المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عودة شادي- رواية جميلة أعجبتني


oummati2025
14-01-2013, 12:24 AM
عودة شادي - الفصل الأول - فراق






http://drislam.tk/images/ch1.jpg

بين المروج الخضراء وزقزقة العصافير والنسيم العليل تعلو أصوات ضحكات كرقرقة الماء .إنهما شادي و أخته يلعبان بين أشجار قانا الساحرة .

شادي: لن تمسكي بي

أخته : بل سأفعل

شادي : (وهو يضحك بمرح ) لا تحاولي أخته : (وهي تبتسم) سأمسك بك لا محالة

أخته : توقف .. توقف .. لقد تعبت.لقد فزت( تنثني وهي تنتفس بسرعة)

شادي : (يتوقف ويلتفت للخلف وهو يبتسم ابتسامة النصر) أها .لقد قلت لك (ثم يقترب منها)

أخته : (تضحك بخبث ثم بحركة مفاجئة تنقض عليه)

شادي : (يتراجع بظهره متفاجئا )

أخته : ( تمسك به بهدوء ) أمسكت بك ( تضحك بمرح)

شادي : (يبدي ضيقا) هذا ليس عدلا هذا غش

أخته : ( تضحك مسرورة وتقفز بفرح) لقد أمسكتك لقد أمسكتك

شادي : (على حاله ) لقد غششتني

أخته : (وهي ما زالت على حالها السابق) خدعتك خدعتك

شادي : حسنا لتمسكي بي مرة ثانية وأعدك أني لن أخدع ثانية ( نظرة تحدي في عينيه)

أخته : (تقترب منه و تمسك بكتفه بحب و تريح رأسها على صدره ثم تنظر إليه بنظرة فيها شفقة) أنا آسفة أخي ولكن يجب أن تعلم أن الحياة ليست بخط مستقيم ولكنها خطوط متقاطعة يجب أن تحتاط لكل الاحتمالات.

شادي : ( نظرة حيرة) لا أفهم ماذا تقصدين

أخته : ( نظرة شفقة ) ستفهم فما بعد

شادي : ( وهو يبتسم) لنلعب ثانية

( يصدر صوت دوي انفجار قوي بالقرب من المكان)

شادي: (يلتفت بسرعة نحو الصوت) ما هذا ( نظرات حيرة ترتسم على وجهه )

(يظهر دخان قوي يتصاعد يتبعه انفجار ثاني)

شادي : ( برعب) ما هذا يا أختاه؟

أخته : (مرتاعة وتمسك بيده وتحاول الركض في الاتجاه المضاد للأصوات) اركض أخي .. اركض

شادي يتبعها : (برعب شديد وتزداد اللمعة في عينيه) ماذا يحدث يا أختاه؟

(انفجار قريب للغاية يطيح بكليهما ليرتميا على الأرض بدون حراك)



أخته : ( تحرك رأسها بضعف و تهمس بصوت ضعيف و الدماء تعلو وجهها و ملابسها) شادي أين أنت؟

أخته : شاااااادي ( بضعف ثم تفقد الوعي)



بعد قليل يتضح المشهد و أخت شادي ملقاة أرضا بلا حراك حتى تبدأ بالتحرك والنهوض وهي ممسكة برأسها وعندما تستوي واقفة تدير برأسها ناظرة للمكان وهي مندهشة ثم تزداد ملامحها هلعا من منظر الأشجار المحترقة و الدمار الذي ألم بالمنطقة ثم تعيد نظرها إلى المكان الذي كان به شادي

أخت شادي : (مرتعبة صارخة ) شااااااااااااادي, أين أنت يا شادي؟

( تركض نحو مكانه السابق و البكاء باد في عينيها ) وتصرخ قائلة :شاااااادي

(تجد فردة حذائه مسربلة بدماء تميل عليها لأخذها والدموع تملأ عينيها قائلة بصوت ضعيف ) :شااادي

(تدير رأسها ناظرة حول المكان وواضعة فردة الحذاء على صدرهاوتقول):شادي

(تركض بسرعة وهي تتلفت حولها ثم تقف وتتلفت . فتنظر إلى الأسفل ثم تسقط على ركبتيها وهي تبكي .ثم تنظر إلى الأعلى وتصرخ شااااااااااادي



تسير أخت شادي بين أنقاض البيوت و السيارات المدمرة والأشلاء المتناثرة والدماء المراقة .تستمر في السير حتى تقف أمام جسمين مسربلين بالبياض و خلفهما بيت مدمر .

فتجلس على ركبتيها و تكشف الغطاء عن وجه الجثتين ثم تميل برأسها وهي تبكي بكاء مريرا وترتمي عليهما وتحضنهما .يلاحظ بعض المارة ما تفعله فيلتفون حولها .



أخت شادي : أمي و أبي و أخي لا تذهبوا أرجوكم . لا تتركوني وحيدة



(تربت يد على ظهرها و يهمس في أذنها صوت امرأة )



الصوت : لا تجزعي بنيتي. الله استردهما عنده وان شاء الله هم من الشهداء في الجنة .اصبري بنيتي اصبري



أخت شادي : ( تلتفت إلى الصوت ودموعها تنهمر كالسيول) من أنت حتى تعلمي مصابي ؟ لقد فقدت أخي و أمي و أبي و ليس لي أحد بعدهم



المرأة http://www.sawsanatalk.com/forum/images/smilies/frown.gifوفي وجهها معالم الشفقة) الله لنا و لك بنيتي . أنا فقدت ابنتي و زوجي والحمد لله احتسبتهما عنده فقومي معي بنيتي ربما جعلنا الله سلوى لبعضنا البعض



أخت شادي : لا لن أترك أبي و أمي .سأبقى معهما



المرأة : قومي يا بنيتي لقد ذهبا إلى رب السموات و الأرض فهما الآن في رحمته .سيقوم الرجال الآن بأخذهما وسيواروهما التراب فقومي معي بنيتي إلى بيتي . فالحمد لله لم يصب بأذى (وتمد إليها يدها )



أخت شادي: ( تنظر إليها و إلى يدها الممدودة ثم تتناوها فتعاونها المرأة على النهوض )



المرأة : جففي دموعك بنيتي فالله هو العادل المنتقم الجبار .( ترفع يديها و نظرها إلى السماء ) اللهم أنت حسبي فيهم اللهم خذ منهم كما أخذت منا فأنت ولينا في الدنيا و الآخرة توفنا مسلمين و ألحقنا بالصالحين.



أخت شادي : (عيناها قد جفت قليلا ) آمين



ويغادران مبتعدين عن البيت


يتبع بإذن الله

oummati2025
14-01-2013, 05:49 PM
الحلقة الثانية : مقاومة :


الحلقة السابقة :
تعرض الطفلان شادي و أخته إلى مأساة شديدة أدت إلى اختفاء شادي ووفاة والديه و انتقال أخته إلى امرأة ترعاها .


المكان : حدود قطاع غزة الشمالية.

الزمان :الساعة الرابعة عصرا بعد مذبحة قانا بعشر سنوات.

يتحرك ثلاثة رجال ملثمين ومسلحين بحذر شديد خلف بيت من البيوت.

الأول : (وهو يهمس) أين محمود ؟ نحن نحتاجه الآن . إنهم يقتربون منا ونحن لا ندري ماذا نفعل؟.

الثاني : اهدأ . محمود قال انه علينا الانتظار حتى يقوم بمهمته؟.الثالث : علينا أن نهاجم الآن ؟.

الأول : (بغضب) لا ، يجب أن نلتزم بالتعليمات؟ لا نريد أية حماقات فردية هنا.

الثاني : لقد اقتربوا كثيرا . هيا يا محمود . (باد عليه الرعب).


تظهر دبابة إسرائيلية تتحرك ببطء من مكان قريب منهما على ناصية الشارع و بجوارها بعض الجنود محتمين بها والجنود يتحركون بتأهب شديد .

الجندي الأول : يبدو أن الخبر غير صحيح بوجود هؤلاء الإرهابيين في هذه المنطقة أو ربما لاذوا بالفرار.

الثاني : باقي القليل لنتأكد فلا تتعجل الأمر.

الثالث : أين طائرة الاستطلاع ؟

الرابع من أعلى الدبابة : الأمر لا يحتاج . لقد قمنا بتفتيش كل المنطقة ماعدا هذا الشارع.( يخرج جنديان من المبنى المجاور و يدخلان في الذي بعده )

الثاني : (يتأفف) لقد سئمت هذا العمل لما لا ينسفون المنطقة بأكملها و كفى و لا يوجد أحد بها بعد إخلائها من كل من فيها .

الأول : كفى كلاما شيمون و خذ حذرك.

شيمون : ( يتحدث بضيق و ملل متوجها ببصره إلى الأول ) يا إلهي . حتى الكلام ممنوع .

(ينظر إليه الأول بغضب)شيمون : (يغير اتجاه بصره ) حسنا حسنا.

(فجأة يصدر صوتا قويا من الخلف و يحاول الجنود الالتفات ولكن تنفجر الدبابة و يتطاير الجنود من حولها).

المجاهد الأول : الآن .هيا بسرعة.

(ويتحرك اثنان من المجاهدين الفلسطينيين بسرعة و يتحركان بعرض الشارع وهما يلقيان قنابل يدوية على السيارة المصفحة . ثم يبدءان بإطلاق الرصاص على السيارة والجنود ، و يختبئان في الشارع المقابل .ثم ينطلق صاروخ ثان على العربة المصفحة ليدمرها بمن فيها.

يظهرالجنديان الإسرائيليان من شرفة المبنى الذي كانا فيه ويتراشقان الرصاص مع المجاهدين في الجهة المقابلة .

يتحرك المجاهد الثالث أسفل الشرفة ويلقي عليهما قنبلة يدوية فيتراجع الجنديان وهما يصرخان.ثم يحدث الانفجار فيتقدم المجاهدون الثلاثة إلى داخل المبنى ثم يصدر صوت الرصاص من الداخل . يخرج الثلاثة مجاهدين بعد قليل و يلتقوا بمقاتل رابع يركض باتجاههم )

الرابع : (يسألهم بتلهف) هل أصيب أحد ( يجفل أحدهما فيرفع سلاحه نحوه )؟

الرابع : اهدأ يا أخي ( يمسك فوهة سلاحه خافضا إياها لأسفل) . لقد تم الأمر .

( ينظر إلى الآخرين ) هل أصيب أحد ؟

يجيبه الأول : الحمد لله لم يصب أحد و لكن أعتقد أن أحد الجنود استدعى إمدادا , لذا علينا الإسراع .

(يركضون باتجاه الجنود الممدين على الأرض )

الرابع : هيا اجمعوا الأسلحة و الذخيرة و تأكدوا من وجود أحياء.

( يتحركون بسرعة يفحص أحدهم الجثث و الآخران يجمعان الأسلحة)

فاحص الجثث : وجدت واحدا مازال حيا وإصابته سطحية والباقي ماتوا.

الرابع : هيا ارفعوه . لنتحرك.

(يتحرك الأربعة ومعهم الجريح ويدخلون الشارع الجانبي لتظهر طائرة أباتشي إسرائيلية وتحيط بالموقع بعد اختفائهم مباشرة)



******************

(يدخل المجاهدون الأربعة من الباب. يفتح أحدهم الباب ويبقيه مفتوحا ويدخل اثنان يحملون الجريح ثم يدخل الرابع وهو حاسر الوجه ثم يغلق أولهم الباب بعد إلقاء النظر بالخارج وهو حاسر الوجه كذلك)

الرابع : لا أحد يتابعنا لقد تأكدت بنفسي.

الأول : هيا معي لنرفع المقعد.

(يتحرك الرابع مع الأول لرفع المقعد .و يبدو عليهما الجهد لرفع المقعد و يزيحونه جانبا و يقوم الأول بكشف السجادة عن الأرض ليظهر باب سرداب ، فيقوم بجذبه و يظهر السرداب المظلم. يتوجه الرابع إلى داخل المنزل)

الرابع : ( مناديا ) يا أبت أنا هنا مع أصدقائي هل تريد شيئا.

صوت : لا يا ولدي حفظكم الله.

( يعود الرابع لإنزال الجندي المصاب مع آخر و الاثنان الباقيان يحملاه إلى داخل السرداب).

الأول : لقد كانت مهمة صعبة . و لكن كللها الله بالتوفيق من عنده. هل تعلم إننا قد أصابنا الهلع من انتظارك.

محمود : الحمد لله لقد انتظرت حتى أجد الوقت المناسب لإطلاق القذيفة عليهم.

الأول : والآن ماذا سنفعل ؟ هل نحن بأمان الآن ؟

محمود : سيقوم بعض إخواننا الآن بإخفاء آثارنا و التأكد من أن عملاء الأعداء لا يتابعوننا أو يدرون بمكاننا.اذهب لبيتك وأنت قرير العين .و خذ حذرك ولا تتحدث عن هذا الأمر لأي أحد.

( يظهر المجاهدين الآخرين من السرداب . ويساعدهما محمود ومن ثم يقفل الباب ويعيد السجادة مكانها . ويعيد المقعد مكانه بمساعدة أحدهم)

محمود : هل تم كل شيء ؟

(يكشف المجاهدان عن وجهيهما )

أحد المجاهدين : نعم لقد تم كل شيء بنجاح و الحمد لله .سيتولى الإخوان أمر الأسير الآن .

محمود : (يربت على كتف أحدهما ) كما قلت لحسام .إن شاء الله كلنا بأمان الآن و لكن الحرص واجب . لا نتحدث لأي كائن كان عن هذا الموضوع .

(يضم كل منهم الآخر)

حسام : استودعك الله أخي .أراك في القريب العاجل.


محمود : مع السلامة إخواني .حفظكم الباري

(يغادرون ويغلقون الباب. يرتمي محمود على المقعد ويميل إلى الخلف ناظرا إلى السقف)

صوت : هل ذهب أصدقائك يا محمود.


محمود : ( يهب واقفا والاحترام يملؤه)نعم يا والدي.

الأب : ( يقترب ثم يضمه بقوة ثم يقبل جبينه) حفظك الله يا ولدي وحماك و هداك ونصركم نصرا مؤزرا.

محمود : حفظك الله يا أبي و أمدك بالصحة و العافية. سأدخل لأستحم ومن ثم أصلي شكرا لله .

الأب : اذهب يا ولدي .( يغادر محمود الغرفة و الأب يتابعه ببصره.ثم يمد يديه بالدعاء وبصره للسماء )

الأب : اللهم رب الأرباب و هازم الأحزاب انصرهم بنصر من عندك فمن تنصره فلا غالب له. اللهم لا تكلهم إلى أنفسهم طرفة عين واجعل نياتهم خالصة لك.



******************


يعلو صوت التلفاز في أحد المقاهي والجالسون ينظرون باهتمام شديد.المذيعة في التلفاز : و أفادنا مراسلنا في غزة أن القوات الإسرائيلية قد أخلت الموقع بعد رفع الجثث .

معنا على الهاتف الضابط في قوات الجيش الإسرائيلي مقدم شمعون إلعازر .سيد شمعون هل لديكم تعليق عما حدث اليوم .

شمعون : لقد قام إرهابيون فلسطينيون بمهاجمة فرقة إسرائيلية كانت تقوم بمراقبة الحدود الإسرائيلية.

المذيعة : ( تقاطعه ) سيدي ألا تتفق معي أن هذه الفرقة قد توغلت كثيرا .

شمعون : ( بتردد ) لقد هاجموهم على الحدود و اضطرت الفرقة للتقدم وملاحقتهم ويبدو أنه كان كمينا.

المذيعة : سيدي كم كان عدد الضحايا ؟


شمعون : تسعة قتلى و جندي مفقود.

المذيعة : نشكر السيد شمعون من القدس.

أحد الجلوس : والله إنهم لأسود .لقد رفعوا رؤوسنا جميعا.

ثان : آه والله .اللهم أيدهم بنصرك.

ثالث : كم أود أن أراهم و أقبل رؤوسهم .

يعلو صوت من خلفهم: إنهم وبال علينا .

(يلتفت الجميع إلى الصوت بسرعة فإذا به محمود. لتظهر معالم الغضب على وجه الحضور )

أحدهم : (بغضب)اصمت يا محمود لقد سئمنا من كلامك الذي نراه في وجوه شهدائنا كل يوم.

محمود : يا رجال يجب أن نفهم إن الإسرائيليين سيردوا علينا بقوة أكثر وسنجد مزيدا من الضحايا و القتلى بلا فائدة. يجب أن نتعايش معهم بسلام.لنعتبرهم ضيوفا لدينا .أو حتى إخوان لنا .

الأول : كفى يا محمود اذهب إلى إخوانك هؤلاء أنت غير مرغوب بك هنا .

محمود : ( ينظر إليهم بأنفة ) اعملوا ما شئتم لقد نصحت لكم ولكنكم لا تحبون الناصحين ( يستدير عائدا) .

الأول : (يهمس) أطال الله في عمر أباه فهو من أقدم المجاهدين هنا .سبحان الله يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي.

ثان : يبدو وكأنه عميلا للأعداء .

الأول : (يبدو عليه الأسف ) نعم ويعتبر ما يفعله هو في سبيل السلام.

الثاني : يبدو أنه إما أحمق قد بدلوا أفكاره أو لئيم للغاية.فلماذا يعيش بيننا حتى الآن؟ يجب أن يقضى عليه فهو خطر على المجاهدين .

الأول : لقد تعرض لعدة محاولات للقتل ولكنها باءت بالفشل.كذلك تتوعد إسرائيل بالقضاء على الحي بأكمله إذا تعرض له أحد.

الثاني : لا حول ولا قوة إلا بالله .

(يتغامز شابان بجوارهما ثم ينهضان )

الفتى الأول : ( يشير إلى فتى القهوة ) محمد سأدفع لك المرة القادمة سجلها عندك.محمد : لا بأس أستاذ وليد .


(يمشيان بسرعة)

oummati2025
15-01-2013, 05:12 PM
عودة شادي - الحلقة الثالثة - العميل


في الحلقات الماضية :

بعد فراق أليم بين شادي و أخته تنتقل بنا الأحداث بعد عشر سنوات إلى مدينة غزة و عملية قتالية يؤسر على إثرها جندي صهيوني .


الحلقة الثالثة : العميل :




يمشي محمود في أحد الزقاق بين البيوت مهرولا ثم يظهر شابا المقهى خلفه مسرعين .ينظر محمود بجانب عينه ثم يسرع في حركته .ويدخل في زقاق جانبي .يركض الفتيان بسرعة من خلفه .فيجدانه واقفا بكل ثقة واضعا يديه في جيبيه.

محمود : ماذا تريدون ؟الأول : ( يحاول أن يتغلب على مفاجأته و أن يرسم على وجهه معالم الجدية) نريدك أنت

محمود : لماذا؟

الأول : أمثالك يجب أن يأخذوا جزاءهم أيها الخائن القذر( ويمد يده لظهره)

( يقف محمود بكل ثبات , لا تهتز له شعرة . و فجأة تتغير معالم وجه الأول إلى الدهشة الشديدة . ليظهر صورة اثنين ملثمين ممسكين بالشابين )

الملثم الأول : تقدما معي بدون أي صوت

(ينصاع الشابان ويتقدمان بهدوء و ينظر الأخير إلى محمود ثم يغمز بعينه فيبتسم محمود)
**********



في بيت متواضع ، يعرض التلفاز الأخبار السابقة عن العملية البطولية وتجلس فتاة و امرأة عجوز يتابعانه والبنت تدمع عيناها و الحزن باد على وجهها

المرأة العجوز : يا بنيتي الغالية ما يبكيك ، إنه والله لنصر تشدو به الشفاه و يحتفي به الناس أيما احتفاء.

البنت : أتذكر شادي أخي كم كان يردد على مسامعي أنه عندما يكبر ليكونن مقاتلا صنديدا يرتعب منه الأعداء وترتجف أوصالهم.

المرأة : ( تنظر لها بشفقة ) رحمه الله يا بنيتي نحتسبه عند ربه وهو حسيبه .( ثم تتغير معالم وجهها ) ما شاء الله , لقد كبرت و أصبحت أجمل عروس في حينا . متى سأفرح بك و أنت في بيت زوجك؟

البنت: (تجفف دموعها ) ليس بعد أماه أريد أن أنهي دراستي أولا.

المرأة : يا بنيتي لقد تقدم إلينا عشر أو أكثر من الرجال أخشى أن يمر الزمن و لا تشعري به .

البنت : تبقى أشهر يا أماه و سأصبح طبيبة بإذن الله . فلا تقلقي علي . الله خير رازق فادعي لي يا أمي.

المرأة : رزقك الله بمن تقر به عينك ويسعد به قلبك ، ويجعلكما الله بيت عز وفرح و تقوى.

البنت : آمين.

البنت : (وهي تنهض من مكانها و تقترب من أمها ) سأقوم لتحضير الطعام ، يجب أن تأكلي جيدا حتى نجد لك زوجا يناسب هذا الجمال .

الأم : ( تضحك بمرح ) . جزاك الله خيرا يا بنيتي . حسنا إذا وجدت واحدا فأخبريني حتى أنظر إلى هذا الأعجوبة.

البنت : ( وهي تقوم بضمها ) أعزك الله يا أماه و جزاك خير ما جزا أما عن بنيها .

الأم : (تقبل جبينها ) و حبيبة قلبي اللهم لك الحمد على جعلك قرة عيني و فلذة كبدي و عزائي في دنياي و أرجو الله أن تكوني أملي في آخرتي.
**********


يقف ضابط إسرائيلي في مكتبه الذي يعلوه صورة بن جوريون و يجاوره علم إسرائيل

الجنرال : ( غاضب للغاية و يطرق مكتبه بقبضته بقوة شديدة) ما هذه المهزلة؟ دبابة و سيارة مصفحة و تسعة جنود قتلى و أسير . أين تدربوا هؤلاء الرجال، تدربوا في بيوت أمهاتهم و أين الدعم الجوي و البري . هذه مهزلة . أريد تقريرا على مكتبي في الحال .سيعاقب المسئول عن هذه المجزرة عقابا شديدا سيرجو بعدها أنه لم يولد .

أحد الضباط : (ومعالمه جامدة) سيدي لقد استخدمت مدافع أر بي جي و هو شيء غير متوقع كمـ...

الجنرال : (يقاطعه و يصرخ) لا أعذار. و لن أتوانى عن عقاب أي مسئول . وأريد في غضون أربع وعشرين ساعة رؤوس هؤلاء الحثالة الذين قاموا بهذه المجزرة و استرجاع الأسير. أريدهم عبرة لمن لا يعتبر . إنهم تطاولوا علينا بشدة و يجب إيقافهم. ( يصرخ) انصراف

(يلقون التحية العسكرية و يتوجهون ناحية الباب و يخرجون و يغلقون الباب)

الجنرال : ( يجلس ) أغبياء ( بغضب شديد)

( يرن الهاتف بجواره يلتفت إليه بازدراء و ملل)

الجنرال : (بقوة) نعم ( يبدو عليه القلق و يخفت صوته كمن يتحدث إلى من هو أعلى منه ) نعم سيدي , لقد حا.. , حسنا سيدي , أمرك (يرفع السماعة عن أذنه كمن تلقى صفعة دويها قد خرق رأسه . يضع سماعة الهاتف بعنف يرفع السماعة الأخرى و يضغط على زر مرتين و يصرخ بقوة) أرسل لي بيريز حالا ( و يغلق السماعة بقوة و يرسل بصره إلى الأعلى)(يطرق الباب )

الجنرال : (بقوة) ادخل

(يفتح الباب و يدخل ضابط ثم يغلق الباب .يقف أمام الجنرال بصرامة محييا إياه بالتحية العسكرية)

الضابط : الملازم أول بيريز في خدمتك يا سيدي

الجنرال : ( بهدوء ) استرح بيريز. اجلس

( يجلس الملازم على الكرسي أمامه)

الجنرال : ما أخبار عميلنا في غزة

بيريز : في أتم الاستعداد سيدي

الجنرال : أريده أن يخبرنا عن أسماء هؤلاء الإرهابيين الذين قاموا بفعل هذا العمل الحقير و مكان الأسير

بيريز : أمرك سيدي

الجنرال : بيريز الأمر عاجل و لا يحتمل أي تأخير أو تهاون, القيادة العليا لديها الاستعداد لقطع الرؤوس حتى لو كان رأسي أنا

بيريز : لن أخيب ظنك سيدي

الجنرال : ( يبتسم ) أعلم بيريز أعلم. إنك لم تخيب ظني من قبل. حسنا بيريز سأنتظر منك الأخبار غدا على أقصى تقدير.

بيريز : أمرك سيدي

الجنرال : اذهب هيا

بيريز : ( يقف بصرامة ويحيي الجنرال بالتحية العسكرية و ينصرف مغلقا الباب من خلفه)



يتحرك بيريز بسرعة من مكتب مديره متجها إلى مكتبه ثم يلتقط الهاتف بقوة و يتصل برقم و ينتظر قليلا )

بيريز : محمود يجب أن نتقابل . المكان هـ الساعة 16 و 23 دقيقة

( يغلق الهاتف )


**********


في ممر مظلم تظهر امرأة تضئ مصباح في يدها و تمسك بلفة قماش في يدها الأخرى وتتحرك باتجاه الظلام حتى يسقط الضوء على وجه رجل ملثم . فترتعب المرأة وتتراجع للخلف قليلا

الرجل : سلوى . وجهي هذا الضوء بعيدا عن عيني رجاء

سلوى : ( بارتباك ) آه أنا آسفة ( تغير اتجاه الضوء ) هل زيد موجود؟

الرجل : نعم تفضلي هو بانتظارك

( تتجاوز سلوى الرجل وتتجه ناحية ضوء في آخر الممر . تدخل الغرفة فإذا بها ثلاثة رجال وهم يقومون بتنظيف أسلحتهم )

سلوى : السلام عليكم

الرجال : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته

أحدهم : كيف حالك يا سلوى و كيف حال والدتك؟

سلوى : ( تتوجه بنظرها نحوه ) بخير و الحمد لله .كيف حالك أنت يا زيد ؟

زيد : الحمد لله بأتم صحة وعافية

سلوى : ( تلتفت إلى الآخرين ) كيف حالكم يا رجال ؟

الرجال : الحمد لله

سلوى : حفظكم الله جميعا ( تلتفت إلى زيد ) تفضل يا زيد هذه أغراضك .

زيد : جزيت خيرا يا سلوى . كيف حال دراستك ؟

سلوى : الحمد لله في تقدم .تبقى عدة أشهر على انتهاء الدراسة وبإذن المولى سأحصل على البكالوريوس .

زيد : ( وعينيه تملأهما الشغف ) وأستطيع أن أتقدم لطلب يدك

سلوى : ( يحمر وجها خجلا ثم تحاول أن ترسم الجدية على وجهها ) . ماذا عن العملية البطولية التي تمت في غزة؟

زيد : (يتجاوز الحديث السابق كأنه لم يقله مع لمحة ذكاء كونه أدرك أنه أصاب الهدف) إنهم لحقا رجال . ولكننا لا نعلم تفاصيل العملية بعد .وحتى الآن لم يعلن أحدهم عنها أو ينسبها لنفسه و هذه طريقة جديدة في قتال العدو . حتى نوع العملية غريب حيث أني أظن أنها تم تنفيذها بتخطيط عالي

سلوى : ( و الغضب باد في ملامحها ) كم أود أن أقاتل هؤلاء الجبناء . قتلة الأطفال و النساء

زيد : ( يبتسم بشفقة ) دعي القتال لأهل القتال يكفينا دورك العظيم في تطبيب المساكين و الأطفال و المجاهدين.

سلوى : لقد أفقدوني أخي و أبواي بلا ذنب أو جريرة

زيد : هم إن شاء الله من أهل الجنة و إن شاء الله هم السابقون ونحن اللاحقون

سلوى :إن شاء الله. سأذهب الآن لأراجع بعض الدروس

زيد : اذهبي وفقك الله.

سلوى : السلام عليكم ( تغادر فتحة المخرج )

الرجال : و عليك السلام ورحمة الله وبركاته

زيد ( وهي يتحدث بإعجاب) : والله نعم الفتاة . هل تعلمون أنها فقدت كل ذويها في مذبحة قانا و بالرغم من ذلك أجدها كلها إصرار على أن تكمل طريقها و تحمل مصيرها بيديها .

ثان : أراك معجب بها بشدة يا زيد . تقدم لطلب يدها فأنت والله نعم الرجل . خلق و تقوى و صلاح نحسبك كذلك والله حسيبك.

زيد : إنها تصر على أن تتم دراستها أولا .فلتفعل و ليقض الله أمرا كان مفعولا

oummati2025
15-01-2013, 05:12 PM
عودة شادي - الحلقة الثالثة - العميل


في الحلقات الماضية :

بعد فراق أليم بين شادي و أخته تنتقل بنا الأحداث بعد عشر سنوات إلى مدينة غزة و عملية قتالية يؤسر على إثرها جندي صهيوني .


الحلقة الثالثة : العميل :




يمشي محمود في أحد الزقاق بين البيوت مهرولا ثم يظهر شابا المقهى خلفه مسرعين .ينظر محمود بجانب عينه ثم يسرع في حركته .ويدخل في زقاق جانبي .يركض الفتيان بسرعة من خلفه .فيجدانه واقفا بكل ثقة واضعا يديه في جيبيه.

محمود : ماذا تريدون ؟الأول : ( يحاول أن يتغلب على مفاجأته و أن يرسم على وجهه معالم الجدية) نريدك أنت

محمود : لماذا؟

الأول : أمثالك يجب أن يأخذوا جزاءهم أيها الخائن القذر( ويمد يده لظهره)

( يقف محمود بكل ثبات , لا تهتز له شعرة . و فجأة تتغير معالم وجه الأول إلى الدهشة الشديدة . ليظهر صورة اثنين ملثمين ممسكين بالشابين )

الملثم الأول : تقدما معي بدون أي صوت

(ينصاع الشابان ويتقدمان بهدوء و ينظر الأخير إلى محمود ثم يغمز بعينه فيبتسم محمود)
**********



في بيت متواضع ، يعرض التلفاز الأخبار السابقة عن العملية البطولية وتجلس فتاة و امرأة عجوز يتابعانه والبنت تدمع عيناها و الحزن باد على وجهها

المرأة العجوز : يا بنيتي الغالية ما يبكيك ، إنه والله لنصر تشدو به الشفاه و يحتفي به الناس أيما احتفاء.

البنت : أتذكر شادي أخي كم كان يردد على مسامعي أنه عندما يكبر ليكونن مقاتلا صنديدا يرتعب منه الأعداء وترتجف أوصالهم.

المرأة : ( تنظر لها بشفقة ) رحمه الله يا بنيتي نحتسبه عند ربه وهو حسيبه .( ثم تتغير معالم وجهها ) ما شاء الله , لقد كبرت و أصبحت أجمل عروس في حينا . متى سأفرح بك و أنت في بيت زوجك؟

البنت: (تجفف دموعها ) ليس بعد أماه أريد أن أنهي دراستي أولا.

المرأة : يا بنيتي لقد تقدم إلينا عشر أو أكثر من الرجال أخشى أن يمر الزمن و لا تشعري به .

البنت : تبقى أشهر يا أماه و سأصبح طبيبة بإذن الله . فلا تقلقي علي . الله خير رازق فادعي لي يا أمي.

المرأة : رزقك الله بمن تقر به عينك ويسعد به قلبك ، ويجعلكما الله بيت عز وفرح و تقوى.

البنت : آمين.

البنت : (وهي تنهض من مكانها و تقترب من أمها ) سأقوم لتحضير الطعام ، يجب أن تأكلي جيدا حتى نجد لك زوجا يناسب هذا الجمال .

الأم : ( تضحك بمرح ) . جزاك الله خيرا يا بنيتي . حسنا إذا وجدت واحدا فأخبريني حتى أنظر إلى هذا الأعجوبة.

البنت : ( وهي تقوم بضمها ) أعزك الله يا أماه و جزاك خير ما جزا أما عن بنيها .

الأم : (تقبل جبينها ) و حبيبة قلبي اللهم لك الحمد على جعلك قرة عيني و فلذة كبدي و عزائي في دنياي و أرجو الله أن تكوني أملي في آخرتي.
**********


يقف ضابط إسرائيلي في مكتبه الذي يعلوه صورة بن جوريون و يجاوره علم إسرائيل

الجنرال : ( غاضب للغاية و يطرق مكتبه بقبضته بقوة شديدة) ما هذه المهزلة؟ دبابة و سيارة مصفحة و تسعة جنود قتلى و أسير . أين تدربوا هؤلاء الرجال، تدربوا في بيوت أمهاتهم و أين الدعم الجوي و البري . هذه مهزلة . أريد تقريرا على مكتبي في الحال .سيعاقب المسئول عن هذه المجزرة عقابا شديدا سيرجو بعدها أنه لم يولد .

أحد الضباط : (ومعالمه جامدة) سيدي لقد استخدمت مدافع أر بي جي و هو شيء غير متوقع كمـ...

الجنرال : (يقاطعه و يصرخ) لا أعذار. و لن أتوانى عن عقاب أي مسئول . وأريد في غضون أربع وعشرين ساعة رؤوس هؤلاء الحثالة الذين قاموا بهذه المجزرة و استرجاع الأسير. أريدهم عبرة لمن لا يعتبر . إنهم تطاولوا علينا بشدة و يجب إيقافهم. ( يصرخ) انصراف

(يلقون التحية العسكرية و يتوجهون ناحية الباب و يخرجون و يغلقون الباب)

الجنرال : ( يجلس ) أغبياء ( بغضب شديد)

( يرن الهاتف بجواره يلتفت إليه بازدراء و ملل)

الجنرال : (بقوة) نعم ( يبدو عليه القلق و يخفت صوته كمن يتحدث إلى من هو أعلى منه ) نعم سيدي , لقد حا.. , حسنا سيدي , أمرك (يرفع السماعة عن أذنه كمن تلقى صفعة دويها قد خرق رأسه . يضع سماعة الهاتف بعنف يرفع السماعة الأخرى و يضغط على زر مرتين و يصرخ بقوة) أرسل لي بيريز حالا ( و يغلق السماعة بقوة و يرسل بصره إلى الأعلى)(يطرق الباب )

الجنرال : (بقوة) ادخل

(يفتح الباب و يدخل ضابط ثم يغلق الباب .يقف أمام الجنرال بصرامة محييا إياه بالتحية العسكرية)

الضابط : الملازم أول بيريز في خدمتك يا سيدي

الجنرال : ( بهدوء ) استرح بيريز. اجلس

( يجلس الملازم على الكرسي أمامه)

الجنرال : ما أخبار عميلنا في غزة

بيريز : في أتم الاستعداد سيدي

الجنرال : أريده أن يخبرنا عن أسماء هؤلاء الإرهابيين الذين قاموا بفعل هذا العمل الحقير و مكان الأسير

بيريز : أمرك سيدي

الجنرال : بيريز الأمر عاجل و لا يحتمل أي تأخير أو تهاون, القيادة العليا لديها الاستعداد لقطع الرؤوس حتى لو كان رأسي أنا

بيريز : لن أخيب ظنك سيدي

الجنرال : ( يبتسم ) أعلم بيريز أعلم. إنك لم تخيب ظني من قبل. حسنا بيريز سأنتظر منك الأخبار غدا على أقصى تقدير.

بيريز : أمرك سيدي

الجنرال : اذهب هيا

بيريز : ( يقف بصرامة ويحيي الجنرال بالتحية العسكرية و ينصرف مغلقا الباب من خلفه)



يتحرك بيريز بسرعة من مكتب مديره متجها إلى مكتبه ثم يلتقط الهاتف بقوة و يتصل برقم و ينتظر قليلا )

بيريز : محمود يجب أن نتقابل . المكان هـ الساعة 16 و 23 دقيقة

( يغلق الهاتف )


**********


في ممر مظلم تظهر امرأة تضئ مصباح في يدها و تمسك بلفة قماش في يدها الأخرى وتتحرك باتجاه الظلام حتى يسقط الضوء على وجه رجل ملثم . فترتعب المرأة وتتراجع للخلف قليلا

الرجل : سلوى . وجهي هذا الضوء بعيدا عن عيني رجاء

سلوى : ( بارتباك ) آه أنا آسفة ( تغير اتجاه الضوء ) هل زيد موجود؟

الرجل : نعم تفضلي هو بانتظارك

( تتجاوز سلوى الرجل وتتجه ناحية ضوء في آخر الممر . تدخل الغرفة فإذا بها ثلاثة رجال وهم يقومون بتنظيف أسلحتهم )

سلوى : السلام عليكم

الرجال : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته

أحدهم : كيف حالك يا سلوى و كيف حال والدتك؟

سلوى : ( تتوجه بنظرها نحوه ) بخير و الحمد لله .كيف حالك أنت يا زيد ؟

زيد : الحمد لله بأتم صحة وعافية

سلوى : ( تلتفت إلى الآخرين ) كيف حالكم يا رجال ؟

الرجال : الحمد لله

سلوى : حفظكم الله جميعا ( تلتفت إلى زيد ) تفضل يا زيد هذه أغراضك .

زيد : جزيت خيرا يا سلوى . كيف حال دراستك ؟

سلوى : الحمد لله في تقدم .تبقى عدة أشهر على انتهاء الدراسة وبإذن المولى سأحصل على البكالوريوس .

زيد : ( وعينيه تملأهما الشغف ) وأستطيع أن أتقدم لطلب يدك

سلوى : ( يحمر وجها خجلا ثم تحاول أن ترسم الجدية على وجهها ) . ماذا عن العملية البطولية التي تمت في غزة؟

زيد : (يتجاوز الحديث السابق كأنه لم يقله مع لمحة ذكاء كونه أدرك أنه أصاب الهدف) إنهم لحقا رجال . ولكننا لا نعلم تفاصيل العملية بعد .وحتى الآن لم يعلن أحدهم عنها أو ينسبها لنفسه و هذه طريقة جديدة في قتال العدو . حتى نوع العملية غريب حيث أني أظن أنها تم تنفيذها بتخطيط عالي

سلوى : ( و الغضب باد في ملامحها ) كم أود أن أقاتل هؤلاء الجبناء . قتلة الأطفال و النساء

زيد : ( يبتسم بشفقة ) دعي القتال لأهل القتال يكفينا دورك العظيم في تطبيب المساكين و الأطفال و المجاهدين.

سلوى : لقد أفقدوني أخي و أبواي بلا ذنب أو جريرة

زيد : هم إن شاء الله من أهل الجنة و إن شاء الله هم السابقون ونحن اللاحقون

سلوى :إن شاء الله. سأذهب الآن لأراجع بعض الدروس

زيد : اذهبي وفقك الله.

سلوى : السلام عليكم ( تغادر فتحة المخرج )

الرجال : و عليك السلام ورحمة الله وبركاته

زيد ( وهي يتحدث بإعجاب) : والله نعم الفتاة . هل تعلمون أنها فقدت كل ذويها في مذبحة قانا و بالرغم من ذلك أجدها كلها إصرار على أن تكمل طريقها و تحمل مصيرها بيديها .

ثان : أراك معجب بها بشدة يا زيد . تقدم لطلب يدها فأنت والله نعم الرجل . خلق و تقوى و صلاح نحسبك كذلك والله حسيبك.

زيد : إنها تصر على أن تتم دراستها أولا .فلتفعل و ليقض الله أمرا كان مفعولا

oummati2025
16-01-2013, 04:47 PM
http://drislam.tk/images/ch4.jpg


الحلقات السابقة :

تعرض الجيش الإسرائيلي لعملية جهادية بالغة الدقة أوقعت كثيرا من القتلى و أسر على إثرها جندي إسرائيلي .فاستدعى الجيش أكبر عميل لهم ليخبرهم معلومات عن من قام بهذه العملية .



الحلقة الرابعة - الحقيقة :

يقف محمود بجوار لوحة مرورية على رصيف بالشارع و الشمس مازلت في كبد السماء تعكس حرارتها على وجه محمود و العرق يندي من جبينه و يرتدي نظارة شمسية.الشارع مليء بحركة السيارات والمشاة . ينظر محمود في الساعة بنفاذ صبر . بعد برهة من الزمن تقف سيارة بجواره ثم ينزلق زجاج الباب ليظهر وجه بيريز الذي يرتدي نظارة شمسية أيضا .يفتح محمود الباب و يجلس و تنطلق السيارة بيريز : كيف حالك يا محمود ؟

محمود : بخير و الحمد لله

بيريز : ما هي آخر معلوماتك؟

محمود : هذه ورقة بها أسماء منفذي العملية و أماكنهم المحتملة

بيريز : (يمد إليه يده و يأخذها ثم يلقي عليها نظرة خاطفة) هذه الأسماء مألوفة لدي

محمود : أعتقد أنك تعرفهم إنهم حسب معلوماتي مطلوبون من قبلكم و لم تعثروا عليهم حتى الآن

بيريز : ( يوقف السيارة بقوة وهو يبدي غضبه و يعتدل بوجهه إليه ) الأوغاد .(ثم يتمالك نفسه ) هل هذه الأماكن مؤكدة ؟

محمود : (يلتفت إليه بهدوء) بيريز أنت تعلم أنه لا يوجد شيء مؤكد في عملنا هذا

بيريز ( يتحدث بهدوء و بنبرة فيها حماسة و قد اعتدل ) : حسنا . شكرا يا محمود و كم سيمتن لك الوطن لهذا العمل الذي تقوم به

محمود : (يلتفت إليه باستخفاف ) بيريز أرجوك أنا من أقول هذا الكلام فلا تعيده على مسامعي . أنت تعلم ماذا أريد .

بيريز : ( يبتسم ابتسامة صفراء و يخرج مظروف من داخل جيب معطفه ) حسنا يا محمود وهذا مرادك

محمود : ( يستلم المظروف بدون اهتمام ويفتحه قليلا ليلقي نظرة على محتواه ثم يغلقه و يدخله في جيب معطفه ثم ينظر إليه ببرود ) أنت تعلم أن شبكتي بدأت تتسع و نحتاج المزيد

بيريز : (و مازالت البسمة مرسومة على وجهه) حسنا أيها الجشع سأعمل على هذا في المرة القادمة

محمود : ( يفتح الباب ثم يخرج و يغلق الباب ثم تنطلق السيارة )


**********


يجلس الجنرال بتركيز في مكتبه ويمسك بورق يطلع عليه . ثم يطرق الباب

الجنرال : (بدون أن يعتدل ) أدخل

( يفتح الباب و يدخل بيريز و يلقي التحية العسكرية)

الجنرال : ( يضع الورق جانبا و يبدو عليه اللهفة ) هيا أخبرني أفعلتها

بيريز : (وهو على وقفته ) تمام يا سيدي

الجنرال : ( وهو يشير برأسه كمن نسى شيئا ) آه استرح يا بيريز و اجلس( يجلس بيريز ) هيا أخبرني

بيريز : ( يمد يده إلى جيب معطفه و يخرج الورقة ويمد يده بها) هذه هي الأسماء و الأماكن التي يتوقع وجودهم بها

الجنرال : ( يأخذ الورقة بكل اهتمام و ينظر فيها بتمعن و يرفع نظره إلى بيريز) هل المصدر موثوق فيه ؟

بيريز : ( بصرامة ) نعم يا سيدي حسب بروتوكول العملاء نحن نثق في أخباره بنسبة تفوق 70 بالمائة

الجنرال : ( يستعيد الصرامة على ملامحه ) حسنا عزيزي بيريز شكرا لك

بيريز : ( ينهض من مكانه بسرعة و يقف الوقفة العسكرية ) في خدمتك دوما يا سيدي ( يخرج )

الجنرال : (يلتقط الهاتف ) أعطني وزير الدفاع

**********



يجلس محمود في صالة البيت مع رجل يبدو وكأنه ضيف عليه .

محمود : عم عبد الرحمن أرجو أن تبلغ الرجال أن ما اتفقنا عليه قد تم و أنهم يجب أن يأخذوا حذرهم ( ويمد يده إلى جيبه ليخرج المظروف و يعطيه إليه ) و أعطي هذا لهم .

عبد الرحمن : ( بنظرة مشفقة ) سأفعل يا ولدي بإذن الله . و لكني أشفق عليك كثيرا من حياتك المزدوجة هذه.

محمود : هذه خير طريقة يا عمي لمحاربة هؤلاء الصهاينة . نحن كنا نفتقر إلى المعلومات بعكسهم . والآن الكفة معتدلة.

عبد الرحمن : أفهم هذا يا ولدي و لكنك في وضع خطر ربما يكشفوا أمرك.

محمود : ( يبتسم ) يا عم أولا هذا أمر الله و قضائه و لا راد لقضائه . وكلنا يا عم في خطر فلا أحد آمن حتى في بيته في ظل هذا العدوان و الاحتلال .

عبد الرحمن : صدقت يا ولدي حماك الله.( يبتسم و ينظر إلى اتجاه الباب ) ها قد أتى والدك العجوز

( يدخل والد محمود و ينهضوا جميعا و يسلم الأب على عبد الرحمن)

الأب : كيف حالك يا عبد الرحمن ؟ لم أرك منذ فترة . تفضل استرح أرجوك

عبد الرحمن : ( يجلس ) الحمد لله بأتم صحة وعافية . كيف حالك أنت ؟

الأب : الحمد لله

محمود : ( يبدو عليه الإحراج وهو ينهض ) : معذرة سأقوم و أترككم تسترجعون الأيام الخوالي. بعد إذنك يا عم عبد الرحمن.

عبد الرحمن: تفضل يا ولدي حفظك الله.

( يغادر محمود )
عبد الرحمن : (يلتفت إلى الأب ) أخبرني ماذا فعلت بخصوص محمود ؟

الأب : ( ينظر إلى الأسفل و الهم يغير ملامح وجهه) لم أخبره حتى الآن.

عبد الرحمن : يا فضل إن الفتى صار رجلا و قد ينفطر قلبه عندما يعرف أنك كنت تخفي عنه الحقيقة.

فضل : أعلم و لكني أخشى أن أفقده .

عبد الرحمن : يا أخي العزيز الحقيقة لا تتوارى للأبد . إن لها لصبحا تسطع فيه على رؤوس الأشهاد. كما أنه من حقه أن يعرف أهله ربما احتاجوا لمساعدته أو يساعدوه هم في حياته.

فضل : سأحاول أن أخبره.

عبد الرحمن : ( بغضب ) لا تحاول, أخبره و إلا قد أجد نفسي مرغما على أن أخبره بنفسي.

فضل : ( يرفع بصره إليه بخوف ) لا يا عبد الرحمن سأخبره أنا .

عبد الرحمن : أرجو ذلك. سأغادر الآن حتى لا أتأخر (ينهض )

فضل :اجلس قليلا يا أخي لم أتحدث معك بما فيه الكفاية ( ينهض )

عبد الرحمن: سأحاول أن أمر عليك قريبا إن شاء الله , إذا احتجت إلي, أرسل إلي أحدهم و سآتيك بإذن الله .

فضل : حسنا يا أخي

عبد الرحمن : (يتحدث باهتمام ) لا أوصيك , افعلها يا أخي و لن يضيع الله عملك .

عبد الرحمن : ( يوصله للباب ) : سأفعل بإذن الله

( يغادر عبد الرحمن و يودعه فضل من على الباب ثم يغلق الباب و الهم غلبه . وعيناه تنظر للأسفل . يسير الهوينة وهو مسترسل في أفكاره. يجلس على المقعد و هو ينظر للأسفل ويده تسند رأسه, ثم ينهض من مكانه , يسير إلى غرفة محمود . يقف لوهلة .و يتراجع مرة أخرى نحو المقعد . يقف ثانية و يعود ثانية نحو غرفة محمود . يطرق الباب على استحياء والباب ليس مغلقا بالكامل).

محمود : (الصوت من الداخل ) تفضل يا أبي

( يمسك فضل بيد الباب لوهلة ثم يفتح الباب ليظهر محمود وهو يجلس على السرير و بيده كتاب و قد أسند رأسه إلى ظهر السرير و مرسلا نظره ناحية الباب )

محمود : تفضل يا والدي. البيت بيتك و لا داعي للاستئذان ( يبتسم)

فضل ( بجدية ) لا يا ولدي لا يصح . الله عز وجل يقول [ يا أيها اللذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا و تسلموا على أهلها ] .

محمود : صدقت يا والدي .

فضل : (يجلس بجوار محمود و نظره بعيدا عن نظر محمود ) محمود أود أن أتحدث معك في موضوع و أحتاج رأيك فيه .

محمود : ( يبدي اهتماما) كلي أذان صاغية .

فضل : لي صديق قص علي قصة عجيبة و طلب رأي فيها و أحببت أن أسمع رأيك .
أنت تعرف مذبحة قانا .أليس كذلك؟

محمود : أسمع عنها و قرأت عنها الكثير

فضل : صديقي كان بالقرب من البلدة و قد كان موجودا لحظة القصف و نجاه الله . أنت تعلم كم من الأطفال يتموا و كم من الأمهات رملت ( و الأسف يعلو وجهه).

محمود : ( بغضب ) سنذيق هؤلاء القتلة ما يشفي صدورنا .

فضل : صديقي هذا وجد طفلا صغيرا يمشي تائها بين الجثث و المباني المهدمة وقد أصيب في رأسه إصابة بالغة يبدو أنها من قذيفة أصابت مكانا قريبا منه. حاول أن يستفسر منه عن مكان والديه أو أي من أقاربه و لكن الفتى كان لا ينطق. يسأله عن اسمه . فلا يجيب . فوجد أن أسلم شيء أن يذهب به إلى المخفر . ولكن المكان أصبح كالأطلال لا تفرق بين مكان وآخر جميعهم طاله الدمار . و عند وصوله بشق الأنفس قابل أحد الضباط و أخبره عن الطفل , فكان رد الضابط أنه يوجد لدينا الكثير من المفقودين و أغلبهم فقدوا ذويهم و نصحه بأن يأخذ هذا الطفل بعيدا و يحاول العودة بعد استقرار الأمور . وقع حب هذا الطفل في قلب صديقي . ورآه ابنه الذي طالما تمناه . فأخذه معه و عاد به إلى فلسطين و رباه و علمه حتى ما شاء الله أصبح في عمرك . الطفل كان فاقدا للذاكرة و شب على أن هذا الرجل أبيه .
و يظن صديقي أن هذا هو الوقت المناسب ليخبر الشاب عن حقيقة أمره و لكنه لشدة حبه لهذا الفتى يخشى أن يفقده بعد إخباره بالحقيقة . فماذا ترى؟

محمود :أعتقد أنه يجب أن يخبره لأن من حق هذا الشاب أن يعرف أن هناك أهلا له قد يكونون في حاجة إليه و لو أن هذا الشاب يحب هذا الرجل لن ينسى صنيعه هذا.

فضل : ( وقد تهللت أساريره ) أرحت قلبي يا ولدي.

محمود : (باندهاش) من هذا الرجل يا أبي.

فضل : ( يصمت قليلا) إنه أنا .

محمود : (يصرخ من المفاجأة ) أنت !!!!!!

فضل : ( بصوت واهن) نعم يا ولدي أنا . أنا لست أبيك و لكني وجدتك كما أخبرتك .

(يضع محمود رأسه بين كفيه و الذهول يأخذه فلم ينبس ببنت شفة و فضل جعل وجهه إلى الأرض. يرفع محمود رأسه واضعا راحة يديه أسفل ذقنه )

محمود : (يلتفت إلى فضل ببطء و عيناه تدمعان و ويشير بيديه متسائلا ) إذن من أنا ؟ أين أبواي ؟ هل لي أخوة أم أنا وحيد؟

فضل : (يقترب منه ويضمه) يشهد الله يا ولدي سألت عن أهلك حتى كادت الأرض تشكو من خطواتي التي خطوتها بحثا عنهم, و طرقت كل السبل حتى بلغ بي اليأس مداه و لم أعثر علي أي شيء ولو حتى طرف خيط .و إني بلغت من الكبر عتيا , فأبلغ الآن ما ينيف عن السبعين سنة و أخشى أن يتوفاني الله و هذا الدين في عنقي فأردت أن أضع الأمر بين يديك فانظر في أمر نفسك و لتعلم يا بني أنت أغلى عندي من روحي ومن نفسي ( وعيناه تدمع)


محمود : ( يرفع بصره إلى وجه فضل ثم يضمه بقوة و عيناه تدمع أيضا ) نعم الأب كنت ومازلت و أنت أبي مهما فعلت .ربيت و علمت و أدبت , جزاك الله عني خير الجزاء .

( يضم فضل محمود بقوة و الدمع يترقرق من عيونهم )

oummati2025
16-01-2013, 04:47 PM
http://drislam.tk/images/ch4.jpg


الحلقات السابقة :

تعرض الجيش الإسرائيلي لعملية جهادية بالغة الدقة أوقعت كثيرا من القتلى و أسر على إثرها جندي إسرائيلي .فاستدعى الجيش أكبر عميل لهم ليخبرهم معلومات عن من قام بهذه العملية .



الحلقة الرابعة - الحقيقة :

يقف محمود بجوار لوحة مرورية على رصيف بالشارع و الشمس مازلت في كبد السماء تعكس حرارتها على وجه محمود و العرق يندي من جبينه و يرتدي نظارة شمسية.الشارع مليء بحركة السيارات والمشاة . ينظر محمود في الساعة بنفاذ صبر . بعد برهة من الزمن تقف سيارة بجواره ثم ينزلق زجاج الباب ليظهر وجه بيريز الذي يرتدي نظارة شمسية أيضا .يفتح محمود الباب و يجلس و تنطلق السيارة بيريز : كيف حالك يا محمود ؟

محمود : بخير و الحمد لله

بيريز : ما هي آخر معلوماتك؟

محمود : هذه ورقة بها أسماء منفذي العملية و أماكنهم المحتملة

بيريز : (يمد إليه يده و يأخذها ثم يلقي عليها نظرة خاطفة) هذه الأسماء مألوفة لدي

محمود : أعتقد أنك تعرفهم إنهم حسب معلوماتي مطلوبون من قبلكم و لم تعثروا عليهم حتى الآن

بيريز : ( يوقف السيارة بقوة وهو يبدي غضبه و يعتدل بوجهه إليه ) الأوغاد .(ثم يتمالك نفسه ) هل هذه الأماكن مؤكدة ؟

محمود : (يلتفت إليه بهدوء) بيريز أنت تعلم أنه لا يوجد شيء مؤكد في عملنا هذا

بيريز ( يتحدث بهدوء و بنبرة فيها حماسة و قد اعتدل ) : حسنا . شكرا يا محمود و كم سيمتن لك الوطن لهذا العمل الذي تقوم به

محمود : (يلتفت إليه باستخفاف ) بيريز أرجوك أنا من أقول هذا الكلام فلا تعيده على مسامعي . أنت تعلم ماذا أريد .

بيريز : ( يبتسم ابتسامة صفراء و يخرج مظروف من داخل جيب معطفه ) حسنا يا محمود وهذا مرادك

محمود : ( يستلم المظروف بدون اهتمام ويفتحه قليلا ليلقي نظرة على محتواه ثم يغلقه و يدخله في جيب معطفه ثم ينظر إليه ببرود ) أنت تعلم أن شبكتي بدأت تتسع و نحتاج المزيد

بيريز : (و مازالت البسمة مرسومة على وجهه) حسنا أيها الجشع سأعمل على هذا في المرة القادمة

محمود : ( يفتح الباب ثم يخرج و يغلق الباب ثم تنطلق السيارة )


**********


يجلس الجنرال بتركيز في مكتبه ويمسك بورق يطلع عليه . ثم يطرق الباب

الجنرال : (بدون أن يعتدل ) أدخل

( يفتح الباب و يدخل بيريز و يلقي التحية العسكرية)

الجنرال : ( يضع الورق جانبا و يبدو عليه اللهفة ) هيا أخبرني أفعلتها

بيريز : (وهو على وقفته ) تمام يا سيدي

الجنرال : ( وهو يشير برأسه كمن نسى شيئا ) آه استرح يا بيريز و اجلس( يجلس بيريز ) هيا أخبرني

بيريز : ( يمد يده إلى جيب معطفه و يخرج الورقة ويمد يده بها) هذه هي الأسماء و الأماكن التي يتوقع وجودهم بها

الجنرال : ( يأخذ الورقة بكل اهتمام و ينظر فيها بتمعن و يرفع نظره إلى بيريز) هل المصدر موثوق فيه ؟

بيريز : ( بصرامة ) نعم يا سيدي حسب بروتوكول العملاء نحن نثق في أخباره بنسبة تفوق 70 بالمائة

الجنرال : ( يستعيد الصرامة على ملامحه ) حسنا عزيزي بيريز شكرا لك

بيريز : ( ينهض من مكانه بسرعة و يقف الوقفة العسكرية ) في خدمتك دوما يا سيدي ( يخرج )

الجنرال : (يلتقط الهاتف ) أعطني وزير الدفاع

**********



يجلس محمود في صالة البيت مع رجل يبدو وكأنه ضيف عليه .

محمود : عم عبد الرحمن أرجو أن تبلغ الرجال أن ما اتفقنا عليه قد تم و أنهم يجب أن يأخذوا حذرهم ( ويمد يده إلى جيبه ليخرج المظروف و يعطيه إليه ) و أعطي هذا لهم .

عبد الرحمن : ( بنظرة مشفقة ) سأفعل يا ولدي بإذن الله . و لكني أشفق عليك كثيرا من حياتك المزدوجة هذه.

محمود : هذه خير طريقة يا عمي لمحاربة هؤلاء الصهاينة . نحن كنا نفتقر إلى المعلومات بعكسهم . والآن الكفة معتدلة.

عبد الرحمن : أفهم هذا يا ولدي و لكنك في وضع خطر ربما يكشفوا أمرك.

محمود : ( يبتسم ) يا عم أولا هذا أمر الله و قضائه و لا راد لقضائه . وكلنا يا عم في خطر فلا أحد آمن حتى في بيته في ظل هذا العدوان و الاحتلال .

عبد الرحمن : صدقت يا ولدي حماك الله.( يبتسم و ينظر إلى اتجاه الباب ) ها قد أتى والدك العجوز

( يدخل والد محمود و ينهضوا جميعا و يسلم الأب على عبد الرحمن)

الأب : كيف حالك يا عبد الرحمن ؟ لم أرك منذ فترة . تفضل استرح أرجوك

عبد الرحمن : ( يجلس ) الحمد لله بأتم صحة وعافية . كيف حالك أنت ؟

الأب : الحمد لله

محمود : ( يبدو عليه الإحراج وهو ينهض ) : معذرة سأقوم و أترككم تسترجعون الأيام الخوالي. بعد إذنك يا عم عبد الرحمن.

عبد الرحمن: تفضل يا ولدي حفظك الله.

( يغادر محمود )
عبد الرحمن : (يلتفت إلى الأب ) أخبرني ماذا فعلت بخصوص محمود ؟

الأب : ( ينظر إلى الأسفل و الهم يغير ملامح وجهه) لم أخبره حتى الآن.

عبد الرحمن : يا فضل إن الفتى صار رجلا و قد ينفطر قلبه عندما يعرف أنك كنت تخفي عنه الحقيقة.

فضل : أعلم و لكني أخشى أن أفقده .

عبد الرحمن : يا أخي العزيز الحقيقة لا تتوارى للأبد . إن لها لصبحا تسطع فيه على رؤوس الأشهاد. كما أنه من حقه أن يعرف أهله ربما احتاجوا لمساعدته أو يساعدوه هم في حياته.

فضل : سأحاول أن أخبره.

عبد الرحمن : ( بغضب ) لا تحاول, أخبره و إلا قد أجد نفسي مرغما على أن أخبره بنفسي.

فضل : ( يرفع بصره إليه بخوف ) لا يا عبد الرحمن سأخبره أنا .

عبد الرحمن : أرجو ذلك. سأغادر الآن حتى لا أتأخر (ينهض )

فضل :اجلس قليلا يا أخي لم أتحدث معك بما فيه الكفاية ( ينهض )

عبد الرحمن: سأحاول أن أمر عليك قريبا إن شاء الله , إذا احتجت إلي, أرسل إلي أحدهم و سآتيك بإذن الله .

فضل : حسنا يا أخي

عبد الرحمن : (يتحدث باهتمام ) لا أوصيك , افعلها يا أخي و لن يضيع الله عملك .

عبد الرحمن : ( يوصله للباب ) : سأفعل بإذن الله

( يغادر عبد الرحمن و يودعه فضل من على الباب ثم يغلق الباب و الهم غلبه . وعيناه تنظر للأسفل . يسير الهوينة وهو مسترسل في أفكاره. يجلس على المقعد و هو ينظر للأسفل ويده تسند رأسه, ثم ينهض من مكانه , يسير إلى غرفة محمود . يقف لوهلة .و يتراجع مرة أخرى نحو المقعد . يقف ثانية و يعود ثانية نحو غرفة محمود . يطرق الباب على استحياء والباب ليس مغلقا بالكامل).

محمود : (الصوت من الداخل ) تفضل يا أبي

( يمسك فضل بيد الباب لوهلة ثم يفتح الباب ليظهر محمود وهو يجلس على السرير و بيده كتاب و قد أسند رأسه إلى ظهر السرير و مرسلا نظره ناحية الباب )

محمود : تفضل يا والدي. البيت بيتك و لا داعي للاستئذان ( يبتسم)

فضل ( بجدية ) لا يا ولدي لا يصح . الله عز وجل يقول [ يا أيها اللذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا و تسلموا على أهلها ] .

محمود : صدقت يا والدي .

فضل : (يجلس بجوار محمود و نظره بعيدا عن نظر محمود ) محمود أود أن أتحدث معك في موضوع و أحتاج رأيك فيه .

محمود : ( يبدي اهتماما) كلي أذان صاغية .

فضل : لي صديق قص علي قصة عجيبة و طلب رأي فيها و أحببت أن أسمع رأيك .
أنت تعرف مذبحة قانا .أليس كذلك؟

محمود : أسمع عنها و قرأت عنها الكثير

فضل : صديقي كان بالقرب من البلدة و قد كان موجودا لحظة القصف و نجاه الله . أنت تعلم كم من الأطفال يتموا و كم من الأمهات رملت ( و الأسف يعلو وجهه).

محمود : ( بغضب ) سنذيق هؤلاء القتلة ما يشفي صدورنا .

فضل : صديقي هذا وجد طفلا صغيرا يمشي تائها بين الجثث و المباني المهدمة وقد أصيب في رأسه إصابة بالغة يبدو أنها من قذيفة أصابت مكانا قريبا منه. حاول أن يستفسر منه عن مكان والديه أو أي من أقاربه و لكن الفتى كان لا ينطق. يسأله عن اسمه . فلا يجيب . فوجد أن أسلم شيء أن يذهب به إلى المخفر . ولكن المكان أصبح كالأطلال لا تفرق بين مكان وآخر جميعهم طاله الدمار . و عند وصوله بشق الأنفس قابل أحد الضباط و أخبره عن الطفل , فكان رد الضابط أنه يوجد لدينا الكثير من المفقودين و أغلبهم فقدوا ذويهم و نصحه بأن يأخذ هذا الطفل بعيدا و يحاول العودة بعد استقرار الأمور . وقع حب هذا الطفل في قلب صديقي . ورآه ابنه الذي طالما تمناه . فأخذه معه و عاد به إلى فلسطين و رباه و علمه حتى ما شاء الله أصبح في عمرك . الطفل كان فاقدا للذاكرة و شب على أن هذا الرجل أبيه .
و يظن صديقي أن هذا هو الوقت المناسب ليخبر الشاب عن حقيقة أمره و لكنه لشدة حبه لهذا الفتى يخشى أن يفقده بعد إخباره بالحقيقة . فماذا ترى؟

محمود :أعتقد أنه يجب أن يخبره لأن من حق هذا الشاب أن يعرف أن هناك أهلا له قد يكونون في حاجة إليه و لو أن هذا الشاب يحب هذا الرجل لن ينسى صنيعه هذا.

فضل : ( وقد تهللت أساريره ) أرحت قلبي يا ولدي.

محمود : (باندهاش) من هذا الرجل يا أبي.

فضل : ( يصمت قليلا) إنه أنا .

محمود : (يصرخ من المفاجأة ) أنت !!!!!!

فضل : ( بصوت واهن) نعم يا ولدي أنا . أنا لست أبيك و لكني وجدتك كما أخبرتك .

(يضع محمود رأسه بين كفيه و الذهول يأخذه فلم ينبس ببنت شفة و فضل جعل وجهه إلى الأرض. يرفع محمود رأسه واضعا راحة يديه أسفل ذقنه )

محمود : (يلتفت إلى فضل ببطء و عيناه تدمعان و ويشير بيديه متسائلا ) إذن من أنا ؟ أين أبواي ؟ هل لي أخوة أم أنا وحيد؟

فضل : (يقترب منه ويضمه) يشهد الله يا ولدي سألت عن أهلك حتى كادت الأرض تشكو من خطواتي التي خطوتها بحثا عنهم, و طرقت كل السبل حتى بلغ بي اليأس مداه و لم أعثر علي أي شيء ولو حتى طرف خيط .و إني بلغت من الكبر عتيا , فأبلغ الآن ما ينيف عن السبعين سنة و أخشى أن يتوفاني الله و هذا الدين في عنقي فأردت أن أضع الأمر بين يديك فانظر في أمر نفسك و لتعلم يا بني أنت أغلى عندي من روحي ومن نفسي ( وعيناه تدمع)


محمود : ( يرفع بصره إلى وجه فضل ثم يضمه بقوة و عيناه تدمع أيضا ) نعم الأب كنت ومازلت و أنت أبي مهما فعلت .ربيت و علمت و أدبت , جزاك الله عني خير الجزاء .

( يضم فضل محمود بقوة و الدمع يترقرق من عيونهم )

oummati2025
17-01-2013, 10:31 AM
الحلقات السابقة :

يظهر محمود كعميل مزدوج يوقع الضربات الأليمة في العدو الصهيوني و في نفس الوقت يظهر كجاسوس لهم يمدهم بالمعلومات . و يكتشف أن فضل ليس والده و لكنه رجل تبناه بعد أن فقد ذويه في مذبحة قانا.

الحلقة الخامسة - المكيدة :على ناصية شارع جانبي والظلام يسربل كل الأجواء يظهر جنود متوشحون بالسواد يكادون أن يكونوا أشباحا لولا الأضواء القليلة المنعكسة على أجسامهم. يتحركون بهدوء شديد و بنظام أشد .يستندون بظهورهم على حائط الجدران و يشير أحدهم بيده فيتوقف البقية و بعد وهلة يشير إليهم فيتحركوا ويندفع بعضهم اتجاه باب منزل معين ومن ثم يحيطون به بشكل نظامي. يقف أحدهم أمامه ثم يركله بقوة ويتحرك الباقون بشدة و أسلحتهم مشهرة ومن ثم يندفع بعضهم باتجاه السلم و الباقي يتوغلون في الدور الأرضي و لا يجدوا سوى غرفة واحدة و بها أثاث بسيط .يتحركون باتجاه الطابق العلوي و الذي ينتهي بغرفة تظهر إضاءتها من أسفل الباب و الجنود قد توقفوا أمامها فيشير أحدهم بالصمت و يظهر باقي الجنود بالأسفل .يتحركون بهدوء و بنفس الوتيرة عند اقتحامهم الباب السابق . و يطيح أحدهم بالباب بقدمه و يظهر في الغرفة كرسي و عليه جسد مربوط به جسم مليء بالأسلاك متصل بجهاز إلكتروني يضيء بالأحمر

يصرخ أحدهم : اللعنة

( تنفجر الجثة وتخرج نيران قوية لينفجر المبنى بأكمله من الخارج و الدخان يتصاعد من الركام )


**********


في غرفة نوم مظلمة تظهر ملامح جسدين نائمين .وينعكس عليهم نور من النافذة التي بجوارهم .يرن الهاتف مرتين ثم تمتد إليه يد تتحسس طريقها في الظلام لترفعه .و الجسد الآخر يرفع الوسادة ليضعها فوق رأسه

الصوت : (ناعسا) نعم

الصوت : ( يصرخ ) ماذا ؟ سآتي حالا
( ينتفض الجسد و يأخذ وضع الجالس و ينير المصباح بجواره فإذا به الجنرال)

( يقوم من مكانه بسرعة و يتوجه إلى الدولاب , و يرتدي ملابسه بسرعة )

الجسد الآخر : ( بصوت أنثوي وبصوت ناعس ) أغلق النور قبل رحيلك

( يرميها بنظرة تكاد أن تقتلعها من مكانها ثم يدور حول السرير بعد أن يتم ارتداء ملابسه و يغلق المصباح و يتحرك خارجا من الغرفة )


***********

يظهر الجنرال وهو يقطع الممر بسرعة و الجنود يصطفون عن يمينه ويساره و يحيونه بالتحية العسكرية و يتبعه ضابطين .يفتح له الباب أحدهم و يتابع اندفاعه نحو مكتبه حتى يجلس و يدخل الضابطين و يغلق أحدهما الباب و يقفان الوقفة المعتادة .يجلس الجنرال ثم ينظر إليهما و عيناه يخرج منهما الشرر .

الجنرال : ماذا حدث ؟

أحدهم : العملية صقر الليل فشلت و فقدنا كل منفذيها ؟

الجنرال : أعلم , كيف حدث هذا ؟

الضابط : حتى الآن ما وردنا من معلومات تفيد أن المبنى المستهدف قد فجر بمن فيه و الواضح أن الفرقة الإرهابية أدركت وجود جنودنا ففجروا أنفسهم .

الجنرال : اللعنة ( بصوت جهوري) وما هو الوضع الآن ؟

الضابط : تحيط القوات الفلسطينية بالمنطقة محاولة معرفة ماذا حدث و لكن أعتقد أنهم سيتأخرون في تحليل الأدلة و ..

الجنرال : ( يقاطعه ) وماذا لو عرفوا ما حدث و أعلنوه في الإعلام لنكونن في وضع حرج للغاية 15 جندي في أقل من 48 ساعة . لقد ضاعت هيبة الجيش الإسرائيلي. أريد أن يؤكدوا عملائنا داخل السلطة الفلسطينية أن الحادث تسبب فيه أحد الإرهابيين عند محاولته تركيب عبوة ناسفة مما أدى إلى مصرع جميع من في المنزل و في غضون ذلك أحتاج أن أعرف فعليا ماذا حدث ؟ احصلوا على الأدلة التي جمعتها الشرطة الفلسطينية بأي ثمن .

(يطرق الباب بقوة و يندفع أحدهم ممسكا بالباب )

الجندي : سيدي ألقي نظرة على قناة الأخبار حالا

الجنرال : ( وقد أصبح وجهه مثل الجمر من غيظه ) يشير للجندي بالانصراف و يشير إلى أحد الضباط لتشغيل التلفاز. لتظهر مذيعة تتحدث )

مذيعة : وقد أفاد أحد مسئولي الشرطة أن هناك حوالي خمس جثث لجنود صاعقة إسرائيليين بالإضافة لجثة سادسة مجهولة.و هذا ويعتقد أن الأخير قد فجر نفسه مما أودى بحياة الجنود الإسرائيليين.وما زال هناك غموض حول بعض النقاط و على رأسها لماذا داهمت القوات الخاصة الإسرائيلية هذا المكان ؟ و يعتقد أن هذه العملية ربما لاسترجاع الأسير الإسرائيلي الذي قد أسر بالأمس.

الجنرال : (بصوت قد هز المبنى بأكمله) اللعنة.(ينظر إلى الضابط الذي كان يتحدث إليه و نظراته تكاد أن تفلق الضابط إلى فلقتين ) أهؤلاء الذين لن يحللوا الأدلة ؟ عليكم اللعنة .أيها الأغبياء . انصراف

( يخرجوا ويميل الجنرال برأسه ناظرا إلى أسفل واضعا يديه على رأسه كمن يريد أن ينوح كما تنوح النساء على موتاهن)

***********
في بيت سلوى يعرض التلفاز أخبار العملية.ويظهر وجه أم سلوى و هي منشرحة الصدر و الفرحة تزغرد في عينيها

الأم : سلوى تعالي بسرعة

سلوى : (من الداخل ) آتية يا أمي

(تظهر سلوى و هي تمشي بخطوات مسرعة)

سلوى : نعم يا أمي

الأم : (تنظر إليها وهي مبتسمة ) انظري إلى التلفاز

(تنظر سلوى إلى التلفاز باهتمام . بعد أن تستوعب الحدث تبتسم و تقفز فرحا )

سلوى : الله أكبر . الله أكبر . اللهم أذقهم ما أذاقونا . اللهم اجعلهم يألمون كما نألم (تنظر إلى أمها و السعادة تكاد تقفز من عينيها ) إنهم والله رجال و نعم الرجال في فلسطين .سلمت أياديهم التي تفعل بأعدائنا الأفاعيل . ( تجلس على الكرسي)

الأم : ( تنظر لها وتبدو سعيدة لسعادتها ) اللهم كن لهم نصيرا.

سلوى : ( و الفرحة ما زالت على ملامحها ) والله إن هذا الخبر لأقرب إلى قلبي من نجاحي في الاختبار.

الأم : أدام الله فرحك بنيتي و جعل كل أيامك سعادة وسرورا.

سلوى : ( والحماسة تتملكها ) هذا الخبر جعلني أريد أن أدرس أكثر . أريد أن أقرأ كل كتب العالم. لقد صب ماء على نار متأججة في صدري منذ زمن و لن تخمد حتى أرى هذا العدو الخسيس مهزوما منكسرا مطرودا من أراضينا. استأذنك يا أمي سأذهب إلى غرفتي لأتم دراستي

الأم : ( تبتسم ) اذهبي يا بنيتي وفقك الله.

( تتقافز سلوى كالطفلة الصغيرة نحو غرفتها)

الأم : (ترفع يديها و ناظريها إلى السماء ) اللهم انصرهم نصرا عزيزا مؤزرا . اللهم أعزهم بعزتك و أيدهم بجند من عندك و ثبت قلوبهم وانصرهم على القوم الظالمين.



***********

في المقهى يعرض التلفاز نقل لمؤتمر صحفي إسرائيلي و يلقي البيان رجل مهندم

الرجل : وزارة الدفاع تنفي وجود أي من عملائها أو جنودها في غزة .ومصادرنا تؤكد أن أحد الإرهابيين كان يركب قنبلة و لكنها انفجرت و أودت بحياة من في المبنى بأكمله . وليس للعسكرية الإسرائيلية أي يد في هذه العملية .

(بعض الحضور يرفعون أيديهم )

الرجل : ( يشير بيده إلى أحدهم )

السائل : ( يقف ) سيدي أفادت الشرطة الفلسطينية وجود آثار لمعدات متقدمة . وهذا يؤكد دعواهم بأن للقوات الإسرائيلية يد في هذه العملية .

الرجل : (يبتسم ) نحن حتى الآن لم نرى أي من هذه المعدات التي يدعون وجودها . كما أنتم تعرفون أن السياسة الإسرائيلية التي نعمل على توطيدها هي الشفافية المطلقة ( يشير إلى سائل آخر )

السائل : هل هناك أي قنوات مفتوحة بين الشرطة الفلسطينية و الإسرائيلية في هذا الصدد

الرجل : نعم ومن مكاني هذا أود أن أعلن أن الحكومة الإسرائيلية مستعدة لتقديم أي نوع من المساعدة للسلطة الفلسطينية حتى نظهر الحقيقة . فنحن بلد ديمقراطية و نسعى إلى الارتقاء بها. شكرا
( تتعالى أصوات الحضور و يخلقون ضجة خفيفة. ولكنه يغادر غير عابئا بهذه الضجة)

يقول أحد مرتادي المقهى : (بغضب شديد) الكاذب الملعون . انظر كيف يتشدق بالديمقراطية و الشفافية .أية شفافية يتحدث عنها . أقسم بالله لقد قام هؤلاء الأشاوس بترغيم أنوف هؤلاء الأوغاد في التراب.

آخر : نعم , لقد قاموا بما لم يقم به أحد من قبل . لقد قتلوا حتى الآن حوالي 15 جنديا بالاشتباك المباشر

الأول : إن الإسرائيليين جبناء . آه لو كان فيهم رجولة و قاتلونا رجلا لرجل لتكونن الغلبة لنا و لكنهم يختبئون خلف طائراتهم و مدرعاتهم.

الثاني : ( وهو يتلفت بسخرية ) أين هذا العميل الذي يدعى محمود.لم يظهر اليوم بالرغم أنه كان يعتاد القدوم و التحدث عن السلام بعد هذه العمليات البطولية

الأول : ( يتلفت هو الآخر و يبتسم بسخرية ) حقا أفتقده اليوم

الثاني ( بعد أن يعتدل ) لعله مات كمدا ( ويضحك بصوت عالي)

الأول : ( يشاركه الضحك ) أو لعله أراد أن يشارك إخوانه هؤلاء مصيرهم فقام فقتل نفسه( يضحكان بصوت عالي و يشاركهما من في جوارهما)

oummati2025
20-01-2013, 12:27 AM
الحلقة السادسة - الأسير :
تصدر طرقات على باب المنزل ويتعالى صوت من داخل المنزل : من بالباب ؟

يجيبه الطارق : محمود

( يظهر حسام متجها نحو الباب .ثم يفتحه فتحة بسيطة لينظر من خلالها . ثم يفتحه ليسمح بدخول محمود الذي يتقدم إلى الداخل .يغلق الباب خلفه بعد أن يتأكد من الطريق )
حسام : ( بتوجس) خير يا محمود أحدث شيء

محمود : ( يتقدم نحو المقعد ) لا تقلق يا أخي . لقد أردت أن أتحدث معك في موضوع خاص قليلا ( يتحدث وهو يجلس)

حسام : ( وقد بدا الاهتمام على وجهه و يجلس ) : خير إن شاء الله

محمود : سأقول لك بعض الأشياء التي ستصيبك بالدهشة فحاول أن تسايرني

حسام : (وبدأت معالم القلق تنساب إلى ملامح وجهه) أصبتني بالقلق يا محمود

محمود : اسمي ليس محمودا

حسام : ( ينهض وقد اعترته حالة اندهاش شديدة ) ماذا ؟

محمود : ( لم يغير من وضعه ) ليس اسمي الحقيقي محمود و لا أعلم ما هو؟

حسام : (يميل بجسده تجاهه و يقول بشدة ) ماذا تقول يا محمود . أجننت ؟

محمود : ( يرفع بصره إليه ) حسام اجلس أرجوك حاول أن تستمع دون انفعال

حسام : ( مازال في ثورته ) ما تقوله لا يعقل بالمرة لولا معرفتي بك حق المعرفة لقلت إنك تمزح مزاحا سخيفا (يتمالك نفسه قليلا ثم يجلس )

محمود : لقد أخبرني أبي أنني لست ولده و لكني أحد الذين نجوا من مذبحة قانا ووجدني تائها فاقدا للنطق و الذاكرة و قام بتربيتي .

حسام ( مندهشا ) : لا اصدق ما تقوله

محمود : هذه هي الحقيقة

حسام : إذن من أنت ؟ ومن أهلك؟

محمود : (وهو ينظر إليه ) لا أعرف .

حسام : إن هذا لشيء عجيب ( ينظر إليه ) إذن ماذا ستفعل ؟

محمود : لا أدري. ولكني أعرف أنه علي البحث عن ذوي.

حسام : هل ستسافر إلى لبنان؟

محمود : سأسافر إلى قانا .

حسام : ( يتحدث بجدية ) أخي أعلم أنك في حالة صدمة شديدة , أعانك الله , و لكن أنت تعلم نحن في وسط معركة مخطط لها منذ فترة و أنت وضعت أغلب التفاصيل . نحن مرتبطون بجدول شديد الصرامة و أنت بنفسك من أقررت هذه القوانين .أرجوك أخي لا تجعل هذا الأمر يدمر كل هذا.

محمود : ( بانهيار ) ماذا أفعل يا حسام يجب أن أعرف أين أهلي هذا حقهم علي. ربما تكون أمي منفطرة القلب لليوم لفراقي و أبي الذي كان يرى في آماله و طموحه قد ضاعت و ربما إخواني قد يبحثون عن عضد لهم في هذه الدنيا . ضع نفسك مكاني يا حسام.

حسام : (بأسف ) : والله إنه لحدث جلل أعانك الله ( يضع يده على كتف محمود ) و إني واثق أنك ستجد مخرجا .( بجدية ) أنت أقوى من ذلك يا أخي فاصبر فإن الله جاعل لك مخرجا . ( يصمت قليلا ثم يبتسم بمرح ) أرأيت هؤلاء الصهاينة الأغبياء لقد وقعوا كالفأر في المصيدة بل أظن أن الفأر أذكى منهم . حتى أننا جعلنا أخونا في الشرطة يسرب خبر أنهم هم الذين قد قاموا بهذه العملية وأن الجثث جثثهم فقطعنا عليهم طريق العودة.

محمود ( يبتسم ) : هذا نصر من عند الله و ما رميت إذ رميت ولكن الله رمى. ولا ننسى شهيدنا حنَا غفر الله له .قد كانت شهادته وبالا عليهم. انتقم الله له وهو ميت .

حسام ( مبتهجا و يقبض على يده بحماسة) : ما شاء الله يا أخي على قوة بصيرتك و شجاعة قلبك و حسن تخطيطك . سيجدوا أنهم قتلوا واحدا من الذين ذكرت أسماءهم في الورقة وفي نفس المكان و ستزيد ثقتهم فيك.

محمود ( محرج ) : هذا من فضل الله يا أخي . ماذا فعلت في الفتيان اللذان كانا يلاحقاني.

حسام (يبتسم ) : قمنا بضمهم للآخرين و سيتلقون التدريب المناسب.

محمود :أحسنت .

(يصدر صوت من جيب محمود.فيلتفت محمود إليه ويخرجه من جيبه فإذا هو المنادي و يلقي نظرة عليه . ثم ينظر إلى حسام بقلق)

محمود : إنه بيريز

حسام : (وقد انتقل القلق إليه ) هل يعرف إنك هنا

محمود : لا تقلق أنت معروف لديهم أنك أحد العملاء التابعين لي.سأغادر الآن و سأخبرك بالمستجدات ( يقوم ليغادر .ثم يلتفت إلى حسام )

محمود : ( بحرارة ) أشكرك يا حسام نعم الأخ أنت والله.

حسام : (يربت على كتفه) و هل ما بيننا غير ذلك . فكر جيدا يا محمود و أنا واثق أن الله سيلهمك ما فيه الخير

محمود : ( يبتسم ) السلام عليك أخي العزيز

( يغادر نحو الباب )
************




يظهر بيريز جالسا داخل سياراته و يمسك بمنظار مقرب ينظر إلى محمود الذب يقف منتظرا و ينظر في ساعته في النفس المكان السابق يضع المنظار جانبا و يرتدي نظارته الشمسية ثم يشغل السيارة و يقوم بتغيير ذراع الحركة ومن ثم تتحرك السيارة . يعتدل محمود ناظرا إلى سيارة بيريز وهي تتحرك نحوه . تتوقف بجواره , يركب محمود و تتحرك السيارة

بيريز : (ببرود ) كيف حالك يا محمود ؟

محمود : ( ببرود مماثل ) بخير

بيريز : هل تعلم أني حاولت الاتصال بك أكثر من مرة و لم أجدك كأنك اختفيت

محمود : والدي كان مريضا قليلا

بيريز : شفاه الله. ما رأيك في ما حدث في الآونة الأخيرة ؟

محمود : أخطأتم باقتحام المكان بدلا من نسفه بطائرة أو بشيء من هذا القبيل

بيريز : لا نستطيع , كنا مضطرين لاقتحامه لأننا لا نعلم مكان الأسير بالتحديد فلو أخبرتنا عن مكانه لكان الأمر قد تم.

محمود : أنت تعلم أني أبذل أقصى ما لدي للحصول على هذه المعلومات , و أعتقد أني كنت دقيقا في هذا الصدد .

بيريز : لا أنفي ذلك و لكن هل علمت مكان الأسير .

محمود ( يحرك شفتيه ) لا لم أستطع الحصول على شيء.

بيريز ( ينظر إليه ):لو تحتاج إلى مال إضافي أستطيع أن أدبره لك

محمود : ولو احتجت لن أقوم بهذه الألعاب الصبيانية و أخفي عليك بعض المعلومات لأحصل على المزيد. مكان الأسير يجب أن تحصلوا عليه من أفواه الذين قاموا بالعملية.

بيريز : ( يعود لوضعه السابق ) حسنا لن أقوم بالضغط عليك أكثر.كيف هي أخبار الشارع؟

محمود : أغلب الفلسطينيين يشعرون بالسعادة لما يحدث و أعتقد أنك تعلم هذا؟

بيريز : ما رأيك بعملية ثأرية من قبلنا ؟ أن نقوم بقذف غزة عشوائيا و نقول أننا قضينا على الإرهابيين و بذلك يهدأ الشارع الإسرائيلي .ونحفظ ماء وجهنا.

محمود : ( يحرك شفتيه كناية عن التفكير ) : وماذا لو أعلنوا أنهم سيقتلوا الأسير و ينشرون تسجيل لهذا عبر التلفاز أو على إحدى القنوات الفضائية . هذا سيصيب الشارع بحالة من الغضب على هذه الحكومة التي تدعي الشفافية وهي أبعد ما تكون عنها .

بيريز : ( يصمت) صدقت ( يوقف السيارة بهدوء ) حسنا يا محمود ابذل أقصى ما عندك لإيجاد مكان الأسير ( يخرج مظروف من جيبه و يعطيه محمود ) و هذا مبلغ مقدم لتذليل أي عقبات ( يبدو أن محمود سيدافع عن موقفه من جديد و لكن بيريز لم يعطه فرصة و هو يشير بيده ) وهذا ليس شكا في ولاءك.

( يأخذ محمود المظروف و يضعه في جيبه و ينزل من السيارة . تنطلق السيارة مسرعة)

oummati2025
20-01-2013, 12:28 AM
الحلقة السابعة - الصدمة :


يدخل محمود البيت ويغلق الباب خلفه ويبحث بنظره عن شئ ما

محمود : أبي لقد عدت ( يغلق الباب . ويسير في اتجاه الغرف ) أبي (وينظر في الغرفة الأولى فلا يجد أحدا بها . فيذهب إلى الغرفة الثانية فيجد فضلا مستلقيا على السرير و يمسك بصدره و الألم الشديد قد اعترى جسده.يركض محمود إلى السرير و يرتمي بجواره .هو في قمة الفزع ) أبي ماذا بك . أبي
( يمسك فضل بإحدى يدي محمود و هو يريد أن ينطق شيئا )

محمود : ( يحاول النهوض ولكن فضل لا يريد أن يفلته ) سأستدعي الطبيب (ينظر إلى يد فضل فيميل عليه ) ماذا تريد يا أبي؟

فضل : ( يحاول أن يرفع رأسه و محمود يقرب أذنه من فيه و يقول بصوت خافت جدا) هل تسامحني يا ولدي ؟

محمود : ( وعيناه تذرفان الدمع ) أسامحك على ماذا يا أبي أنت ذو فضل عظيم علي لن أوفيه أبدا ما حييت

فضل :قل سامحتك

محمود ( وبكاءه يزيد) : سامحتك

فضل : ( يريح قبضته من على رسغ محمود و يستوي على الفراش ويقول بصعوبة ) أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله ( وتسكن حركاته تماما)

( يصمت محمود لوهلة ثم يصدر منه صوت نحيب و عيناه تنهمر منهما البكاء بغزارة ثم يغمض عيني فضل )

محمود http://files.fatakat.com/smilies2012/smiley-sad.gif وهو يجهش بالبكاء ) إنا لله و إنا إليه راجعون.رحمك الله يا أبي و جعل مثواك جنانه مع النبيين و الصديقين و الشهداء .

(يميل ليقبل رأسه و يستوي جالسا ورأسه للأسفل )


**********


يظهر محمود وهو جالس على الأرض واضعا رأسه على ركبتيه مستندا بظهره على ركن الحائط و قد اسودّ ما تحت عينيه و نما شعر لحيته . و قد سكن تماما .يرفع رأسه قليلا . يتذكر وهو طفل و فضل يلعب معه .وهو جالس يدرس ثم يأتي له فضل بكوب من الحليب . ينظر إليه محمود بامتنان . ثم يتذكره حين أفصح له عن حقيقته وهو يضمه بقوة . ثم يرفع رأسه و ينظر إلى مالا نهاية .ثم ينهض من مكانه و قد قام على حوض الماء ليتوضأ و يفرش سجادة الصلاة ثم يقول وهو ساجد.

محمود : (وصوته يخالطه البكاء) اللهم لك الحمد و لك الشكر .رضيت بما قدرت و صبرت على ما قضيت . ونقول كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام إنا لله وإنا إليه راجعون . اللهم اغفر له وارحمه ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس . اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة لا حفرة من حفر الله و (صوت بكائه يرتفع و يستوي جالسا يقرأ التشهد ثم يختم صلاته ثم يرفع يديه بالدعاء)اللهم اغفر له .اللهم اغفر له .اللهم اغفر له.


**********

في بيت محمود يجلس هو وحسام متجاورين

حسام : المؤمن مصاب يا محمود . قلوبنا معك وصًبرك الله على بلائك

محمود : لقد وجدت حلا لمشكلتي و أريد أن تساعدني في هذا الأمر

حسام : ( باهتمام و صدق ) أنا معك يا أخي و كلي فداك

محمود : (بجدية ) بعد تفكير عميق أعتقد أني قد وجدت طريقة نعزز بها من قوتنا و تسهل علينا مهمتنا الأساسية.
سنراسل إخواننا في لبنان للقيام بعملية مشتركة و بتزامن معين لتكبيد العدو خسائر شديدة و تخفيف الضغط الذي قد يحصل لو قمنا بالعملية لوحدنا

حسام : (بتفكير) : وهل نستطيع الاتصال بمن نثق به هناك ومن يستطيع أن يخبرنا بموقف المقاومة اللبنانية ؟

محمود : نستطيع أن نعرف ذلك من إخواننا هنا

حسام : ( بسعادة من وجد مبتغاه) عم عبد الرحمن

محمود : ( ينظر إليه بتعجب ) ماذا

حسام : عم عبد الرحمن هو من نريد , لقد كان في لبنان فترة طويلة وقد كان مقاتلا ضمن صفوفهم

محمود ( بحيرة ) : لم أكن أعرف هذا . إذن نحن نحتاج لمن نثق به لنخبره بخططنا هناك بدون أن يلاحظ العدو ذلك .وأعتقد أنه من الأفضل أن أذهب بنفسي إلى هناك

حسام ( وقد انتقل التعجب إليه ) ولكن كيف ستذهب إلى هناك و كل شيء رهن بوجودك هنا بالإضافة أن الصهاينة لن يسمحوا لك بالذهاب

محمود (بخبث ) بل سيفعلون و سيدفعون تكاليف الرحلة بالكامل

حسام : كيف؟

محمود : (ينظر إليه وابتسامة خبيثة رسمت على وجهه) :سأخبرك بعد أن تأتيني باسم و مكان من نريد الاتصال به و كيف يمكن أن نصل إليه


**********

في بيت سلوى ,تتحدث أم سلوى إلى رجل غريب باستكانة

أم سلوى : إنك تعلم يا أبا أسامة أننا نمر حاليا بأزمة مادية و لا يوجد ما يمكنني أن أسدد الدين الذي أخذته منك الشهر الماضي. و سوق الملابس قد أصابه حالة من الكساد .

أبو أسامة : ( بجدية) يا أم سلوى أنا أحتاج للمال و سأضطر أن أرفع شكوى للمخفر أو ترد لي مالي.

أم سلوى : ( بقلق ) لا داعي لذلك يا أبا أسامة أنا لن آخذ حقك و أقبله على نفسي أو على ابنتي.

أبو أسامة http://files.fatakat.com/smilies2012/smiley-sad.gifبعصبية) هذا الكلام لا يسمن و لا يغني من جوع لتعطيني مالي أو لألجأ إلى الشرطة (ينهض من كرسيه ) .

أم سلوى : ( تقف على أثر وقوفه و تنظر إليه بنظرة غاضبة) بالرغم من أنك من ألححت علي لآخذ هذا المال و قد وعدتني أنك ستصبر علي شهرين أو ثلاثة.

أبو أسامة : ( بصوت محتد ) أنا قلت لك ذلك ؟ أنا رجل ألتزم بكلمته و لو قلت ذلك فلن أقوم مقامي هذا و أطالبك هكذا .

أم سلوى : ( بغضب مكبوت ) هل تقول أني كاذبة يا أبا أسامة وقد بلغت من العمر ما بلغت . لقد تجاوزت حدك حقا.

أبو أسامة : سأمر عليك بعد يومين و أرجو أن يكون مالي عندك حينئذ و (يتجه صوب الباب بحدة وقبل وصوله بقليل يفتح الباب من الخارج وتظهر سلوى وهي تريد الدخول و تتفاجأ باندفاع أبو أسامة الذي يتوقف عند مرآها وقد شلته المفاجأة لوهلة ثم يبتسم ابتسامة قبيحة وقد كاد اللعاب يخرج من شدقيه ) كيف حالك يا سلوى؟

سلوى : (تنظر إليه باشمئزاز شديد و تندفع إلى الداخل مسرعة)

أبو أسامة : ( يتابعها بنظره ثم يعيد نظره إلى أم سلوى بعد أن تدخل سلوى إلى داخل المنزل ) سأعود بعد يومين . سأعود ( يخرج و يغلق الباب خلفه بقوة )

أم سلوى : ( تقف أم سلوى لوهلة أمام الباب ثم تميل برأسها إلى الأرض )

سلوى : ( تخرج من الغرفة برأسها ) هل ذهب يا أمي؟

أم سلوى : ( تدور بجسمها اتجاه سلوى و ترسم على وجهها ابتسامة كأنه لم يحدث شيء) نعم يا بنيتي. كيف كان اختبارك ؟

سلوى : ( تتجه إليها ووجها مرسوم عليه التساؤل) الحمد لله . من هذا الرجل ؟

أم سلوى : ( مرتبكة ) إنه عميل لدي

سلوى : ولم كان صوته مرتفعا هكذا حتى إني سمعته قبيل دخولي المنزل؟ و نظراته إلي كانت غير مريحة بالمرة ؟

أم سلوى : (بارتباك شديد ) أنا أدين له ببعض المال و جاء مطالبا به وقد انفعل عندما أخبرته أني لا أملكه حاليا ؟

سلوى : ( بتعجب ) لطالما كنت تدينين و تستدينين و لم أرى شخصا مثله من قبل

أم سلوى ( تبتسم محاولة تغيير دفة الحديث ) دعك من هذا . أخبريني كيف كان أداؤك ؟

سلوى : ( تبتسم منشرحة الصدر ) الحمد لله لقد وفقت أيما توفيق من الله عز وجل . كان الاختبار أسئلته في متناول علمي؟

أم سلوى : (تتهلل أساريرها ) الحمد لله . كم أفرح عندما أراك تتقدمين و تكبرين و أحمد الله أني وفقت في ذلك ؟

سلوى : ( تقترب منها وتقبل جبينها بحب ) بارك الله فيك يا أمي و أدام صحتك

أم سلوى http://files.fatakat.com/smilies2012/smiley-sad.gif بمرح ) هيا غيري ملابسك لأقدم لك الطعام

سلوى : حسنا و لكنك لن تفعلي شيئا حتى أساعدك

أم سلوى : حسنا

( تتجه سلوى لغرفتها و يتغير وجه أمها و يعود القلق إلى وجهها , تقف قليلا و تفكر . تتنهد تنهيدة حارة و تتجه إلى الداخل)

oummati2025
22-01-2013, 01:20 AM
الحلقة الثامنة - الشبكة:


زيد في كهف المقاتلين يتحدث مع رفاقه , فيدخل رجل من أحد الفتحات

الرجل : زيد سلوى هنا

زيد : ( يتحدث بهدوء ) أدخلها ( يشير إلى الرجال . فينفضوا عنه متوجهين إلى ممر بعيد . ثم تتدخل سلوى وبيدها المصباح و اللفة البيضاء و يضيء وجه زيد عند وقوع بصره عليها )مرحبا بطبيبة الغد و زوجة المستقبل

سلوى : ( يحمر وجهها خجلا ثم ترسم الجد على وجهها ) تفضل يا زيد هذه لفافتك

زيد : كيف حالك ؟ و حال والدتك ؟

سلوى : بخير و الحمد لله

زيد : ( باهتمام زائد ) و كيف هي الاختبارات ؟

سلوى : الحمد لله ؟ ( ترسم على وجهها الجدية ) أريد أن أسألك سؤالا يا زيد ؟

زيد : ( باهتمام ) تحت أمرك

سلوى : عندما أنهيت اختباري الأخير و عند عودتي للبيت سمعت أصواتا مرتفعة تصدر من بيتنا و عند دخولي كدت أن أصطدم بشخص غريب يبدو في منتصف العمر عرفت من أمي فيما بعد أنه يدعى أبا أسامة و قالت أمي أنها مدينة له بمال و جاء مطالبا لماله و لكن ما شد انتباهي نظراته التي رمقني بها عند دخولي للبيت . هل تعرف عنه شيئا ؟

زيد : (و قد بدا على وجهه الغضب و يشيح ببصره ) هذا الملعون لا يكتفي أبدا لقد زاد الأمر عن حده

سلوى :(بقلق) أتعرفه يا زيد؟

زيد : ( ينظر إليها ) نعم . لقد وردت إلينا معلومات أنه يتعامل مع الأعداء و لديه طريقة جهنمية لتجنيد أتباعه. إنه يتابع حالتهم المادية و عندما يجد أنهم في عوز يحاول أن يتودد إليهم و يخبرهم أنه يريد أن يساعدهم و يعطيهم مالا كدين لتصريف أحوالهم . ثم ينتظر حوالي الشهر ثم يطالبهم به و قد أخذ عليهم صكوكا بذلك و يهددهم إن لم يسترجع ماله سوف يسجنهم و بالطبع لن يستطيع أن يردوا المال فيأتيهم المرة القادمة و يعطيهم بديلا آخرا , أن يعملوا معه و يمدوه بالمعلومات عن من حولهم حتى أقرب أقربائهم . ومن يرفض غالبا يصبح سجينا .

سلوى : ( بغضب ) الملعون ( يظهر القلق على وجهها) و لكن أمي بذلك قد أصبحت في خطر محدق .

زيد : لا تخافي سنتولى هذا الأمر.افعلي فقط ما سأقوله لك .

سلوى : حسنا . كلي آذان صاغية.
*********

محمود وبيريز في سيارة الأخير يتحدثون:

بيريز : أنا آسف يا محمود لوفاة والدك ؟

محمود : شكرا.

بيريز : (يمد يده إلى جيبه و يخرج مظروفا يعطيه لمحمود)هذا مبلغ بسيط يعينك على مصاريف الدفن والجنازة وما إلى ذلك.

محمود : ( يأخذ المظروف بامتنان ) شكرا بيريز.

بيريز : (يبتسم ) أنت ابننا و يجب أن نرعاك أحسن رعاية .( يتحدث بجدية )محمود لقد تابعنا المواقع التي أخبرتنا عنها و أفادنا عملاؤنا أن من كانوا فيها قد أخلوها و ربما رأوا من يشبه جندينا المخطوف و الآن نحتاج لهمتك لإيجاد مخبأهم الجديد.

محمود : أمهلني أسبوعا و سأتصرف.

بيريز : حسنا يا محمود و لكن لو استطعت أن تقوم بهذه المهمة في أقل من هذا لك مكافأة خاصة عندنا.

محمود : سأحاول.


*********


يظهر أبو أسامة وهو يختال في مشيته متجها صوب بيت سلوى و قد ارتدى ملابس مبهرجة .يقف أمام الباب و يطرقه وهو في حالة نشوة غير عادية .يأتيه صوت أم سلوى

أم سلوى : من الطارق؟

أبو أسامة : إنه أنا يا أم سلوى

أم سلوى : لحظة واحدة

( يفرك أبو أسامه يديه ثم ينفتح الباب و أم سلوى تسد المدخل بيدها)

أم سلوى ( بحدة ): ماذا تريد ؟

أبو أسامة : ( يبتسم ابتسامة صفراء ) : هوني على نفسك يا أم سلوى لقد حدث سوء فهم صغير و سأحاول أن أنهيه. هل تسمحين لي بالدخول أم سنتحدث أمام الناس هكذا ؟

أم سلوى : ( تتردد قليلا) تفضل

أبو أسامة : ( تتهلل أساريره و يدخل حتى تشير إليه أم سلوى بالجلوس ثم تجلس بعده) لقد راجعت نفسي بعد مغادرتي لبيتك ووجدت نفسي مخطئا لقد وعدتك بالفعل بالانتظار و لكني نسيت فاعذريني يا أم سلوى

أم سلوى : (والغضب مازال في ملامحها ) حسنا يا أبو أسامة .أنت أتيت لأخذ مالك و لقد قمت بتدبيره من أجلك . ( تنهض من كرسيها ) لحظة واحدة و سأقوم بإحضاره.

أبو أسامة : (ينهض بجزع من مكانه و يشير إليها) لا و الله لن تقومي , احتفظي به عندك إلى ما شاء الله . لا أريده حتى ولو بعد مائة عام.

أم سلوى : (بصرامة) شكرا لك و لكن أنا لست بحاجة إليه بعد الآن . لحظة واحدة

(تنهض من مكانها و أبو أسامة قد أصابته حالة ذهول كمن فقد أحب الناس إليه ثم تتحول ملامحه إلى الغضب الشديد و عيناه تكاد أن تخرج من محجريهما من شدة الغضب تعود أم سلوى ومعها مظروف وتمد يدها به إلى أبي أسامة )

أم سلوى : خذ مالك يا أبا أسامة و شكرا لك

أبو أسامة : (يأخذه منها بقوة وهو ينظر إليها شزرا و يقوم من كرسيه ثم يندفع خارجا نحو الباب )

أم سلوى : ( بصرامة ) أبو أسامة

أبو أسامة : ( يلف بجسده و ينظر إليها قائلا بغضب) ماذا ؟

أم سلوى : الورقة التي وقعت عليها لو سمحت

أبو أسامة : ( يعود أدراجه مخرجا ورقة من جيبه و يعطيها إلى أم سلوى ) هذه هي.

أم سلوى : ( تنظر إليها بتمعن ) نعم صحيح

( يخرج أبو أسامة من الباب و يغلقه بقوة شديدة تبرز سلوى من غرفتها و قد تملكها الضحك الشديد )

سلوى : أحسنت يا أمي

أم سلوى : (بقلق) ألن تخبريني من أين أتيت بهذا المال؟

سلوى : ( مبتسمة) يكفيك أن أقول إنهم من أناس صالحين ( يتحول وجهها إلى الغضب )و ليس من أمثال هذا الخبيث.لقد كان يريد أن يوقعك في أقذر بئر وهي الخيانة. إنه يستخدم أسلوبه هذا ليوقع في حبائله من خدع فيه ثم يستخدمه جاسوسا للأعداء.

أم سلوى : ( بجزع ) يا إلهي

سلوى : نعم يا أمي خذي حذرك منه إنه ثعبان أملس الجلد قاتل بأنيابه الخفية

أم سلوى : يا إلهي. (ثم تنظر إلى سلوى بامتنان ثم تضمها ) لا حرمني الله منك يا ابنتي

سلوى : ( بفرح ) ولا منك يا أعظم أم على الأرض
*********



يجلس أبو أسامه في المقهى مع رجل آخر ووجهه محمر للغاية

أبو أسامة ( بغضب و عيناه تنظران للأسفل ) : يجب أن أرغم أنفها في التراب

الرجل : اهدأ يا أبا أسامة سنجعلها تأتي هي و ابنتها ذليلتين يقبلان الثرى بين قدميك

أبو أسامة : ( يرفع عينيه إلى وجه الرجل و الغضب يخالجه)خالد أريد من كل الرجال أن يجمعوا لي أكبر قدر من المعلومات عن هذه المرأة و عن ابنتها

خالد : سأعطي تعليماتي اليوم و غدا سيأتيك الخبر اليقين. (ينهض ) سأذهب الآن لتنفيذ ذلك

أبو أسامة : حسنا اذهب

( ينهض الرجل و أبو أسامة في مكانه .يرفع يده لفتى القهوة )

أبو أسامة : ( بحدة) كوب من الشاي يا ولد


يظهر خالد وهو يمشي و من بعيد يتبعه رجل. يستمر خالد في السير حتى يقف عند محل لبيع الخضروات و الفواكه و يتجاذب الحوار مع صاحب المحل . يقف من يتابعه محافظا على المسافة و قد أخذ ينظر في الساعة و إلى اليمين و اليسار كمن ينتظر أحدهم. يضحك خالد بصوت مرتفع و يودع الرجل و يتابع السير بهدوء ثم يندفع مسرعا إلى شارع جانبي ويتفاجأ الرجل لوهلة ثم يركض ليلحق به . وعند دخوله الشارع يتعرقل و يسقط أرضا ثم يجثم خالد فوقه واضعا ركبته على ظهره ممسكا بذراعيه بكلتا يديه

خالد : (بحزم شديد) من أنت و ماذا تريد ؟

الرجل : (بألم) اتركني يا رجل اتركني.

خالد : ( ويزيد من شدة قبضته عليه ) تكلم و إلا سأكسر ظهرك . لماذا كنت تتبعني؟

الرجل : أنا لا أتبعك و لكن هذا هو طريقي

خالد : حسنا( و يزيد من ثني ذراعي الرجل و يصرخ الرجل بقوة ) ألن تخبرني؟

( يظهر ظل على الأرض أمام خالد فيحاول الالتفات و لكن يتلقى ضربة قوية على رأسه يفقد على إثرها الوعي . يقف الرجل الذي كان راقدا و يعيد هندمة ملابسه و ينفض التراب عنها )

الثاني : ( بأمر) هيا احمله

oummati2025
04-02-2013, 01:03 AM
الحلقة التاسعة - الخطة:


في منزل حسام يجلس محمود يتحدث إلى الأول

محمود : لقد حان الوقت لتنفيذ الجزء الثاني من الخطة

حسام : ( بفرح ) حسنا سأبلغ الرجل.متى التنفيذ؟

محمود : غدا الظهر إن شاء الله.

حسام : إن شاء الله ستكون الأمور معدة جيدا

محمود : لا نريد أن يلحظ أحدهم أي شيء

حسام : لا تقلق

محمود : وهل تحدثت مع عم عبد الرحمن؟

حسام : نعم لقد أعطاني اسما لشخص يدعى محمد سيف الدين في بلدة قانا. ومعي عنوانه ( يمد يده في جيبه ليخرج الورقة و يعطيها إلى محمود . و عم عبد الرحمن يقول أن عنده من يثق به لتوصيل أي شيء له بأمان تام

محمود : ( يأخذ الورقة ثم يقول ) هذا جيد

حسام : ألن تقول لي ماذا ستفعل ؟

محمود : ( يبتسم ابتسامة ماكرة ) كلٌ في أوانه يا أخي العزيز كل في أوانه
********


أبو أسامة يشرب الشاي في المقهى و بين الفينة و الفينة ينظر إلى ساعته. ثم يظهر خالد وهو يتجه نحوه و يتابعه أبو أسامة ببصره . يجذب الكرسي ثم يجلس صامتا.ينظر أبو أسامة إلى وجهه , الذي بدت عليه بعض الكدمات , بتمعن.

أبو أسامة : (ببرود ) ماذا أصاب وجهك

خالد : ( وهو يتحسس وجهه ثم ينظر إلى الشارع المقابل فيرى رجلا ينظر إليه بصفاقة فيعود بنظره إلى أبي أسامة) لقد سقطت من أعلى الدرج

أبو أسامة : ( يضم شفتيه كالذي لا يبالي ) هل أحضرت ما اتفقنا عليه؟

خالد : لقد جئتك بأفضل من ذلك؟

أبو أسامة : ( مستغربا و بحدة) أفضل من ماذا ؟

خالد : ( بخوف) جئتك بجار لهم يعرفهم منذ فترة طويلة و لديه الاستعداد للتعاون مقابل مبلغ زهيد

أبو أسامة : ( يتراجع عن حدته و مفكرا) مممم .وهل ما عنده يستحق؟

خالد : يقول أنه يعرف عنهم أشياء لا يعرفها أحد غيره.

أبو أسامة : هل يمكنني مقابلته؟

خالد : ( بحماسة ) هو ليس ببعيد من هنا. هل تريد أن تقابله الآن

أبو أسامة : ( يضم شفتيه و ينظر إلى الساعة ) لدي بعض الوقت هيا بنا ( ينهض من كرسيه و يترك مالا على الطاولة ) يا ولد ( يشير إلى المال ) و الباقي لك

(يتوجهان خارجا )

أبو أسامة : من أين ؟

خالد : ( يشير إليه )من هنا

( يسيران معا و ينظر خالد نظرة سريعة على الرجل في الناحية المقابلة و يجده يسير خلفهما فيعود ببصره إلى الأمام مرة أخرى)

أبو أسامة : كيف حال الرجال؟

خالد : بخير , كلهم بخير


خالد : ( يشير إلى شارع جانبي ) من هنا يا أبا أسامة ( ويدخل الشارع و من خلفه أبو أسامة يستمران في المشي قليلا ثم يتوقف خالد و يدور حول نفسه كمن يبحث عن شيء)

أبو أسامة : أين هو ؟

خالد : ( بحيرة) لقد قال أنه سيلاقيني هنا ؟

(يأتيهم صوت واهن من الخلف )

الصوت :أنا هنا

( يلتفت الاثنان اتجاه الصوت فيجدان شيخا طاعنا في السن يقترب منهما)

أبو أسامة : ( ينظر نظرة ارتياب) من أنت يا رجل ؟

الرجل : أدعى حمزة و لقد علمت أنك تريد بعض الأشياء عن أم سلوى ( ينظر إلى خالد ووعدني هذا الرجل بأنك ستجزل لي العطاء)

أبو أسامة : ( بسخرية ) و لم تحتاج هذا المال ولقد شارفت على توديع هذه الحياة ؟.

حمزة : ( وقد انخفضا حاجبيه و بدا غاضبا) أريد أن أتزوج به

أبو أسامة ( وتعلو صوت ضحكاته و ينظر إلى خالد الذي بدا مكفهر الوجه ) تتزوج ؟ ومن هذه المومياء التي تريد زواجها

حمزة : سلوى

أبو أسامة : ( كمن أصابته صاعقة ثم تتحول ملامحه إلى الغضب الشديد ) ماذا تقول أيها الركام البغيض؟أي سلوى تتحدث عنها ؟

حمزة :سلوى التي تسأل عنها؟

أبو أسامة : ( يندفع إليه و قد أذهب الغضب عقله ) و هل ترضى سلوى بقمامة مثلك ( و يمسك بملابسه )

حمزة : بيننا اتفاق

أبو أسامة : (بغضب شديد) أيها الكلب الأجرب ( و يرفع يده الأخرى ليلكمه بها و تندفع قبضته بقوة إلى فك حمزة و (تنقلب معالم وجه أبي أسامة من الغضب إلى الدهشة الشديدة .إذ بحمزة قد أوقف يد الأخير بقوة شاب في عنفوان شبابه و ليس كهلا قد بلغ من الكبر عتيا )من أنت ؟ أنت لست كهلا أبدا

حمزة : (و قد نزل على وجهه بلكمة كالصاعقة ) أنا من جعله الله خلاصا للناس من شرﱢك.

( يفقد أبو أسامة الوعي و يندفع اثنان من الفتيان و قد هما برفع الجسد المسجي على الأرض . يلتفت حمزة إلى خالد و بدأ يشد الشارب و اللحية حتى نزعهما و يظهر وجه زيد من تحتهما )

زيد : ( بصرامة شديدة ) لولا الاتفاق الذي أبرمته معك لكنت في عداد السجناء أو الأموات فاتقي الله في نفسك و استفد من الفرصة لتتغير قبل أن يأتيك أجلك و قد أعد الله لك جحيما مستعرا يليق بمن خان الله و خان أهله

خالد : ( بخوف ) و الله لقد تبت و بيتها في نفسي

زيد : نحن نراقبك واعلم إن بدا منك أي بوادر خيانة فلن يكفينا موتك لأنك ستعاقب عقاب من سعى في الأرض فسادا و سنصلبك حقا لا مجازا فاحذر

خالد : لا لن أعود أبدا

زيد : اذهب ( يركض خالدا مسرعا كمن يلاحقه العذاب الشديد . يلتفت زيد إلى أبي أسامة و في عينيه نظرة شماتة ) وقعت يا عدو الله
********



يظهر الجندي الأسير وهو فاقد الوعي في بيت مهجور ثم تظهر يد تصفع وجه الجندي . يبدأ الجندي الإسرائيلي بالاستيقاظ . يفتح عينيه ببطء ويحاول أن ينتبه إلى ماحوله ويلتفت يمنة ويسرة ليرى جثث لمقاتلين فلسطينيين و هم غارقون بالدماء و أسلحتهم ملقاة بجانبهم .يخرجه من ذهوله صوت موقظه )

الصوت : هيا انهض قبل أن يأتي المزيد ( يلتفت الجندي إلى مصدر الصوت , يظهر حسام و هو ممسكا بسلاحه . يحاول أن ينهض الجندي من مكانه فيعود حسام لمعاونته على النهوض و يضع الجندي ذراعه على كتف حسام و يتحركان نحو الباب و يعاونه على ركب سيارة كانت تقف بالقرب من المدخل ثم ينطلق حسام بها بسرعة شديدة . يظهر محمود من شارع جانبي ثم يدخل المنزل يقف في منتصف البيت. ينظر إلى الجثث )

محمود : قوموا يا رجال لقد أجدتم والله

( تتحرك الجثث و تنهض من أمكانها ومحمود يعاون أحدهم . يخرجون جميعهم من الباب )
********


يظهر الجنرال وهو يقرأ أوراق ثم يطرق الباب.

الجنرال : ( بدون أن يرفع بصره ) أدخل

(يفتح الباب و الجنرال ما زال يقرأ دون أن يرفع بصره).

بيريز : ( بصوت يخالجه الفرحة ) لقد تمت المهمة يا سيدي

الجنرال : ( يرفعه عينيه بدهشة إلى بيريز ) ماذا ؟ ( ترتسم على وجهه بسمة مرتابة ) أحقا ؟

بيريز : ( و السعادة تخرج من عينيه و البسمة تكاد أن تكون ضحكات مجلجلة) نعم يا سيدي و الجندي الأسير بالأسفل ينال العناية الطبية و قال الأطباء أنه يستطيع أن يلقي بيانا للصحافة بعد قليل

الجنرال : ( و قد تهللت أساريره ) بيريز أحضر زجاجة الشراب خلفك في الأسفل

( يميل بيريز و يحضر الزجاجة بعد أن يفتح باب الدولاب و يحضر زجاجة شراب و كأسين و يصب في كأس و يعطيه للجنرال و الآخر له ثم يقرعان الكأسين )

الجنرال ( بمرح ) : في صحة ترقيتنا الجديدة

بيريز : في صحة ترقيتنا الجديدة

الجنرال : كيف فعلتها يا بيريز ؟

بيريز : لا أخفيك أمرا يا سيدي لقد قام بالعملية بالكامل عميلنا في غزة حتى العملية العسكرية هو من قام بها و ذلك لأنه شعر أن الفلسطينيين قد يقوموا بتغيير مكان الأسير فجهز قوة صغيرة مؤلفة من ثلاثة جنود هم من قاموا بالعملية . لقي اثنان مصرعهما و قام الثالث بإنقاذ الأسير

الجنرال : ( بريبة ) وهل هذه الأخبار مؤكدة ؟

بيريز ( بثقة ) لقد أكدها الأسير بنفسه

الجنرال : ( يفكر) عميلك هذا يعطيني فكرة جديدة ربما يغير التخطيط الحربي الإسرائيلي بأكمله. ( ينظر إلى بيريز ) أحضره لي بعد أن ينتهي هذا الماراثون الإعلامي .

بيريز : ( ببهجة ) أمرك يا سيدي.

الجنرال : ( يعود إلى مقعده و يشير إلى بيريز ) شغل التلفاز يا بيريز قبل رحيلك.

( يشغل بيريز التلفاز و يحيي الجنرال بالتحية العسكرية و يغادر الغرفة و يظهر الجنرال غارق في تفكيره)

oummati2025
04-02-2013, 01:04 AM
الحلقة العاشرة - حنين :

http://drislam.tk/images/ch10.jpg


في بيت سلوى يعرض التلفاز الأخبار وهي جالسة أمامه وفي نفس الوقت يجلس محمود يتابع الأخبار في بيته

المذيعة : سننقل لكم الآن بيانا صحفيا يلقيه الجندي الإسرائيلي الذي كان أسيرا و تم تحريره من قبل القوات الإسرائيلية .

( يظهر الجندي الإسرائيلي و هو على المنصة )

الجندي : لقد قامت قواتنا الباسلة بعملية شديدة التعقيد و قد تمت العملية بنجاح دون حدوث أي إصابات في القوات .أريد أن أشكر بالنيابة عن نفسي و عن أسرتي القوات الإسرائيلية و القائمين عليها و سأنضم قريبا إلى فرقتي و قد زادت حماستي و رغبتي في الدفاع عن هذا الوطن الغالي .وأريد أن أوجه رسالة إلى الشباب الذين يستطيعون الانضمام إلى قواتنا . لا تترددوا فإنكم ستلقون أفضل عناية ممكنة

( يرفع الحاضرون أيديهم فيشير إلى صحفية )

الصحفية : كيف كانت فترة أسرك و هل تعرضت للتعذيب فيها ؟

الجندي : لقد كانت خبرة من أظلم خبرات حياتي . أما التعذيب فكنت أتعرض إليه كل ساعة . هؤلاء الإرهابيون لا يعلمون أو يتبعون أي من اتفاقات الأسرى

ينطق محمود وسلوى في آن واحد وكأنهما في نفس المكان

محمود : الكاذب الملعون

سلوى : الكاذب الملعون

الجندي : ( يشير بيده إلى صحفي آخر ) نعم

الصحفي : سيدي هل بالفعل أنكم حاولتم تتبع المسلحين الفلسطينيين بعد تعرضكم للهجوم من قبلهم إلى داخل غزة؟

الجندي : ( يبتسم بسخرية ) : أولا لا نطلق عليهم مسلحين إنهم إرهابيون بمعنى الكلمة . ونعم هذا صحيح.

سلوى و محمود : أنتم الإرهابيون يا قتلة النساء والأطفال .

الجندي : شكرا .لكم لا مزيد من الأسئلة( يغادر المنصة )

سلوى : كم أشتاق لك يا أخي العزيز ( وتنظر إلى ناحيته كأنه بجانبها)

محمود : ( ينظر وكأنه ينظر إليها ) أشتاق إليكم يا أغلى من في الوجود
**********


أبو أسامة و قد أوثق بحبال على الكرسي وهو فاقدا للوعي و قد وضعت قدميه في إناء به ماء يمتد منه أسلاك في مكان مظلم ينيره مصباح فوق رأسه . ينسكب على رأسه ماء , فيفيق و يأخذ نفسا عميقا بصوت مسموع . ينظر حوله وهو يحاول أن يستوعب الموقف . يحاول النهوض فيجد نفسه مثبتا على الكرسي بفعل الحبال

أبو أسامة : ( بحدة ) أين أنا؟ ( ينظر يمنة و يسرة ) أين أنا ؟

(يأتيه صوت هادئ من خلفه فيحاول أن يلتفت إليه و لكن لا يستطيع )

الصوت : ( بهدوء ) وفر طاقتك ستحتاجها اليوم.

أبو أسامة : من أنت ؟ ماذا تريد ؟ هل تعلم من أنا أيها الوغد؟ لأجعلنك تكره اليوم الذي ولدت فيه.

الصوت : يبدو أنك ستتعب نفسك كثيرا. أعتقد أنك تعلم من نحن و لماذا احتجزناك هنا و لكن سأهين ذكائي و أخبرك. أنت الآن في أحد البيوت السرية للمقاومة اللبنانية و نحن نستضيفك معنا لنسمر قليلا و بما أنك في ضيافتنا فستطيع أوامرنا أو نغضب منك و عندئذ لا تلومنا على ما سوف نفعله بك.

أبو أسامة : ( بحدة ) فك وثاقي أيها الوغد و إلا لن تعيش طويلا. فأتباعي سيبحثون عني و خلال دقائق ستجدهم هنا

الصوت : لا تقلق . إنهم الآن بين أيد أمينة و يلقون أسما آيات الترحيب. سندخل في صميم الموضوع و أريدك أن تساعدني ألا أؤذيك.
من هو ضابط الاتصالات الإسرائيلي المسئول عنك ؟

أبو أسامة : ( بسخرية ) لا أعرف عن ماذا تتحدث ؟

الصوت : لآخر مرة تعاونك سيوفر عليك الكثير من الألم

أبو أسامة : اذهب إلى الجحيم

أبو أسامة http://files.fatakat.com/smilies2012/smiley-sad.gifيصرخ بعد ثوان) آه ( ويرتج جسده حتى يكاد أن يطير من مكانه لثوان أخرى ثم يستكين جسده . يصرخ بحدة شديدة ).. أيها الوغد

الصوت : يبدو أنك لم تكتفي بعد.

أبو أسامة : يبصق على الأرض .تبا لك

(و يرتج جسده مرة أخرى و تزيد المدة . يصرخ من الألم . يهدأ جسده . يبدو كمن قد خارت قوته)

أبو أسامة : ( و أنفاسه متقطعة و قد أصابه جزع ) كفى كفى سأخبرك سأخبرك ( و يلتقط أنفاسه )

الصوت : كلي آذان صاغية

أبو أسامة : ( بخوف ) إنه إلعازر إيفانوفيتش

الصوت : (وهو يصرخ ) كاذب. أتظن أنك تتحدث مع أطفال بلهاء؟

أبو أسامة : ( وقد ارتعبت نظراته و رسم على وجهه ابتسامة مصطنعة تخفي الخوف الذي يكتنفه) معذرة , معذرة لقد نسيت .إنه حاييم شمعون.

الصوت : ( بحدة ) و كيف تتصل به ؟ و أين ؟

أبو أسامة : ( بتردد) يتصل بي و نتقابل في مكان يحدده هو

( يخيم الصمت لثواني . ثم صرخ أبو أسامة و يرتج جسده من جديد .وبعد أن يهدأ )

أبو أسامة http://files.fatakat.com/smilies2012/smiley-sad.gif يبكي كالأطفال ) كفى كفى سأخبرك . لدي جهاز إرسال في غرفة سرية و بواسطتها أقوم بإرسال الأخبار إليهم .

الصوت : ( بحزم ) أين هو بالتحديد ؟

أبو أسامة http://files.fatakat.com/smilies2012/smiley-sad.gif وما زال في بكائه) في فتحة سرية في الحائط

الصوت : أين بالضبط ؟

أبو أسامة : ( بصوت كسير ) سأخبرك .

**********


في غرفة مظلمة و بها بصيص من نور الشارع و فارغة.بها رجلان يقفان أحدهما ينظر من النافذة و الآخر يقف أمام الباب ثم يدخل عليهما زيد

زيد : الجبان لقد كان كالفأر المذعور

أحدهما : و هل حصلت على ما نريد؟

زيد : الجبان يملك جهاز إرسال متقدم في بيته و مخبأ في مكان سري و لقد أخبرني عن مكانه.

الآخر : وهل هذا الأسلوب ما زال مستخدما ؟

زيد : ربما سنتأكد عندما نذهب إلى بيته.الزما مكانكما و سأذهب مع الرفاق لنرى هل صدق هذا الخائن أم لا. خذا حذركما

أحدهما : و خذ حذرك أنت أيضا لربما تكون مكيدة .

زيد : الله خير حافظا. إذا حدث شيء لي . لا تفعلوا له شيئا حتى نعرف كيف يرسل لهم هذا الملعون المعلومات و تأكدوا إن كان هناك توقيت محدد يجب أن يرسل فيه حتى يخبرهم أنه بأمان.

( يخرج من البيت)
**********



بيريز ومحمود في السيارة وتكاد الفرحة تقفز من عيني بيريز

بيريز : ( بسعادة و هو ينظر إليه) هل تعلم أن القيادة سعيدة أيما سعادة بما فعلته

محمود : ( ببرود ) هذا جيد . وماذا عن مكافأتي ؟

بيريز : لا تقلق ستحصل على ما أفضل من ذلك

محمود : ( و قد عقص حاجبيه ) كيف؟

بيريز : (يضحك) لا تقلق

محمود : ( ينظر من النافذة و ينظر إلى بيريز ) أين سنذهب؟

بيريز : (يضحك ) اصبر و ستعرف

( يتحرك بالسيارة الى نقطة تفتيش عسكرية قريبة. يتوقف عند جندي هذه النقطة ثم يشير إليه بيريز ببطاقة أخرجها من السيارة فيسمح له الجندي بالمرور)

محمود : هل سأذهب لأقابل أحد مرؤوسيك ؟

بيريز : نعم

(ترتسم على شفتي محمود ابتسامة ساخرة وخبيثة )

oummati2025
04-02-2013, 01:05 AM
الحلقة الحادية عشر - الخديعة:

في الظلام الحالك يقف زيد و خالد و رجلان آخران أمام منزل يبدو على معالمه الفخامة .

زيد : أمتأكد أنت يا خالد أن أبا أسامة لا يخفي كمينا هنا أو هناك؟

خالد : لم يذكر أمامي أي شيء يدل على ذلك و عندما آتيه في بيته لم أجد أحدا أو شيئا مريبا.

زيد : سنرى ذلك.استعدوا يا رجال .

( يخرج زيد و الرجلان الآخران مسدساتهم و يمسك زيد بخالد من كتفه و يدفع به أمامه)

زيد : (بصوت خافت ) تقدم يا خالد

( يتقدم خالد بخطا متثاقلة و زيد ممسك به بقوة و يتبعهم الرجال حتى يصلوا إلى الباب . يشير زيد إلى أحدهم فيتقدم نحو الباب و يخرج أداة رفيعة يدخلها في الباب و بعد ثوان يفتح الباب فيدفع زيد خالد في المقدمة .يصلون بجوار غرفة. زيد يشير إلى خالد بفتح الغرفة و يتخذه كساتر .فيفتح الباب و يدفعه زيد إلى الداخل قليلا و يدخل معه ومن ثم يدخل آخر بسرعة مشهرا مسدسه و ملقيا نظرة على الغرفة , و يخرج زيد مع خالد تاركا الرجل يبحث في أنحاء الغرفة و ما يلبث إلا ثوان و يلحق بهما . يتقدمون اتجاه الباب الثاني و يقومون بما قاموا به عند الباب الأول و يخرجون و لم يجدوا شيئا و تتبقى غرفة . يتقدمون إليها و يفتح خالد الباب فإذا بها غرفة النوم و في منتصفها سرير و بجانبه مرآة و طاولة و مقعد صغير .يتوجه زيد إلى المرآة و يتحسس إطارها حتى تتوقف يده عند منطقة معينة فيضغط بقوة عليها فيتحرك جزء من الجدار المقابل مخلفا فتحة صغيرة و يبدو أن بها ما يشبه الصندوق الصغير. يدخل زيد يده إلى داخل الفتحة و يخرج الصندوق .

زيد : ( بسعادة ) أخيرا .الحمد لله . لنخلي المكان يا رجال.

( يتحركون إلى الخارج و يبتعدون عن البيت و يربت زيد على كتف خالد )

زيد : جزيت خيرا يا خالد و أرجو أن تكون معاونتك لنا هي تكفير عن ما كنت تفعله من قبل.(ويلتف متجها إلى الباب)

خالد : ( يبتسم ) أنا تحت أمرك دوما يا زيد (و قد امتدت إلى جيبه مخرجة مدية )

( فجأة تنطلق أعيرة نارية على الرجال فتصيب أحدهم و يسقط أرضا يلتفت زيد إلى مصدر إطلاق الرصاص ملقيا بنفسه أرضا وكذا الرجل الآخر مشهران سلاحهما و لكن خالد ينطلق إلى زيد وقد أشهر مديته فيطعن خالد في ظهره )

خالد http://files.fatakat.com/smilies2012/smiley-sad.gif بشماتة ) خذ أيها القذر إنك أصبحت غصة في حلقي.

( يسقط زيد أرضا و قد أسقط الصندوق أمامه .يندفع خالد نحو الصندوق يريده )

خالد : تعال إلي أيها الكنز لطالما كنت مرادي و لكن هذا الأخرق الذي يدعى أبو أسامة كان دوما في طريقي.

( يميل لأخذه و ولكن تتجمد تعابير وجهه ثم يسقط على الأرض و يظهر زيد من خلف خالد ممسكا بمسدسه و مصوبه إلى خالد و دخان خفيف يخرج من فوهته)

زيد http://files.fatakat.com/smilies2012/smiley-sad.gif بوهن )خذ يا عدو الله (و يزحف على بطنه نحو الصندوق حتى يصل إليه و يرتمي عليه و يهمد جسده تماما ومازال صوت الرصاص يدوي في المكان)

**********
يجلس رجال يرتدون أزياء عسكرية تتزاحم عليها الأوسمة و القلادات و يتوسطهم الجنرال .ويبدو وكأنها غرفة اجتماع القادة الإسرائيليين .ما عدا رجل يجلس على رأس المائدة يرتدي زيا مدنيا.

الجنرال: تعرفون جميعا أن العملية الأخيرة قام بها واحد من أكثر عملائنا أهمية و لا أبالغ لو قلت أنه الأهم على الإطلاق.تاريخه في العمل لإسرائيل حافل بالنجاحات المتلاحقة الذي جعلني أقف مقامي هذا . أمام كل واحد منكم ملفه الكامل من بداية عمله معنا وهو يبلغ من العمر حوالي 16 سنة حتى الآن .لذا أظن أنه حان الوقت للانتقال إلى خطوة أكبر و الاستفادة منه بشكل أوسع .رأيت فيه الشخص الجدير بقيادة ميليشيات في غزة تتبع لنا تقوم بالتدخل المباشر عند الضرورة و سيتم تدريبها في إسرائيل و بذلك يصبحوا يدنا الباطشة داخل غزة .

(الحضور : يمسكون بالملف أمامهم و يقلبون أوراقه و يظهرون علامة الرضا عما داخل الملف )

المدني : بعد إطلاعي على هذا الملف أستحسن هذه الفكرة و أجدها فكرة جيدة و لكن الأمر يتطلب رأيكم. لذا الموافق على تنفيذ هذه الخطة يرفع يده.

( يرفع جميع الحضور أياديهم )

المدني : إذن موافقة بالإجماع .( ينظر إلى الجنرال ) سيتم صرف ميزانية و قدرها 10 مليون شيكل لتجهيز هذه القوات و ستكون تابعة لك يا مائير مباشرة

مائير : شكرا سيادة الوزير
**********
في مكتب بيريز يجلس الأخير مع محمود وأمامهما فنجانين من القهوة .

بيريز : اشرب كوب القهوة حتى يأتي الجنرال.

محمود : ( بقلق ) لماذا يريدني الجنرال ألا تعلم ؟

بيريز : (يبتسم ) لا تقلق .ستعلم عندما يصل .

( يتناول محمود فنجان القهوة و يرتشف منه رشفة و بيريز واضعا عينيه على محمود , يتابع كل خلجاته , يرن الهاتف بجواره فيلتفت إليه بهدوء و يرفع سماعته على إذنه)

بيريز : تمام يا سيدي. ( ينظر إلى محمود ) الجنرال ينتظرك ( ينهض من مكانه )

محمود http://files.fatakat.com/smilies2012/smiley-sad.gif يضع الفنجان على المكتب و ينهض من مكانه آخذا طريقه إلى الباب خلف بيريز)هيا بنا
**********
داخل مكتب الجنرال مائير , يجلس هذا الأخير ينظر إلى الباب بترقب .ولا يلبث حتى تصدر طرقات منه

الجنرال : ادخل.

(يدخل بيريز و يليه محمود .يقف بيريز محيا الجنرال تحيته العسكرية )

بيريز : تمام يا فندم .

الجنرال : ( عيناه على محمود ) استرح يا بيريز .

بيريز : (ينظر إلى الجنرال ) محمود فضل يا سيدي.

الجنرال : ( و عيناه مازالت على محمود تريد أن تعرف ما يدور في خلده ) اجلس يا محمود.

محمود : (يتقدم إلى مكتب الجنرال ثم يجلس على الكرسي ) شكرا يا سيدي.

الجنرال : (مازال ينظر إلى محمود ) شكرا يا بيريز انصرف.

بيريز : ( يحيه بالتحية العسكرية ) و يخرج .

الجنرال : أهلا بك يا محمود .

محمود : ( بهدوء ) شكرا يا سيدي.

الجنرال : ( يميل على المكتب بجسده واضعا يده عليه )لقد قرأت ملفك بدقة متناهية .لقد قمت بأعمال يجب أن نشيد بها و بأسلوب احترافي شديد . بالرغم من أنك لم تتلقى أي نوع من التدريب أو حتى الاهتمام الكافي .لذا رأينا أننا سننقلك إلى مستوى أعلى بصلاحيات أكبر.ستتلقى تدريبا مكثفا تحت إشراف أفضل المدربين في العالم

محمود : ( بدهشة ) ولكن يا سيدي أنـ..

الجنرال : ( يقاطعه وهو يشير يبده و يرجع بظهره ) لا يوجد لكن . ستحصل على مال كثير , أكثر مما كنت تأخذ بكثير .

محمود : ( و قد زالت نظرة الدهشة و حلت مكانها نظرة الطمع ) كما ترى يا سيدي

الجنرال : ( ينشرح صدر الجنرال) جيد . ستذهب الآن إلى بيريز و هو سيقوم باللازم .سيريك مكان سكنك و من ثم يعرفك على المكان

محمود ( بدهشة ) هل سأبدأ من اليوم؟

الجنرال : ( يبتسم ) بالطبع .لا أعتقد أن أحدا سيلاحظ غيابك . حسب علمي أن والدك توفى .

محمود ( بحيرة ) و لكن ..و لكن يا سيدي لم أحضر أي ملابس

الجنرال : (ينهض من مكانه محافظا على ابتسامته ) هيا يا بطل كل شيء معد لك

محمود ( ينهض وهو في حيرته ) حسنا يا سيدي

الجنرال ( يصافحه ) أريد أن أسمع أخبارا جيدة عنك

محمود ( يصافحه ) تحت أمرك يا سيدي

( يتجه محمود إلى الباب وهو يمشي ببطء و على وجهه ابتسامة ساخرة و من خلفه يبتسم الجنرال ابتسامة المنتصر)

oummati2025
12-02-2013, 09:04 AM
الحلقة الثانية عشر - الجرح:

http://drislam.tk/images/ch12.jpg
في كهف المقاتلين يتحرك ثلاثة رجال بسرعة إلى الداخل ويحملون جسدا قد ارتخى تماما

الرجل : أفسحوا المجال يا رجال. أفسحوا هيا الطبيب هنا

( تظهر خلفه سلوى وهي تسير بسرعة ممسكة في يدها حقيبة ومرتدية المعطف الأبيض ووجها يشي بالتأثر.يفسح الرجال فيظهر زيد وقد وضعوه على السرير وظهره إلى الأعلى وقد تغطى بالدماء و كما يبدو أن هناك قطعة قماش ملفوفة حول الجرح لإيقاف النزيف )

الرجل : تفضلي أيتها الطبيبة

سلوى : ( تكاد الدمع يخرج من عينيها ، تجلس بجواره ثم تفتح حقيبتها و تخرج مشارط و لفافة شاش و جهاز محاليل و قارورة بلاستيكية و زجاجة بها سائل ملون )ماذا حدث؟

الرجل : لقد طعنه أحدهم

سلوى : (تمسك بيده و تنظر في ساعتها) منذ متى و قد طعن ؟

الرجل : حوالي الساعة

سلوى : (و تعطيه مشرطا ) قم بتسخين هذا حتى يتوهج و أحضر لي قماشة طويلة ( تترك يده و تقوم بقص قطعة القماش التي تلتف حوله . يظهر وجه زيد الألم أثناء نزعها القطعة الموجودة على الجرح) نحتاج إلى كيس دم . ألا يمكن أن نذهب به إلى المستشفى؟

الرجل : ( بأسف ) زيد من الرجال الذين تريد إسرائيل تصفيتهم فورا. فلو ذهب إلى المستشفى قد يتم قصف المستشفى بأكمله للقضاء عليه.سنحضر إليك الدم في خلال نصف ساعة . كم كيس تريدين ؟

سلوى http://files.fatakat.com/smilies2012/smiley-sad.gif و هي تضع سائل على مكان الجرح )كيس واحد .ولكن هل تعرف فصيلة دمه ؟

الرجل : (وهو يشير إلى أحدهم ) اذهب وأحضر كيس دم فصيلة ألف موجب ( يلتفت إليها ) كلنا نعرف فصائل دمائنا تحسبا لمثل هذه المواقف

(يأتي رجلا مسرعا محضرا المشرط و قد توهج بشدة و قطعة قماش بيضاء . تأخذ سلوى المشرط و تشير إليه) ضعها بين أسنانه . أمسك به جيدا يا أحمد الألم سيكون شديدا ولا أريده أن يتحرك .

(يضع الأول قطعة القماش بين أسنانه ثم يبتعد و يقف أحمد أمام زيد ممسكا بكتفيه ويقف الأول ممسكا بقدميه.تقترب سلوى من ظهره بالمشرط)

سلوى : بسم الله الرحمن الرحيم ( وتضع المشرط على ظهره . ويصرخ زيد بألم شديد و قد تشنج جسده بالكامل )


**********


في الكهف , تظهر سلوى وقد جلست بجوار زيد وهو غارق في سباته و أخذت الدموع تنساب من عينيها . يد توضع على كتفها . تنظر إلى الأعلى بهدوء . فإذا به أحمد و هو ينظر إليها بتعاطف شديد

أحمد : ألم يحن لك أن تعودي إلى بيتك الآن , سيكون بخير إن شاء الله

سلوى http://files.fatakat.com/smilies2012/smiley-sad.gif تمسح دموعها ) يجب أن أكون بجواره لربما احتاج إلي . سأنتظر حتى يفيق

أحمد : لقد أخبرنا والدتك أنك بخير و أنك قد تتأخرين لوجود حالة طارئة .المسكينة كانت على وشك البكاء عندما أخبرناها أنك بخير . كم تحبك يا سلوى . أدام الله صحتها و أقر عينها وهي تراك فخر لهذه الأمة.

سلوى : وأنا أحبها كثيرا . والله طالما كانت نعم الأم و الصديقة.

أحمد : سأذهب لمراقبة المكان و التأكد من أن كل شيء على ما يرام.

سلوى : اذهب في رعاية الله سأبقى وأراقب زيد .

(أحمد يسير و تعود الدموع تترقرق على وجه سلوى مرة أخرى وهي مغمضة الجفن.
بعد وهلة , توضع يد برقة على وجنتيها ماسحة الدمع .تفتح عينيها لتجد زيد يبتسم ابتسامة حانية و يمسح دموعها بيده . تتهلل أساريرها و تبتسم أخيرا . فيضع يده جانبا )

سلوى : الحمد لله على سلامتك

زيد : بامتنان .شكرا يا سلوى. أأخرتك كثيرا

سلوى : ( تبتسم ) لقد أخرتني (و تنظر إلى ساعتها ) ما يزيد عن خمس ساعات . سأقاضيك عليهم

زيد : ( يبتسم ) أنا مستعد أن أعطيك التعويض في الحال .كم تريدين؟

سلوى : (تميل عليه) أريد سلامتك و عافيتك

زيد : ( يحاول أن يجلس ولكن الألم يبقيه في وضعه ) آه

سلوى : ( باستنكار ) لا تجهد نفسك الآن يجب أن ترتاح .

زيد : ( يبتسم ) حسنا يا طبيبتي . تعليماتك واجبة التنفيذ.

سلوى : بما أنك قد أفقت و أراك في صحة جيدة سأغادر الآن .

زيد : كم أود أن أقول لك اجلسي معي قليلا و لكني أعلم أني أخرتك بما فيه الكفاية.

سلوى : ( وقد نهضت ) أستودعك الله.

زيد : سأستدعي أحمد ليوصلك إلى البيت .

سلوى : لا ترهق نفسك و لا تتعبه . لقد عانى بما فيه الكفاية .

زيد : ( بامتنان ) حقا أنا ممتن كثيرا لك.

سلوى : السلام عليكم

زيد : وعليك السلام . سلوى ( يناديها . فتلتفت إليه ) أحبك ( يصيبها الخجل الشديد و تسير بسرعة نحو الباب)

زيد : ( يستلقي باسترخاء على ظهره ناظرا إلى سقيفة المكان .فيأتيه أحمد مسرعا )

أحمد : الحمد لله على سلامتك يا زيد .

زيد : (بجدية ) أين ضياء و جورج ؟

أحمد : ( بأسف ) ضياء جعله الله شهيدا أما جورج فقد مكنه الله من قتل الرجل الذي كان يطلق عليكم الرصاص و أحضرك إلى هنا

زيد : و الصندوق؟

أحمد : لقد كنت ممسكا به بشدة بالرغم من فقدانك للوعي .لقد كدنا أن تفتر عزيمتنا من شدة قبضتك عليه.

زيد : هل هو بأمان؟

أحمد : لم يصبه خدش .

زيد : أحضره لي.

أحمد : استرح يا زيد .جسدك يحتاج إلى الراحة.

زيد : ليس لدينا وقتا لنضيعه أحضره لي بسرعة.

أحمد : ( يشير إلى أحد الرجال الذي يأتي مسرعا )أحضر الصندوق.

زيد : ماذا فعلت مع أبي أسامة ؟

أحمد : لقد أخبرنا أن هناك جملة يجب أن يرسلها نهاية كل شهر لـتأكيد أن كل شيء على ما يرام .لذا يجب إرسال هذه الجملة بعد يومين.

زيد :هل عرفت هذه الجملة ؟

أحمد : إنها الطير في العش.

زيد : وهل تأكدت من هذا ؟

أحمد : لقد استخدمت معه أكثر من أسلوب للتأكد و كلها تفضي إلى نفس النتيجة.

( يجيء أحد الرجال بالصندوق و يعطيه لأحمد الذي يعطيه بدوره إلى زيد. يفتحه زيد و يجد فيه جهاز صغير و معه كتيب صغير.يتناوله زيد و يتصفحه)

زيد : إنه كتيب تعليمات و به الشفرة.إن هذا بالفعل لأمر في غاية الخطورة. يمكننا الآن بث ما نريده إلى الصهاينة.

أحمد : صدقت والله يا زيد

زيد : (قد أغلق عينيه و كأنه يريد النوم ثم يفتح عينيه كمن استيقظ للتو )ماذا ؟ ماذا كنت تقول ؟

أحمد : ( بقلق ) يبدو أنك تحتاج إلى النوم الآن . ما زلت لم تسترجع كل عافيتك بعد.

زيد : ( و هو مغلق العينين و بصوت يخالجه الضعف) لا , يجب أن أجتمع برؤساء فرق المقاومة.

أحمد : ( يميل عليه و هو يدفعه برفق ) ليس الآن استرح ليكون ذهنك صافيا.

oummati2025
19-02-2013, 03:35 AM
الحلقة الثالثة عشر -اتحاد :

في مبنى معزول تماما عن الجوار , محصن تحصينا تاما يقف محمود و بيريز و غادة حسناء ترتدي الزي الحربي الإسرائيلي .

بيريز : ( ينظر إلى محمود ) الملازم ماجي هي المسئول عنك طوال فترة تدريبك . و هي التي ستقيم أداءك. فالتزم بالتعليمات . ( ينقل نظره إلى ماجي) محمود من أفضل عملائنا يا ماجي في غزة يجب أن يتلقى تدريبا فائقا ليكون مؤهلا للمهام الذي سيخول بها.

ماجي: تمام يا سيدي. أهلا و سهلا بك سيد محمود معنا و تمد يدها لمصافحة محمود.

محمود : ( يصافحها ) شكرا لك حضرة الملازم

بيريز : ( نظره إلى محمود ) تنتهي مهمتي هنا يا محمود و سأتابعك من وقت إلى آخر . إذا أردت شيئا أطلبه من ماجي و ستعمل على تنفيذه . وداعا

( يغادر المكان )

ماجي : حسنا يا سيد محمود لنلقي نظرة على المكان . ( يسيرون ) . هذا المكان مجهز بتجهيزات خاصة لتدريب أفضل العملاء و نحرص على أن يحصلوا على أفضل التدريب و أكثرها حداثة .لذا سترى هنا و تتعلم أشياء شديدة الخطورة والسرية.

محمود : ( وهو ينظر إلى المكان مستكشفا إياه) هل يوجد أحد غيرك هنا ( يلتفت إليها ) أقصد سواء من المتدربين أو المدربين .

ماجي : ( تبتسم ) لا يا سيد محمود حاليا لا يوجد سوى أنا و أنت. إذا جاء متدرب آخر يعتني به مدرب آخر.( يصلون إلى غرفة اجتماعات ) هذه هي غرفة الاجتماعات و التي ستتلقى فيها التكتيكات و الاستراتيجيات و المعلومات النظرية( يخرجون من الغرفة و يسيرون قليلا)

محمود : كم ستكون الفترة المتوقع خلالها أن أنهي تدريبي ؟

ماجي : هل بهذه السرعة مللت من المكان ؟

محمود : ( بجدية ) لا و لكني أحب أن أعرف ما أنا مقدم عليه

ماجي : ستعرف كل شيء في وقته ( يصلان إلى غرفة تدريب على الأسلحة الخفيفة ) و كما يبدو لك هذه هي غرفة التدريب على الأسلحة اليدوية (و يدخلان من الباب المقابل و كأنهما دخلا مدينة جديدة حيث يوجد المباني و الشوارع ) وهذا هو مضمار التدريب على حرب الشوارع ( يدخل محمود إلى الداخل قليلا مصابا بالذهول من اتساع المكان و يخرجان إلى باب أخير في نهاية الممر فكأنهما انتقلا إلى الصحراء ) هذا المكان للتدريب على الأسلحة الثقيلة. (تلتفت إليه و بهذا ننهي جولتنا الميدانية .هل لديك أية أسئلة ؟

محمود :أين سيكون مبيتي ؟

ماجي : (ببساطة ) في غرفة مشتركة معي ؟

محمود :( بدهشة شديدة ) ماذا ؟

ماجي : ( تبتسم ) كل عميل يقيم مع مدربه .فأرجو أن تتقبل هذا .أم أنك تكره وجودي قربك؟

محمود :( وهو يحاول أن يستعيد رباطة جأشه ) لا.. أبدا


**********
في كهف المجاهدين اللبنانيين يجلس أربعة رجال مجتمعون حول طاولة صغيرة و بينهم زيد و قد ارتدى ما يشبه حامل ذراع و كلهم يتحدثون محدثين ضجة غير مفهومة

زيد : إخواني أنتم تعلمون أن هذا الأمر جد خطير و يجب أن نتحد للاستفادة منه بأكبر قدر دون إدراك العدو ما حدث.لنضع خلافاتنا جانبا و نتحد معا لنصرة لبنان .

أحدهم : زيد مد إلي يدك سأبايعك على أنت تكون قائدنا الموحد (ينظر الآخران إليه متفاجئين و كذا زيد )هيا يا زيد ( يمد زيد إليه يديه فينظر إلى الآخرين اللذين ما زالا لا يستوعبا الموقف ) هيا يا رجال لن يتم هذا الأمر إلا بالاتحاد ( يمدان أيديهما بتوجس حتى يضعانهما على يدي زيد و الآخر. فيقول الأخير ) بسم الله.نعاهدك يا زيد على أن نكون طوع أمرك فيما يرضي الله و جعلنا أمرنا شورى وكلمتك هي الفصل بعد الشورى . جنودنا هم جنودك و جنودك هم جنودنا. وعلى بركة الله( ثم يرفعون أيديهم)

زيد : سأبدأ أولا باقتراح الخطة التي سنتبعها .أولا سنبلغ عن أسماء العملاء للصهاينة بدلا من أسماء المقاتلين و نعلن عن أماكنهم ليقتلوهم و كأنهم قتلوا رجالنا .ثانيا:نستخدم الجهاز لإيقاع العدو في كمائن معدة مسبقا و أغلبها ستكون إسقاط طائراته .و أخيرا أؤكد أن هذا الأمر لن يخرج من بيننا منعا لتسريب أي معلومات للعدو.

أحدهم : أين سيكون الجهاز إذن ؟

آخر : عندي بالطبع فأنا أملك عدد كبير من الجنود فسيكون في آمان

ثان : و أنا عندي ما يكفي من رجال

زيد ( بغضب ) : كفى .هلا تكفان عن هذه الأعمال الطفولية . الجهاز سيبقى عندي ما رأيكم؟

الأول و الثاني : (بامتعاض ) حسنا

زيد: لماذا دوما يكون الاختلاف في أشياء لا داعي لها .ما الفرق أن يكون الجهاز عند أي منا ؟

(يسكتان بدهشة وكأن السؤال فاجأهما)

زيد : هل هناك اعتراض أو إضافة على النقاط التي تحدثت عنها؟


زيد : إذا سنبدأ تنفيذ الخطة من الأسبوع المقبل إن شاء الله و سأخطركم بالطريقة المعتادة عن أي مستجدات.وشكرا على الحضور

( ينهضون جميعا )


**********
أبو أسامة يجلس على الكرسي مقيدا و قد مال بجسده نحو الأمام و يبدو كأنه نائم . تحدث ضجة بالخارج تجعله يفيق و ينظر بتأهب إلى فتحة الباب . يرتفع صوت خطوات تتقدم بسرعة و تدوي أصوات رصاص و صراخ . يقترب صوت الرصاص و يسقط رجلا أمام الباب و جسده قد أصيب بوابل من الرصاص و يندفع ثلاثة رجال ملثمين مشهرين أسلحتهم الآلية .يفحصون الغرفة بأعينهم

أبو أسامة : ( بفرحة عارمة ) هنا يا رجال أنا هنا. هيا فكوا وثاقي

(يشير أحدهم بالصمت و يسير الهوينة و بحذر شديد و الرجلان الآخران يفحصان المكان و بنفس الحذر حتى يصلوا إليه و قد وجهوا أسلحتهم إليه )

أبو أسامة : ( بدهشة ) ماذا تفعلون ؟ ألستم هنا لإنقاذي

أحدهم : نريد التأكد من شخصيتك؟

أبو أسامة : حسنا . رمزي الكودي ميم خمسة وعشرون على باء

الأول : ما هو الموعد المحدد لإرسال المعلومات ؟

أبو أسامة : ماذا . لا يوجد موعد محدد ؟

الأول : ما هي شفرة الطوارئ؟

أبو أسامة : الطير في العش

الأول : ما هي الكلمة السرية للتأكد من شخصيتك أثناء إرسال المعلومات؟

أبو أسامة: ( بدهشة ) لا توجد

( ينظر الأول إلى الآخرين . وأبو لأسامة ينظر إليهم بتوجس)

أبو أسامة : أنا أبو أسامة ( وهو ينظر إليهم و يشير لنفسه ). نعم أنا أبو أسامة

( صوت جهوري )

الصوت : كفى

(و يدخل زيد من الباب مسرعا و يشير إلى الرجال)

زيد : شكرا يا رجال
(وأبو أسامة ينظر إليهم و عيناه تكاد تخرج من محجريهما و ينظر إلى الرجل الذي أردي صريعا منذ قليل و هو ينهض و كأنه لم يصب بشيء . و تحل محل علامات الدهشة على وجهه علامات الغضب الشديد)

أبو أسامة :( وهو يحاول النهوض باندفاع و لكن وثاقه يبقيه في مكانه ) أيها الملعون

زيد : ( بسخرية ) لقد أخذنا منك ما نريد . وستتلقى عقابك الرادع أيها الخائن الخسيس

أبو أسامة : اذهب إلى الجحيم . ( يصرخ ) لا أحد يعاقب أبو أسامة لا أحد .( يسير زيد للخارج و ما زال أبو أسامة يصرخ ) أتسمعني أيها الوغد لا أحد لا أحد

oummati2025
02-03-2013, 10:05 PM
الحلقة الرابعة عشر -الطفل المفقود :

ماجي و محمود يقفان في منطقة التدريب . ماجي تمسك بمسدس و تشرح لمحمود كيفية استخدامه وتخرج خزانة الرصاص و تركبها ثانية.

ماجي : تخرج الخزانة هكذا ( تخرجها ) و تعيد تركيبها هكذا ( تركبها ) . وتسحب صمام الأمان و السلاح الآن جاهز للإطلاق .( تعطيه إياه ) حاول الآن.

محمود : ( يأخذ السلاح و بسرعة يخرج الخزانة ثم يعيد تركيبها و يسحب الصمام ثم يلفه حول إصبعه موجها قبضته إليها ) تفضلي .
ماجي : ( بإعجاب ) مم . مهارتك تثير الإعجاب . حسنا حاول أن تطلق على الهدف هناك.

محمود : ( يرفع المسدس و يوجهه نحو الهدف ثم يطلق على الهدف عدة طلقات. ثم يخفضه . يتحرك الهدف متوجها إلى محمود ثم يتوقف وقد أصاب محمود منتصف الهدف أو بالقرب منه . ينظر إلى ماجي ) ما رأيك؟

ماجي :جيد .أين تعلمت هذا ؟

محمود :( وهو يركب خزانة جديدة في السلاح ) نحن في غزة لنا أساليبنا

ماجي : (تنظر إلى ساعتها ) حسنا . لقد حان وقت الراحة . سنتناول وجبة خفيفة و بعدها ننتقل إلى غرفة الدروس الإستراتيجية.


**********

يظهر زيد وهو ينظر في كتيب , و أمامه الجهاز على طاولة صغيرة .يمسك بقلم ويكتب في الورقة ثم ينظر مرة أخرى في الكتيب .
يدخل عليه أحمد وكان يحمل في يده لفافة صغيرة

أحمد : معذرة يا زيد. لقد جاءت هذه اللفافة باسم والدك رحمه الله و لما علم محضرها بذلك أراد أن يعطيها لك

زيد : ( بدهشة ) هذا والله أمر عجيب. من مرسلها؟.

أحمد : يدعى عبد الرحمن المصري

زيد : هذا الاسم ليس غريبا علي . ( يفكر ) لقد تذكرت . إنه عم عبد الرحمن . إنه كان صديق حميم لوالدي رحمه الله . ولكنه ذهب إلى فلسطين ولا أتذكر السبب ربما منذ حوالي خمس عشرة سنة. أعطنيها من فضلك.

( يعطيها له أحمد فيقوم بفتحها .فيجد فيها ورقة و ملابس لطفل قد بدا عليها القدم و فردة حذاء)

أحمد : ما هذا ؟

زيد : (وهو يمسك بالورقة ويقرأها) سنعرف حالا من هذه الورقة( يقرأها زيد ثم ينظر إلى أحمد ) والله إن ما يقوله كاتب هذه الورقة لأمر طالما تمنيناه

أحمد : ( بتعجب ) كيف؟

زيد : ( ينظر إلى الورقة مرة أخرى ) تقول هذه الورقة أن جماعة من المقاومة الفلسطينية يسعون لتوحيد جهودهم مع جهودنا و سيأتي مندوبا من طرفهم للاجتماع بنا لشرح ما ينوون عمله .

أحمد : ( و العجب لم يفارقه ) أمعقول هذا ؟ و لكن كيف سيتم الاجتماع و عين العدو لا تنام عنا ولاعنهم؟

زيد : ( بحماسة ) و الله إنه لداهية ؟ لقد وضع طريقة رائعة تمكننا من عمل ذلك و برعاية العدو بنفسه

أحمد : أهذا معقول ؟

زيد : و لكنا نحتاج إلى بعض التحضيرات و إلى شخص نثق به و نثق برجاحة عقله و بإلمامه بالقضية العربية.

أحمد : ومن يكون هذا الرجل

زيد : ليست هو إنها هي . أنسب شخص لهذا الأمر هي سلوى . إنها تعرف عن هذه القضية أكثر من أي أحد آخر حتى أكثر مني أنا .( و عيناه تنظر إلى سقف المكان كمن يحلم وهو يقظان ) آه لو يسر الله هذا الأمر لتكونن ساعة العدوان قد أزفت .

أحمد : ( وقد انتقلت الحماسة له ) صدقت والله.وماذا عن بقية الأشياء ؟

زيد : ( باستفهام ) أي أشياء ؟

أحمد : القميص و الحذاء

زيد :( كمن تذكر ) آه ( ينظر في الورقة مرة أخرى و يقرأ قليلا) إنه يقول إنهم لفتى قد عثر عليه صديق له أثناء المذبحة و قام بتربيته حتى أصبح رجلا و يطلب مساعدتنا في العثور عليه.

أحمد : وماذا ستفعل ؟

زيد : سنحاول ذلك و لكن لدينا مهام أكبر الآن . نحتاج أن نتم تحضيراتنا في غضون أسبوع

أحمد : حسنا أأستدعي سلوى ؟

زيد : ليس الآن , دعها تسترح قليلا.وسأذهب أنا لملاقاتها

أحمد : ( بتوجس ) ألا تخاف أن يتعرف عليك أحد من العملاء ؟

زيد : ( بسخرية ) أي عملاء يا أخي العزيز .نحن نعرفهم من أولهم لآخرهم و في هذه اللحظة تقوم فرق من رجالنا بأسرهم للتحقيق معهم .

أحمد : ( يبتسم ) يا لك من داهية ؟

**********

محمود و ماجي يتناولان الطعام . محمود ينظر إلى صحنه و ماجي تنظر إليه و عيناها لا تتجاوز وجهه و قد مالت بجسمها على الطاولة قليلا.يستمر في الأكل لفترة ثم يرفع بصره إليها فيصطدم بنظراتها له فيتراجع بوجهه قليلا .ثم يتابع طعامه ويعيد نظره إلى صحنه

ماجي : هل أنت مرتبط يا محمود ؟

محمود : ( بدون أن يرفع نظره أو يتوقف عن الأكل ) لا

ماجي : أتعجب لهذا . إن لك من الصفات ما يجعل أي فتاة ترغب فيك بشدة .

محمود : ( يتوقف عن الأكل و ينظر إليها ) أنا لا أؤمن بهذه العواطف .

ماجي : إنك لشخص غامض حقا يا محمود. ( تعتدل في جلستها )ما رأيك فيﱠ يا محمود ؟

محمود : أنا لا أملك أن أعطيك جوابا بما أني لم أتعرف عليك بما فيه الكفاية ؟

ماجي :( منزعجة قليلا ) أقصد كأنثى .

محمود : امرأة جميلة .

ماجي : ( تبتسم ) فقط.

محمود : ( ببرود ) لا أعلم .هذا ما أراه فيك.

ماجي : ( غاضبة ) إذن انهي طعامك .ليس لدينا مزيدا من الوقت لنضيعه.

محمود : (ببرود و يضع ملعقته على الطاولة ) لقد انتهيت.

oummati2025
15-03-2013, 06:54 PM
الحلقة الخامسة عشر -المناظرة :

تتوجه سلوى إلى الباب

سلوى : من بالباب ؟.

صوت : أنا زيد ؟

سلوى : زيد من ؟
زيد : مريضك الذي لم تمري عليه منذ فترة

سلوى : (تفتح الباب بسرعة و بهلع شديد ) زيد ؟

زيد : كيف حالك يا سلوى؟

سلوى : (تخرج رأسها من الباب و تلتفت يمنة و يسرة) ادخل بسرعة .

زيد : ( يدخل بهدوء ) شكرا

سلوى : ( ومازالت تنظر خارجا ثم تغلق الباب و تنظر إلى زيد بغضب) أجننت يا زيد ؟ ستعرض نفسك للخطر .

زيد ( يبتسم بهدوء ) اهدئي .سأخبرك عن كل شيء و لكن هل يمكنني الدخول .

سلوى : ( وقد بدأت تهدأ قليلا تنظر إلى الداخل و بصوت مرتفع قليلا) أمي لدينا ضيف؟

أمها : ( من الداخل ) سآتي حالا

سلوى : تفضل بالداخل ( يدخل زيد و يتوجه إلى المقاعد .فتشير سلوى إلى مقعد ) تفضل ( فينظر إليه ثم يجلس )

( تخرج أمها من الغرفة و تتوجه نحوهما و تقف قليلا عندما تصل إليهما)

أمها : أهلا و سهلا يا ولدي (ثم تجلس و تنظر إلى سلوى و كأنها تطلب تفسيرا)

سلوى : هذا زيد يا أمي إنه زميل لي ( ثم تنظر إلى زيد ) زيد هذه أمي

الأم : ( تبتسم ) أهلا و سهلا يا ولدي

زيد : أهلا بك يا أماه

الأم : من أي بيت أنت ؟

زيد : ( يبتسم ) أنا ابن محمد السبع

الأم : ( بانبهار ) الشهيد محمد السبع . ما شاء الله أنت ابنه. والله بيت كريم

زيد : ( يبتسم ) شكرا يا أمي

الأم : و أين تعمل يا ولدي ؟

زيد : ( ينظر إلى سلوى و يبتسم ) أنا جندي

الأم : ( بانبهار ) ما شاء الله .إنك حقا ابن أبيك

سلوى : هذا هو المريض الذي أخرني عن العودة إلى البيت

الأم : وهي تنظر إلى ذراعه . سلمك الله من كل مكروه يا ولدي

زيد : شكرا يا أمي

الأم: بعد إذنك لحظات ( تنهض )

زيد : تفضلي يا أمي

( تتوجه أم سلوى إلى الداخل , سلوى و زيد ينظران إليها حتى تدخل )

سلوى http://files.fatakat.com/smilies2012/smiley-sad.gif تسترجع معالم الغضب ) أريد أن أفهم كيف لك أن تخاطر هكذا و بالأخص أنك مصاب.

زيد : (يبتسم ) أولا لقد قبضنا على أبو أسامة و أعتقد أنه أودع السجن الآن ..

سلوى : ( بدهشة ) ماذا ؟

زيد : وبحمد الله استطعنا الإيقاع بالشبكة بأكملها. لذلك لا يوجد عملاء يقومون بالإبلاغ عني

سلوى : ربما يوجد عملاء آخرون لا تدري عنهم

زيد : ( وبسمته لا تفارقه ) ربما . و لكن أردت أن آتي لأشكرك بنفسي على ما فعلتيه لأجلي

أم سلوى : ( تتحدث من الداخل ) يا أهلا يا زيد ( تصل إليهما و بيديها صحن عليه كوب من العصير و ماء ) كم كان والدك أكثر من أخ أكبر لنا جميعا.

زيد : بارك الله فيك يا أماه.

أم سلوى : ( تنظر إليهما بذكاء و تبتسم) حسن أستأذنك يا ولدي لدي بعض الأعمال لأنهيها كما أرى أنكم لديكما ما تقولانه.

زيد : تفضلي

( تعود إلى الداخل و ينتظر الاثنان حتى تدخل ثم يتحدث الاثنان في آن واحد . فيبتسمان)

سلوى : تحدث أنت الأول

زيد : ( وقد تحولت ملامحه إلى الجدية ) سلوى أريد أن أوكلك مهمة في غاية الخطورة . هذه المهمة قد تكون كفيلة بإنهاء الاحتلال

سلوى : ( بجدية ) إنهاء الاحتلال؟

زيد : ( يومئ برأسه ) نعم .لقد جاءتنا رسالة من الإخوة الفلسطينيين يطلبون الاجتماع بنا لدراسة إمكانية توحيد كفاحنا ضد العدو الصهيوني.

سلوى : ( بحماسة ) نعم التفكير. (متسائلة ) وما المطلوب مني؟

زيد :ستذهبين لحضور مناظرة بينك وبين موال للصهيونية .سيتم مناقشة هذه المناظرة على الهواء مباشرة .أريد منك أن تستعدي لذلك بالأدلة الدامغة و الوثائق المعتمدة .هذا الأمر في غاية الأهمية و لا أدري كيف ستفعلين ذلك و أنت في خضم الاختبارات , ولكني لا أجد من هو أنسب منك ليقوم بهذه المهمة.

سلوى : ( بحماسة ) لا تقلق سأتقدم بطلب لتأخير اختباراتي المتبقية إلى الدور الثاني

زيد : ( بجدية ) هل أعطيك مهلة لتفكري في الأمر

سلوى : ( تبتسم ) أفكر !. الأمر لا يحتاج للتفكير . لقد أعطيتني الفرصة لأقاتل هؤلاء الأوغاد بأسلوبي.

زيد http://files.fatakat.com/smilies2012/smiley-sad.gif بابتهاج ) هذا ما ظننته . إذن موعدنا بعد أسبوع من الآن .ستكون المناظرة في جامعة بيروت . ستأتيك سيارة لتقلك إلى هناك و سأتابعك يوميا لنجلب لك كل احتياجاتك من المراجع و الوثائق و الكتب و أشرطة الفيديو و كل ما قيل من قبل عن الحرب الإسرائيلية العربية.

سلوى : ( بابتهاج ) رائع . سأذيق هذا الوغد الذي سيجادلني ما يخرسه تماما

**********

محمود مستلقي على السرير و يقرأ في دفتر. يطرق الباب . فيعتدل بسرعة و يجلس بتحفز.

ماجي : أعلم أنك موجود بالداخل .فافتح الباب يا محمود و لا داعي لتصرفات الأطفال تلك

محمود : ( بانزعاج ) حسنا أنا قادم ( ينهض حتى يفتح الباب .وقد وضع يده على حافة الباب. تقف أمامه ماجي بملابس تكشف أكثر مما تخفي )

ماجي : ( تبتسم ) لا أدري لما هذه الوحدة التي تفرضها على نفسك .( وتزيحه بيدها وتدخل الغرفة ) أهذا هو الملجأ الذي تختبئ فيه مني ( تفحص الغرفة بعينيها ثم تلتفت إليه )

محمود : ( ببرود ) أنا لا أختبئ و لكني أنام بمجرد دخولي الغرفة استعدادا للغد.

ماجي : ( تحني رأسها ناظرة إلى السرير , فتمد يدها متناولة الدفتر الذي كان يقرأ فيه .تقلب صفحاته ثم تنظر إليه بإعجاب ) مم . أنت شخصية جادة جدا. ( تطوح بالكتاب على السرير , و تقترب منه حتى تضع وجهها بجانب وجهه ثم تريح رأسها على كتفه و تضمه بقوة .) كم أحبك يا محمود. ( محمود يقف كالحجر. ترفع ماجي رأسها و تنظر إليه و لكنه لا يبدي حراكا تتحسس شعره وهو كما هو, تنظر إليه بعصبييه ثم تبتعد عنه . تصيح بثورة ) ما بك يا محمود ؟. أنت تبدو كتمثال من الرخام .أليست لك مشاعر ؟ أنا أحبك . ألا تفهم أيها الوغد ؟

محمود : (ببرود ) ماجي أنا آسف لمشاعرك . لقد جئت هنا لهدف معين و لا أنوي أن أتجاوزه .

ماجي : ( مصدومة) اللعنة عليك ( تركض خارجة من الباب . يقفل محمود الباب بهدوء شديد )


**********


يعلو صوت الهاتف وتمتد يد لترفعه ليظهر وجه بيريز

بيريز :نعم , ...آه ماجي


ماجي : ( على الهاتف ) لقد اجتاز الاختبار

بيريز : ( يتراجع بكرسيه إلى الخلف ) ألم أقل لك . هذا الفتى سيكون له شأنا عظيما معنا.

ماجي ( ببرود) لقد كان مثل الصخرة لم يهتز ولم يطرف له جفن .

بيريز : ( يبتسم ) و كيف كان أداؤه في المجالات الأخرى.

ماجي : ( ببرود ) لقد أوشك أن يصبح مدربي .

بيريز : ( بصدر منشرح ) ممتاز يا ماجي هذا كان أملي فيك .

ماجي : في خدمتك دوما يا سيدي.

بيريز : ومتى تتوقعين أن يكون قد أنهى تدريبه الكامل ؟

ماجي : في غضون يومين . بعدها هو لك .

oummati2025
02-04-2013, 01:32 PM
http://drislam.tk/images/ch16.jpgالحلقة السادسة عشر -الفخ :


محمود مستلقي أرضا وقد بسط جسده بالكامل ووجهه ينظر إلى الأرض واضعا يديه تحته ثم يقوم بدفع جسده إلى الأعلى و يعود إلى الأسفل و يكرر هذه الحركة عدة مرات و ماجي تقف بجواره ممسكة بساعة في يدها و تنظر إليه . يصدر صوت رنات متقطعة فتنظر ماجي إلى جيبها ومن ثم تمد يدها لتخرج جهاز صغير فتنظر إلى شاشته بتمعن . ثم تنظر إلى محمود

ماجي : خذ راحة يا محمود
( تخرج من الغرفة . يستلقي محمود على ظهره و يلتقط أنفاسه و ما يلبث إلا ثوان قلائل حتى تدخل ماجي إليه مسرعة)

ماجي : ( بجدية ) هيا ارجع إلى غرفتك و ارتدي ملابسك .ستأتيك سيارة لتقلك إلى القيادة العسكرية

محمود : هل أنهيت تدريباتي ؟

ماجي : أعتقد أنك مؤهل بما يكفي الآن

( ينهض محمود و يسير خارجا و قبل أن يبلغ الباب يتوقف و يلتفت إلى ماجي )

محمود : ( بحرارة ) شكرا يا ماجي على كل شيء , و آسف لو أني أسأت إليك بشكل أو بآخر

ماجي : (ببرود )لا عليك


*********

سلوى تجلس على مكتبها و أمامها تل من الكتب .تكتب في دفتر ثم تقوم بالنظر مرة أخرى إلى الكتاب الذي أمامها.تنهض من مكانها إلى مكتبة بجوارها و تتفحص الكتب واضعة سبابتها على حافتهم و تنقلها من كتاب إلى كتاب حتى تتوقف عند أحدهم ثم تخرجه و تتصفحه .تغلقه عائدة به إلى مكتبها ثم تجلس و تعيد فتحه و تكتب في دفترها . تدخل عليها أمها و سلوى لا تشعر بوجودها .

أم سلوى : ( بإشفاق ) أعانك الله بنيتي

سلوى : ( ترفع رأسها عن المكتب و تنظر إليها مبتسمة ) ادعي لي يا أمي. ما أشد حاجتي إلى الدعاء في هذا الوقت . ادعي لي أن يثبتني الله و يلهمني الحق الذي لا تفنيد فيه و لا تحريف .

أم سلوى : أعانك الله بنيتي و الله إن لساني لا يفتر من الدعاء لك بالثبات . (بهدوء ) لقد أرسل إليك زياد جهاز الفيديو و أشرطة معه و لقد قام من أوصلهم مشكورا بتركيبه .

سلوى : شكرا يا أمي . أنت تعلمين كم أن هذا الأمر مهم بالنسبة لي

أم سلوى : وفقك الله يا بنيتي . أدعك و شأنك الآن . سأقوم الآن بإعداد الطعام . هل تريدين شيء آخر ؟

سلوى : لا حرمني الله منك يا أمي

( تغادر أم سلوى و تعود سلوى بكيانها إلى عالمها )


*********

تصدر طرقات على باب مكتب بيريز

بيريز : ( بصرامة ) ادخل

( يفتح الباب و يدخل منه محمود . فيبش وجه بيريز و يقف ليسلم على محمود بحرارة )

بيريز : ( متبسم ) أهلا بالبطل المغوار . بالرغم من النتائج المذهلة التي أحرزتها و لكني لا أخفي عنك أني كنت أتوقعها .أرجو أنها كانت فترة مفيدة .

محمود : ( ببرود ) لقد كانت فترة في غاية الأهمية و أعتقد أني استفدت بها .

بيريز : ( يجلس ) اجلس يا محمود .(يجلس محمود ) نحتاج إليك الآن في مهمة أقرب ما تكون مهمة دعائية .و لكنها في غاية الأهمية

محمود : ( يقطب ما بين حاجبيه ) مهمة دعائية ؟

بيريز : أرسلت لنا دعوة من إحدى الجمعيات اللبنانية اللا حكومية تطلب إجراء مناظرة عن إسرائيل و حقها في الأراضي العربية . و هذا الخبر أذيع في الصحف و القنوات الفضائية فأصبح واقعا لا مفر منه و نريدك أن تكون المتحدث بلساننا في هذه المناظرة

محمود : ( بدهشة ) أنا ؟ و لم لا يكون أستاذا جامعيا لديكم أو متحدثا باسم الخارجية الإسرائيلية أو حتى من أحد المراكز البحثية.

بيريز : نحتاج أن يكون عربيا من أهل غزة هو من يتحدث عنا لأننا نريد أن نري العالم أن هناك من العرب من هو مؤمن بأحقية إسرائيل في هذه الأرض و يؤمن بأن السلام لن يتم إلا إذا فهم باقي العرب ذلك . و بصفتك أحد الناشطين في مجال الدعم المعنوي لدولة إسرائيل و خبرتك في التعامل مع العرب كبيرة لذا أجدك أحد أبرز الوجوه التي يجب أن تذهب إلى هناك.

محمود : و لكن أعتقد أن هذا سيؤثر سلبا في وجودي في غزة . حيث سيضع المجاهدون الفلسطينيون أعينهم علي و لربما أقدموا على اغتيالي أو اعتقلوني بتهمة الخيانة العظمى . كما سيؤثر على علاقاتي بالعملاء الآخرين

بيريز : لا تقلق لقد تولينا هذه الأمور . المهم الآن أن تجهز نفسك ستعود إلى معسكرك و سينتظرك هناك مدربك الجديد السيد إسحاق. و سيقوم بتعليمك كل ما تحتاج لتفحم منافسك.

محمود : ( بارتباك ) و لكن ..

بيريز : لا يوجد لكن هيا لا تضيع الوقت المناظرة باقي عليها أسبوع فقط

محمود : ( باستسلام ) حسنا و لكن قد أحتاج إلى الذهاب إلى غزة لإحضار بعض أغراضي

بيريز : لا وقت لدينا يا محمود كما قلت لك سنحضر لك أي شيء تريده

محمود : أريد أن أحضر بعض الأشياء الخاصة , بالإضافة إلى أني أريد التأكد من أن الرجال يقومون بأعمالهم .

بيريز http://files.fatakat.com/smilies2012/smiley-sad.gif يفكر ) حسنا سأعطيك يوما قبل السفر لتذهب إلى هناك.

محمود : ( يقطب جبينه ) ربما أحتاج إلى أكثر من ذلك.

بيريز : ( بحدة ) ليس لدينا وقت يا محمود . أنت تضيع وقتك ووقتي اذهب يا محمود الآن و سنكمل نقاشنا فيما بعد.

( ينهض محمود مغادرا )

محمود http://files.fatakat.com/smilies2012/smiley-sad.gif في نفسه ) لقد وقعتم في الفخ أيها الأوغاد


*********


محمود يدخل من الباب و يغلق الباب خلفه و ينتظر خلف الباب قليلا ثم يفتح الباب ثانية بقوة ويلقي نظرة على الخارج ثم يعيد غلقه مرة أخرى و يشد المزلاج ثم يتوجه إلى المقعد الكبير مسرعا و يجذبه بقوة ثم يلف السجادة أسفله فيكشف السرداب. يفتحه و يدخل فيه و يقفله بعد ذلك
ثم ينزل إلى الأسفل على سلم و الإضاءة الوحيدة مصدرها من البيت. يمد يده من خلف السلم فيخرج مصباحا يضيئه ثم يقفل الباب و يكمل نزولا إلى أسفل .يسير في الممر وو يوجه المصباح إلى بقعة في الأرض . ثم يجلس على ركبتيه و يبحث عن شيء بيده . يشد شيئا من الأرض. فيفتح على إثرها مدخل لسرداب آخر و ينزل فيها يقفل الفتحة من خلفه. يمشي قليلا حتى يقف أمام باب خشبي فيطرقه

صوت : ( من خلف الباب ) من ؟

محمود : محمود

( ينفتح الباب و يظهر رجل خلفه يحمل سلاحا آليا مشيرا لمحمود بالدخول. يدخل محمود و يقفل الرجل من خلفه الباب)

محمود : السلام عليكم

الرجل : و عليك السلام ورحمة الله وبركاته

محمود : كيف حالك يا وليد ؟

وليد : الحمد لله في خير حال . (وهو محرج ) لم تحن لي الفرصة لأن أعتذر لك يا محمود . أنت تعلم أن حماستي و غيرتي على وطني هما من دفعاني إلى المحاولة لقتلك

محمود : ( يبتسم ) لا حاجة للاعتذار أنا أعلم ذلك و لكن كما تعلمت من الرفاق ليست الحماسة تتمثل في التهور و لكن نستطيع أن نوجهها بالعقل

وليد : لقد تعلمت هذا الدرس و أصبح تفكيري مختلفا الآن

محمود :أين حسام؟

وليد :لم يأتي بعد. سنرسل في طلبه حالا. يبدو عليك الإرهاق ., يمكنك أن تسترح قليلا في الداخل و عندما يصل سنوقظك.

( يطرق الباب)

و ليد : من ؟

الصوت : حسام

وليد : ( يبتسم لمحمود ) سبحان الله أنت رجل مبارك يا محمود

محمود : (يبتسم)

( يدخل حسام )

حسام : السلام عليكم ( يلقيها بعجل والسعادة تغمره عندما يقع بصره على محمود) محمود لقد اشتقت لك كثيرا يا أخي ( يضمه بقوة )

محمود http://files.fatakat.com/smilies2012/smiley-sad.gif بسعادة ) وأنا كذلك

حسام : لقد أخبرني الرجال بقدومك . كيف كانت رحلتك؟

محمود : الحمد لله كل شيء سار حسب ما خطط له ( يخرج ورقة من جيبه و يعطيها إلى حسام ) هذه تحتوي على الأسلوب التي سأستخدمه أثناء مناظرتي . يجب أن تصل هذه الورقة أو المعلومات التي بداخلها بأسرع وقت إلى الأخوة في لبنان

حسام : سأحرص على ذلك . لا تقلق . متى ستغادر ؟

محمود : ( ينظر في ساعته ) باقي لي 10 ساعات

حسام : إذن لا وقت لدينا سأغادر الآن ( يتحرك نحو الباب)

محمود : لا تنسى سأقابلك في بيتك بعد أربع ساعات من الآن

حسام : يمكنني أن أمر عليك أنا بدلا من أن تتعب نفسك

محمود : ( يفكر ) حسنا. ليكن موعدنا في بيتي بعد أربع ساعات

oummati2025
16-04-2013, 10:09 PM
الحلقة السابعة عشر -اللقاء :

http://drislam.tk/images/ch17.jpgتظهر مذيعة وخلفها يحدث تزاحم على بوابة المناظرة و يوجد أيضا مذيعون و مذيعات أخريات في الخلفية

المذيعة : و كما ترون أيها السيدات و السادة نحن الآن في انتظار السماح للجمهور بالدخول و بالرغم من الزحام الشديد و لكن يبدو أن الإجراءات الأمنية صارمة للغاية.نتوقع أن تكون هذه المناظرة حساسة جدا و ساخنة .و الإعلام العربي و الغربي يتابعها منذ الإعلان عنها .بالطبع هذه المناظرة ليست ذو شأن قانوني بمعنى آخر أن الأمم المتحدة لن تنظر إليها بعين الاعتبار و لكننا لا نستطيع أن ننفي قوة تأثيرها على الرأي العام. ( يعلو صوت الزحام فتلتفت إلى الجمهور ) يبدو أن المناظرة على وشك البدء سيداتي آنساتي سادتي , و الأمن ينظم دخول الحضور . (تنظر إلى الكاميرا ) كانت معكم أمل محمد من أمام قاعة المناظرة , بيروت.


*********


يظهر ثلاثة أشخاص على ساحة المناظرة و هم يتوجهون إلى المنضدة و تزيد حركة الجمهور و أغلبهم يشير إليهم حتى يصلون إليها فيجلسون .

الرجل : (بصرامة ) نرجو من الحضور الهدوء . ستبدأ المناظرة بعد قليل . ( يعود إلى مقعده و يلتفت إلى محمود ) هل أنت جاهز يا سيد محمود ؟

محمود : ( بابتسامة الثقة ) جاهز

الرجل : ( يلتفت إلى سلوى التي ترمق محمود بنظرات من نار و محمود يميل برأسه محييا لها ) هل أنت جاهزة يا آنسة سلوى

سلوى : ( تنظر إليه ) بكل تأكيد

الرجل : ( يمسك بالمذياع ) الحضور الكرام أود أن أبدأ هذه المناظرة بشكر كل من ساهم لجعل هذه الفكرة حقيقة ماثلة أمامكم . و أرحب بالأستاذ محمود فضل من غزة أحد أكبر متبني قضية السلام مع إسرائيل و أن لإسرائيل حق في هذه الأرض كما للعرب حق فيها . ونرحب بالدكتورة سلوى ضياء الدين و هي طالبة في السنة الأخيرة بكلية الطب و بالرغم من صغر عمرها فقد طبع لها في الصحف و المجلات الدورية العديد من المقالات التي تتحدث فيها عن القضية العربية و تنبري للدفاع عنها . السادة الحضور أذكركم بأن تلتزموا بالهدوء التام و في مخالفتكم لهذا إشارة إلى عدم الاحترام لكل الموجودين . سنبدأ بالأستاذ محمود حيث أنه ضيف عندنا فليتفضل مشكورا

محمود : ( مبتسم) أشكر السيد مراد على إشرافه على هذه المناظرة التي تمثل الحضارة في أبهى صورها بعيدا عن القتال والدماء و الخراب, و أرحب بالدكتورة سلوى التي أتمنى لها كل التوفيق .سأبدأ بالتحدث عن تاريخ هذه الأرض التي استمر عليها الصراع لفترة طويلة . بدأت القصة عام ثلاثة و عشرين و ثلاثمائة قبل الميلاد عندما غزا الإسكندر الأكبر العالم و أنهى الإمبراطورية الفارسية والتي كانت تتضمن الدولة العبرية حينئذ متمثلة في دولة كنعان والتي كانت مساحتها حوالي مائة وثلاثون كيلومترا مربعا . وكانت هذه الدولة أسست بدافع ديني وهو أن الله عز وجل وعد بدولة لأبناء نبيه إبراهيم . بعد هذا الغزو عانى الشعب اليهودي الاضطهاد مما دفع الناس إما إلى تغيير ديانته أو إلى الهجرة وانتشرت الديانة المسيحية في المنطقة لتبدأ مرحلة جديدة. و أصبح الشعب اليهودي مشتتا في أصقاع المعمورة .بعد هذه الفترة ووصولا إلى العصور الحديثة حاول المجتمع اليهودي أن يندمج مع هذه الحضارات المختلفة و خاصة في أوروبا و لكنه كان لا يزال يعاني من الاضطهاد حتى أنهم منعوا من ممارسة أي نوع من الحكم بالرغم من مهاراتهم المالية و اليدوية و في الطب و في جميع أشكال الأنشطة البشرية .وزاد الأمر سوءا عندما بدأت الحرب العالمية الثانية و عاش الشعب اليهودي أسوأ مراحله عبر التاريخ حيث سيق الآلاف أو ربما الملايين إلى المحارق التي جعلها هتلر مقابر لليهود.وهنا زادت فكرة إنشاء وطن للشعب اليهودي إلحاحا و كان المكان الذي يمكن أن يفكر فيه اليهود هو أرضهم القديمة فلسطين و مع زيادة سطوة اليهود على المجتمع الأوروبي استطاع اليهود مع نهاية الحرب العالمية الثانية أن تكون لهم دولة في الأراضي الفلسطينية وقاموا قبلها بالإعداد الدقيق حيث توافدت وفود غفيرة من المهاجرين اليهود وصلت إلى حوالي أربعين ألف مهاجر بالإضافة إلى شراء الأراضي من المواطنين الفلسطينيين و التسليح الجيد الذي استطاعوا به أن يقاوموا الاعتراض العربي المسلح على وجودهم بدء من ثمانية وأربعين و تسعمائة وألف حتى هذه اللحظة.هذه نبذة مختصرة عن إسرائيل حتى هذه اللحظة .
أنتقل إلى الخلاف الفلسطيني أو العربي الإسرائيلي . من وجهة نظري الخلاف دائر حول أحقية إسرائيل في هذه الأرض.من جهتي أجد أن للشعب اليهودي حق في أن يعيش في هذه الأرض تاريخيا و كذلك حضاريا . جميعكم يشهد على التقدم الحضاري الذي قام على إثر قيام دولة إسرائيل و الذي قد يناظر أو يفوق الحضارة الأوروبية أو الأمريكية .الشعب الإسرائيلي عبر التاريخ كانت له إنجازاته العلمية و الإبداعية فقد أثرى الحضارة الإنسانية بما هو غني عن الذكر . الشعب الإسرائيلي لا يريد سوى مكان يتعايش مع من حوله بسلام .لا يوجد من هو على وجه البسيطة من يجد متعته في أن يَقتل أو يُقتل وإلا كان مجنونا بحق و لكن الشعب الإسرائيلي كأي شعب من حقه أن يدافع عن وجوده و كيانه . وفي أثناء ذلك ربما تحدث بعض الأخطاء وانفلات الأعصاب ما يؤدي إلى خسائر كبيرة في الأرواح.
القادة الإسرائيليون يريدون سلاما يضمن لشعبهم الأمن والأمان و قامت العديد من الاتفاقيات لضمان ذلك و لكن ما زالت القيادات العربية ليست بالنضج الكافي للتعامل مع الموقف مما يضطر القيادة الإسرائيلية أن تتراجع عن موقفها و عن اتفاقاتها.
الحل السليم و الذي أجده مرضيا لجميع الأطراف هو أن يتعامل الفلسطينيون والعرب على أن الشعب الإسرائيلي هم إخوان لهم يجب أن تتعلم الشعوب العربية التكيف في وجود حضارة أخرى و شعب أخر.لو وضع هذا الأمر نصب أعين العرب لانتهت أنهار الدماء منذ أمد بعيد
( يصمت و يبتسم )
أرجو أن أكون قد نقلت إليكم وجهة نظري .وشكرا جزيلا لكم على حسن استماعكم

مراد : (مبتسم ) نشكر السيد محمود فضل على كلمته و التزامه بالوقت المعين ننتقل إلى الدكتورة سلوى و التي سترد أو تتحدث عن وجهة نظرها فلتتفضل مشكورة

( تضج الصالة بالتصفيق الشديد )

سلوى : بسم الله الرحمن الرحيم .في البداية أشكر جميع الحاضرين و المنظمين لإتاحة هذه الفرصة للتحدث بقلب مفتوح عن قضية هي أشبه ما تكون مصدر صداع هذا العالم .سأبدأ أولا بما هو سبب هذه المشكلة .كانت وجهة نظر السيد محمود أن المشكلة في أحقية هذه الأرض .وأنا أخالفه .هذه الأرض ليست ملكا لأحد فإذا كان اليهود يؤمنون أنها أحق بها لأن الله وعد بأن تكون ملكا لأولاد إبراهيم فماذا عن العرب هم أولاد من إذن ؟ إنهم أولاد إبراهيم أيضا والتاريخ يثبت ذلك.القضية ليست قضية أحقية بل قضية سيطرة و استغلال ثروات وهذا هو تعريف الاحتلال هو قيام شعب بالسيطرة على أرض شعب آخر لاستغلال موارده .وهذا ما يحدث الشعب الإسرائيلي لم يكن يريد استقرارا بل سيطرة و احتلالا .لو أراد أن يستقر و يعيش عيشة تكافلية مع نظيره العربي لما كان هناك أي خلاف و لكنه أراد أن يعبث بمقدرات هذا الشعب.الشعب اليهودي عبر العصور لم يستطع أن يتعايش مع الشعوب الأخرى و هذا ليس عيبا في الشعوب الأخرى و لكنه خطأ في مفاهيمه الخاصة في التعايش نقرأ كثيرا عن استباحته لأموال الآخرين أو خداعهم .هل تتوقع أن يتقبل أي شخص هذا الأمر .
أنتقل إلى النقطة الثانية وهو لو وافقت على كلامك أنه يريد فقط الاستقرار فلم يريد التوسع واحتلال المزيد من الأراضي .لا تقول لي لحماية حدوده بل هو اعتقاده بأحقيته للأرض من الفرات إلى النيل .إذن القضية التي لا يقبل بها أي بشر أن تكون أرضه محتلة فإن دفاعه عن أرضه في هذه الحالة حق شرعي يكفله الدين قبل القانون.
أما قضية أنه من حقه الدفاع عن نفسه فهذا صحيح و لكن أنا لدي إحصائيات تتحدث بالأرقام عن دفاع إسرائيل عن نفسها .( ترتب بعض الأوراق ) عدد القتلى الفلسطينيين تقريبا أربعة أضعاف القتلى الإسرائيليين و عدد السجناء الفلسطينيين حوالي عشرة آلاف مقابل سجين واحد إسرائيلي , القتلى من الأطفال قد يصلون إلى عشرة أضعاف نظيرهم من الفلسطينيين أما حياد المجتمع الدولي فكان بارزا حيث أصدر حوالي خمس و ستون قرارا لصالح إسرائيل مقابل لاشيء للفلسطينيين .سيدي الفاضل هذه أرقام تتحدث عن حقيقة أن إسرائيل لا تطمع في سلام بل تريد سيطرة و حكم قمعي .هل لك أن تشرح لي لم تستهدف المدنيين العزل ؟.لا تقل أن الإرهابيين الذين نفخر بكونهم محاربين لهذا الاحتلال يستخدموهم كدروع بشرية وهذه الأعذار قد فندت من قبل لجان تحقيق مثل ما حدث في قانا قبل عشر سنوات .إن ما تفعله إسرائيل هي ترهيب للشعب الفلسطيني أو العربي بصيغة أدق .إنها تريد أن تجعل الشعوب خاضعة لإرادتها بقتلها أبناء هذه الشعوب.ربما تتناسى إسرائيل أننا شعوب عانت من وطأة الاحتلال أعواما وأعوام , ولم تنكسر إرادتنا و أقولها بصوت أعلى وبيقين راسخ لم ولن تنكسر أبدا
( تضج القاعة بالتصفيق الشديد .و تصمت سلوى حتى يهدأ الجمهور)
في اعتقادي الحل الأمثل إن كانت إسرائيل تريد سلاما بحق أن تعطي لكل حق حقه .هذه أرض أصبحت أرضا عربية وأعتقد أنها ستستمر هكذا حتى قيام الساعة .إذن على إسرائيل أن تقوم بإرجاع الأراضي التي استولت عليها بغير وجه حق إلى أصحابها .أما الحكم فهو للأصلح و ليس عنصريا حسب الديانة , فهذا أصل الحضارة أجناس مختلفة تعيش لرفعة مجتمعها .أنا أعلم أننا نعيش تبعا لقانون الغاب الأقوى له الباع الأطول و لكن و لتعلم إسرائيل أن على الباغي تدور الدوائر فإذا كانت تعتقد أنها ستسمر على بغيها للأبد فهذا لن يكون أبدا ستسقط مثل أي حضارة ظالمة سقطت من قبل .فلتحترس لنفسها ولتعمل لغدها قبل فوات الأوان. و شكرا لكم
(تضج القاعة بالتصفيق الحاد مرة أخرى)

مراد :سنأخذ الأسئلة من الحضور و سنجيب عنها لاحقا لضيق وقت السيد محمود .
و في نهاية هذه المناظرة نود أن نشكر كلا من ضيفينا الأستاذ محمود فضل و الدكتورة سلوى ضياء الدين على مشاركتهم معنا و تشريفنا بحضورهم .وأود أيضا أن أوجه دعوة إلى السيد محمود قدمتها الهيئة اللبنانية لحقوق الإنسان العربي لزيارة قانا ( ينظر إلى محمود و محمود يبتسم محييا مراد برأسه). شكرا أيها الحضور على احترامكم لنا و نرجو أن يكون الجميع قد أدرك أبعاد القضية و الآراء المختلفة .شكرا جزيلا و إلى لقاء جديد ( ينهضون و يسلم مراد على سلوى ثم على محمود و أخيرا محمود يسلم على سلوى والتي تبدو مشمئزة بشدة)


**********


بيريز يتابع التلفاز ويرن جرس الهاتف فينظر إليه ثم يلتقطه و يستمع للمتحدث

بيريز : لا أدري يا سيدي . لقد كانت الفتاة , وبالرغم من انفعالها و الذي كنا نأمل أنه سيضعف موقفها , قادرة على أن تعطي إجابات واضحة و صريحة .( يصمت قليلا ) محمود التزم بكل ما أخبرناه به و أعتقد أنه بذل ما بوسعه و لكن الفتاة كانت تملك من البلاغة و المنطقية ما أخرج هذه المناظرة بهذا الشكل ( يستمع ) لو أردت يا سيدي يمكننا أن نهدم بيتها فوق رأسها و لكنها أصبحت نجمة إعلامية و هذا سوف يحفز الرأي العام المحلي و الدولي ضدنا(يستمع ) محمود أعتقد أنه سيذهب إلى قانا التي دعي إليها بعد المناظرة أعتقد أنهم يريدون أن يبينون له آثار عملية قانا التي كانت منذ أكثر من عشر سنوات أملا في أن يغير موقفه (يستمع ) حسنا يا سيدي سنقوم بحملات إعلامية موسعة في أوروبا و أمريكا

نمضي كـ حلم
17-04-2013, 07:54 PM
رواية اكثر من رائعة متابعة معك بصمت:) -جزاك الله خيري الدنيا والاخرة-

oummati2025
17-04-2013, 11:03 PM
رواية اكثر من رائعة متابعة معك بصمت:) -جزاك الله خيري الدنيا والاخرة-


هههه ظهر الصامتون :ppu

أهلا بك أختي وسعيدة بمتابعتك

اللهم آمين يارب وإياك وتقبل الله من كاتب الرواية وجزاه كل خير :_11::_11:

oummati2025
28-04-2013, 02:42 PM
http://drislam.tk/images/ch18.jpgالحلقة الثامنة عشر -الفارس :



محمود يجلس بجوار سلوى على كرسي خلفي لسيارة تتحرك بهم على الطريق و مراد يجلس بجوار السائق في الأمام.
سلوى تنظر من النافذة على الطريق ومحمود ينظر إليها .

محمود: سلوى لماذا أجدك متحاملة ضدي هكذا و كأن بيننا ثأر قديم؟
سلوى : ( تلتفت بحدة و علامات المقت أشد ما تكون على ملامحها) أولا أرجو أن لا ترفع الكلفة بيننا , ثانية ماذا تريد أن أفعل مع شخص يدافع عن قتلة الأطفال و النساء و العزل بدافع السلام المزعوم الذي يصب بالكامل لمصلحة إسرائيل . إن بيني و بين الصهاينة ثأرا لن ينتهي إلا أن أرى هذه العصابة و قد أخذهم الله أخذ عزيز مقتدر

محمود : أي ثأر هذا ؟

سلوى : لقد قتلوا أبي و أمي , و أخي حتى الآن في عداد المفقودين

محمود : ( يصمت قليلا و قد بدا عليه التأثر و ينظر إلى الأرض قليلا ثم يستدرك نفسه بسرعة يرفع بصره إلى وجهها ) كانت ...........

سلوى : ( بإصرار )هذا الجدل العقيم لا يخرج الصورة عن إطارها . إنكم سفاحون

محمود : ( يبتسم ) أنت ما زلت تصرين على أن الإسرائيليين ليس من حقهم الدفاع عن أراضيهم

سلوى : ستنظر إلى ما يخبرك حقا كيف يدافع الإسرائيليون عن أراضيهم عندما نصل إلى قانا ( ثم تعود بنظرها إلى النافذة )



*********
زيد يقف مع أحمد داخل المخبأ

زيد : هل تأكدت من الاحتياطات الأمنية؟

أحمد : نعم يا زيد

زيد : ومتى سيصل الضيف ؟

أحمد : في أقل من ساعة

زيد : أنت تعلم أهمية الأمر يا أحمد يجب أن يتم الأمر كما خطط له يا أخي العزيز

أحمد : لقد فعلنا ما علينا و يتبقى توفيق الله عز وجل

( يندفع رجل مسرعا إلى الداخل )

جورج : هذه الرسالة استقبلها الجهاز و قد قمنا بترجمتها

( يعطيها إلى زيد )

زيد : ( يأخذ الرسالة و ينظر فيها ) إنهم يطلبون أن نرسل لهم تقريرا عن حركة الضيف ( يرفع نظره إلى أحمد و يبتسم ثم ينظر إلى الرجل ) شكرا يا جورج

أحمد : ( يبتسم ) سبحان الله نحن من سنرسل لهم تقريرا عن حركة ضيفنا

زيد : ( ما زال مبتسما) حسنا أعد يا أحمد التحركات المفترضة و قم بإرسالها بعد أن يغادرنا الضيف

أحمد :حسنا يا زيد ( يتحرك)

زيد : كيف حال سلوى يا أحمد ؟

أحمد : ( يواجه محمود ) بخير . لقد قام بطمأنتي الرجال هناك .ما شاء الله عليها لقد قامت بما هو مطلوب منها .

زيد : هذا أولا و آخرا توفيق من عند الله بالإضافة إلى المعلومات التي وصلت من الأخوة في غزة كانت في غاية الأهمية

أحمد : الحمد لله


*********

السيارة تسير الهوينة بجوار البيوت الخربة متجهة صوب بقايا منزل متهدم . ثم تتوقف و ينزل منها محمود و سلوى و مراد

سلوى :( بسخرية و هي تشير إلى البيوت ) هذه كانت ثكنات عسكرية و مفاعلات نووية مموهة على هيئة بيوت .و كانوا الجنود بالداخل أيضا يرتدون زي المدنيين و أحضروا عائلاتهم ليكون التمويه أشد .

( تنظر إلى محمود و بعصبية تصرخ ) ما رأيك أيها المحب للسلام . ما رأيك يا من تريد أن تكون إسرائيل دولة تسيطر على هذه البقاع ( تخرج الدموع من عينيها ) هيا أخبرني.

( ينتبه الناس إلى الموقف و يتلفت محمود يمنة و يسرة و يمسك مراد بسلوى من كتفها )

مراد : اهدئي يا بنيتي اهدئي .( ينظر إلى محمود بأسف ) معذرة يا سيد محمود إنها تبدو متأثرة . هذا الركام في آخر الشارع كان بيتها التي كانت تقطن فيه مع أسرتها .والذين فقدتهم في المذبحة بأكملهم و نجاها الله.(ينظر إلى سلوى ) هيا يا بنيتي سأقلك إلى البيت.

سلوى : ( تمسح دموعها بيدها ) شكرا يا سيد مراد بيتي قريب من هنا سأسير إليه ( وتتحرك بدون أن تتيح لأحد أن يتفوه بكلمة)


*********


ينهض زيد بحماسة ليعانق محمود بقوة داخل المخبأ

زيد : ( منشرح الصدر) مرحبا بأخينا في النضال .

محمود : مرحبا بك يا أخي العزيز لطالما اشتقت إلى هذا اللقاء

زيد : تفضل يا أخي العزيز . تفضل بالجلوس

(يجلسان )

محمود : لقد سمعت عنك الكثير من عم عبد الرحمن ولكني لم أتصور أنك بهذا الشباب

زيد : ( باندهاش ) عني أنا ؟

محمود : نعم ( باندهاش) . ألست محمد السبع؟

زيد : ( بحزن ) لا أنا زيد ولده . لقد توفى والدي رحمه الله منذ ثلاث سنوات

محمود : ( بأسف ) رحمه الله

زيد : ( وقد عادت الحماسة ) سنحضر لك الأكل و في غضون ذلك يمكنك أن تغير ملابسك و أن تغتسل

محمود : ( بجدية ) أنت تعلم أن الوقت ضيق بشدة لذا أريد أن نستفيد منه . هل تريد أن تسمع إلى خطة التحرير.

زيد : ( يبتسم ) بالطبع .


**********
سلوى تدخل من باب بيتها ثم تغلقه خلفها

سلوى :أمي لقد وصلت

أمها : تهرول مسرعة إليها ثم تضمها لقد اشتقت إليك كثيرا يا بنيتي

سلوى :( تبتسم ) لم أغب عنك سوى ست ساعات

أمها : ( تنظر إلى وجهها ) لقد مرت كأيام

سلوى : و أنا اشتقت إليك كثيرا

أمها : ( بسعادة ) لقد كنت رائعة يا بنيتي و أكثر من رائعة .و الله إني لأظن أن أناس كثيرون يدعون لك الآن

سلوى : إنه توفيق من عند الله يا أمي

( تصمت سلوى و يخبت ضوء وجهها )

أمها : ما بك يا بنيتي ؟

سلوى : ( بحزن ) لقد أتيت برفقة هذا الوغد الذي يدعى محمود , و توقفنا بجوار بيتنا القديم وقد تذكرت الموقف منذ عشر سنوات. رحمهم الله جميعا .كنت أتمنى لو كان شادي بيننا الآن ليقف معي ضد هؤلاء الصهاينة القتلة

أمها : ( بأسف ) لا تقولي لو يا بنيتي فإنها تفتح عمل الشيطان. ما قضاه الله نحن راضون به مهما كان

سلوى : و نعم بالله . سأذهب لأغتسل و أغير ملابسي

أمها : ( تبتسم ) كيف حال زيد ؟

سلوى : ( بارتباك ) زيد . آه زيد إنه بخير

أمها : أجد أن هناك ميل منك اتجاهه

سلوى : ( باستنكار ) إنه ..إنه مجرد زميل

أمها : ( تغمض إحدى عينيها ) زميل فقط

سلوى : ( بخجل ) كفى يا أمي لا تحرجيني

أمها : هذا ما ظننته .إنه رجل صالح من بيت صالح

سلوى : ( بجدية ) ما زلت لا أعلم حقيقة مشاعري اتجاهه و لكني أجد فيه فارس أحلامي الذي طالما تمنيته

أمها : وفقك الله يا بنيتي إلى من يرضى الله عن دينه و خلقه

oummati2025
21-05-2013, 02:22 AM
http://drislam.tk/images/ch19.jpgالحلقة التاسعة عشر - دماء فلسطينية :


محمود و زيد يجلسان و أماهما أوراق كثيرة و خرائط في المخبأ

زيد :(ينظر إلى محمود نظرة تقدير ) ما شاء الله يا أخ محمود . لقد وضعت خطة في غاية الروعة و الفاعلية. لقد اقتنعت بها كل الاقتناع و يبقى أن أنسق بيني و بين الفصائل الأخرى .
و كيف وضعك مع الفصائل الأخرى في غزة ؟

محمود : مشكلتنا الأساسية هي الفرقة فيما بيننا . و لكن أسأل الله عز وجل أن يؤلف بين قلوبنا و يوحد صفوفنا

زيد : آمين

محمود : أريدك يا أخ زيد في خدمة شخصية

زيد : ( باهتمام شديد )تحت أمرك

محمود : أنا أنتمي في الأساس إلى هنا إلى قانا

زيد : (بانبهار ) أنت من قانا !

محمود : نعم و لكني أحد ضحايا مذبحة قانا و قضيت عمري في غزة بعد أن فقدت ذاكرتي تماما و الآن أريد أن أعرف هل لي أهل باقون على قيد الحياة؟

زيد : ( متعجبا ) أنت ثاني شخص يطلب مني هذا و العجيب أن الطلب الآخر من العم عبد الرحمن من غزة

محمود : ( باندهاش ) معقول

زيد : و لقد أرسل إلي بملابس طفل صغير لأستدل بها

محمود :( بدهشة وارتباك ) هل لي أن أرى هذه الملابس؟

زيد : بالطبع ( ينهض و يسير قليلا حتى يصل إلى الباب , يفتحه و ينادي على أحد الرجال و يتحدث معه بصوت غير مسموع . يقف قليلا و يتناول شيئا من خلف الباب و يعود لمحمود و بيده الملابس. يمد يده بها إلى محمود )
هذه هي الملابس التي استلمتها

محمود : ( يتفحص الملابس ) هذه الملابس كنت أراها أسفل سرير أبي رحمه الله . هل من المعقول أن تكون لي و لم يخبرني بها ؟

زيد : هذه الملابس ستسهل علينا قليلا إيجاد الشخص المطلوب.فإذا افترضنا أن هذه الملابس ليست لك. ما هي معلوماتك حول أهلك أو مكانك؟

محمود : ( بحيرة ) ليست لدي أي معلومات و أنا لا أتذكر أي شيء

زيد : لو كان الأمر كذلك هل تعلم عدد الأطفال التي فقدت أعتقد بالمئات؟

محمود : ( بتوسل ) أرجوك يا زيد يجب أن تساعدني.

زيد : ( بإشفاق ) سأفعل كل ما بوسعي. لا تقلق. ( يبتسم و يصمت قليلا) إلى الآن لم أقم بواجب الضيافة نحوك. سأحضر لك الطعام لتأكل ( محمود كان يريد التحدث) أرجوك لا تتعذر بأي عذر يجب أن نكرمك

محمود : ( يبتسم ) حسنا


**********


التلفاز يعرض صوت أعيرة نارية في الشوارع و آثار دخان يتصاعد من المباني.ويظهر رجل ملثم يختبئ خلف جدار أحد البيوت ممسكا بسلاح آلي يطلق منه الرصاص . ثم تظهر بيوتا تتصاعد منها الدخان .

صوت التلفاز :وما زالت المناوشات القتالية بين الفصائل الفلسطينية مستمرة .وبلغ عدد القتلى ثلاثة و المصابين حوالي العشرين .و اجتمع القادة الفلسطينيين صباح اليوم و في نهاية الجلسة طالبوا بإنهاء القتال و شددوا بضرورة توحيد الصفوف . و كان الخلاف يدور حول تولي السلطة وأيهم أحق بالسلطة. وقد تحول الجدل السياسي إلى جدل مسلح يسقط على أثره أبرياء لا يريدون سوى السلام .
وكل يوم يمر تسيل معه الدماء الفلسطينية أنهارا إما بأيدي قوات الاحتلال أو بأيدي الفلسطينيين أنفسهم.
هذا الشعب يأمل أن تجف هذه الأنهار و يعم السلام عليهم و لو يوما واحد فقط.


حسام يقف بين أربعة رجال منهم وليد في المخبأ

حسام : ( بغضب شديد) ماذا يفعلون ؟ إنهم يفعلون ما يريدون الصهاينة . نحن نقتل بعضنا البعض .هل هناك عاقل يقول هذا؟ .أنحن نريد أن ندافع عن بلدنا أم نقاتل أنفسنا . ماذا يريدون من السلطة؟ . أحكم الجاهلية يبغون ؟ . أية سلطة يتقاتلون عليها ؟.أهي سلطة احتلال جديد تريد أن تسيطر على ما تبقى لنا من حرية ؟ أم زعامة فارغة لا تسد رمق أي فلسطيني؟. لا يجب السكوت على هذا . لا يجب أن نبقى هكذا لا نحرك ساكنا .

( يطرق الباب)

وليد : من؟

صوت محمود :محمود

( يفتح وليد الباب و يدخل محمود)

محمود : السلام عليكم يا رجال ؟ ما هذا الذي يحدث؟

( يرد الرجال السلام )

حسام : ( بأسف ) لقد اختلفوا على من يتولى السلطة ؟

محمود : أية سلطة يتحاربون عليها . نحن تحت وطأة احتلال غاشم و هم يتقاتلون على الفتات بدلا من أن نتكاتف للقيام بدولة ذات سيادة

حسام : كنت للتو أتحدث عن هذا . و لكن ماذا يمكننا أن نفعل ؟

محمود : ( يفكر ) يجب أن نجتمع مع أطراف النزاع لإيجاد حل يخرجنا من هذا المأزق . بالإضافة إلى أن خطتنا ستدمر تماما. سأتصل برجالنا في الطائفتين لمعرفة مزيدا من التفاصيل. ( يعود أدراجه متوجها إلى الباب ثم يتذكر شيئا فينظر إلى حسام ) حسام أحتاج أن أتحدث معك , بعد إذنكم يا إخواني

حسام : هيا بنا سأغادر معك. ( ينظر إلى الرجال ) أراكم فيما بعد يا رجال.

( حسام و محمود بصوت متداخل )السلام عليكم.


*********

سلوى تدخل من باب البيت فرحة جدا و تندفع مسرعة إلى الداخل

سلوى : أمي . أين أنت يا أمي؟

( تندفع سلوى اتجاه غرفة و تخرج أمها منها فيكادان يصطدمان و لكن تتمالك سلوى نفسها )

سلوى : لقد كرموني في الجامعة يا أمي و تقرر إعادة الاختبار , الذي لم أختبره , لي وحدي

أمها : ( بسعادة ) بالتوفيق يا بنيتي أنت تستحقين كل الخير

سلوى : كما أقاموا حفلا لتكريمي و قد أعطوني شهادة الطالبة المثالية

أمها : بوركت يا بنيتي و حفظك الله من كل مكروه

سلوى : لقد فاجئوني بذلك . و كم كانت مفاجأة رائعة

( تعلو صوت طرقات من الباب )

سلوى : ( بمرح ) سأفتح أنا ( تتوجه عند الباب و تقف خلفه ) من ؟

صوت : أنا زيد

سلوى : ( بسعادة تفتح الباب ) مرحبا يا زيد

زيد : ( يحمل في يده حقيبة بلاستيكية و يبتسم )كيف حالك يا سلوى؟

سلوى : الحمد لله بأتم صحة و عافية . تفضل بالدخول (يدخل البيت و تغلق سلوى الباب و تصدع بالصوت ) أمي زيد هنا . ( تنظر إلى زيد) تفضل .

زيد : شكرا

( يجلسان )

سلوى : أرى أن جرحك قد تماثل الشفاء

زيد : ( يبتسم ) هذا من فضل الله ثم بعون منك

سلوى : هذا واجبي نحو أخ عزيز

زيد : ( بخبث ) أخ فقط

سلوى : ( مبتسمة ) نعم فقط .( وتصمت قليلا ) حتى الآن

زيد :( يبتسم ) سأقبل بهذا مؤقتا

سلوى :أخبرني ما سبب هذه الزيارة المفاجئة؟

زيد : أولا أتيت لأقوم بتهنئتك على هذا الأداء الذي يستحق كل إشادة و الذي بالفعل كان فخرا لنا جميعا

سلوى : هذا من فضل الله و توفيقه

زيد : ثانية أريد منك خدمة ثانية و أنا و الله في أشد حالات الخجل لإثقالي عليك هكذا و لكنك للمرة الثانية خير من يقوم بهذا الأمر لأنك طبيبة البلدة و مرتادينك كثيرون و كذلك إنك لا تثيرين الريبة إذا قمت بهذا .

سلوى : تحت أمرك يا زيد

زيد : ( يخرج من الحقيبة ملابس الطفل الصغير ) هذه الملابس لطفل صغير وجد أثناء المذبحة ( يتغير وجه سلوى و عيناها قد أوشكت أن تخرج من محجريهما ) و قد طلب مني أحد الأصدقاء أن أبحث عن ذويه و ...

سلوى :( تصرخ سلوى و قد جحظت عيناها ) شااادي ( وما تلبث حتى ترتمي على الكرسي فاقدة للوعي و النطق )

زيد : ( وقد أصابه الهلع ) سلوى . سلوى ما بك ؟

(تخرج أم سلوى من الغرفة على إثر الصرخة )

أم سلوى : ( تركض) ماذا حدث ؟

زيد : ( وما زال مرتاعا ) لا أدري يا أماه كنت أتحدث معها و أريتها هذه الملابس لطفل مفقود كان يبحث عن أهله فإذا بها تصرخ و تفقد الوعي

أم سلوى : ( تلطم وجه سلوى بخفة و هي تكاد تبكي ) سلوى بنيتي . أفيقي يا سلوى

زيد : ( بارتباك ) هل لديك عطر أو بصل أو شيء نفاذ الرائحة؟

أم سلوى : (و بدأت الدموع تترقرق من عينيها تنهض راكضة إلى الداخل) سأحضره ( لا تستغرق إلا ثوان وتعود ببصلة تضعها تحت أنف سلوى ) أفيقي يا بنيتي

( يتأثر وجه سلوى ويتحرك وجهها ثم تفتح عينيها بالتدريج ثم تنظر إلى ما حولها لوهلة )

سلوى : ( بذعر ) أين شادي ؟ أين أخي ؟

أمها : رحمه الله يا بنيتي

سلوى : ( تنظر إلى زيد بعصبية) أين وجدت هذه الملابس ؟

زيد : ( بارتباك ) لقد أرسلت لي من غزة لأبحث عن أهل صاحبها

سلوى : ( وهي تبكي ) هذه لشادي

زيد و أم سلوى في كلمة واحدة : ماذا؟

سلوى : ( تنظر إليهم وهي تبكي ) هذه كانت ملابسه عندما رأيته آخر مرة .( تمسك بتلابيب زيد ) أنت تقول إنه في غزة.ما اسمه ؟أين يقطن ؟ أين يعمل ؟ أهو بخير ؟

زيد : ( يمسك ذراعيها ) هوني عليك .أنا ما زلت لا أعلم أي شيء و لكني سأخبرك في القريب العاجل .سأقوم ببعض الاتصالات ...

سلوى : ( تقاطعه و هي تنهض من كرسيها ) سأذهب إلى غزة ( تجد السعادة طريقها إلى وجهها) يجب أن أعثر على أخي.( تمسك بكتفي أمها ) هل تصديقين يا أمي لقد وجدت أخي

أم سلوى : ( و تنساب الدمع من عينيها ) اللهم لك الحمد الذي جزا صبرك خيرا

سلوى : ( بحماس ) سأجهز حقيبتي و سأغادر الآن ( وتهم بالمغادرة )

أم سلوى : هوني عليك يا بنيتي إلى أين ستذهبين و أنت لا تعلمين أحدا هناك ( و هي تمسك بذراعها برقة )

زيد : وكذا لا يمكنك أن تعبري الحدود بسهولة هكذا هناك إجراءات معقدة كثيرة

سلوى : (باندهاش) أمن الممكن أن أكون قد عثرت على أخي بعد هذا الفراق الطويل و لا أستطيع أن أصل إليه ( تجلس على ركبتيها على الأرض
واضعة يديها على عينيها و تجهش بالبكاء )

أم سلوى : ( تجلس بجوارها و تضمها بحنان و تذرف هي الأخرى الدمع ) لقد صبرتي سنينا فلن يكون صعبا أن تصبري أياما معدودات

سلوى : ( تنظر إلى أمها ثم تميل رأسها على صدر أمها)

نمضي كـ حلم
04-06-2013, 09:17 PM
بارك الله فيكم , ودمتم في حفظ الله

oummati2025
05-06-2013, 01:15 AM
بارك الله فيكم , ودمتم في حفظ الله


اللهم آمين يارب العالمين وإياك أختي، بارك الله فيك وأكرمك