|
الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
التحدي الفكري الذي يواجهه المسلمون اليوم
التحدي الفكري الذي يواجهه المسلمون اليوم حامد شاكر العاني لقد بذل اليهود والصليبيون قصارى جهدهم وعصارة أفكارهم وكل ما لديهم من خبث فكري، وطيلة الوجود الإسلامي: منذ البعثة النبوية إلى يومنا هذا، وسيستمر إلى قيام الساعة؛ لأجل أن يقضوا على بيضة الإسلام وأهله، ولكنهم خابوا وخسروا.. وبما أننا بصدد التحدي الفكري فقد بَيَّن الدكتور محسن عبدالحميد في كتابه (موقف اليهود من الإسلام والمسلمين) مقدار الحنق والعداء اليهودي للمسلمين والتحديات الفكرية التي واجهوا بها الرسالة الإسلامية عبر التاريخ وتحت مسمى الصهيونية، وهم لا يزالون يصبون جام غضبهم وبكل ما أوتوا من قوة. فيقول: (ولقد غذت هذه الروح العدائية التي شكلتها كتب اليهود من التوراة والتلمود وغيرهما النفسية اليهودية عبر التاريخ، من هذا العصر فقدت الواجهة الجديدة لليهودية وهي الحركة الصهيونية)[1]. وأهم باب سيطروا عليه في هذا الجانب هو سيطرتهم على جانب مهم من حركة الاستشراق [2]، ووضعوا خططاً جبارة وروجوا دعايتهم على أن الإسلام أكذوبة كبرى، وليس ديناً أوحاه الله إلى محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه ليس إلاّ رجلاً أمياً افترى على الناس كذبا، وتنكروا في ادعاءاتهم الكثيرة حول هذا الموضوع لقواعد البحث العلمي في الوصول إلى الحقيقة، فأتوا بضروب من الجهل والادعاء والتجاهل والادعاء الباطل ما لا يعلمه أو يدركه إلاَّ المختصون عقيدة وشريعة وحضارة [3]. ومن أقوال هؤلاء الحاقدين على الإسلام وشريعته: فهذا جولد زيهر الذي حاول في كتاباته الطعن في نصوص القرآن الكريم والادعاء بأن الصحابة قد تصرفوا فيه زيادة ونقصانا، وعد القراءات القرآنية وجهاً من وجوه التحريف، واستند في كل ذلك إلى الروايات التي دسها المجوس واليهود والمنافقون في تحريف القرآن، وجعلها من المسلمات ولا تقبل الرفض، وذهب إلى أن القرآن الكريم مزيج من عقائد اليهود والنصارى والمجوس، وأن فيه خرافات كثيرة كمعجزات الأنبياء والجن، كما وجه مطاعنه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وشكك في الوحي النازل عليه، وأنكر معجزاته، وزعم أن رواة السنة النبوية كذابون وأنهم لفقوا الأحاديث على محمد، وافترى على المسلمين أنهم لم يدققوا في أمور عقيدتهم، وافترى على فقهاء دمشق وبغداد وزعم أنهم تأثروا بالقوانين الرومانية[4]. ثم جاء من بعده تلميذه (جوزيف شاخت) الذي درس التشريع الإسلامي ومصادره، لأجل الطعن فيه وبحضارة الإسلامي، وارجع كل فضيلة من فضائله إلى المصادر الرومانية، ففي كتابه (مصادر الفقه الإسلامي) حاول أن يثبت عبر منهج يهودي استشراقي سقيم أن الإجماع في الفقه الإسلامي مقتبس من القانون الروماني[5]. وأما (برنارد لويس) المستشرق اليهودي فقد ظل في دراساته التاريخية والحضارية كلها ينطلق من المخطط اليهودي الذي مشى عليه جولد زيهر، وشاخت وغيرهما بمحاولة تثبيت الأثر اليهودي في الحضارة الإسلامية[6]. جاء في كتاب الاستشراق لرضوان السيد وهو يذكر برنارد لويس قال: (لقد ظل الرجل صهيونياً يتعامل مع النص التأريخي العربي القديم وسجلات الضرائب العثمانية، وعينه على الزحف الصهيوني المعاصر على أرضنا حتى غادر بريطانيا إلى الولايات المتحدة فحسر عن وجهه اللثام تماماً، فلم يعد حاضراً عنده من الإسلام وحضارته غير المفهوم الأمريكي للشرق الأوسط الذي أسهم هو وغيره في صياغته، ولم يعد حاضراً من المسألة السياسية الأمريكية غير مواقف اليمين واليسار الإسلاميين من الكيان الصهيوني بفلسطين، والمصالح الأمريكية في العالم الإسلامي)[7]. ومعلوم لدى كل طالب علم أن أهداف اليهود تلتقي بأهداف النصارى في القضاء على دين الله الإسلام، فهي مؤامرة عظمى حاك خيوطها اليهود تحت شعار (عدو عدوي صديقي). قال الدكتور حمدي زقزوق: (وهكذا لم يرد اليهود أن يعملوا داخل الحركة الاستشراقية بوصفهم مستشرقين يهوداً حتى لا يعزلوا أنفسهم، وبالتالي يقل تأثيرهم، ولهذا عملوا بوصفهم مستشرقين أوربيين، وبذلك كسبوا مرتين كسبوا أولاً فرض أنفسهم على الحركة الاستشراقية كلها، وكسبوا ثانياً تحقيق أهدافهم في النيل من الإسلام، وهي أهداف تلتقي مع أهداف غالبية المستشرقين النصارى)[8]. [1] موقف اليهود من الإسلام والمسلمين ص 5. [2] يقول الدكتور محمد البهي متحدثا عن الحركة الاستشراقية اليهودية: (الظاهر أن هؤلاء أقبلوا على الاستشراق لأسباب دينية، وهي محاولة إضعاف الإسلام، والتشكيك في قيمته باثبات فضل اليهودية على الإسلام مدعين أن اليهودية هي مصدر الإسلام - كما زعم جولد زيهر وغيره - ولأسباب سياسية تتصل بالصهيونية فكراً أولاً ثم دولة ثانياً). ينظر: الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري - الدكتور حمدي محمد زقزوق ص 49. [4] المصدر نفسه ص 28. [5] المصدر نفسه ص 29. يقول الدكتور محسن عبدالحميد: (وتعصب شاخت اليهودي يدفعه إلى أن يطلق على فلسطين اسم إسرائيل حتى في أيام الدولة العثمانية التي لم تكن مشكلة فلسطين مع اليهود مثارة أصلاً ولم يكن اسم إسرائيل متداولاً يومئذ في القاموس السياسي). [6] المصدر السابق ص 30. [7] المصدر نفسه نقلاً من كتاب الاستشراق - التاريخ والمنهج والصورة - بحث ثقافة الاستشراق - رضوان السيد ص 6. [8] 4الاستشراق للدكتور الزقزوق ص 49.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |