التعامل مع الضغوط وتجنب العفوية في التخطيط - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 32 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859202 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393522 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215794 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 73 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-04-2019, 10:20 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,061
الدولة : Egypt
افتراضي التعامل مع الضغوط وتجنب العفوية في التخطيط

التعامل مع الضغوط وتجنب العفوية في التخطيط


الشيخ مهنا نعيم نجم





التخطيط الشخصي في السيرة




التعامل مع الضغوط وتجنب العفوية







إن من يقف عند ما يعتريه من ضعف، أو يتراجع دون أن يكون ذلك ضمن خطة إستراتيجية قد أعدها، فإن ذلك جبنٌ وخَوَرٌ، له من العواقب التي لا تحمد، والآثار التي لا ترجى من هدم للتنمية والتطوير المنشود.







إن الناظر في المجتمع المكي، وما جمع من قوة متعددة لإضعاف رسالة الدعوة التي تبنَّاها النبي صلى الله عليه وسلم - يدرك النجاح الباهر الذي حققه النبيُّ صلى الله عليه وسلم ضمن خطته الشخصية والاستشرافية التي كان يدرك جوانبها بدقة فائقة.







وقد ظهرت في تلك المرحلة عواملُ اعترضَتْ مسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أن ذلك لم يمنعه من الثبات على خطته، بالرغم من أنك تجده صلى الله عليه وسلم في بعض الأحيان أرجأ تنفيذ بعض بنود الخطة إلى وقت آخر، لكن لم يتخلَّ عنها بسبب الصعوبات التي سنبحث جزءًا منها لاحقًا.







ولعلي أورد بعض ما اعترى تلك المرحلة من ضغوط، كان لها أثر في إعاقة مسيرة خطة النبي صلى الله عليه وسلم لبعض الوقت، إلا أنها سرعان ما أصبحت من نقاط قوته صلى الله عليه وسلم، وذلك بالحكمة التي رزقه الله إياها، ثم هو دليل على القدرة الفائقة لدى النبي صلى الله عليه وسلم، والدرجة العالية من التخطيط الإستراتيجي الشخصي؛ حيث إن "عملية التخطيط إستراتيجية؛ لأنها تتضمن اختيارَ ما هو أفضل، استجابة للظروف التي تشكل بيئة ديناميكية؛ فالتخطيط الإستراتيجي مَعنيٌّ بالمستقبل؛ فهو يتيح لك توجيه المستقبل وإدارته، وبذلك فلا يلزمك أن تظل قابعًا في مكانك إذا تم اتخاذ قرار ما بطريقة خاطئة، أو إذا ما لم يتم اتخاذ قرار صائب، فلربما تتغير الظروف الخارجية من حولك بالكلية"[1]، وهي على النحو التالي:



أولاً: الإلحاح والتعجل، إن من لم يطلع على خطتك لا يدرك تفاصيلها التي تسير عليها خطوة بخطوة، "لما اجتمع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وكانوا ثمانية وثلاثين رجلاً، فألح أبو بكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهور، فقال: ((يا أبا بكر، إنَّا قليل))، لم يزل أبو بكر يلح حتى ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وقام أبو بكر في الناس خطيبًا.. وثار المشركون.. ووُطِئَ أبو بكر، وضُرِب ضربًا شديدًا.."[2].







إشارة:



الناظر في عموم النقطة التي ذكرت يجد أنها تجاوز للخطة، إلا أنها أصبحت نقطة قوة؛ إذ أسلم حمزة بن عبدالمطلب - رضي الله عنه - نتيجة لها، مما رفع من شأن الدعوة وحماها.







ثانيًا: الخَلوة القصرية؛ حيث أقصر النبي صلى الله عليه وسلم نفسه مع أصحابه رضي الله عنهم في دار الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي شهرًا، بعد ما تعرَّض له أبو بكر الصِّدِّيق -رضي الله عنه - من الأذى، وكان عددهم "تسعة وثلاثين رجلاً"[3].







وما كانت الخَلوة القصرية إلا تخطيطًا منه صلى الله عليه وسلم؛ للحفاظ على من أسلم، وللسيطرة على مسار خطته التي رسمها، وإعادة ترتيب الوسائل والأساليب التي من شأنها الحفاظُ على تحقيق الأهداف المنشودة.







"وهذا بطبيعة الحال جزءٌ من الخطة المرسومة؛ حيث كان اختيار دار الأرقم مقرًّا لاجتماعات الرسول صلى الله عليه وسلم، مستبعدًا لعقد هذه الاجتماعات فيه؛ لكون الأرقم من بني مخزوم، وهي العشيرة المنافسة لبني هاشم، ونظرًا لصغر سن الأرقم؛ حيث كان لا يتجاوز السادسة عشرة، وفي الوقت نفسه لم يعلن إسلامه بعد، وبهذا سارت الخطة كما رسم لها"[4].







إشارة:



المخطِّط الناجح من يستفيد من تجرِبته وتجرِبة الآخرين، ولا يكرر الخطأ فيندم، ولا يجرب السم ليتأكد من فعاليته، والنبي صلى الله عليه وسلم رغب في الحفاظ على من معه لَمَّا رأى ما حل بأبي بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه، حتى تبقى خطاه باتجاه الرسالة التي وضعها ضمن خطته الإستراتيجية.







ثالثًا: العفوية والارتجال: ظهر ذلك الأمر جليًّا عند إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ فكان أول طلب له أن تعلن الدعوة؛ حيث أقبل عمرُ على دار الأرقم "فاستجمع القوم، فقال لهم حمزة: ما لكم؟ قالوا: عمر، قال: وما عمر! افتحوا له الباب، فإن أقبل قبلنا منه، وإن أدبر قتلناه.."[5].







إشارة:



الارتجال من حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه، وهو عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ما كان من قوة إسلامه للدعوة، وبالرغم من اطلاع من كان في دار الأرقم على خطة النبي صلى الله عليه وسلم ورغبته في إسلام عمر بن الخطاب: ((اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب خاصةً))[6]، لو نُفِّذ أمره دون تدخُّل النبي صلى الله عليه وسلم، لأضعف شوكةَ المسلمين..








واليوم "مما يجب الاعتراف به وجود قدر من العفوية والارتجال.. وهي مظاهر تدل على أن الصحوة - مع انتشارها وقوة زخمها - لم يصلب عودُها بعدُ، وليست قادرة على مواجهة الحضارة الجاهلية المعاصرة التي تسعى لاجتياح العالم تحت ستار (العولمة)"[7].







لقد ظهر من عمر بن الخطاب رضي الله عنه - في أول لحظة من إسلامه - العفويةُ؛ إذ لم يكن بعدُ مطلعًا على خطة النبي صلى الله عليه وسلم، حين قال: "يا رسول الله، علامَ نخفي ديننا ونحن على الحق، ويظهر دينهم وهم على الباطل؟ قال: ((يا عمر، إنَّا قليل، قد رأيت ما لقينا))[8]، يقصد بذلك ما لقي أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وهذا ما أوردته في نقطة الإلحاح والتعجل.







كانت هناك "أزمة في معرفة سنن الله في التغيير والهزيمة والنصر، لا ينقص الصحوةَ الإخلاصُ وحب التضحية؛ لكن هذين لا يكفيان، ولا ينقصها - كثيرًا - العلم الشرعي، لكن وجوده شيء، وفهمه والعمل الصحيح به أمر وراء ذلك"[9]، وهذا ما يدلل على أن ما دار بين النبي صلى الله عليه وسلم وعمرَ بن الخطاب رضي الله عنه من حديثٍ، كان هدفه إيضاح الرسالة والرؤية والخطة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان حصاده عاجلاً؛ يقول عمر: "فخرجنا صفَّينِ، أنا في أحدهما، وحمزة في الآخر، حتى دخلنا المسجد، فنظرَتْ قريشٌ إليَّ وإلى حمزة، فأصابتهم كآبة شديدةٌ، فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الفاروق) يومئذ، وفرق بين الحق والباطل"[10].







والذي أراه فيما جرى بين النبي صلى الله عليه وسلم وعمر بن الخطاب رضي الله عنه أن هذا من التخطيط الإستراتيجي قصير المدى؛ إذ ما لبث أن أعلن الإسلام بعد فهمه لمراد النبي صلى الله عليه وسلم وخططه.







إشارة:



إن المخطط الناجح هو من يتجنب العفوية في تنفيذ مراده؛ لأن النجاح يعتمد بشكل أساسي على الخطوات المدروسة، والخطط المكتوبة غالبًا، مع معالجة ما قد يطرأ مما لم يكتب.








تلخيص الحالة:



إن من الأهمية بمكان أن يكون للمرء خطته الشخصية التي يستنير بها في سيره، وعمله، وحياته، وهذا ما دلت عليه الأحداث التي مر بها النبي صلى الله عليه وسلم في أول دعوته؛ حيث كان صلى الله عليه وسلم يدرك تمامًا ما يقوم به، ويصبِر نفسه ومن معه على تلك الأحداث.







إن بعض الناس يعزم على البدء بالتخطيط لنفسه، وسرعان ما يحبط مما حوله من أحداث ومثبِّطين؛ لذا فإن النجاحات العشوائية التي لا ترتكز على خطط لا تلبث حتى تسير أدراج الرياح، ولا يبقى لها الأثر الكبير المرجو منها، وبالرغم من ذلك لم يمنع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه من الشعور بالفرح والسرور من النجاح الذي انتصرت به الدعوة بإسلام حمزة وعمر رضي الله عنهما، إلا أنه صلى الله عليه وسلم كان حريصًا على متابعة خطته والسير بها حتى تؤتي أكلها، مستفيدًا من الأحداث بكسب الناس، ضعيفهم وقويهم، سيدهم وعبدهم، لا يحقرن منهم أحدًا، ويتبع الحكمة والأسلوب الحسن في إطلاعهم على خطته ورسالته، حتى تبلغ من درجة اليقين عندهم مبلغًا لا يؤثر عليها شيء.







وهذا ما جعل الصحابة رضوان الله عنهم متمسِّكين بما آتاهم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وكلهم على قلب رجل واحد، وكأن خطة النبي صلى الله عليه وسلم هي خطةُ كل واحد منهم.







[1] من مقال (التخطيط الإستراتيجي) محمد حسن يوسف، موقع صيد الفوائد، 2008م بتصرف.




[2] السيرة النبوية، ص 439، سبق ذكره.




[3] السيرة النبوية، ص 441، سبق ذكره.




[4] من مقال: (مفهوم التخطيط في الإدارة الإسلامية) للفريق/ عبدالعزيز بن محمد هنيدي.




[5] سير أعلام النبلاء، ص 109، سبق ذكره.




[6] السلسلة الصحيحة، رقم 3225، سبق ذكره.




[7] من مقال: (الصحوة .. المواجهة وأزمة التخطيط) للدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي، موقع صيد الفوائد بتصرف.




[8] السيرة النبوية، ص441، سبق ذكره.




[9] من مقال (الصحوة .. المواجهة وأزمة التخطيط) للدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي، موقع صيد الفوائد.




[10] سير أعلام النبلاء، ص110، سبق ذكره


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.
 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.08 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.00 كيلو بايت... تم توفير 3.08 كيلو بايت...بمعدل (5.60%)]