المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحرية بين سيد قطب و ابن تيمية ....


ابو هاله
27-10-2013, 09:14 PM
الحرية بين سيد قطب و ابن تيمية ....

قال شيخ الإسلام رحمه الله :
ما يصنع اعدائي بي !؟ ، ان جنتي وبستاني في صدري اين رحت فهي معي لا تفارقني ، و إن حبسي خلوة ، وقتلي شهادة ، و اخراجي من بلدي سياحة.

و قال سيد قطب رحمه الله :
أخي أنت حرٌّ وراء السدود ..... أخي أنت حرٌّ بتلك القيود
إذا كنت بالله مستعصما .... فماذا يضيرك كيد العبيد؟!!
أخي: إنْ نمتْ نلقَ أحبابنا .... فروضات ربي اُعدَّت لنا
وأطيارها رفرفت حولنا ... فطوبى لنا في ديار الخلود
يقول شيخ الإسلام رحمه الله في كتاب العبودية :

كل من علق قلبه بالمخلوقات أن ينصروه، أو يرزقوه، أو أن يهدوه ؛ خضع قلبه لهم وصار فيه من العبودية له بقدر ذلك وإن كان في الظاهر أميراً لهم متصرفاً بهم ....
فالعاقل ينظر إلى الحقائق لا إلى الظواهر...
فالرجل إذا تعلق قلبه بامرأة ولو كانت مباحة له مثل زوجة أو أمة يبقى قلبه أسيراً لها ؛ تحكم فيه وتتصرف بما تريد، وهو في الظاهر سيدها أو زوجها، و في الحقيقة هو أسيرها ومملوكها ، تحكم فيه بحكم السيد القاهر الظالم في عبده المقهور الذي لا يستطيع الخلاص منه ....
فإن أسر القلب أعظم من أسر البدن ...
واستعباد القلب أعظم من استعباد البدن ...
فإن من استعبد بدنه واسترق لا يبالي إذا كان قلبه مستريحاً من ذلك مطمئناً...
وأما إذا كان القلب الذي هو الملك رقيقاً مستعبداً متيماً بغير الله عز وجل ، فهذا هو الذل والأسر معه والعبودية لمن استعبد القلب...
وعبودية القلب وأسره هي التي يترتب عليها الثواب والعقاب ...
فإن المسلم لو أسره كافر، أو استرقه فاجر بغير حق لم يضره ذلك ، إذا كان قائماً بما يقدر عليه من واجبات ...
وأما من استعبد قلبه فصار عبداً لغير الله عز وجل ؛ فهذا يضره ذلك ولو كان في الظاهر ملك الناس...
فالحرية حرية القلب ...
والعبودية عبودية القلب ...
كما أن الغني غنى النفس.
و يقول سيد قطب رحمه الله :
إن الإيمان باللّه هو نقطة التحول في حياة البشرية من العبودية لشتى القوى ، وشتى الأشياء ، وشتى الاعتبارات .. إلى عبودية واحدة للّه تتحرر بها النفس من كل عبودية ، وترتفع بها إلى مقام المساواة مع سائر النفوس في الصف الواحد أمام المعبود الواحد ثم ترتفع بها فوق كل شيء وكل اعتبار .. وهي نقطة التحول كذلك من الفوضى إلى النظام ، ومن التيه إلى القصد ، ومن التفكك إلى وحدة الاتجاه. فهذه البشرية دون إيمان باللّه الواحد ، لا تعرف لها قصدا مستقيما ولا غاية مطردة ، ولا تعرف لها نقطة ارتكاز تتجمع حولها في جد وفي مساواة ، كما يتجمع الوجود كله ، واضح النسب والارتباطات والأهداف والعلاقات ..
والإيمان باليوم الآخر هو الإيمان بالعدالة الإلهية المطلقة في الجزاء وبأن حياة الإنسان على هذه الأرض ليست سدى ولا فوضى بغير ميزان.
الظلال 1 / 159

راجية أمنية
28-10-2013, 11:16 AM
مقارنة رائعة فيها المعاني والعظات الكثير،
جزاك الله خيرا أبو هالة