، أو اهتمامك به، أو خوفِك عليه، لدرجة نسيان مصلحتِك ونفسِك، ولا ترفَعْ سقفَ توقُّعاتك وآمالك وأحلامك من أي أحد؛ طالما أنه شريحة من شرائح بني آدم.


سيدي، لا تُوهِم نفسك، وعِشْ واقعك:
فواللهِ لو مَنحْتَ أحدًا تُحبُّه كلَّ شيء: رُوحَك، وصدقك، وإخلاصك، واهتمامك - فلن يَمْنحك سوى خيبةِ الأمل والتجاهل، والإهمال وعدم الاعتناء، بل والاهتمام بغيرك، ثم الخروج عن كلِّ ما ليس مألوفًا أو متوقَّعًا.


سيدي، لا تُوهِمْ نفسَك، وعِشْ واقعك:
فمهما كنت رائعًا، وصادقًا، ومضحِّيًا، وباذلاً، وكريمًا، ووفيًّا لأحد، فلن يحبَّك كما تتمنى، ولن يصدق معك كما صدقت معه، ولن يعطيك من اهتمامه كما أعطيته، ولن يتفقَّدك كما تتفقَّده كلَّ لحظة، ولن يكون وفيًّا مثلما كنت له، بل وستحتار كثيرًا في معرفة السبب الذي غيّره من ناحيتك، خاصة حين تجد أنه يملك كل الأسباب، وسلك كل المسالك التي جعلتك أنت تراجع نفسك وتعيد حساباتك من جديد.

ستحتار حين تجده قد أخطأ في حقك بما قد يصعب عليك أن تنساه أو تمسحه، خاصة بعدما ترك فيك جرحًا، أو أطاح بحلم، أو سوّد أملاً.

أليس هذا هو واقعَنا المعاصر؟!

سيدي، لا تُوهِمْ نفسَك، وعِشْ واقعَك:
فقد نَدُرَ الوفاء بالعهود، والوعود، والمواثيق!

أقول لك بكل صدق وعقلانية مصدرها الحقيقة والواقعيَّة: لو صنَع السعادةَ لك اليومَ أحدٌ، فلن تكون ذاتَ مصداقيَّة تامة، كن على يقينٍ أنها في الغالب ستكون وقتيَّة، فقد يَبنيها لك ومعك على أساس المنفعةِ أو المصلحة، أو يربطُها بحدثٍ ما، أو موقف صعب يمرُّ به، وحين تنتهي مصلحتُه، أو يجد غيرَك بديلاً، سيلفظُك بلا خجلٍ! سيختلق أسبابًا، وسيبحث عن كل وسيلةٍ، وكأنك قد صرتَ عليه قيدًا يريد أن ينفكَّ منه! ووقتَها، سيكون ولن يكونَ سوى بابٍ لجحيمٍ نفسيٍّ عليك، قد يطول بك جرحُه.
سيدي، لا تُوهِمْ نفسك، وعِشْ واقعك:
كن على يقين بأن السعادة بجوارك، بداخلك، أمامَ عينك، معك.

السعادة أنت وليست غيرك!
سيدي، تلك حقيقةٌ، فلا تغضب من صراحتي، ومكاشفتي؛ فذاك واقعٌ نعيشُه، تعايش مع خاطرتي حتى لا تنصدمَ في أحد، وقد يقول البعض: إنني أسوِّدُ الواقعَ، أو مشهد الناس!

لكن ووالله ما هي إلا حقيقة، وواقعٌ ماثل بوضوح في مجتمعاتنا العربيَّة والمسلمة!


سيدي، أخيرًا:
لله أقولُها لك، مخلصًا ومحبًّا: ثِقْ أنه لا يوجد مَن يصنع لك سعادةً تدومإلا الله وحدَه، أما إذا اعتقدتَ السعادة مع غيره، أو بحثتَ عنها مع غيره، أو طلبتَها من غيره - فاعلم أنك ستكون بذلك غير واقعيٍّ، ولا منطقيٍّ، بل واهمًا، ولن تجنيَ سوى خيبة الأمل!



حقيقة ربانية:
مع الله فقط لا خيبةَ أملٍ
بل أجمل أمل، والأمل كلُّه
مع الله فقط سعادةٌ أبدية، تدوم لا تزول
لن يحرصَ عليك، ولن يصدقَ في حبِّه لك إلا خالقُك
أما مع غير الله، فلا صدقَ، ولا حرصَ، ولا حياةَ،
ولا سعادة!


خاتمة:
ما دمتَ تطلبُ السعادةَ من الله وحدَه لا من أحد غيره، فثِقْ أنك ستكون سعيدًا، ستعيش سعيدًا، ستكون آمنًا، مطمئنَّ القلب، قريرَ العَيْن، مرتاحَ الضمير.


وسلامًا على الصادقين إلى يوم الدين!
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.48 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.77 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.39%)]