قصه .. علق قلبك بالله !!!

[مُناي الج ـنة]

قصة رمزية أم واقعيه لا أعلم

قرأتها أعجبتني فنقلتها لكم .. تحمل الكثير من المعاني التي يحتاجها مجتمعنا !!!

اشتهرت إحدى المدن بمشعوذ فاق بذكاءه الجميع ,, ولكن اسمه كان يُسمع في الخفاء ,,ولم تكن لدى أهالي تلك المدينة وماحولها الشجاعة للتحدث به في مجالسهم ,, البعض يعلم تمام العلم أنه مشعوذ ضال ولو أنه يستطيع فعل شيء عظيم لما بخل به عن نفسه ليعطيه الآخرين,,, والبعض كان مؤمن به تمام الإيمان حتى أصبح خوفهم منه يضاهي خوفهم من الله أو يتجاوزه,, والبعض كان محتار في تحديد موقفه من المشعوذ فهو مابين الأمرين ,,
,, المشعوذ في الحقيقة لم يكن سوى رجل عادي ولكنه ذكي جداً في تعامله فهو لم يقنع الناس بشيء أبدا ولم يذهب لأحد في بيته أبدا ... وكان الناس يتوافدون عليه وهو جالس في مكانه وينفذون له كل طلباته دون إكراه أو إجبار,,
سأتجاوز كل ما قام به من حيل وأتحدث عن إحدى حيله فقط,,,

كان هذا المشعوذ كل شهر يحلق شعر رأسه ويجمع بقايا الطعام من عظام وشحم وغيره ,, ويستخدم بعض الملابس البالية ويمزقها إلى قطع صغيرة يضع في كل قطعة كمية من العظام والشحم والقاذورات وشيئا من شعر رأسه ثم يلف القطع كلها ,,, وتبدأ رحلة السفر ,,, فمرة يدفن هذه القطعة تحت عتبة المنزل هذا ,,, ومرة يدفن تلك القطعة تحت ذلك السور ,,, وهكذا ,,, يعود من سفره ,, ليلعب إحدى ألاعيبه الصغيره ,,, فإذا أتاه أحدهم قال أنت مسحور اذهب للمكان الفلاني ..... الخ ,,, فشفي كثير ممن قصدوه لأن المرض كان في قلوبهم المريضة ولم يكن في أجسادهم ,,, وذاع صيت المشعوذ ولكن في الخفاء ,, أصبح من في المدينة يؤمنون به ويخافون منه فالبعض توهم أنه قد سُحر من جاره ,,, والبعض صار يتوهم أن هذا المشعوذ لديه قدرة خارقة لمعرفة مايدور في بيته وماضيه ,,, والبعض توهم المرض ,,, وأصبحوا يسارعون إليه إلا قلة قليلة تمسكوا بمبادئهم ووكلوا أمرهم لله وقالوا لن يضرنا مادمنا نقرأ القرآن ونحافظ على الصلوات ولو كنا بين مئات السحرة ,,, وهم لايعلمون حقيقته وأنه لا يعلم من السحر سوى اسمه,,,
ما يهم في تلك القصة هو ذلك الشيخ الفاضل الذي كان يسمع كما يسمعون ولكنه لم يستطع إثبات شيء عليه ,,,

كان هذا الشيخ يلقي الخطب ,, ويحذر الجموع من التعامل مع السحرة مذكرا إياهم بالأحاديث والحفاظ على الورد اليومي صباح مساء ,,, وكان يقرأ الرقى الشرعية على بعض المرضى والمتوهمين ممن لا يريدون أن يخسروا دينهم بالذهاب إلى المشعوذ,, وأعلنها حربا شعواء على ذلك المشعوذ دون أن يذكر اسمه ,,, وفي أحد الأيام ,, اتفق هذا الشيخ مع مجموعة ليوقعوا بهذا المشعوذ ,,, وحصل ماخطط له ذلك الشيخ الجليل الفاضل,,, وعندما دخل على المشعوذ وواجهه واخبره أنه أشهد عليه مالا يقل عن ثمانية رجال ,,, وإذا بالمشعوذ يبتسم ابتسامة باردة ,, وقال للشيخ في هدوء ... ساخبرك بأمر ما ولكن أخرج البقية وبعدها سيكون لك القرار والخيار فيما ستفعله بي بعد ذلك,,, فأمر الشيخ الشهود بالخروج ,,, وبقي مع المشعوذ وقال هات ماعندك,,, فقال المشعوذ له ,,, ما أنت يا حبيبي إلا ضحية ,, لو كان فيما تفعله خيرا لما سُحرت ,,, أنت مسحور بكذا وكذا وسحرك مدفون في القرية الفلانية تحت المكان الفلاني ,,, وإن لم تصدق فاذهب وتأكد بنفسك ,,,, نسي الشيخ ما كان قد جاء لأجله وانشغل تفكيره في السحر ,, ومن الذي سحره ,, ولماذا سحره ,, وكيف يجهز لسفره وما هي العدة المطلوبة للحفر ,,,,
وبعد كل هذا استخرج ماكان يظنه سحر ,, ثم شعر بأنه شفي كالبقية ,, لأن قلبه لم يكن يختلف عن قلوبهم المريضة ,, بالرغم من علمه الكثير ,,,,,
وبعدها سكت الشيخ ولم يفتح فمه في حق المشعوذ,,, ولم يعد يرقي الناس خوفا من تسلط الجن,, وجعله يمارس دجله على الناس بكل راحة وكسب المشعوذ أكبر أعدائه وارتاح من محاربته ليزاول عمله في الضوء,,,,


بقي لنا أن نذكر أن هناك من أهل المدينة أناس لازالوا يجاهدون أنفسهم ويخافون ربهم ,,, لأن قلوبهم كانت متعلقة بالله ,,, بالرغم من قلة علمهم ,,, وصعوبة عيشهم ...