الدولة المدنية بمرجعية اسلامية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ندبة الودّ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          اجمع بين أصالتك وجمالك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          وهم الأبراج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          بداية تدوين علم التفسير ومعرفة نسخ التفسير القديمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          وسائل الديمقراطيين في إقناع المسلمين بالنظام الديمقراطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الخذلان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          إدانة التدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          نحن ضعفاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          مزاجية المبادئ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          كيف تكون سعيدًا طوال حياتك؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > الحدث واخبار المسلمين في العالم
التسجيل التعليمـــات التقويم

الحدث واخبار المسلمين في العالم قسم يعرض آخر الاخبار المحلية والعالمية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-05-2011, 09:08 PM
الصورة الرمزية ahmed1954
ahmed1954 ahmed1954 غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
مكان الإقامة: ***********
الجنس :
المشاركات: 934
الدولة : Egypt
افتراضي الدولة المدنية بمرجعية اسلامية

الدولة المدنيةبمرجعية اسلامية
ان مدنية الدولة هى اساس الحكم الصحيح وتعود المرجعية التى تستند عليها هذة المدنية الى توجهات الدولة وعقيدتها وبما ان مصر بلد اسلامي يدين معظم شعبها بدين الاسلام اذا فالمرجعية يجب ان تكون اسلامية
ومصر دولة مدنية ذات مرجعية دينية ، يحكمها أفراد الشعب بالانتخاب ووفق مرجعية محددة ، وأن الإسلام لم يعرف مطلقا الدولة الدينية التي يدعى حكامها أنهم مفوضون من الله .وهنا يكون كل شئ وقفي على مايصدره الحاكم بأمره لله ولا يحق لأحد مهما كان أن ينقده أو يعترض عليه مع أن الله سبحانه وتعالى سن سننا لنا حتى قيام الساعة فوضح لنا الحلال والحرام وترك لنا أمورا مباحة لا تختلف مع الشرع وقال عنها انتم اعلم بأمور دنياكم لذلك الدولة الدنية هي دوله كهنوت ولا مجال لها في عصر التقدم الحضاري الذي نشاهده أمامنا ونعايش واقعه في زماننا هذا .
وكشف تقرير أصدره منتدى "بيو للدين والحياة العامة" التابع لمركز "بيو" الأمريكي للأبحاث بواشنطن أن المسلمين في مصر 94.6% من الشعب المصري، وأن (الأرثوذكس والإنجيليين والكاثوليك وطوائف أخرى) تشكل جميعها 5.4% فقط أي حوالي 4.5 مليون شخص من عدد سكان مصر البالغ 83 مليون
لماذا مدنية الدولة بمرجعية اسلامية
مصر بلد اسلامي يدين شعبه بالاسلام وفى مصر كانت مرجعياتنا فى كثير من الاحيان مختلطة غير واضحة المعالم فهي تارة برمجعية شيوعية وعليه قامت بتأميم كافة الشركات والهيئات وخضعتها الى ادارة الدوله ونتج عن ذلك فشل ذريع نهبت فيه ثروات الشركات ونتيجة لهذه حققت خسائر فظيعة هلكت الدوله ..

وتاره اخرى كانت مرجعيتها الراسمالية فقامت ببيع القطاع العام وفكت كل ارتابط للدوله بالشركات والهيئات وقد تم بيعها باثمان بخسه ادت الى هلاك الاقتصاد القومى وضياعه

وفي الجزء البسيط الذى كانت مرجعيته اسلامية ومعظمة يخص الاحوال الشخصية هذا ايضا لم يسلم من الايادي الخائنة لله والوطن فلعبت فيه فى الاونة الاخيرة واصدارت قوانين شتى تقضي عليها منها حرية المراة فى ان تطلب الطلاق ( الخلع ) القضاء على النسل بتحديدة . حرية المراة فى كل ما يخصها من التزام دينى واخلاقي واجهاض حتى وصولوا الى الميراث ونادت بعض الاصوات بالمساوه مع الرجل.

وهذة المرجعيات كانت تدور جميعها فى فلك العلمانية التى هى تعنى لا دين
وكل هذه المرجيعات فشلت فشلا زريعا فى مصر لسبب وحيد هى انها تخالف طبيعة المصريين وهويتهم الوطنية والاسلامية .
لذلك قامت الحكومات المتعاقبة وخاصة الحكومة الاخيرة بقهر الشعب ظلما وطغيانا وفسادا حتى تقوم بفعل كل ما تريد دون اعتراض فزورت ارادة الامة فى انتخابات انفرد فيها الحزب الحكام بكل شئ بعد عملية تزويرمهينة بكل معانيها ..

خصائص الدولة المدنية في الاسلام

تُشكِّل الدولة أبرز ظاهرة في الحياة الاجتماعية المعاصرة .. وتتميّز بأنّها مؤسّسة سياسية ذات سلطة مُلزمة .. والدراسة الاستقرائية للنصوص الإسلامية والسيرة العملية توصلنا إلى أنّ الفكر الإسلامي اعتنى عناية خاصّة بمسألة الدولة والسّلطة ، واعتبرها ركناً أساسياً من أركان البناء الإسلامي ..

والفكر الإسلامي سبق الفكر الأوربي المعاصر بقرون عديدة بتمييزه بين شخصية الدولة وشخصية الحاكم،فقد كانت شخصية الدولة قبل مجيء الإسلام منكدة بشخصية الحاكم.. ويُعتبر هذا التمييز انجازاً حضارياً عظيماً في عالَم السياسة والعدالة والدولة واحترام حقوق الإنسان..


لقد فصل الإسلام بين شخصية الإمام أو الخليفة وبين الدولة ، واعتبر الإمامة منصباً يملؤه الإمام . كما اعتبر السّلطة أمانة ورعاية عامّة لشؤون الأمة يتحمّلها الحاكم ..
قال تعالى : (إنّ اللهَ يأمركُم أن توأدوا الأماناتَ إلى أهْلِها وإذا حَكَمْتُم بينَ النّاسِ أن تَحْكُمُوا بالعَدْل ). ( النساء / 58 )


وورد عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): «كُلّكُم راع وكُلّكُم مَسؤولٌ عَن رعيّته»(29).


وتتكون الدولة في المفهوم الإسلامي من العناصر الآتية :


1 ـ الأمة .
2 ـ القانون .
3 ـ السّلطة .
4 ـ السِّيادة .

ولم يعتبر الفكر الإسلامي الأرض ركناً من أركان الدولة ، بل الدولة تُقام على الأرض التي تُقيم عليها الأمة كلّها أو بعضها ، وتُمارس عليها السلطة ولايتها وفق القانون . ولا دخل للأرض في تكوين شخصية الدولة ، بل الأرض شرط في قيام الدولة ، فلا تُقام دولة إلّا على أرض تملكها الأمة ، وتُقيم عليها . لذا يُقال قامت دولة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في المدينة ، وقامت الدولة الأمويّة في الشام ، وقامت دولة الفراعنة في مصر... الخ .

والمسألة الثانية في تكوين الدولة هي أنّ القرآن اعتبر القانون ركناً أساساً من أركان تكوين الدولة ، جاء هذا البيان في قوله تعالى :


(كانَ النّاسُ أُمّةً واحِدَةً فَبَعَثَ اللهُ النّبيِّين مُبشِّرينَ ومُنذِرينَ وأنْزَلَ مَعَهُم الكِتابَ بالحقِّ لِيَحْكُمَ بينَ الناسِ فيما اخْتَلَفُوا فيه ... ).( البقرة / 213 )


فالقرآن يُوضِّح في هذه الآية نشأة الدولة على يد الأنبياء ، كما يُوضِّح عناصر تكوين الدولة الأربعة ، وهي :


1ـ الأمة :

الأمة في الدولة المدنية ومرجعيتها إسلامية هي أساس الحكم وتفويض السلطات فهي التي تختار الحاكم وتفوض عنها المجالس البرلمانية المختارة في انتخابات حرة ونزيه تعبر عن إرادتها تعبيرا صحيحا وا ن تم تزوير إرادتها بأي معنى من المعاني في عمليه الاقتراع فيصبح كل من تولى أمرا من شؤونها ووصل الى مكانته الحاكمة أو البرلمانية ليست صحيحة وهو مغتصب لموقعه اغتصابا يهتك عرض الأمة باكمالها وكل ما صدر عنه من قوانين والتزامات باطل يجب إزالته في حالة خلعه وخلع برلمانه واختيار آخرين اختيارا صحيحا وفى كل الأحوال الأمة هي الحامية لا إرادتها فعليه ألا تسمح بتزويرها باى حال من الأحوال .. بأي معنى ..


2ـ القانون
قانون أي دولة الغالبية العظمى فيها مسلمين مرجعيته إسلامية والتي تصدرقوانيها للأمة بناء على لجنه حكماء متخصصة في كافة فروع العلم والمعرفة من النواحي التي تخدم الحياة المدنية بصورة عامة وشاملة تكون مهمتها دراسة كافة الظروف والأحوال وبعدها تضع القوانين التي تنظم الحياة البشرية داخل الوطن على المستويين الداخلي والخارجي ثم تنقح هذه القوانين تنقيحا علميا وبعد هذا يتم عمل لجنه حوار شاملة على الاستقرار قبل النهائي من الناحية المدنية فإذا ما انتهت تعرض القوانين على لجنه حكماء متخصصة في الشريعة الإسلامية على كافة أوجهها حتى تكون تلك القوانين متمشية مع الشريعة ولا تخالفها بأي معنى من المعاني الأصولية في الشريعة وثم يتم عمل حمله أعلانية واسعة النطاق تفهم الناس ما في داخل هذا التشريع الجديد وان قبل بالاعتراض يراجع ويناقش حتى تستقر الأمور ومن بعده يتم الاستفتاء عليه من قبل الشعب وهنا يجب أن يحكم كل من يدلي بصوته ضميره مرتبطا بعقيدته لو بهواه ويكون منصفا من اجل نصرة الحق والارتقاء بالوطن وعند ظهور النتيجة اى كانت لابد وان يلتزم الكل بصوت الأغلبية ..

3 السلطة :

وهكذا يرتبط مفهوم السـلطة بالقانون والأخلاق الّذين حملهما الكتاب .
فالدولة الإسلامية هي دولة قانونية وعقائدية تقوم على أساس القانون الإسلامي وتخضع له ، وتبتني على أساس العقيدة الإسلامية ، وبذا تتميّز هويّتها وشخصيّتها الفكرية ، وهي نتيجة طبيعية للمجتمع الإسلامي والأداة السياسية لتطبيق الإسلام . ولوجود الدولة في المجتمع تفاسير فكرية مختلفة .


ونستطيع أن نفهم التفسير الإسلامي لنشأة الدولة من خلال النصوص والمفاهيم والأهداف الإسلامية والمسؤوليّات المُناطة بالدولة ، ومن ذلك نستطيع القول أنّ الفكر الإسلامي يُفسِّر الدولة تفسـيراً أخلاقيّاً وعقائديّاً . فالدولة في مفهوم الإسلام تتقوّم ضرورة وجودها بالأخلاقيّة والعقائديّة ..


وإيضاح ذلك أنّ الدولة في نظر الإسلام قامت على أساس حماية الحق والعدل والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر والإصلاح في الأرض وأعمارها،وتطوير الحياة وتنميتها; لتوفير خير البشرية وسعادتها،والدعوة إلى توحيد الله وعبادته،وهداية الإنسان في طريق الهُدى.




وكل هذه الموجبات هي موجبات أخلاقيّة وعقيديّة .. والعشرات من الآيات والروايات وسيرة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) العمليّة وحديث الرعاية والمسؤولية الأنف ذكره ، كلّها تؤكِّد هذا التفسير الفكري لقيام الدولة ..
نذكر من الآيات قوله تعالى إنّ اللهَ يأمُرُكُم أن تؤدوا الأماناتَ إلى أهْلِها وإذا حَكَمْتُم بينَ النّاسِ أن تحكموا بالعدل ). ( النساء / 58 )


(وبالحقِّ أنزَلْناهُ وبالحقِّ نَزَل ... ). ( الإسراء / 105 )


(الّذينَ إن مَكّنّاهُم في الأرْضِ أقامُوا الصّلاةَ وآتوا الزّكاةَ وأمَرُوا بالمعروفِ ونَهُوا عن المُنْكَر ). ( الحج / 41 )


(وَعَدَ اللهُ الّذينَ آمَنُوا مِنْكُم وعَمِلُوا الصّالحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنّهُم في الأرْضِ كما اسْتَخْلَفَ الّذينَ مِن قَبْلِهِم .. ). ( النور / 55 )


(تِلْكَ الدّارَ الآخِرَةَ نَجْعَلها للّذِينَ لا يُريدونَ عُلُوّاً في الأرْضِ وَلا فَسادا ... ). ( القصص / 83 )
(وَما لَكُم لاتُقاتِلونَ في سَبيلِ الله والمُسْتَضْعَفينَ مِنَ الرِّجالِ والنِّساءِ والُولْدانِ يَقولُونَ رَبّنا أخْرِجْنا مِن هذهِ القَرْيَةِ الظّالِمِ أهْلِها ).( النساء / 75 )


(وَما خَلَقْتُ الجِنَّ والإنْسَ إلّا لِيَعْبُدون ). ( الذاريات / 56 )


( ... يا قَوْمِ اعبِدوا اللهَ ما لَكُمْ مِن إله غَيرِهِ هُوَ الّذي أنْشَأَكُم مِنَ الأرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُم فيها .. ). ( هود/61 )


وهكذا يتحدّد أمامنا حقيقة الدولة وموجب قيامها في المفهوم الإسلامي ..



4- السيادة :

وفي تعريفنا الموجَز بالدولة الإسلامية هذا ، بجدر أن نُعرِّف بأبرز المبادئ التي تُحدِّد سياسة الدولة وطبيعتها وعلاقتها بالأمة وبالعالم غير الإسلامي ، وهذه المبادئ هي :


1 ـ تتميّز شـخصيّة الدولة في الإسلام عن شـخصيّة الحاكم : فالدولة لها شخصية قانونية مُستقلّة ، والحاكم أمين ومُكلّف بأداء مسؤوليّته تجاه الأمة والمبادئ .

2 ـ الشورى واحترام رأي الأمة : والعنصر الأساس الذي يعتمد عليه الحكم في الإسلام هو عنصر البيعة والشورى .. فالبيعة والشورى تعبير عن أنّ الأمة هي صاحبة الحقّ في السّلطة أو في الخلافة العامّة .


3 ـ إنّ السلطة أمانة ومسؤولية : ويُثبِّت القرآن مبدأً سياسيّاً هامّاً ، وهو أنّ السلطة أمانة بيد الحاكم ورعاية لشؤون الأمة ، فهو أمين وراع ومسؤول ، وليست السلطة تملّكاً للأمة ولا تسليطاً عليها .. يتصرّف فيها تصرّف المالك ، ويعاملها تعامُل المُتسلِّط .. يوضِّح ذلك قوله تعالى :

(إنّ اللهَ يأمركُم أن تُؤدّوا الأماناتَ إلى أهْلِها وإذا حَكَمْتُم بينَ النّاسِ أنْ تَحْكُمُوا بالعَدْل ). ( النساء / 58 )


وقول الرسول الكريم محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) : «كُلّكُم راع وكُلّكُم مسؤولٌ عن رعيّته»(32) .


ومبدأ المسؤولية المُثبّت في هذا النصّ وفي العشرات من النصوص التي تتحدّث عن الأمر بالمعروف والنّهي عن المُنكر وعن النصيحة والمحاسبة، يعطي الأمة حقّ مُساءلة الحاكم عن تقصيره، وسوء إدارته ، أو استغلاله للسلطة ، أو انحرافه عن المبادئ كما هو مسؤول أمام الله سبحانه يوم يقوم الأشهاد .



4 ـ
الدولة الإسلامية دولة قانونيّة : نفهم أنّ الدولة الإسلامية هي دولة خاضعة للقانون وليست فوق القانون ، بل هي مُنفِّذة للقانون وقائمة على حماية المصالح ودرء المفاسد .


5
ـ استقلال القضاء :

(إنّ اللهَ يأمُرُكُم أن تُؤدّوا الأماناتَ إلى أهْلِها وإذا حَكَمْتُم بَينَ الناسِ أن تَحْكُموا بالعَدْل ... ). ( النساء / 58 )


ومن المزايا الأساسية في الدولة الإسلامية والمجتمع الإسلامي هو حُرمة القضاء وقُدسيّته واستقلاله وحمايته من تأثير أي سلطة .. ووجود القضاء المستقلّ الذي تُعاطي الأفراد والسلطة على حدٍّ سواء ، وفق معايير الحقّ والعدل ، لهو من أبرز مظاهر الدولة الحضارية والمجتمع المتحضِّر ..


فالقضاء المُستقلّ وشمول سلطته التي لا يُستثنى منها أحد مهما كان موقعه في الدولة والمجتمع ، له الحصانة الكُبرى لحفظ الأمن وحماية الحقوق ، وردع التعسّف السلطوي ضدّ الأفراد والجماعات والهيئات .


وكم هو عظيم قول الرسول الكريم محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) : «لا تُقدّس اُمّة لا يُؤخَذُ فيها للضّعيف من القوي حقّه غير متعتع» .


ويؤكِّد القرآن حُرمة التحاكم إلى الطاغوت ، وهو الحاكم الظالم الذي لا يقضي بالحق ولا يعمل بأحكام الشريعة العادلة .. جاء ذلك في قوله تعالى :
(ألَم تَرَ إلى الّذينَ يَزْعمونَ أ نّهُم آمَنوا بما أُنزِلَ إلَيْكَ يُريدونَ أن يَتَحاكَمونَ إلى الطّاغوتِ وقد أُمِروا أن يَكْفُروا بِه ). ( النساء / 60 )


إنّ هذا التعريف الموجَز بالدولة الإسلامية وبالمجتمع المدنيّ القائم على هدي القيم الإسلامية يُوضِّح لنا سموّ الفكر الإسلامي وقوّته الفائقة على قيادة البشريّة في مراحلها المتتالية .


وفي الختام يجدر بنا نحن المسلمين أن نوجِّه الدعوة إلى العالَم


لكي يتّخذ من الإسلام ديناً ودولةً وحضارة . فليس أمام البشريّة من مُنقِذ غير الإسلام ، وستكتشف أجيال البشريّة القادمة عظمة هذا الدِّين الإلهيّ عندما يسود العلم والعقل . وعندها ينطبق قول الله الحق :

(وَلَقَد كَتَبْنا في ألزبور مِن بعد الذِّكرِ أنّ الأرْضَ يَرِثُها عِبادي الصّالِحون ).(الأنبياء/105)



وفي نهاية المطاف يدلنا القرآن الكريم بأن الدولة المدنية هي أن تعمل متمثلة في الحاكم على رعاية مصالح الدولة شعبا وأرضا على كافة الأصعدة الداخلية والخارجية وان يكون أمينا أمانة تامة وان يعمل لتحقيق الرقي والانتماء ولا يعرضها للضعف والهوان وإلا يستخدمها خدمة السيد والعبيد وألا يفرط في خيرتها للغير أو يفضل مصلحة الغير على الوطن مقابل الافتتان والتمسك بالمنصب فهذا وان طال زائل لامحالة وفى النهاية عند حساب رب العالمين خزي وندامة وفي ذلك الإطار الشامل يقول ربنا جل شأنه في كتابه العزيز
يقول الله تعالى في كتابه الكريم

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيل

امرناالله سبحانه وتعالى بالطاعة التامة لله ولرسوله وأولى الأمر
طاعة الله والرسول من القضايا المسلم بها وهى تطبيق شرع الله من خلال الكتاب والسنة وفى الدولة المدنية يتم وضع نصوص وسن قوانين وشرحها وتفسيرها من خلال لجان سبق الحديث عنها وكما قلنا أن تكون متوافقة مع الكتاب والسنة التي غفلنا عنهما كثيرا فضعنا وضاعت هويتنا بين الناس وصرنا نتسول الأحكام يمينا وشمالا رغم عدم توافقها مع طبيعتنا..
أما عن طاعة ولي الأمر فعلينا أن نتطرق إلى عده محاور حتى نرى من هو ولي الأمر في الدولة المدنية

- من هو ولي الأمر
ولي أمـــــر المسلمين الذي تجب طاعته هو الذي يتولى تطبيق القانون الذي مرجعيته وهويته إسلامية لأن هذا هو أمر المسلمين، فليس لهم أمرغير دينهم قال تعالى وبالحق أنزلناه وبالحق نزل وقال تعالى هذا الكتاب يهدى للتي هي أقوم ،و فيه صاروا أمة ، وبه تحققت شخصية أمتهم الحضارية ، وبه وُجــد كيانهم السياسي ، أما من يتولى أمرا آخر ، كالذي يحكم بالنظام الدستوري العلماني أيا كان ، أو بالنظام الديمقراطي الليبرالي الغربي ، أو الفكر القومي الاشتراكي ، أو غير ذلك مما هو سوى النظام الإسلامي المحتكم إلى شريعة الله تعالى ، فهو ولي أمــر ما تولاه ، ليس هو ولي أمر المسلمين ، وهو يدخل في قوله تعالى {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا } ـ
فكيف يُولى أمر أمة الإسلام ، وقد تولى أمر غيرها ؟!!ـ
--------
ولهذا وردت النصوص الآمرة بطاعة ولاة الأمر بقيد إقامة الدين كما في حديث «إن أمر عليكم عبد مجدع يقودكم بكتاب الله فاسمعوا له وأطيعوا » رواه مسلم ،والحديث الثاني «إن هذا الأمر في قريش، لا يعاديهم أحد إلا كبه الله في النار على وجهه، ما أقاموا الدين » رواه البخاري ، فذكر أن الحكم بكتاب الله ، أي تحكيم الشريعة ، وإقامة الدين كذلك ، شرط في صحة ولايتهم التي توجب طاعتهم


--------------

- من هو الحاكم العادل

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق، بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ) البخاري ومسلم


الإمام العادل:

من يعدل في رعيته ويحكم فيهم بكتاب الله وسنة رسوله سواء كان أمير عامة أو أمير خاصة , لما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة كتب إلى الحسن أن يكتب إليه بصفة الإمام العادل،فكتب إليه الحسن -رحمه الله
:
الإمام العدل يا أمير المؤمنين كالأب الحاني على ولده، يسعىلهم صغارا، ويعلمهم كبارا، يكتسب لهم في حياته، ويدخر لهم بعد مماته
.
والإمامالعدل يا أمير المؤمنين كالأم الشفيقة البرة الرفيقة بولدها حملته كرها ووضعتهكرها، وربته طفلا، تسهر بسهره، وتسكن بسكونه، ترضعه تارة، وتفطمه أخرى، وتفرحبعافيته، وتغتم بشكايته.

والإمام العادل يا أمير المؤمنين وصي اليتامى، وخازنالمساكين، يربي صغيرهم، ويمون كبيرهم.

والإمام العدل يا أمير المؤمنين كالقلببين الجوانح تصلح الجوانح بصلاحه، وتفسد بفساده.

والإمام العدل يا أمير المؤمنينهو القائم بين الله وبين عباده، يسمع كلام الله ويسمعهم، وينظر إلى الله ويريهم،وينقاد إلى الله ويقودهم؛ فلا تكن يا أمير المؤمنين فيما ملكك الله كعبد ائتمنهسيده واستحفظه ماله وعياله فبدد المال، وشرد العيال، فأفقر أهله وفرقماله.

واعلم يا أمير المؤمنين أن الله أنزل الحدود ليزجر بها عن الخبائثوالفواحش فكيف إذا أتاها من يليها، وأن الله أنزل القصاص حياة لعباده فكيف إذاقتلهم من يقتص لهم.
واذكر يا أمير المؤمنين الموت وما بعده، وقلة أشياعك عندهوأنصارك عليه، فتزود له ولما بعده من الفزع الأكبر.

واعلم يا أمير المؤمنين أنلك منزلا غير منزلك الذي أنت فيه، يطول فيه ثواؤك، ويفارقك أحباؤك، يسلمونك في قعرهفريدا وحيدا، فتزود له ما يصحبك يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبتهوبنيه.

واذكر يا أمير المؤمنين إذا بعثر ما في القبور، وحصل ما في الصدور،فالأسرار ظاهرة، والكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها.

فالآن يا أميرالمؤمنين وأنت في مهل قبل حلول الأجل، وانقطاع الأمل، لا تحكم يا أمير المؤمنين فيعباد الله بحكم الجاهلين، ولا تسلك بهم سبيل الظالمين، ولا تسلط المستكبرين علىالمستضعفين؛ فإنهم لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة، فتبوء بأوزارك وأوزار مع أوزارك،وتحمل أثقالك وأثقالا مع أثقالك.

ولا يغرنك الذين يتنعمون بما فيه بؤسك، ويأكلونالطيبات في دنياهم بإذهاب طيباتك في آخرتك.

لا تنظر إلى قدرتك اليوم؛ ولكن انظرإلى قدرتك غدا وأنت مأسور في حبائل الموت، وموقوف بين يدي الله في مجمع من الملائكةوالنبيين والمرسلين وقد عنت الوجوه للحي القيوم.

إني يا أمير المؤمنين وإن لمأبلغ بعظتي ما بلغه أولو النهى من قبلي فلم آلك شفقة ونصحا، فأنزل كتابي إليككمداوي حبيبه يسقيه الأدوية الكريهة لما يرجو له في ذلك من العافيةوالصحة.

والسلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته.

لما تقدم إلى الولاة في الآية المتقدمة وبدأ بهم فأمرهم بأداء الأمانات وأن يحكموا بين الناس بالعدل،تقدم في هذه الآية إلى الرعية فأمر بطاعته جل وعز أولاً، وهي امتثال أوامره واجتناب نواهيه، ثم بطاعة رسوله ثانياً فيما أمر به ونهى عنه ثم بطاعة الأمراء ثالثاً على قول الجمهور وأبي هريرة وابن عباس وغيرهم قال سهل بن عبد الله ألتستري : أطيعوا السلطان في سبعة: ضرب الدراهم والدنانير والمكاييل الأوزان، والأحكام والحج والجمعة والعيدين والجهادو قال ابن خويز منداد: وأما طاعة السلطان فتجب فيما كان لله فيه طاعة، ولا تجب فيما كان لله فيه معصية
روي عن علي بن أبي طالب رضي عنه أنه قال : حق على الإمام أن يحكم بالعدل، ويؤدي الأمانة، فإذا فعل ذلك وجب على المسلمين أن يطيعوه لأن الله تعالى أمرنا بأداء الأمانة والعدل، ثم أمر بطاعته
قال سهل بن عبد الله رحمه الله: لا يزال الناس بخير ما عظموا السلطان والعلماء فإذا عظموا هذين أحل الله دنياهم وأخراهم ، وإذا استخفوا بهذين أفسد دنياهم
وروي هذا المعنى عن ابن عباس وزعم قوم أن المراد بأولي الأمر علي والأئمة المعصومون ولو كان كذلك ما كان لقوله :" فردوه إلى الله والرسول" معنى بل كان يقول فردوه إلى الإمام وأولي الأمر، فإن قوله عند هؤلاء هو المحكم على الكتاب والسنة .


هذا ما قدر لي ربي أن اجمعه في تنقيح وتوضيح لصوره مبسطة عن الدولة المدنية والتي تعود مرجعيتها إلى الإسلام الذي تدين به ألغالبيه العظمى في مصر وعلى كل عاقل أن يختار لوطنه وشعبه ما يرضاه ويحييه وان يكون نزيها نزاهة تبرئة أمام الله أولا ثم شعبه ثانيا ولا يستند في حكمة إلى اى مرجعيات خارجية فتدمره وتقهره وفى الآخرة يلقى ما يلقى .

وعلى الحاكم العاقل أن يستمد قوته من رب العالمين ومن ثم يستند إلى شعبه فهما الحاميان له والذين يقويانه وإلا خزل وهان على نفسه ولا قيمة له في دنيا ولا أخره .

أن القوة الحقيقية في الدولة المدنية هي المرجعية التي كرمه بها الله عباده الموحدين وجعل خاتم رسالته القران الكريم وأخر انبيائة هو نبي الله محمد بن عبد الله هذا هو اختيار الله للأرض وللعباد ولا يصلح ولا يصح غيرهم مهما كانت قوته وحجته او نجاح منهجهم في الأرض لأنها في النهاية مناهج أرضيه يشبهها الضعف والهوان وان القوه كل القوه في منهج الله والذي قال في كتابه الكريم أن الدين عند الله الإسلام

وأخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين
__________________
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 73.81 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 72.15 كيلو بايت... تم توفير 1.66 كيلو بايت...بمعدل (2.25%)]