الإنسان و​التاريخ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الخوف من الانتكاسة والزيغ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          ما هو أفضل مرهم لعلاج البواسير الخارجية؟ وهل الجراجة أفضل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          القلق و الخوف من عدم النوم سبب لي الاكتئاب، ما العلاج برأيكم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          ازداد وزني بعد أن تعبت في إنقاصه، فما الحل؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الطاعة تشعرني بالتعاسة والمعصية تسعدني، الرجاء المساعدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          كيف أقوي ثقتي بالله؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          أعاني مع طفلتي بعد فطامها في أكلها ونومها وسلوكها، فما الحل؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          علاج الدوخة والدوار،استشارات طبية لشكوى الصداع والدوخة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          نصائح للزوجين لتكون حياتهما سعيدة بإذن الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          Translation of the meanings of Surat AL HIJR (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-04-2019, 06:27 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,393
الدولة : Egypt
افتراضي الإنسان و​التاريخ

الإنسان و​التاريخ
​فيصل يوسف العلي


إن علم التاريخ علم عظيم المقدار، شهدت بفضله الآيات والأخبار، واعتنى بنقله الأثبات والأخيار، وأنفقوا في ذلك نفائس الأعمار، يطلع به العاقل على ما مر من الأعصار، فيزيده من الكياسة والاستبصار، بما حدث للأمم الماضية من الحوادث التي فيها عظة واعتبار، وإن لكل زمان رجالاً، ولكل حلبة مضماراً ومجالاً، فغير بدع إن تشبهت بالأوائل، وتأسيت بذوي العلم والفضائل، على أن تأخر الزمان لا ينافي التقدم في الإحسان، فقد يتأخر الهاطل عن الرعد، والنائل عن الوعد، ولقد كان من فضل أولئك الرواة الأخيار، أن كشفوا عن الأمة كل غمة بما رووا من الأخبار، وجلوا غياهب كل ظلمة بنيرات الآثار، ولولا هذا العلم الجليل حقا لماتت الدول، ولم يصل إلينا من أخبار الماضين غير الأقل، شكر الله صنيعهم، وعمّر بواسع مغفرته جميعهم.


وإن فحول المؤرخين في الإسلام قد استوعبوا أخبار الأيام وجمعوها وسطروها في صفحات الدفاتر وأودعوها، وخلطها المتطفلون بدسائس من الباطل وهموا فيها أو ابتدعوها، وزخارف من الروايات الواهية والضعيفة لفقوها ووضعوها، واقتفى تلك الآثار من بعدهم واتبعوها، وأدوها إلينا كما سمعوها، ولم يلاحظوا أسباب الوقائع والأحوال ولم يراعوها، ولا رفضوا ترهات الأحاديث ولا دفعوها، فالتحقيق قليل، وفن التاريخ فن عزيز المذهب، جم الفوائد، شريف الغاية، وحتى تتم فائدة الاقتداء في ذلك لمن يرومه في أحوال الدين والدنيا، فهو محتاج إلى مآخذ متعددة، ومعارف متنوعة، وحسن نظر وتثبت يفضيان بصاحبهما إلى الحق، لأن الأخبار إذا اعتمد فيها على مجرد النقل، ولم تحكم أصول العادة، وقواعد السياسة وطبيعة العمران والأحوال في الاجتماع الإنساني، فربما لم يؤمن فيها من العثور، ومزلة القدم والحيد عن جادة الصدق، وكثيراً ما وقع للمؤرخين والمفسرين وأئمة النقل المغالط في الحكايات والوقائع، لاعتمادهم فيها على مجرد النقل غثا أو سمينا، لم يعرضوها على أصولها، ولا قاسوها بأشباهها، وتحكيم النظر والبصيرة في الأخبار، فضلوا عن الحق، وتاهوا في بيداء الوهم والغلط.


والهدف من هذا العلم، وقوف الإنسان على حقيقة نفسه، ليعرف طبيعته كإنسان، وما يستطيع أن يعمل أو يقدم لبني جنسه، للاستنارة بالماضي، لتجنب الأخطاء، والاستزادة من الصواب، لإصلاح الحاضر وبناء المستقبل، وثمرته الاتعاظ وكبح النفوس عن الاغترار بزهرة الدنيا والنظر بتقلب أحوالها..


في صورة الدهر ما أغنى عن العبر لذي فؤاد وذي فهم وذي نظر


وفي ليـــــاليه والأيـــــــام ناصــــحــة قد لــقنت قــــلب مغتر ومعتبر


ومنها ما يحصل للإنسان من التجارب والمعرفة بالحوادث وما تصير إليه عواقبها، وأنه لا يحدث له أمر إلا وقد تقدم هو أو نظيره فيزداد عقلا، ويصبح لأن يقتدى به أهلا.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.51 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.84 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.59%)]