بحيرات آسيا

[ابوالوليد المسلم]

بحيرات آسيا
مجلة المعرفة



تمتاز آسيا بأنها قارة ذات خصائص بارزة، فلا توجد قارة غيرها أكثر سكانًا، وأعلى جبالاً، وأعمق بحارًا، وأوطأ منخفضات، وأوسع هضابًا، وأطول أشباه جزر، ولآسيا أيضًا أن تفتخر بأن بها أكبر وأعمق البحيرات في العالم.

وكثير من بحيرات آسيا ليس لها مخارج، فعلى الرغم من أن الأنهار تصب فيها، فإن قليلاً منها يخرج من البحيرات.
وتوجد البحيرات في عدد من الأحواض، ولكن بسبب شدة التبخر أثناء فصل الحرارة، فإن هذه الأحواض لا تمتلئ قط إلى درجة الفيض، وغالبًا ما يختلف حجم البحيرات بصورة كبيرة من فصل إلى فصل.
وأكثر البحيرات في آسيا مالحة أيضًا؛ ذلك أن الأنهار المنحدرة إليها تجلب مقادير من الملح الذي يصبح مركزًا في البحيرات عند تبخُّر المياه بفعل الشمس، ومما هو جدير بالذكر أن كثيرًا من البحيرات كانت من قبل أكبر حجمًا، وبعض الأنهار تجري عبر هذه القيعان القديمة الممتدة الملحية، ولهذا فإنها تكون محملة بالأملاح إلى درجة كبيرة عندما تصل إلى البحيرة ذاتها.


البحيرات الكبرى


بحر قزوين
تبلغ مساحة بحر قزوين حوالي 440.000 كيلو متر مربع، وهو أكبر بحيرة داخليه مالحة في العالم، ويناهز طوله 1300 كيلو متر، ويتراوح عمقه بين 180 و550 كيلو مترًا.

ويتفاوت بصورة كبيرة في العمق، فهو أشد عمقًا في الجنوب؛ إذ يصل عمقه إلى 980 مترًا، بينما يبلغ أقصى عمق في الشمال 10 أمتار، وسطحه يجاوز قليلاً 27 مترًا تحت مستوى سطح البحر، وتفقد هذه البحيرات بالتبخر






أكثر مما تتلقاه من الروافد التي تصب فيها، وهي لذلك آخذة في التناقص حجمًا وعمقًا، ويقدر أن مستوى الماء هبط بنحو 2.5 متر فيما بين عام 1929 وعام 1956.
وترجع ضحالة الجزء الشمالي للبحيرة إلى المقادير الضخمة من الغرين المترسبة من نهري الفولجا وأورال، وتؤدي كثرة عدد الركامات الرملية والجزر إلى جعل الملاحة محفوفة بالمخاطر، كما أن انخفاض منسوب المياه هو بصفة خاصة عائق آخر.
ومياه بحر قزوين غنية بالسمك، ولا سيما سمك الحفش الضخم (الذي يستخرج منه الكافيار الأسود)، وسمك السالمون، والرنجة، والشبوط، وشبه جزيرة إيزيرون المتاخمة غنية بالبترول.
والموانئ الرئيسية على بحر قزوين هي باكو، وإسترا خان (على دلتا نهر الفولجا)، وكزاسنوفودسك، وماكاتشاكالا، وبندر أي بهلوي.


بحر آرال:
يقع بحر آرال في سهول ستبس في تركستان الروسية إلى الشرق من بحر قزوين، وتبلغ مساحته 64.000 كيلو متر مربع، ويظن أنه منذ عهد بعيد جدًّا كان بحر قزوين وبحر آرال بحيرة واحدة كبرى، فثمة أنواع متشابهة من السمك موجودة في كل منهما.

وبحر آرال ضحل يبلغ أقصى عمق فيه 68 مترًا، وإن كان الجزء الأكبر منه لا يجاوز عمقه ما بين 9 إلى 18 مترًا، وسواحله مستنقعات بصفة عامة، ويصب فيه نهران كبيران؛ هما: نهر آمو داريا، ونهر سردايا، وكلا النهرين يجلب إلى البحيرة كمية عظيمة من الغرين.

وبحر آرال به عدد كبير من الجزر وأشباه الجزر، وفي الشتاء يتجمد الجزء الشمالي الشرقي منه.

ويصاد من البحيرة سمك الحفش والشبوط، وفي المناطق المجاورة لها يجري تصنيع رواسب الصوديوم والسلفات، وأكبر بلدة ساحلية عليه هي آرالسك.

بحيرة بالخاش:
تقع هذه البحيرة في وسط الأراضي القاحلة لسهول القرغيز، وتبلغ مساحتها 18.400 كيلو متر مربع، وهي بحيرة ضحلة؛ لأن متوسط عمقها لا يجاوز 6 أمتار، ولكنها في موضع منها تصل إلى عمق 275 مترًا، ومنسوب البحيرة يتفاوت تفاوتًا بيِّنًا، وفي وقت ما كانت البحيرة أعمق كثيرًا مما هي عليه الآن، وهناك شواطئ قديمة للبحيرة بلغ ارتفاعها أكثر من 120 مترًا فوق السطح الحالي للبحيرة.

ونهر (آي - لي) هو أهم نهر يصب في البحيرة، بينما توجد أنهار أخرى هي كاراتال، وأكسو، ولبيسا، وآباجوز، والنصف الغربي للبحيرة عذب في حين أن النصف الشرقي مالح قليلاً.

ويستخرج النحاس من منجم في كونرادسكي على الشاطئ الشمالي، والصناعات الأخرى هي صيد السمك واستخراج الملح.

بحيرة بايكال:
هذه البحيرة أعمق من بحيرة في العالم؛ إذ إن متوسط عمقها يبلغ حوالي 600 متر، ولكن يصل إلى 1500 متر في القسم الأوسط، وهو ما يكاد يصل إلى 420 مترًا تحت سطح البحر، وهي تغطي 33.000 كيلو متر مربع، ويبلغ طولها 640 كيلو مترًا، ويصب فيها أكثر من 300 نهر، ولكن يخرج منها مجرى واحد هو المعروف باسم آنجارا.

وبحيرة بايكال تتجمد طوال الفترة ابتداءً من شهر يناير حتى منتصف شهر مايو، وهي بحيرة عذبة الماء تعج بالأسماك.
إحصائيات عن بعض بحيرات آسيا البحيرة المساحة أقصى العمق بحر قزوين 440.000 كيلو متر مربع 980 مترًا بحر آرال 64.000 " " " 68 " بايكال 33.000 " " " 1500 " بالخاش 18.400 " " " 275 " إيسيك كول 6.200 " " "

أورميا 5.000 " " "

خانكا 3.000 " " "

البحر الميت 980 " " "

توز جولو 750 " " "

كل هذه الأرقام تقريبية

البحيرات الصغرى
البحر الميت:
يقع شاطئ من هذا البحر في الأردن والآخر في فلسطين المحتلة، وهو شديد الملوحة إلى حد تنعدم الحياة في مياهه، ومن هنا اشْتُقَّ اسمه، وينخفض سطح البحر إلى 378 مترًا تحت سطح البحر، ويبلغ عمقه 392 مترًا في الشمال الشرقي، وإن كان ضحلا جدًّا في الجنوب، وهو يغطي 980 كيلو مترًا مربعًا، وكان القدماء يعرفونه باسم (بحيرة الإسفلت)؛ لأن كُتَلاً من القار تظهر على سطحه، وخاصة بعد وقوع الزلازل، ويجري استغلال الأملاح في البحر الميت استغلالاً اقتصاديًّا.

بحيرة أورميا:
تقع هذه البحيرة في شمال إيران، وهي أيضًا شديدة الملوحة إلى حد لا تستطيع معه الأسماك أن تعيش فيها، ونادرًا ما يتجاوز عمقها 4.5 متر، ومساحتها تتزايد زيادة كبرى بعد أمطار الشتاء وذوبان ثلوج الربيع عما تكون عليه في الخريف، وتبلغ مساحتها في المتوسط حوالي 5000 كيلو متر مربع.

بحيرة كوكونور:
تقع هذه البحيرة التي تبلغ مساحتها 5900 كيلو متر مربع في الصين، على ارتفاع 300 متر فوق سطح البحر، وتشغل هذه البحيرة قاع حوض من المستنقعات، ويختلف منسوب المياه فيها من فصل إلى فصل، وهي بحيرة مالحة.

بحيرة تونج تينج:
أكبر بحيرة في الصين، وتبلغ مساحتها نحو 80 في 120 كيلو مترًا في الصيف، حينما تتلقى مياه الفيضان من نهر يانج تسي، ولكنها في الشتاء لا تعدو أن تكون مستنقعات شاسعة، تؤمها ملايين الطيور البرية من البجع والأوز، والبط، والرواسب الغرينية تكسوها الآن باطِّراد.

بحيرة إيسيك كول:
تقع هذه البحيرة الخفيفة الملوحة في تركستان بروسيا، وهي لا تتجمد، وتعج بالأسماك، وتبلغ مساحتها 6.200 كيلو متر مربع، وترتفع على سطح البحر بنحو 1560 مترًا.

بحيرة خانكا:
توجد هذه البحيرة التي تغطي 3000 كيلو متر مربع على حدود سيبيريا الشرقية ومنشوريا، على بعد لا يزيد كثيرًا على 160 كيلو مترًا من المحيط الهادي الذي تصله بها قناة، وهي ضحلة وغنية بالأسماك.


بحيرة توزجولو:
تجمع هذه البحيرة مياهها من حوض أرضه ملحية، ومن ثَم كانت ملوحتها غير عادية، وهي واقعة في وسط تركيا، وتغطي نحو 750 كيلو مترًا مربعًا، والتبخر في هذه البحيرة سريع جدًّا في حرارة الصيف، وينتج الملح منها على نطاق تجاري.