|
الحدث واخبار المسلمين في العالم قسم يعرض آخر الاخبار المحلية والعالمية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() 04 - ذو القعدة - 1432 هـ| 02 - اكتوبر - 2011
أحداث الحادي عشر من سبتمبر.. هل وقعت أمريكا في فخ بن لادن؟ في غمرة الذكريات الحزينة التي اجتاحت الولايات المتحدة الأمريكية في ذكرى أحداث الحادي عشر من سبتمبر، يبدو أن حزن حكومة الولايات المتحدة ليس على من مات في تلك الأحداث، وليس بسبب الأحداث نفسها بقدر ما هو بسبب نتائج تلك الهجمات، وتداعيات تلك الأحداث على أوضاع و مستقبل الولايات المتحدة الأمريكية عسكرياً واقتصادياً. بعد تلك الأحداث بفترة ثارت التكهنات عن الجهة المنفذة، ولم تلبث تلك التكهنات أن استقرت على اتهام القاعدة وزعيمها أسامة بن لادن، والذي خرج بعدها ليعلن مسؤولية القاعدة عن تلك الهجمات وبررها بقوله: إن القاعدة تريد ضرب مفاصل اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية وكسر ذراعها العسكري؛ لتصبح غير قادرة على استهداف المسلمين في أصقاع الأرض، وغير متحكمة في اقتصاد العالم. اليوم بعد مرور عشر سنوات قتل ابن لادن، بعد عمليات بحث ومطاردة وحروب أسقطت أمريكا خلالها حكم طالبان في أفغانستان، لكنها لم تستطع أن تحكم أفغانستان، وهاهي اليوم تفاوض طالبان، و أسقطت العراق وحاكمت صدام وأعدمته ولكنها لم تستطع إيجاد أسلحة الدمار الشامل أو نشر الديمقراطية في العراق – كان سبب الغزو أسلحة الدمار الشامل ثم تحولت بقدرة قادر لنشر الديمقراطية – وسلمت قيادة العراق لأحد أعمدة محور الشر (إيران) كما كانت تسمي مجموعة تلك الدول (العراق، إيران، كوريا الشمالية). كتب توماس فريدمان وهو من المعدودين من العقلاء في السياسة الأمريكية في مقالة له بعد هجمات 11 سبتمبر اشتهرت بعنوانها المثير (أكثر جنوناً منكم) يطالب فيه حكومة الولايات المتحدة الأمريكية القيام بعمل حازم ومجنون لاستعادة هيبة أمريكا التي ضاعت. والتي ترجمها الرئيس الأمريكي بوش بسؤاله: لماذا يكرهوننا؟ والذي أعقبه بجملته الشهيرة: إما إنكم معنا أو أنكم مع الإرهاب. دون أن يفرق بين الإرهاب، وبقية العالم فمن لم يكن معه فهو ضده ولا خيار ثالث. ومن بعدها بدأت الحملة الأمريكية المسعورة فيما يسمى الحرب على الإرهاب، والتي تجاوزت كل الأعراف والقوانين الدولية والمواثيق الأممية، وقفزت فوق كل القيم الأمريكية، وتجاهلت كل الأخلاق الإنسانية في سبيل استعادة القوة الاقتصادية والهيبة العسكرية اللتين تحطمتا في مركز التجارة العالمي ومبنى البنتاغون، والتي أصبح بعدها منظر احتراق البرجين أيقونة أمريكية بامتياز توحي بالانهيار والضعف، وإن كان الهدف من إشهارها استدرار العطف وإيجاد المبررات للسياسة الأمريكية العنيفة إلا أنها أعطت معنى مضاداً لمن يعارض السياسة الأمريكية. اليوم بعد مرور عشر سنوات تترنح أمريكا في أفغانستان، وقد علقت في وحل المستنقع الأفغاني، وبدأت تتحرك فيه حراكاً بطيئاً متخبطاً لا للخروج منه فيما يبدو، بل لتحفر قبراً لها في مقبرة الغزاة، وقد تلقت الصفعات المتتالية في العراق حتى أفقدتها وعيها، فسلمتها لعدوها إيران على طبق من ذهب، لم تخسر إيران جندياً واحداً وأطبقت على كل مفاصل السياسة في العراق. اليوم بعد مرور عشر سنوات لم تستطع أجهزة المخابرات الأمريكية أن تتنبأ بالربيع العربي أو على الأقل تواكبه، لم تستطع أن تشتم عبير زهره فضلاً عن أن تقطف منه، هاهي تقف متفرجة في ليبيا لم تستطع التدخل أو دفع جندي واحد للمساعدة مع أن المهمة يسيرة جداً مقارنة بما كان عليه الوضع في أفغانستان والعراق، والكعكة أكبر وألذ، ولكن لا حيلة بيدها. تمشي خلف حلف الناتو بعيداً عن الأنظار بعد أن كانت تسوقه سوقاً لمصالحها. اليوم بعد مرور عشر سنوات ينهار اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية انهياراً ذريعاً سريعاً، وتتقوقع أمريكا على نفسها اقتصادياً في محاولة للخروج من أزمة الدين العام وتوالي إفلاس البنوك والشركات. بعد أن كانت تمول الحركات المناهضة للحكومات التي لا ترضخ لمطالبها. وبعد أن كانت تمول الجيوش والأساطيل التي تجوب البحار لفرض هيمنتها. اليوم بعد مرور عشر سنوات أصبح المواطن الأمريكي يعيش خارج وطنه خلف ستار من الخوف! وفي تجمعات معزولة تحت حراسة مشددة! بعد أن كان يباهي بأنه أمريكي لتفتح له كل الأبواب المغلقة. اليوم بعد عشر سنوات من ملاحقة القاعدة والتضييق عليها وعلى مصادر تمويلها، تضاعف انتشارها في أصقاع الأرض، مما يعني أن أمريكا ربحت معركتها في أفغانستان والعراق لكنها خسرت الحرب على ما تسميه الإرهاب، بل زادت انتشاره وأشعلت أواره. بعد مرور عشر سنوات على أحداث الحادي عشر من سبتمبر يبكي الأمريكيون فيما يشبه اللطمية الكربلائية السنوية التي سببتها القاعدة، ولكنهم ينسون ملايين البشر الذين دمروهم بلا ذنب ارتكبوه أو مال دفعوه في أفغانستان والعراق، مما يعني بحق أنهم كما قال فريدمان (أكثر جنوناً منكم). وأصبحت أحداث الحادي عشر من سبتمبر بالنسبة لأمريكا مصدر ابتزاز للعالم كما يبتز اليهود العالم بالهلوكوست، وأصبحت مبادئ الحرية الأمريكية وقيم العدالة الغربية تحت أحذية الساسة الأمريكيين قبل غيرهم. في ظل تردي وتراجع أوضاع الولايات المتحدة الأمريكية العسكرية والاقتصادية، هل فعلاً تحقق ما كان يؤمله زعيم القاعدة ابن لادن من ضرب مفاصل الاقتصاد الأمريكي وكسر ذراعها العسكري؟ وإن لم يكن ما حصل ليس عن طريق القاعدة مباشرة بل بأيدي الأمريكيين أنفسهم، فهل أوقعهم بن لادن في الفخ؟ لتكون أمريكا كالذئب إذا وقع في الفخ قطع يده التي يبطش بها؟ أو رجله التي يمشي عليها؟.
__________________
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |