أيُّها الشَّاب

[اخت الاسلام]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيُّها الشَّاب هـذه رسالتي إليك والى نفسي أضعها بين يديك أبعـثُ بها إليك مِن مُنطلقِ الإخـوَّة في الله ولخوفي عليك وعلى مستقبلك .. (( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ))الحجرات/10 .

أيُّها الشَّاب إنك عِمادُ المجتمع ، وعليك يُبنى الأمل ، وإليك تتطلعُ الأنظار
فانظر لنفسك مَن أنت ؟!
وفى أىِّ شئٍ سعيت ؟!

وإلى أىِّ مكانٍ تَوَجَّهت ؟!

ما أهدافك ؟!

ما إنجازاتك ؟!

ما آمالك وطموحاتك ؟!

إنَّكَ ستُسألُ يومَ القيامة عن شبابك فيم أبليته ..

فهل يسُرُّكَ إنْ كنتَ أبليتَه فى الحرام ، وفى مُقارفة الذنوب والآثام ، وفى تضييع الأوقات ، والسعى وراء الشهوات والملذات ؟!!!

أيَسُرُّكَ أن تكون أبليتَ شبابك فى معصية رَبِّك ...؟!!!

أيَسُرُّكَ أن تكون أبليتَه فى المُعاكسات ، ومُحادثة الفتيات ، والدخول لمواقع الانترنت الإباحية ، ومتابعة القنوات الفضائحية ...؟!!!

أيَسُرُّكَ أن تكون أبليته فى شئٍ يكونُ سبباً فى شقائك وعذابك ...؟!!!

فـ أنقِـذ نفسك قبل فـوات الأوان .
أيُّها الشَّاب اعـرف مقامك فى هـذه الحياة لا تكن صِفرًا على الشِمال بل كُن عضـواً فعَّالاً فى المجتمع ، حدِّد لنفسك هدفاً واسعَ لتحقيقه .

لا تكن حياتُك خاليةً من الأهـداف ، فحياةٌ بلا هـدف كجسدٍ بلا رُوح .

واعلم أنه سيأتي عليك يومٌ وتندم على ضياع هـذه المرحلة من حياتك فاغتنم شبابك قبل هرمك .

أيُّها الشَّاب أَمَا تريدُ أنْ يُظلَّكَ اللهُ تعالى في ظِلِّه يوم القيامة ؟!

اسمع لقول نبيك محمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم :

(سبعةٌ يُظلهم اللهُ فى ظِلِّه يوم لا ظِلَّ إلا ظِلُّه )وذكر منهم :(وشابٌ نشأ فى عِبادة الله تعالى )) متفقٌ عليه .

إنها فرصةٌ لا تُقـدَّرُ بثمن ، فاغتنمها .

فرصةٌ للوقاية من حَرِّ الشمس التي تدنوا يوم القيامة من العباد .

فرصةٌ لدخول الجنة ، فلا تُضَيِّعها .

فرصةٌ اليوم بين يديك ، ولا تدرى أتكون موجودةً غـداً أم لا .

بل لا تدرى أتكونُ أنتَ موجوداً أم لا ....؟!!!!

فإنك يوماً ما ستموت .....

نعم ستموت ..............

فأنقِـذ نفسك ،،،،، وانـجُ بها من قبل أن يأتىَ يومٌ لا ينفع فيه الندم .
أيُّها الشاب لا تقل ذنوبى يسيرة ،، سيغفرها اللهُ لى .. لا تستخف بذنوبك ، لا تستصغرها ، لا تحقرها ،،

(( وَ تَحْسَبُونَهُ هَيِّنَاً وَهو عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ )) النور/15 .

أَمَا سمعتَ قولَ أنس بن مالكٍ رضى الله عنه : ‹‹ إنكم لتعملون أعمالاً هى أدق فى أعينكم مِن الشعر ، كُنَّا نعُدُّها على عهد رسول الله - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - مِن الموبقات ›› وقال : الموبقات : المُهلِكات . رواه البخارى .

أرأيتَ يا أخي ؟! صحابىٌّ جليلٌ يتحدث عن زمنٍ غير زماننا ، ويقولُ هذا الكلام ،، فما بالك لو حضر في زماننا ماذا كان سيقول ؟!

فأنقِـذ نفسك ...
أيُّها الشاب لا تُغرق نفسك فى الشهوات ولا تلهث وراء المُهلِكات ...بل الزم عتبة العبودية .

إنَّ الشباب فترةٌ مُهمة جداً فى حياتك ... وستندم إذا ذهبت دون أن تستفيد منها ، ودون أن تعرف قيمتها .

فلا تجعل الدنيا أكبر هَمِّك ، واغتنم فترة شبابك فيما يُرضى عنك رَبَّك ..

فإنك مسئولٌ عن كل لحظةٍ من لحظات عمرك .

فـ عُـد و تُب واعبـد رَبَّك حق عبادته ...

فإنك ستفارق الحياة ،، وسترحلُ يوماً ما ،،،
فاجعل لنفسك زاداً ينفعك وقت الرحيل .