د / أحمد محمد باذيب
08-09-2006, 02:48 PM
الوخز بالإبر الصينية ينجح في علاج عشرات الحالات الصحية
تشمل اضطرابات الجهاز الهضمي والتنفسي والعصبي
http://www.asharqalawsat.com/2005/07/14/images/health.311792.jpgالرياض: «الشرق الأوسط»
يتلقى مئات الملايين من الناس اليوم، العلاج بواسطة الوخز بالإبر الصينية، والعشرات منهم في خارج الصين أو دول شرق آسيا، ففي أوروبا وأميركا يتجاوز العدد سنوياً الخمسة عشر مليون إنسان، الأمر الذي لا يمكن تجاهل النظر إليه من قبل الأطباء أو الناس. يمثل الوخز بالإبر جانباً هاماً من جوانب الطب التقليدي في شرق آسيا، ويعتمد علي غرس إبر رفيعة في نقاط محددة من الجسم. بني طب الوخز بالإبر على النظرية التي تقول إن هناك طاقة تسري في الجسم ضمن حزم تدعى «تشي»، وللتمتع بصحة جيدة فإن هذه الطاقة يجب أن تسري في الجسم بطريقة انسيابية دون أي عوائق وبتدفق متواصل. والخلل في الصحة كما تشير هذه النظرية يأتي من توقف أو بطء تدفق الطاقة إلى أماكن معينة في الجسم، ولذا فإن كل وسائل طب شرق آسيا تركز في الممارسة العلاجية على تحسين تدفق حزم هذه الطاقة أو «تشي» وتوازن اندفاعها. ويلجأ المعالج بالإبر الصينية إلى إثارة مناطق في خطوط الطاقة للمحافظة على الصحة ولعلاج الأمراض التي تتراوح بين نزلات البرد حتى السرطان، بيد أن أهم التطبيقات العلاجية له اليوم هو التخفيف من الألم أياً كان موضعه أو سببه. وربما وجد المتلقي للعلاج أن الإبر العلاجية مؤلمة أو غير مؤلمة بحسب طريقة المعالج والنقاط التي يركز عليها في مناطق الجسم وأيضاً حسب تعامله مع الإبرة ذاتها كأن يسخنها شيئاً قليلاً أو أن يدخلها بطريقة خفيفة تعتمد التدوير في الغرس داخل الجلد. وضمن منظومة العلاج الآسيوي الشرقي، فإن الوخز ربما يستخدم كوسيلة علاجية وحيدة لحالة ما أو تضاف إليه وسائل أخرى كالأعشاب أو التدليك وغيره.
ينظر كثير من هيئات الصحة العالمية كمنظمة الصحة العالمية والمؤسسة القومية للصحة بالولايات المتحدة ومثيلاتها الأوروبية إلى الوخز بالإبر على أنه أحد وسائل طب شرق آسيا التي أثبتت جدواها في علاج بعض الأمراض لكن دون تعليل مقنع لآلية ذلك، فمنظمة الصحة العالمية تعترف بجدوى الوخز بالإبر في علاج حوالي أربعين حالة صحية تشمل اضطرابات الجهاز الهضمي والتنفسي والعصبي وغيرها. وتقارير المؤسسة القومية للصحة تؤكد فائدته للتخفيف من الشعور بالغثيان بعد تناول جرعات العلاج الكيميائي في حالات السرطان، وتخفيف آلالم بعد الولادة أو العمليات الجراحية أو عمليات الأسنان.
ولعل الذي لفت نظر الناس في الولايات المتحدة إلى هذا الأسلوب العلاجي هو أن أحد أفراد الوفد الإعلامي المرافق للرئيس الأميركي السابق «ريتشارد نيكسون» في زيارته التاريخية للصين عام 1970 كان يعاني من آلام في موضح الجراحة التي أجريت له سابقاً في بطنه، فكتب «جيمس روستن» حينها مقالاً عن كيفية نجاح الأطباء في بكين باستخدامهم الإبر في تخفيف كل الأعراض التي اعترته حينها، ومن ثم بدأ الاهتمام بهذا الطب على نطاق واسع أسوة بغيره من شؤون الصين التي أخذت رواجاً في العالم بعد تلك الزيارة.
دراسات
* إن مما يواجهه المعالجون بالإبر الصينية وغيرهم من أطباء العالم وباحثيه هي عدم وجود تعليل علمي لما تحدثه هذه الوسيلة العلاجية داخل الجسم على وجه التحديد، لكن الدراسات تؤكد عدة أمور، منها:
ـ الوخز بالإبر يثير إفراز مواد كيميائية في نقطة الوخز وفي مناطق بعيدة عنها، منها مادة «إيدوفيرين» التي تخفف الشعور بالألم وتعمل على حفظ توازن الجسم وتزيد من إحساس المرء بالنشاط والعافية البدنية والنفسية.
ـ الوخز بالإبر يزيد من إفراز مواد مخدرة في الدماغ بما يخفف من الإحساس بالألم، وهذه المواد هي أشبه بمركب المورفين.
ـ النقاط التي يتم الوخز فيها تمثل مجرى لموجات كهرومغناطيسية لا علاقة لها بمجري الأعصاب أو الخلايا العصبية، فهي تعتمد نظاماً مغايراً للجهاز العصبي.
ـ الوخز بالإبر يزيد بلا شك من تدفق الدم إلى الدماغ وإلي مناطق محددة فيه مرتبطة بالسيطرة على عمل الأجزاء اللاإرادية في الجسم المسؤولة عن تنظيم وإدارة الوظائف الحيوية فيه مما لا سيطرة للإنسان عليه كتدفق الدم ومقدار ضغط الدم وحرارة الجسم وتزويد الأعضاء بالأوكسجين. من أحد أهم الملاحظات على علاج الوخز بالإبر الصينية هو ندرة الآثار الجانبية المؤذية للجسم، فلقد نشرت عام 2001 مجلة رابطة الطب الباطني الأميركية دراسة مراجعة لتسع دراسات تمت حوله وخرجت بتلك الملاحظة، وأيضاً فإن 85% أكدوا شعورهم بالراحة! الوخز بالإبر الصينية لا يخفف الألم المزمن
* الرياض: «الشرق الأوسط» الوخز بالإبر لا يخفف من الألم المزمن لدي من يشكون من مرض «فايبرو ميو ألجيا»، الذي يتميز بآلام في عضلات الرأس، ولا فرق حينها بين العلاج بالوخز بالطريقة الصينية والوخز بطريقة عشوائية، هذا ما نشرته مجلة رابطة الطب الباطني في عدد الثلاثاء الماضي من هذا الشهر. وبعد ثلاثة أشهر من العلاج المتواصل بالإبر الصينية لأكثر من 100 شخص، كما تقول الدكتورة ديدرا بوشولد من سياتل، لم نجد تحسناً مستمراً يخفف الألم في نهاية الدراسة، إذ ظهر هناك تحسن طفيف بعد أول جلسة، لكن الأمر بعد ذلك لم يطرأ عليه أي تغير، مما أثار استغراب الباحثين من ناحيتين، الأولى هو التحسن الفوري من بعد أول جلسة وهو ما لا يعد به المعالجون بالإبر الصينية، والثاني بقاء الحال على ما هو عليه رغم قناعة كثير من المشاركين من المرض بفائدة الوخز بالإبر قبل بدء الدراسة. وعلق أحد المعالجين بالوخز بالإبر أن الدراسة غير منصفة، إذ ان هذه الحالات هي من نوع الألم المزمن والقليل الحدوث والتي تتطلب علاجاً يتجاوز السنة إضافة إلى العلاج الطبيعي ومجموعة من الأعشاب التي يصفها هو عادة لمرضاه بالإضافة إلى الوخز بالإبر. إن هذا التعليق هو غاية في الركاكة لأننا لا نتحدث عن علاج بالأعشاب والإبر، بل الوخز بالإبر وحده لنرى هل يفيد أم لا، والثاني هو أننا لا نتحدث عن مسكنات آلام تعمل بعد سنة من التناول ولا نرغب أن ننصح بها!.
الوخز بالإبر الصينية وهيئات العلاج التكميلي والاختياري
* يقوم المركز القومي الأميركي للطب التكميلي والاختياري ومنظمة الطب الاختياري التابعتين للمؤسسة القومية للصحة بالولايات المتحدة، بدراسة جدوى المعالجة بوخز الإبر الصينية في العديد من الحالات وذلك بطريقة علمية في البحث والاستنتاج، وفق نفس المعايير المستخدمة في دراسة جدوى وسائل المعالجة في الطب الحديث سواء بسواء، وهو ما يجب أن يكون عليه الحال عند النظر إلى هذه الوسائل كالأعشاب وغيرها. من هذه الحالات:
ـ فاعلية وأمان الوخز بالإبر الصينية في علاج روماتيزم الركبة.
ـ فاعلية الوخز بالإبر الصينية في علاج أمراض الدماغ ومقارنتها بصور الأشعة المغناطيسية للدماغ.
ـ فاعلية الوخز الكهربائي في علاج الآلام والالتهابات المزمنة.
ـ تأثير الوخز بالإبر الصينية على مستوى هورمون «الأدرينالين» لدى مرضى القلب.
ـ فائدة الوخز بالإبر في خفض ضغط الدم.
ـ جدوى الوخز بالإبر في علاج أو تخفيف أعراض الاكتئاب الحاد.
تشمل اضطرابات الجهاز الهضمي والتنفسي والعصبي
http://www.asharqalawsat.com/2005/07/14/images/health.311792.jpgالرياض: «الشرق الأوسط»
يتلقى مئات الملايين من الناس اليوم، العلاج بواسطة الوخز بالإبر الصينية، والعشرات منهم في خارج الصين أو دول شرق آسيا، ففي أوروبا وأميركا يتجاوز العدد سنوياً الخمسة عشر مليون إنسان، الأمر الذي لا يمكن تجاهل النظر إليه من قبل الأطباء أو الناس. يمثل الوخز بالإبر جانباً هاماً من جوانب الطب التقليدي في شرق آسيا، ويعتمد علي غرس إبر رفيعة في نقاط محددة من الجسم. بني طب الوخز بالإبر على النظرية التي تقول إن هناك طاقة تسري في الجسم ضمن حزم تدعى «تشي»، وللتمتع بصحة جيدة فإن هذه الطاقة يجب أن تسري في الجسم بطريقة انسيابية دون أي عوائق وبتدفق متواصل. والخلل في الصحة كما تشير هذه النظرية يأتي من توقف أو بطء تدفق الطاقة إلى أماكن معينة في الجسم، ولذا فإن كل وسائل طب شرق آسيا تركز في الممارسة العلاجية على تحسين تدفق حزم هذه الطاقة أو «تشي» وتوازن اندفاعها. ويلجأ المعالج بالإبر الصينية إلى إثارة مناطق في خطوط الطاقة للمحافظة على الصحة ولعلاج الأمراض التي تتراوح بين نزلات البرد حتى السرطان، بيد أن أهم التطبيقات العلاجية له اليوم هو التخفيف من الألم أياً كان موضعه أو سببه. وربما وجد المتلقي للعلاج أن الإبر العلاجية مؤلمة أو غير مؤلمة بحسب طريقة المعالج والنقاط التي يركز عليها في مناطق الجسم وأيضاً حسب تعامله مع الإبرة ذاتها كأن يسخنها شيئاً قليلاً أو أن يدخلها بطريقة خفيفة تعتمد التدوير في الغرس داخل الجلد. وضمن منظومة العلاج الآسيوي الشرقي، فإن الوخز ربما يستخدم كوسيلة علاجية وحيدة لحالة ما أو تضاف إليه وسائل أخرى كالأعشاب أو التدليك وغيره.
ينظر كثير من هيئات الصحة العالمية كمنظمة الصحة العالمية والمؤسسة القومية للصحة بالولايات المتحدة ومثيلاتها الأوروبية إلى الوخز بالإبر على أنه أحد وسائل طب شرق آسيا التي أثبتت جدواها في علاج بعض الأمراض لكن دون تعليل مقنع لآلية ذلك، فمنظمة الصحة العالمية تعترف بجدوى الوخز بالإبر في علاج حوالي أربعين حالة صحية تشمل اضطرابات الجهاز الهضمي والتنفسي والعصبي وغيرها. وتقارير المؤسسة القومية للصحة تؤكد فائدته للتخفيف من الشعور بالغثيان بعد تناول جرعات العلاج الكيميائي في حالات السرطان، وتخفيف آلالم بعد الولادة أو العمليات الجراحية أو عمليات الأسنان.
ولعل الذي لفت نظر الناس في الولايات المتحدة إلى هذا الأسلوب العلاجي هو أن أحد أفراد الوفد الإعلامي المرافق للرئيس الأميركي السابق «ريتشارد نيكسون» في زيارته التاريخية للصين عام 1970 كان يعاني من آلام في موضح الجراحة التي أجريت له سابقاً في بطنه، فكتب «جيمس روستن» حينها مقالاً عن كيفية نجاح الأطباء في بكين باستخدامهم الإبر في تخفيف كل الأعراض التي اعترته حينها، ومن ثم بدأ الاهتمام بهذا الطب على نطاق واسع أسوة بغيره من شؤون الصين التي أخذت رواجاً في العالم بعد تلك الزيارة.
دراسات
* إن مما يواجهه المعالجون بالإبر الصينية وغيرهم من أطباء العالم وباحثيه هي عدم وجود تعليل علمي لما تحدثه هذه الوسيلة العلاجية داخل الجسم على وجه التحديد، لكن الدراسات تؤكد عدة أمور، منها:
ـ الوخز بالإبر يثير إفراز مواد كيميائية في نقطة الوخز وفي مناطق بعيدة عنها، منها مادة «إيدوفيرين» التي تخفف الشعور بالألم وتعمل على حفظ توازن الجسم وتزيد من إحساس المرء بالنشاط والعافية البدنية والنفسية.
ـ الوخز بالإبر يزيد من إفراز مواد مخدرة في الدماغ بما يخفف من الإحساس بالألم، وهذه المواد هي أشبه بمركب المورفين.
ـ النقاط التي يتم الوخز فيها تمثل مجرى لموجات كهرومغناطيسية لا علاقة لها بمجري الأعصاب أو الخلايا العصبية، فهي تعتمد نظاماً مغايراً للجهاز العصبي.
ـ الوخز بالإبر يزيد بلا شك من تدفق الدم إلى الدماغ وإلي مناطق محددة فيه مرتبطة بالسيطرة على عمل الأجزاء اللاإرادية في الجسم المسؤولة عن تنظيم وإدارة الوظائف الحيوية فيه مما لا سيطرة للإنسان عليه كتدفق الدم ومقدار ضغط الدم وحرارة الجسم وتزويد الأعضاء بالأوكسجين. من أحد أهم الملاحظات على علاج الوخز بالإبر الصينية هو ندرة الآثار الجانبية المؤذية للجسم، فلقد نشرت عام 2001 مجلة رابطة الطب الباطني الأميركية دراسة مراجعة لتسع دراسات تمت حوله وخرجت بتلك الملاحظة، وأيضاً فإن 85% أكدوا شعورهم بالراحة! الوخز بالإبر الصينية لا يخفف الألم المزمن
* الرياض: «الشرق الأوسط» الوخز بالإبر لا يخفف من الألم المزمن لدي من يشكون من مرض «فايبرو ميو ألجيا»، الذي يتميز بآلام في عضلات الرأس، ولا فرق حينها بين العلاج بالوخز بالطريقة الصينية والوخز بطريقة عشوائية، هذا ما نشرته مجلة رابطة الطب الباطني في عدد الثلاثاء الماضي من هذا الشهر. وبعد ثلاثة أشهر من العلاج المتواصل بالإبر الصينية لأكثر من 100 شخص، كما تقول الدكتورة ديدرا بوشولد من سياتل، لم نجد تحسناً مستمراً يخفف الألم في نهاية الدراسة، إذ ظهر هناك تحسن طفيف بعد أول جلسة، لكن الأمر بعد ذلك لم يطرأ عليه أي تغير، مما أثار استغراب الباحثين من ناحيتين، الأولى هو التحسن الفوري من بعد أول جلسة وهو ما لا يعد به المعالجون بالإبر الصينية، والثاني بقاء الحال على ما هو عليه رغم قناعة كثير من المشاركين من المرض بفائدة الوخز بالإبر قبل بدء الدراسة. وعلق أحد المعالجين بالوخز بالإبر أن الدراسة غير منصفة، إذ ان هذه الحالات هي من نوع الألم المزمن والقليل الحدوث والتي تتطلب علاجاً يتجاوز السنة إضافة إلى العلاج الطبيعي ومجموعة من الأعشاب التي يصفها هو عادة لمرضاه بالإضافة إلى الوخز بالإبر. إن هذا التعليق هو غاية في الركاكة لأننا لا نتحدث عن علاج بالأعشاب والإبر، بل الوخز بالإبر وحده لنرى هل يفيد أم لا، والثاني هو أننا لا نتحدث عن مسكنات آلام تعمل بعد سنة من التناول ولا نرغب أن ننصح بها!.
الوخز بالإبر الصينية وهيئات العلاج التكميلي والاختياري
* يقوم المركز القومي الأميركي للطب التكميلي والاختياري ومنظمة الطب الاختياري التابعتين للمؤسسة القومية للصحة بالولايات المتحدة، بدراسة جدوى المعالجة بوخز الإبر الصينية في العديد من الحالات وذلك بطريقة علمية في البحث والاستنتاج، وفق نفس المعايير المستخدمة في دراسة جدوى وسائل المعالجة في الطب الحديث سواء بسواء، وهو ما يجب أن يكون عليه الحال عند النظر إلى هذه الوسائل كالأعشاب وغيرها. من هذه الحالات:
ـ فاعلية وأمان الوخز بالإبر الصينية في علاج روماتيزم الركبة.
ـ فاعلية الوخز بالإبر الصينية في علاج أمراض الدماغ ومقارنتها بصور الأشعة المغناطيسية للدماغ.
ـ فاعلية الوخز الكهربائي في علاج الآلام والالتهابات المزمنة.
ـ تأثير الوخز بالإبر الصينية على مستوى هورمون «الأدرينالين» لدى مرضى القلب.
ـ فائدة الوخز بالإبر في خفض ضغط الدم.
ـ جدوى الوخز بالإبر في علاج أو تخفيف أعراض الاكتئاب الحاد.