صدام رفض المساومة وبيع الشرف والكرامة ؟؟

[saidabd]

جريدة شيحان الاردنية تنشر تفاصيل لقاء رامسفيد وصدام في الزنزانه في عددها الصادر يوم السبت المصادف 7 مايس 2005

المساومة !
 مبعوث بوش عرض على صدام جمعه بعائلته مقابل الطلب من رجاله عبر التلفاز وقف المقاومة
كشفت مصادر سياسيه عربيه نقلا عن مصادر امريكيه موثوقة تفاصيل اللقاء السري الذي عقده وزيرالدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد مع الرئيس العراقي المعتقل صدام حسين الذي التقاه خلال زيارته الاخيرة لبغداد..
وجاء هذا اللقاء في أعقاب تصاعد المقاومه العراقية ضد قوات الاحتلال الامريكي وحلفائها على ارض العراق حيث اشارت المصادر بأن الخسائر خلال الاشهر الماضية الى اكثر من ( 1600) قتيل وجريح ، ولم يعلن سوى عدد قليل منهم وايضا فقدت قوات الاحتلال ما معدله ( 30) آله عسكرية وارتفع معدل الهجمات الى اكثر من ( 200) هجمة يومية.

ويأتي هذا للقاء اثرلقاء الرئيس الأمريكي بوش واركان ادارته لبحث سبل وقف الانهيار الحاصل في التحالف بين امريكا وبعض الدول التي ارسلت بقواتها الى العراق .
وكشف رامسفلد لصدام عن اتخاذ الادارة الامريكية قرارا بمفاوضة الحركات الاسلامية خصوصا حزب الله وحماس والجهاد الاسلامي وطالبان من اجل تفادي تعظيم المقاومه في الشرق الاوسط .
وطلب رامسفيلد من صدام الظهور على شاشة التلفزيون ليطلب من المفاومة وقف عملياتها من اجل ترتيب حل بشأنه مثل مثل نفيه الى البلد الذي يختاره وجمع شمله بعائلته وتقديم معونة ماليه له مدى الحياة.
واضافت المصادر ان رامسفيلد اقدم على هذا اللقاء نتيجة تقارير امريكية بأن اسماء تنظيمات المقاومة التي تعلن عن نفسها ما هي إلا واجهات لتنظيمات حزب البعث الذي يشرف عليه عزت ابراهيم الدوري نائب الرئيس الأسبق صدام حسين.
وفيما يلي تفاصيل اللقاء الذي حصلت شيحان على تفاصيله من مصادرها الخاصة .
في بداية الحديث كان صدام حسين هادئا وربما فوجيء بان ضيفه رامسفيلد ولم يبدو عليه اي توتر عصبي وجرى اللقاء في معتقل في معتقل صدام الذي تؤكد المعلومات بأنه في مطار بغداد.

رامسفيلد : لقد جئت لأتفاوض معك حول الموقف في العراق، لقد اجرينا اتصالات مع بعض انصارك داخل وخارج العراق، وقد نصحونا بأن نستمع اليك.

صدام: وماذا تريدون ؟ لقد احتلت قواتكم ارض العراق الأبي، واسقطتم نظام الحكم دون سند شرعي واعتديتم على سيادة بلد حر مستقل ذي سيادة وارتكبتم جرائم سيسجلها التاريخ ليكون شاهدا على حضارتكم المخضبة بالدماء ، فماذا تريدون بعد كل ذلك.

رامسفيلد: لا داعي للخوض في الماضي لقد جئت خصيصا لأعرض عليك عرضا واضحا ومحددا واريد ان اسمع منك اجابة واضحة ومحددة.

صدام : اظنك جئت للاعتذار واعادة السلطة للعراقيين.

رامسفيلد : ليس هناك ما نعتذر عنه، لقد شكلت خطرا على جيرانك وسعيت لإمتلاك اسلحة دمار شامل ومارست الديكتاتورية على شعبك وكان طبيعيا ان نمد ايدينا لشعب العراق لنخلصه من المخاطر التي واجهته على مدى اكثر من ثلاثة عقود.

صدام : اعرف انك جاهل بالتاريخ واعرف ان رئيسك لا يقل جهلا ، ولكن يبدو انكم ظللتم تكذبون حتى صدقتم انفسكم، اذا كنت تقصد جيراننا الكيان الصهيوني ، فنحن فعلا كنا نشكل خطرا ونعد العدة لتحرير فلسطين ، وهذه امنية كل انسان عربي وليس عراقي فهذه الارض عربية وشعبها عربي والصهاينه هم الذين احتلوا الارض وجاءوا بمساندتكم انتم وقوى الاستعمار القديم اما اذا كنت تقصد الكويت فاريد ان اسألك : هل انتم انسحبتم من الكويت ام لا؟

رامسفيلد : هذه قضايا امنيه ، ثم انه بيننا وبين الكويت ودول الخليج الاخرى اتفاقيات امنية وجئنا بناء على طلب منهم لحمايتهم من تهديداتك.

صدام : أليس مضحكا ان يؤتمن الذئب على الخراف ، ان شعب الكويت شعب عربي والكويت هي ارض عراقية ولذلك ادعوك ان تقرأ التاريخ جيدا ، ان كنت على ثقه انك لن تستوعبه.

رامسفيلد : دعك من هذا الهراء .. صدام – مقاطعا- قبل ان تعرض علي بضاعتك الفاسدة انا اسألك : هل وجدتم أسلحة دمار شامل في العراق أم لا ؟

رامسفيلد: لم نعثر عليها حتى الآن ، لكن حتما سنعثر عليها يوما ما ، هل تنكر انه كانت لديك نوايا لصناعة قنبله نووية؟

صدام: لم يكن لدينا اسلحة دمار شامل منذ ( 1991) لقد كنا صادقين ونحن نتحدث مع بعثة التفتيش الدوليه، وكنا صادقين في رسائلنا الى كوفي عنان، وكنتم تعرفون هذه الحقائق ، لكنكم كنتم تبحثون عن أية ذرائع كاذبه لاحتلال العراق واسقاط سلطته الشرعية.

رامسفيلد : لقد استقبلنا بسعادة بالغة ورحبوا بنا ، وكان السبب هو ممارسات نظامك الدموي على مدى كل هذه السنوات التي حكمت فيها العراق.

صدام: ارجوك يا سيد رامسفيلد .. كفاك كذبا فانتم الذين فجرتم شلالات الدماء على ارض العراق، تآمرتم علينا وجئتم ببعض الخونة ليحتلوا ارض العراق العظيم وسلطته.

رامسفيلد : من تسميهم الخوةه اختارعم الشعب العراقي كقادة له بطريقه ديمقراطية وانتخابات نزيهة لم تحدث في ظل حكمكم للبلاد.

صدام: لقد عرفت انكم جئتم بجوقة الخونة وفي مقدمتهم الطالباني – وهو يضحك ساخرا- العراق العظيم يحكمه الطالباني والجعفري، ألا يدعو ذلك للسخرية؟!
ثم عن اية انتخابات تتحدث.. هل يجوز ان تجري انتخابات حرة ، كماتقول في ظل احتلالكم لبلدنا ؟ يا سيد رامسفيلد لقد تعلمنا من التاريخ ان المحتل لن يأتي الا باعوانه وعملائه ، ثم تريد بعد ذلك ان تقنعني بان شعب العراق يتمتع بالحرية والديمقراطية ، انك حقا تهذي.

رامسفيلد: انت معزول ولا تعرف حقائق ما يجري في الخارج ان الشعب العراقي تحررمن ظلمك ، ولو رأوك انت او أيا من رجالك فيالشارع لفتكوا بك؟!

صدام : وانا اراهنك اذا استطعت ان تعلن عن مكان تواجدك في العراق ، ولو علمت المقاومة العراقية بمكانك لما استطعت ان تخرج حيا، ان اسدي نصيحة الى رئيسك "الغبي" عليك ان تبلغه ، وهي ان ينقذ ما تبقى من جنوده ان الموت يحاصرهم من كل مكان والتاريخ لن يرحمه..

رامسفيلد: لقد جئت للحديث معك حول عمليات " الارهاب" التي يحرض عليها رجالك وينفذونها .. لقد قام رجالك بعمليات " دنيئة" استهدفت سجن ابو غريب حيث اصابوا وقتلوا اكثر من خمسين امريكيا ، كما قتل بعض المقبوض عليهم بتهم مختلفة وان رجالك يستعينون بالارهابيين من كل انحاء العالم وهم يهددون التجربة الديمقراطية بالعراق.

صدام: وماهو المطلب بالضبط ؟

رامسفيلد : ان ارعض عليك عرضا واحدا وهو ان يفرج عنك وتختار لنفسك منفى اختياريا في اي بلد تشاء بشرط ان تظهرعلى شاشة التلفزيون لتعلن ادانه الارهاب وتطالب رجالك بالكف عن هذه الممارسات.

صدام: وهل حصلت على موافقة رئيسك على هذا العرض؟

رامسفيلد : نعم هذا العرض تم الاتفاق عليه في جلسة شارك فيها الرئيس ونائبه ووزيره الخارجية ورئيس جهاز الاستخبارات وقد كلفت بابلاغك بهذا العرض.

صدام : انه ثمن بخس..

رامسفيلد : مستعدون ايضا لاشراك عناصر مقربة منك في الحكم ..

صدام: وماذا ايضا ..

رامسفيلد: سنقدم لك اعانه مالية محترمة وسوف يحفظ لك امنك وامن اسرتك في البلد الذي ستختاره.

صدام: هل تريد ان تسمع شروطي؟

رامسفيلد: ياحبذا..

صدام ( بلغة فيها كثير من التعالي) : انا اريد منك ان تحدد لي جدولا زمنيا للانسحاب من العراق وان تلتزم به حكومتكم امام العالم وان تبدأوا عملية الانسحاب على الفور واطلب ثانيا الافراج فورا عن المعتقلين العراقيين والعرب في السجون التي اقمتموها او التي قيدتم فيها حريه عشرات الالوف من شرفاء العراق وثالثا التعهد بتقديم التعويضات الكاملة عن الخسائر المادية التي لحقت بالشعب العراقي من جراء عدوانكم على بلدنا منذ ام المعارك عام ( 1991) وحتى اليوم وانا اقبل بالاستعانة بلجنة دولية وعربية لتقدير الخسائر ورابعا ان تردوا الاموال التي نهبها رجالكم من خزائن العراق ونفطه وخاصة المجرم بريمر وازلامه من الخونة والمارقين وخامسا اعادة اثار العراق التي سرقتموها وسلمتموها لمافيا الاثار فهذه كنوز لا تقدر بثمن الدنيا لانها تحمل تاريخ العراق وحضارته صحيح انكم لا تملكون حضارة ولا تاريخا وان عمر بلدكم لا يتجاوز بضع مئات من السنين ولكن كل ذلك لا يجب ان يبرر سرقاتكم وحقدكم على حضارة العراق وثروته.. سادسا ان تسلموني اسلحة الدمار الشامل اذا كنتم قد عثرتم عليها وان تعيدوا الينا حيا كل الشهداء الذين ازهقت ارواحهم ، وان تردوا شرف الماجدات العراقيات الذي سلبتموه..

رامسفيلد : هل هذا نوع من السخرية؟

صدام: لا بل هذه هي الحقيقة المرة التي تعرفونها .. ياسيد رامسفيلد انتم ارتكبتم اكبر جريمة في التاريخ ضد بلد عربي مسالم .. لقد التقينا سويا في الثمانينات ، وهل تذكر عروضك؟

رامسفيلد: دعنا من الماضي ، نحن بصدد اعادة تقييم مواقفنا منكم ومن العديد من القوى التي ناصبتنا العداء في الماضي، نحن قررنا التحاور مع الاسلاميين المعتدلين وليس لدينا مانع في وصولهم للسلطة عبر صناديق الاقتراع بل الاهم من ذلك قررنا فتح قنوات للحوار مع تنظيمات "ارهابية" مثل حماس والجهاد وحزب الله الموالي لايران وايضا منظمات اصولية اخرى في العالم كله بل حتى لدينا مشروع للاتصال بحركة طاليبان في افغانستان ولدراسة مشاركتها في السلطة مقابل التخلي عن السلام .

صدام : اذن بدأتم تعيدون التفكير في نهجكم الخاطيء؟

رامسفيلد : انه التطور الطيعي للامور ، نحن نسعى الى نشر الديقراطية في كافة البلدان والحركات الخاضعة للاستبداد .

صدام: افلحتم ان صدقتم ، انا اعرف حقيقة اهدافكم واذا كنتم صادقين حقا فعليكم ان تبدأوا فورا الانسحاب من العراق وعليكم ان تراجعوا موموقفكم الداهم لأسرائيل ، وانني اعرف رئيسك عنيد وكابر وليس صادقا..

رامسفيلد : انه رئيس ديمقراطي وليس حاكما دمويا مثلك..

صدام : الارهاب صناعتكم والكذب اسلوبكم..

رامسفيلد : ان هذا العرض فرصة تاريخية لكم سنفرج عنك ونتشاور معك في كل ما يخص شؤون الحكم في العراق واذا رفضت هذا العرض فالفرصة لا تعوض.

صدام : انا لا ابحث عن الفرص ولا ابحث عن طريق لانقاذ رقبتي من حبل المشنقه التي نصبتموها للعراق كله، لو اردت لقبلت بالعرض الروسي وانقذت ولدي وحفيدي من الشهادة ن انا لا اعرف ما هو مصير اسرتي وبناتي واحفادي ، لكن ثق انني مهتم بكل مواطن عراقي وبمستقبل العراق اكثر من اهتمامي بنفسي واسرتي..
لقد سبق ان عرضتم علي قبل ذلك عن طريق رجالكم ان اقر باسلحة الدمار الشامل هربت الى سوريا وقلتم ان الثمن هو الافراج عني فرفضت وانا اكرر الرفض مرة اخرى .

رامسفيلد : انا لا اريد منك رفضا انا اريد منك التفكير، نحن نعاود تقييم مواقفنا في في الوقت الراهن ونحن نريد وقف الدماء التي تتدفق من كلا الجانبين ، ولذلك يأتي عرضنا من منطق القوة وليس من منطق الضعف ، لقد طلبنا من جلال الطالباني ان يدلي بتصريح ينفي فيه اية نوايا لاعدامكم كبادرة حسن نوايا منا ونحن لدينا استعداد لمراجعة موقفنا كاملا من العملية السياسية في العراق باكملها وان نتحاور معك ومع رجالك في هذا الامر.

صدام : هل انتم مستعدون للانسحاب ام لا؟

رامسفيلد : يمكن ان نبحث اعادة الانتشار ، ان قواتنا اعدت قواعد للبقاء فترة طويلة يمكن ان تنسحب من الشوارع والمدن ولكن ستبقى في القواعد لفترة من الوقت .

صدام : اذن انتم تريدون عميلا جديدا يضاف الى طابور من العملاء، لا يا سيد رامسفيلد .. لا تنس انك تتحدث مع صدام حسين رئيس دوله العراق ..

رامسفيلد : لكنك خسرت السلطة..

صدام : لم يبق لي سوى الشرف والشرف لا يباع ولا يشترى ..

رامسفيلد : لكن الحياة لها قيمة لا تقدر..

صدام : لا قيمة للحياة بدون كرامة وانتم سلبتم العراق عندما دنستم ارضه وسوف نسترد كرامتنا سواء بقي صدام او استشهد..

رامسفيلد: ان انصارك الذين تحاورنا معهم قالوا لنا انط صاحب القرار الاول والاخير هل كانوا يتوقعون رد فعلك؟

صدام: بالقطع هم يعرفون صدام حسين لا يستطيع ان يتراجع على حساب وطنه وكرامته..

رامسفيلد : التاريخ سيحملك مسؤولية الدماء التي تسال في العراق .

صدام : بل التاريخ سيحاكمكم على جرائمكم .. لقد حذرتكم من قبل وقلت لكم ستنتحرون على اسوار بغداد وها انتم تدفعون الثمن، ارجوك ان تذهب الى لندن وتقرأ سجلات وزارة الخارجية البريطانية لتعرف بعضا من ملامح كفاح الشعب العراقي في مواجهة اصدقائكم البريطانيين الذين تكررون اخطاءهم وتشركونهم معكم.. الشعب العراقي شعب عنيد ولا يخاف الموت.. والمقاومة اقو مما تتصورون ولذلك ابشركم بالمزيد..