مزايا الانسحاب من كارثه(الانتخابات) المصريه

[أبو جهاد المصري]

السلام عليكم ورحمه الله

جاء قرار انسحاب جماعه الاخوان المسلمين النهائي من جوله الاعاده لهذه الكارثه المسماه(بالانتخابات)المصريه لعام 2010،مزيحا للغطاء السياسي الذي كان يلتحف به اباطره التزوير والمتفننون في كيفه تزوير اراده الناخبين طوال عقود كامله،كان فيها الاخوان المسلمون والشرفاء من المعارضين ينددون بهذا الذي يحدث في كل انتخابات يخوضها النظام المصري وينجح فيها بالتزوير، ولكن شاء الله ان يفضح هذه الجريمه هذه المره ونحن في اواخر العام العاشر في القرن الحادي والعشرين بغباء سياسي وتهور عصبي ادي بهم الي ان يسخر من غبائهم القاصي والداني، هذا القرار له من المؤيدين وله من المعارضين ولكل حجته ورايه، ولكن ما سنبحث فيه الان هو بعضا من المزايا لهذا القرار الذي اراه صائبا في المجمل.

اولا:فالانسحاب يعطي ثقه (للخاسر) الناجح -في الاصل-فالناجح الحقيقي هو من لديه الثقه في نفسه بان اراده الشعب معه ضد الفساد والتزوير والبلطجه، وقد افتقد هذه الثقه اباطره الحزب الوطني مما اربكهم واضطرهم الي اللجوء الي هذا الفعل الغادر والمشين في حق مصر والمصريين، هذه الثقه من شأنها ان تعطي انطباعا به مزيد من المراجعه علي المستوي الداخلي والخارجي مع الاحزاب والمعارضين الحقيقيين، وتأصيلا لمرحله مقبله اكثر شفافيه-سياسيه-واهتمام اكبر بالدعوه الي الله وزرع الوسطيه الاسلاميه بالاضافه حشد الجمهور حول الاخوان التي اري اننا اهملنا بعضا من واجباتنا تجاههما في السنوات الماضيه.

ثانيا:الكره الان اصبحت في ملعب الحزب الوطني وهذا يعد انجازا سياسيا به مزيد من الضغط الذي ربما سيتصاعد في الايام والشهور المقبله في حال استمرار هذا المجلس(الغير شرعي) في عمله.

ثالثا:هذا الضغط المتوقع من شأنه ارباك الجبهه الداخليه للحزب الوطني في مرحلته الحساسه المقبله الا وهي معركه الرئاسه .

رابعا:الانسحاب اعطي عدم مشروعيه فعليه وليست نظريه علي المستوي الداخلي والخارجي لهذا المجلس وقد عزز ذلك بحمد الله انسحاب موفق لحزب الوفد.

خامسا:في حال استمرار عمل هذا المجلس ان لم يحدث ضغطا داخليا أوخارجيا ينهي عمله،فالمتوقع فشله علي كافه المستويات خاصه وان الناظر بسرعه الي الاسماء التي رشحها الحزب وفازت، سيري انها اما رجال اعمال او اصحاب اسماء عصبيه وقبليه وهذا في حد ذاته فشلا سياسيا للحزب، اذ غاب عن وجوهه هذه المره طبقه التكنوقراط ، هذه الطبقه التي كان لها اثر ايجابي لدي الحزب في السنوات الخمس الماضيه بعد ضم المستقلين الذين كانوا في اغلبهم متخصصين في مجالات عده.

سادسا:بالطبع لن نفرح لفشل هذا المجلس ان قدر الله له الحياه، لان مقابل فشله حدوث ارتباكات داخليه وخارجيه قد تعرض امن مصر للخطر، بل نتمني له ان يكون مجلسا يحقق امال الشعب ، رغم استبعادنا لذلك لاعتبارات عده اهمها عدم وجود الكفاءات التي تقود المجلس في دورته القادمه-ان قدر الله له الحياه.

سابعا:الانسحاب من الناحيه النظريه صنع حبلا قويا بين الاخوان والجمعيه المصريه الوطنيه للتغيير، ولكي يتحول النظري الي عملي فهذا الحبل الرابط ربما يكون اصلا في بناء تحالفات اكثر قوه في الفتره المقبله.

ثامنا:بدي واضحا للجميع فساد بعض رموز المعارضه الوهميه كرفعت السعيد رغم بقاء الاخوان علي القشه التي تربط بين الاخوان وبين غيرهم من المعارضين ايا كان توجههم،ولكن بعد الذي حدث اري ان موالاه رفعت السعيد للحزب اللوطني لم تعد تحتاج الي ادله، والانسحاب ضربه له ولغيره من المزورين، فدخول الاخوان المجلس هذا العام من شأنه يعطي شرعنه للمعارضين الوهميين، ولكن شاء الله ان يميز بين الحق والباطل، وهذا اولي درجات الاصلاح والنهضه.

تاسعا:المشاركه في جوله الاعاده ربما كان لها طابعا ايجابيا لدي الحزب الوطني بان يجعل للاخوان المسلمين بعض المقاعد حفظا لماء وجهه في الداخل والخارج، ولكن قرار الانسحاب جاء كخطوه استباقيه لهذا المكر المتوقع حدوثه، وجاء ضربه قاصمه لجهود احياء صوره الحزب في عيون اكثر سياسيوه ومثقفوه، هذه لعبه سياسيه سحبت البساط من امام اي مثقف او سياسي من الحزب الوطني يخرج علي الملأ ويقول بان هذا المجلس شرعي او انه غير مزور في حين ان المتوقع ان يكون الحزب الوطني يمثل اكثر من 98% من اعضاء المجلس، وهذا تزوير فاضح لن تكون هناك اي حجه لانكاره .

المصدر

مدونتي الدوله في الاسلام