|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() المتهم المظلوم أما بعد : التصوف ذلك المظلوم المتهم ,قليل من ينصفه بل بلغت الجراءة ببعضهم أنه جعله من صفات الذم والقدح التي تسقط بها الشهادة وتزول بها العدالة فيقول : فلان ليس بثقة و لا يقبل خبره لماذا ؟ لأنه صوفي !!!!!!. والعجيب الغريب أننا نرى بعض هؤلاء الذين يذمون التصوف ويحاربون أهله ويناصبون لهم العداء , نرى بعض هؤلاء المنكرين يفعل ما يفعل , ويقول ما يقول عن التصوف , و حينما ينقل كلام هؤلاء الأئمة من التصوف في خطبه وكلامه على منبر الجمعة وكراسي الدروس , فيقول : قال الفضيل بن عيا ض , وقال الجنيـد , وقال الحسن البصري ,وقال سهل التستري , وقال المحاسبي , وقال بشر الحافي . وهؤلاء هم أئمة التصوف وأقطابه وأركانه وقواعده وبنيانه , وكتب التصوف مشحونة بأقوالهم وأخبارهم ومناقبهم وشمائلهم و فلا أدري أهو جهل أم تجاهل ؟ وعمى أو تعامي ؟ وقد أحببت أن أنقل كلام أئمة الدين الذين هم أركان التصوف ورجاله , أردت أن أنقل كلامهم عن الشريعة الإسلامية لنعرف موقفهم الحقيقي, لأن الواجب أن نعرف الشخص عن الشخص نفسه , فالإنسان هو خير من يتحدث عن رأيه وأوثق من يظهر ما يضمر . قال الإمام الجنيد البغدادي رضي الله عنه : الطرق كلها مسدودة عن الخلق إلا من اقتفى أثر الرسول صلى الله عليه وسلم واتبع سنته ولزم طريقته , لأن طرق الخيرات كلها مفتوحة عليه , وعلى المقتفين أثره والمتابعين . وجاء أن أبا يزيد البسطامي رحمه الله قال ذات يوم لأصحابه : قوموا بنا حتى ننظر إلى ذلك الذي شهر نفسه بالولاية , قال فمضينا , فإذا بالرجل قد قصد المسجد فرمى بزاقه نحو القبلة فأنصرف أبو يزيد ولم يسلم عليه . وقال : هذا ليس بمأمون على أدب من آداب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف يكون مأمونا على ما يدعيه من مقامات الأولياء والصديقين . قال ذو النون المصري : مدار الكلام أربع : حب الجليل وبغض القليل وإتباع التنزيل وخوف التحويل . من علامات المحب لله عز وجل متابعة حبيب الله صلى الله عليه وسلم في أخلاقة وأفعاله وأوامره وسننه . قال السري السقطي : التصوف اسم لثلاث معان : وهو الذي لا يطفئ نور معرفته نور ورعه , ولا يتكلم بباطن في علم ينقضه عليه ظاهر الكتاب والسنة ولا تحمله الكرامات على هتك أستار محارم الله . قال أبو نصر بشر بن الحارث الحافي : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام , فقال لي : يا بشر ! أتدري لم رفعك الله بين أقرانك ؟ قلت : لا يا رسول الله , قال بأتباعك لسنتي وخدمتك للصالحين , ونصحتك لإخوانك ومحبتك لأصحابي وأهل بيتي ـ هذا هو الذي بلغك منازل الأبرار . قال أبو يزيد بن طيفور بن عيسى البسطامي : لقد هممت أن أسال الله تعالى أن يكفيني مؤنة الأكل , ومؤنة النساء , ثم قلت : كيف يجوز لي أن أسال الله هذا ولم يسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه , فلم أساله , ثم إن الله سبحانه وتعالى كفاني مؤنة النساء حتى لا أبالي استقبلتني امرأة أو حائط , وقال أيضا : لو نظرتم إلى رجل أعطي من الكرامات حتى يرقى في الهواء , فلا تغتروا به , حتى تنظروا كيف عند الأمر والنهي , وحفظ الحدود , وأداء الشريعة . قال أبو الحسن أحمد بن أبي الحواري : من عمل عملا بلا أتباع سنة رسول الله صلى الله فباطل . قال أبو حفص عمر بن سلمة الحداد : من لم يزن أفعاله في كل وقت بالكتاب والسنة , ولم يتهم خواطره و فلا تعده في ديوان الرجال . قال أبو القاسم الجنيد بن محمد : من لم يحفظ القرآن ولم يكتب الحديث لا يقتدى به في هذا الأمر , لأن علمنا مقيد بالكتاب والسنة . وقال أيضا : مذهبنا مقيد بأصول الكتاب والسنة , علمنا هذا مشبد بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال أبو عثمان سعيد بن إسماعيل الحيري : ولما تغير على أبي عثمان الحال مزق أبنه قميصا على نفسه ففتح أبو عثمان عينيه , وقال : السنة با بني في الظاهر علامة كمال في الباطن . وقال أيضا : الصحبة مع الله بحسن الأدب , ودوام الهيبة , والصحبة مع الرسول صلى الله عليه وسلم با تباع سنته ولزوم ظاهر العلم , والصحبة مع أولياء الله تعالى بالاحترام والخدمة . والصحبة مع الأهل بحسن الخلق ـ والصحبة مع الإخوان بدوام البشر ما لم يكن إثما ـ والصحبة مع الجهال بالدعاء والرحمة . قال من أمر السنة على نفسه قولا وفعلا نطق بالحكمة , ومن أمر الهوى على نفسه قولا وفعلا نطق بالبدعة , قال الله تعالى : ( وإن تطيعوه تهتدوا ) النور: 54. قال أبو الحسن أحمد بن محمد النووي : من رايته يدعي مع الله حالة تخرجه عن حدُ العلم الشرعي فلا تقربن منه . قال أبو الفوارس شاه بن كرماني : من غض بصره عن المحارم , وامسك نفسه عن الشهوات و وعمر باطنه بدوام المراقبة , وظاهره با تباع السنة , وعود نفسه أكل الحلال لم يخطىء له فراسته . قال أبو العباس أحمد بن محمد بن سهل بن عطاء الآدمي : من ألزم نفسه آداب الشريعة نور الله قلبه بنور المعرفة , وأعطي به مقام متابعة الحبيب صلى الله عليه وسلم في أوامره , وأفعاله , وأخلاقه . وقال أيضا : كل ما سئلت عنه فاطلبه في مفازة العلم , فإن لم تجده , ففي ميدان الحكمة , فإن لم تجده فزنه بالتوحيد , فإن لم تجده في هذه المواضع الثلاثة فاضرب به الشيطان . هذا طريق التصوف ورجاله والحمد لله الذي رزقنا إتباعه والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين .. المصدر: ملتقى التقوى - من قسم: ملتقى اسلامنا العظيم |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |