المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إلى من أقعده العذر عن الحج - د/ ايمن سامي


أمة الله أم خالد
11-11-2010, 02:28 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إلى من أقعده العذر عن الحج

خطبة مسموعة ومفرغة

لفضيلة الشيخ : د / أيمن سامي

للاستماع للخطبة :


http://www.alfeqh.com/montda/index.php?showtopic=24713


الخطبة مفرغة :

(( التفريغ لم يُراجع من قبل شيخنا الفاضل ))

:
:

الخطبة الأولى :

إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله،

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }آل عمران [102]

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }النساء [1]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً }الأحزاب [70-71]

أما بعد :

فإن أصدق الحدث كلام الله, وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم, وشر الأمور محدثاتها, وكل محدثة بدعة, وكل بدعة ضلالة, وكل ضلالة في النار
أجارني الله وإياكم والمسلمين أجمعين من النار بمنّه وكرمه .

أحبتي في الله :

أذن مؤذن الحج ,

ودخلت أشهر الحج ,

شوال, وذو القعدة, وعما قريب إن شاء الله نستقبل شهر ذي الحجة .

ورحل وفد الله , برًا , وبحرًا , وجواً .

ولازلت جموع الحجيج تتقاطر كحبات المطر على مكة شرفها الله .

وفي الأسبوع الذي سنبتدأ, سينتهي وصول الحجيج إلى مكة شرفها الله .

إنهم وفد الله ,

دعاهم الله فأجابوا ولبوا,

لبيك اللهم لبيك, لبيك لا شريك لك لبيك, إن الحمد والنعمة لك والملك, لا شريك لك .

لازال أثر هذا النداء الخالد, ترتد له جنبات طائراتهم في الجو,
وبواخرهم وسفنهم في البحر,
وسياراتهم في البر .

يلبون :

لبيك اللهم لبيك, لبيك لا شريك لك لبيك, إن الحمد والنعمة لك والملك, لا شريك لك .

سيلبي الشجر والحجر,

سيلبي الشجر والحجر,

كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم حتى تنقطع الأرض من هاهنا ومن هاهنا .

يلبي الشجر والحجر بنداء الحجيج .

فيا أيها العالم اشهد ,

اشهد بطاعة المسلمين لله عزوجل .

هاهم الحجيج وأعدادهم تقدر في هذا العصر بالملايين, ثلاثة أو أربعة مليون حاج يلبون جميعًا :

لبيك اللهم لبيك, لبيك لا شريك لك لبيك, إن الحمد والنعمة لك والملك, لا شريك لك .


نجيبك يا الله ,

نطيعك يا الله ,

طاعة بعد طاعة ,

نجيب على طاعتك ,

نجيب داعيك .

لبيك اللهم لبيك, لبيك لا شريك لك لبيك, إن الحمد والنعمة لك والملك, لا شريك لك .

لبيك يا الله وحدك لا شريك لك مخلصين لك الدين, توحيد خالص لله عزوجل ,
إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك .

ويلبي الكون من حولنا بتلبية الحجيج وكل حاج يلبي يأخذ أجر الشجر والحجر الذي يلبي بتلبيته .

وكيف لا ؟

وكيف لا ؟

وهو نداء إبراهيم عليه السلام, حين رفع القواعد من البيت وأصبحت الكعبة بناء يسر الناظرين .
توجه إبراهيم إلى الله عزوجل داعيًا ملك الملوك جل وعلا .

فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم

فبالله ربكم .

بالله ربكم خبروني عن قلوبكم في موسم الحج,

أليست تطير إلى هناك ؟؟!!

هذا هو حال الملايين من سكان الكرة الأرضية اليوم, من الموحدين لله رب العالمين,
تتمنى قلوبهم أن تطير إلى هناك.

وما أدراكم ما هناك !!

هناك

حيث تعظم الرجوات,

وترتفع الدعوات,

وتذرف الدمعات.

هناك

حيث تتنزل الرحمات

هناك

حيث تغفر الزلات

هناك

حيث يتجاوز الله عن التبعات .

يتمنى القاعد هنا في القاهرة أنه الآن .. الآن .. في مكة شرفها الله.

قلوبنا تتمنى وتشتاق ولسان حالنا يردد :

يا راحلين إلى البيت الحرام

يا راحلين إلى البيت الحرام

تمنينا أن لو كنا معكم

تمنينا أن لو كنا بينكم

نعم .. حبسنا العذر.

يا راحلين إلى البيت الحرام

لقد سرتم جسومًا وسرنا أرواحًا

أي والله, أرواحنا تطير إلى هناك
أرواحنا تحنّ إلى هناك
أرواحنا تشتاق إلى هناك .

يا راحلين إلى البيت الحرام

لقد سرتم جسومًا وسرنا أرواحا

إنا أقمنا على عذر وعن قدر

ومن أقام على عذر كمن راح .

أي والله ,
لربما إنسان صادق في نيته يتمنى الحج قد أقعدته المعاذير, وجرت عليه المقادير ,
يكتب الله له أجر الحج وهو في بيته لأنه صادق في نيته,
يتمنى بصدق, يشتاق بصدق, لكن قد أقعدته المعاذير,
والله عزوجل سميع بصير, يعلم ما في القلوب وما في الصدور,
فيطلع الله على نية هؤلاء, وعلى صدق نياتهم ,
فيكتب لهم الحج وهم بين ظهراني أهلهم !!

أيها المسلمون :

يا من لم يقدر لكم الحج هذا العام ,
يا من قعدتم عن حج بيت الله الحرام عن عذر, عن قدر الله عزوجل,
هنيئًا لكم كرم الله عزوجل وأنتم بين ظهراني أهلكم.
علم الله أن قلوب المؤمنين تشتاق إلى هناك, تشتاق إلى مكة,
فعوض الله من لم يقدر له الحج بعشر ذي الحجة .

عشر وأي عشر !!

إنها العشر المباركة, التي ستبدأ الأيام القادمة

تبتدأ عشر ذي الحجة,

فهل أتاكم نبأها وخبرها ؟؟!!

إنها عشر وأي عشر,

خير أيام الدنيا,

خير أيام العام .

مع أن كثير من الناس عنها غافلون !!
يقول الله عزوجل في كتابه الكريم, بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :
بسم الله الرحمن الرحيم :

وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ

خمس أقسام أقسم الله تبارك وتعالى بها :

فأقسم بالفجر وهو معروف: وهو وقت ظهور الضوء من رحم الظلماء حين ينشق فجر يوم جديد, فيخرج النور بعد الظلام وتلك آية من آيات الله عزوجل .
فأقسم جل وعلا بالفجر وبالليالي العشر وهي :
ليالي عشر ذي الحجة كما قال علماء التفسير, و ثبت هذا أيضًا في صحيح البخاري كما سنذكر بعد قليل
وأقسم بالشفع :
وهو الزوج من كل شيء, ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون
فأقسم الله بالشفع وأقسم بالوتر:
وهو الواحد الأحد الفرد الصمد والله جل وعلا
إذًا الشفع هو كل ما دون الله, وأما الله فهو الواحد الأحد الفرد الصمد جل وعلا.
والليل إذا يسر: والليل يسير في ظلماته .

أقسم الله تبارك وتعالى بهذه الخمسة والقاعدة عند علماء التفسير أن الله تبارك وتعالى يقسم بما شاء من خلقه, وأما المخلوق فلا يقسم إلا بالله .

من كان حالفًا فليحلف بالله, لا تحلفوا بآباءكم, ولا بأمهاتكم,
من كان حالفًا فليحلف بالله.

فالله عزوجل يقسم بما شاء من خلقه, وقد أقسم جل وعلا بالشمس وضحاها , و القمر إذا تلاها ,
وأقسم ربي جل وعلا بالليل إذا يغشى , والنهار إذا تجلى ,
وأقسم ربي جل وعلا بالليل إذا عسعس , والصبح إذا تنفس
يقسم الله بما شاء من مخلوقاته .

و القاعدة الثانية وهي أخت الأولى :

أن الله إذا أقسم بشئ دلّ على عظم المقسم به .

فأقسم الله بهذه الخمسة وهذا دليل على عظمها وعظم قدرها وعظم منزلتها .

ولو تأملنا معًا هذه العظمة لليالي العشر التي أقسم الله بها ,
لو تأملنا في الآيات التي فيها خمسة أقسام ,

لوجدناها كلها معرفة بالألف و اللام :

الفجر , الشفع , الوتر , الليل إذا يسر .. إلا :
اليالي العشر ليست معرفة بالألف و اللام ,

لم يقل الله عزوجل الليالي العشر
لا .. بل قال : و ليال عشر !!

و تلك قاعدة عند علماء اللغة :
أن النكرة في هذا الموضع تفيد التعظيم .

كأن تقول :
مررت بمحنة فوقف معي رجل , أي رجل ؟؟
لا تقول فوقف معي الرجل !!
إذا قلت : وقف معي الرجل فيكون الرجل المعروف و يمكن أن غيره وقف معك أيضًا
لكن إذا قلت : وقف معي رجل .. دلّ هذا على عظم هذا الرجل .. رجل و أي رجل
تنازعت عائلتان فأصلح بينهما رجل , رجل و أي رجل .

فانظر إلى قسم الله بالليالي العشر منكرة بدون ألف و لام , و ليال عشر ..

فدّل هذا على عظمها مع عظمها من البداية لأن الله أقسم بها .

فهي ليالي عظيمة ,

إنها خير أيام الدنيا ,

إنها خير أيام السنة ,

خير أيام العام ..

عشر ذي الحجة .

و قد ثبت في صحيح البخاري من حديث بن عباس رضى الله عنه و عن أبيه , أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله تعالى من هذه الأيام (( يعني عشر ذي الحجة )) قالوا :
يا رسول الله و لا الجهاد في سبيل الله ؟؟!!
قال : و لا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه و ماله ثم لم يرجع من ذلك بشئ .

الحديث عند الإمام البخاري في صحيحه .

لا يوجد أيام في السنة كلها , العمل الصالح أحب إلى الله تبارك و تعالى من هذه الأيام , أيام عشر ذي الحجة .

و لا الجهاد في سبيل الله ؟؟!!
الجهاد الذي هو ذروة سنام الإسلام ,
قال : و لا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه و ماله ثم لم يرجع من ذلك بشئ
مجاهد خرج يجاهد بماله و نفسه , فأخذ منه ماله و استشهد في سبيل الله , و هذا وحده أفضل .

أما المجاهد الذي يخرج للجهاد و للغزو في سبيل الله و ينتصر على الأعداء و يرجع منتصرًا , العمل في عشر ذي الحجة أفضل حالاً منه .

الله أكبر ..

أي فضل ؟!!

أي شرف ؟!!

و أي قدر لتلك الأيام ؟!!

للحديث بفية في الخطبة الثانية , و احفظوا عني :
أن الله قد عوض أمة الإسلام , لمن لم يكتب له الحج , عوضه بعشر ذي الحجة , و ان عشر ذي الحجة هي أفضل أيام السنة .

أقول قولي هذا و أستغفر الله .

الخطبة الثانية :

الحمد لله كما ينبغي أن يحمد , و أصلي و أسلم على النبي أحمد , صل الله عليه و على آله و صحبه و من تعبد .

أما بعد أيها الأحبة في الله :

فإن كنا قد اقتنعنا بأن الأيام المقبلة , هي خير أيام الدنيا .

فماذا نعمل فيها ؟؟


و الجواب أحبتي في الله :

أن هذا قد جاء في الحديث الذي هو في صحيح البخاري واضح و صريح :
قال النبي صلى الله عليه وسلم :

ما من أيام العمل الصالح فيها ( فأطلق النبي صلى الله عليه وسلم كلمة العمل الصالح ) .

فلنعمل صالحًا ,

فلنعمل صالحًا ,

فلنعمل صالحًا .

يا من تقيمون على الأفلام و المسلسلات في العشر ذي الحجة ,
في الأشهر الحرم ,
, في الأيام المباركة .

كفانا لهوًا و لعبًا , كفانا يا أحبتي في الله و هلم إلى العمل الصالح .

العمل الصالح بدءًا من توحيد الله عزوجل , و افراده بالوحدانية و العبادة .

من حمد الله , و تكبيره , و تسبيحه و الثناء عليه .
كلمتان خفيفتان على اللسان , ثقيلتان في الميزان , حبيبتان إلى الرحمن , سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم .
فلنعمل صالحًا , بدءًا من توحيد الله عزوجل ,

مرورًا بعد ذلك مباشرة بالصلاة التي هي أعظم أركان الإسلام العملية ,

الصلاة .. الصلاة .

وصى بها النبي صلى الله عليه وسلم حتى في مرض وفاته صلوات ربي و سلامه عليه , كان يوصي :
الصلاة .. الصلاة .. و ما ملكت أيمانكم .

الصلاة يا من أضعتم الصلاة .

فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة و اتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيًا .

الصلاة يا أحبتي في الله ,. الصلاة التي هي عمود الإسلام ,

الصلاة في جماعة حيث ينادى بها في اليوم خمس مرات ,

الصلاة يا أمة الإسلام ,

يا من ملئتم المساجد في رمضان ,

فلما رحل رمضان صدمت و أنا أدخل إلى المسجد في صلاة الفجر و أنا أرى جموعًا لا تقدر بصف و نصف !!!

أين من كانوا يصلون إلى باب المسجد ؟؟!!

بل و الله أحيانًا في الشوارع و الطرقات .

لماذا عزفوا عن العمل الصالح بعد رمضان ؟؟!!

أهم يعبدون رمضان أم رب رمضان ؟؟!!

فيا من وقع منك شئ من التقصير ,

ها هي عشر ذي الحجة , فإنها إن ذهبت لن تعود ,

بل اجعلها منطلقًا لسائر حياتك .

مرورًا بالصلاة ثم :

الزكاة

التي هي ركن من أركان الإسلام ,
و من جنس الصلاة صلاة التطوع , و من جنس الزكاة صدقة التطوع .و هناك صدقة أخرى سنتكلم عنها في آخر الخطبة و نحن نتكلم عن الأضحية .

الزكاة ثم :

الصيام

فمن استطاع أن يصوم يوم الأثنين و الخميس لاسيما في هذه العشر من ذي الحجة , فمن استطاع أن يصوم فجزاه الله خيرًا
و من صام يومًا و أفطر يومًا فلا حرج , و هذا أفضل الصيام , صيام داود كان يصوم يومًا و يفطر يومًا .

و من صام التسع كلها من يوم ا ذي الحجة إلى التاسع فلا حرج , لماذا ؟؟

لأنها من جنس العمل الصالح الوارد في صحيح البخاري , قال النبي صلى الله عليه وسلم :
ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله تعالى من تلك الأيام .
يعني : عشر ذي الحجة .

و الصيام عمل صالح أو لا ؟؟

عمل صالح .

بعض الناس يأتي إلى حديث في صحيح مسلم روته أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها هو عن أم المؤمنين رضى الله عنها :
أن النبي صلى الله عليه وسلم ما صام عشر ذي الحجة .
فيقولون أن الصيام في هذه الأيام بدعة , و هذا الكلام و الذي يظهر و الله تعالى أعلم أنه غير صحيح .

إذا ما الصحيح ؟؟

الصحيح أن نصوم ما استطعنا من الصيام , لأنه من جنس العمل الصالح , و هذا ثابت في صحيح البخاري .

و حديث عائشة رضى الله عنها أليس ثابت , أليس صحيحًا ؟؟

بلى هو ثابت و صحيح ,

و يجاب عنه كما أجاب العلماء كالإمام النووي , و الإمام بن حجر :

أنه يمكن أن يجاب بأن عائشة رضى الله عنها إنما روت ما رأت و غيرها روى أيضًا غير ذلك كما هو ثابت في السنن أيضًا عن بعض زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ,
صام في التسع من ذي الحجة , فغيرها رأى فروى .

و يمكن أن يقال :

ما صام النبي صلى الله عليه وسلم لأنه كان يشغل عن ذلك بأعمال صالحة أخرى .
ففي السنة العاشرة حج , فكان مشغول بحجة الوداع فلم يصم .
و في السنة التاسعة كان عام الوفود , فكان يشغل بالجهاد و الغزو في سبيل الله فلم يتمكن من الصيام .

فما المانع أن نصوم ؟؟

ما الذي أدخل الصيام هذه الأيام في البدعة ؟؟!!

على كل حال قلت لحضراتكم إن من أهل العلم من بيّن أن الصيام في عشر ذي الحجة لا حرج فيه , و ذكرت الرأي الآخر أيضًا من باب أن الإنسان لا يحتكر العلم .

الصيام و الحج يقع في هذه الأيام .

و من أراد أن يحظى بأجر حجة و عمرة ,

اسمع يا من تشتاق إلى الحج !!

من أراد أن يحظى بأجر حجة و عمرة , فليصل الفجر في جماعة , ثم يجلس في مصلاه يذكر الله حتى تطلع الشمس , فيكتب له أجر حجة و عمرة .

أقول أحبتي في الله :

لنصلي الفجر في جماعة , و نجلس نذكر الله حتى تطلع الشمس , فبها إن شاء الله أجر حجة و عمرة .

و من العمل الصالح ذكر الله على الإطلاق .

ما معنى الإطلاق ؟؟

يعني غير مقيد , و التكبير تكبير الله في هذه العشر من ذي الحجة ,مطلق و مقيد .
فالتكبير المطلق من أول دخول هذه الأيام العشرة .

الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. لا إله إلا الله و الله أكبر
الله أكبر و لله الحمد.

من أول دخول العشر من ذي الحجة ,

نريد أهلك في البيت يسمعوك و أنت تكبر ,

نريد زملاءك في العمل يسمعوك و أنت تكبر ,

نريد الناس في الشارع يسمعونك و أنت تكبر .

, هذه شعار الأيام العشر من ذي الحجة , شعارها التكبير

فما بال الناس غفلوا عن التكبير ,

فما بال الناس قد تركوه ؟؟

لماذا تركوا هذه السنة ؟؟

و قد كان بن عمر و أبو هريرة رضي الله عنهما يدخلان إلى السوق فيكبران .

الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. لا إله إلا الله و الله أكبر
الله أكبر و لله الحمد

شعار الأيام العشر من ذي الحجة مع أيام التشريق أيضًا , التكبير .

من أول ما تبدأ ذي الحجة ,

كبروا في بيوتكم ,

في شوارعكم ,

في طرقاتكم ,

اذكروا الله ,

أحيوا ذكر الله بشرط أن يكون مطلقًا ,

ليس تحديد بوقت , ليس مقيد .

في أي وقت تكبير , في الشارع , في السوق .

فإذا جاء فجر يوم عرفة , يوم التاسع قيد التكبير , فيقيد التكبير بأدبار الصلوات , بعد الصلاة يكبر الإمام و يكبر المأمومين أيضًا .

الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. لا إله إلا الله و الله أكبر
الله أكبر و لله الحمد

يكبر المصلون من فجر يوم عرفة بعد الصلوات , و في يوم العيد و يظل التكبير بعد يوم عرفة و يوم العيد يظل ثلاثة أيام أخر ,
يوم عرفة , يوم العيد ( يوم عيد الأضحى ) , ثلاث أيام أخرى ( أيام التشريق )
حتى صلاة العصر من ثالث أيام التشريق و هو الذي نسميه رابع أيام العيد , فيكبرون بعد صلاة العصر و ينتهي التكبير .
فاستعدوا بارك الله فيكم للتكبير من بداية عشر ذي الحجة يا من لم تذهبوا للحج .

هم هناك يلبون :

لبيك اللهم لبيك .

و نحن هنا نكبر :

الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. لا إله إلا الله و الله أكبر
الله أكبر و لله الحمد

و من الأعمال الصالحة أيها الأحبة :

الإحسان إلى الجوار , و صلة الأرحام , و بر الوالدين , كل عمل صالح .

و من الأعمال الصالحة :

صيام يوم التاسع من ذي الحجة , يوم عرفة .

فإن فيه تكفير ذنوب سنتين , حيث يقف الحجيج , حيث يباهي الله بهم عزوجل ملائكته فيقول :
ماذا أراد هؤلاء ؟؟ .. أفيضوا يا عبادي مغفور لكم , فهنيئًا لمن لم يكتب له الحج فصام هذا اليوم , يرجو أجر مغفرة ذنوب سنتين .

ختامًا أيها الأحبة :

الحديث عن الأضحية :

الأضحية سنة بينا إبراهيم عليه السلام نبينا إبراهيم فدى الله ابنه إسماعيل بكبش عظيم , و محمد صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أملحين أقرنين , ذبحهما بيديه , و سم و كبر ( بسم الله .. الله أكبر ) و ذبح صلى الله عليه وسلم .
واحدًا عن محمد صلى الله عليه وسلم , و آل محمد , وواحد عن فقراء أمة محمد صلى الله عليه وسلم , .

فاعرفوا لهذه الأضحية قدرها .
و من كان عنده مال , فليضحي و لا يبخل ,.

فإن الأضحية سنة مؤكدة في مذهب جماهير الفقهاء.
و ذهب الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى و قول في مذهب الإمام أحمد :
إلى أن الأضحية واجبة على المستطيع .
إذاً غير المستطيع تسقط عنه , و القول الآخر قول الجمهور بأنها سنة مؤكدة .

فمن كان له سعة في المال فليضحي , و ليتقرب إلى الله بهذه الأضحية , لما لها من أجر كبير عند الله تبارك و تعالى .

الأضحية أيها الأحبة لها شروط :

** فلابد أن تكون من بهيمة الأنعام :

و بهيمة الأنعام أي الإبل , البقر , الغنم ( الماعز و الخروف ) هذه هي بهيمة الأنعام التي لا تصح الأضحية إلا منها .

لا كما يقول بعض العوام :
ضحى مؤذن بمؤذن , يعني بلال رضى الله عنه ضحى بديك .
و هذا كذب على بلال رضى الله عنه . بلال الصحابي الجليل ألا يعرف , و هو الذي يقرأ في المصحف قول الله تعالى :

و يذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام .

ألا يعلم بلال هذا الحكم الذي هو في القرآن ؟؟!!
الأضحية لا تكون إلا من بهيمة الأنعام :
إما جمل أو بقر أو جاموس أو ماعز أو خروف .
فلو ضحى غني بنعامة أو غزالة , لم تكن اضحية .
و لو ضحى فقير بديك او دجاجة لم تكن أضحية ,فالأضحية محصورة في هذه الأضحية .

طيب و الفقير الذي لا يجد مال .. لا يكلفه الله , لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها .
و مع هذا لو اشترى و لو كيلو من اللحم ليوسع على أهله و اولاده بهذه النية له أجر , و لكن ليست أضحية , لكن له أجر .. أجر التوسعة على الأهل و الأولاد .

فمن وسع بدجاجة أو بديك لا حرج , لكن بأن تسمى أضحية حرج , فهي ليست بأضحية .

و البقر و الإبل و الجمل و من جنسه الجاموس أيضًا يمكن فيه الاشتراك ,
فيمكن أن يشترك واحد أو اثنين أو أربعة او خمسة أو سبعة إلى سبعة , في جمل أو في بقر
أكثر من سبعة لا.. أقل من سبعة لا بأس
غني و ذبح بقرة , بقرتين , عشرة لا حرج .لكن الاشتراك إلى سبعة .

** أن تكون بالغة

اتصل بي رجل و قال : أبي اشترى بقرة و عمرها سنة و نصف هل يجوز أن يضحي بها ؟؟
قلت له لا يجوز .
لماذا ؟
لأن هناك سن ..

فلا يجزئ من الإبل إلا ما تم له خمس سنين و بدأ في السادسة .

جمل عمره سبعة يصلح او لا ؟؟ يصلح
عمره ثمان سنوات ؟ يصلح
عمره أربعة يصلح أضحية ؟ لا
لابد أن يكمل خمس سنين .

و من البقر لابد أن يتم له سنتان , و من الضأن يعني الماعز تكون قد أكملت سنة و بعض الفقهاء يقول و الخروف أيضًا و الصحيح و الله أعلم أن الخروف يكفي فيه ستة أشهر .
يكون أكمل ستة كاملة .

واحد يقول يا شيخ لا أعرف كيف تم له سنة ؟؟
نقول له : اسأل أهل الخبرة ,

** أن تكون سليمة من العيوب

فلا تجزئ الضعيفة , و لا التي لا تطيق المشي مع الصحاح
و لا العوراء , و لا العرجاء التي لا تستطيع المشي مع الصحاح .
العيوب التي تقلل من قيمة الأضحية , تنقص منها لا .

طيب يا شيخ الشحم الذي يكون في نهاية الخروف و الذي يسميه البعض اللية ,

هل عدم الشحم يعتبر عيب ؟؟
يعني الخروف الإسترالي الذي ليس عنده شحم , يجوز أضحي به او لا ؟؟

فالجواب :

إذا كان هذا الشحم قد استئصل من الأصل من أجل تكثير اللحم كما هو الحال في الخروف الإسترالي و غيره , فلا حرج بل هذا لطيب اللحم فلا بأس .
أما إذا كان مرضًا أو عيبًا فلا .

** أن تكون الأضحية في الوقت المحدد لها شرعًا

الناس لا فقه عندهم و لا يسألون , يأتي رجل غني يريد أن يطعم الفقراء فيذبح يوم عرفة , يا رجل انتظر وقت الأضحية لم يدخل .

ما هو وقت الأضحية ؟؟

يبدأ وقت الأضحية من بعد فراغنا من صلاة العيد , الصلاة و الخطبة في قول بعض الفقهاء , و الصلاة فقط في قول البعض الآخر و الأمر سهل .

من بعد الفراغ من صلاة العيد بداية الوقت .. لماذا ؟؟

لقول الله تعالى :

فصل لربك و انحر .

و النبي صلى الله عليه وسلم صلى أولاً ثم نحر .

و يستمر وقت الأضحية إلى نهاية ثالث يوم من أيام التشريق .
إذًا يوم العيد كامل , و ثلاثة أيام بعده إلى أن تغرب الشمس في رابع أيام العيد فينتهي وقت الأضحية .

:
:

وبعد الدعاء والصلاة نبه الشيخ على أمر مهم وهو :

هنا مسألة مهمة يكثر السؤال فيها وهي ثابتة في مسند الإمام أحمد :
أن النبي صلى الله عليه وسلم أرشد من كان مضحي, أي من كانت عنده نية الأضحية ,
ودخلت عشر ذي الحجة .. قال النبي صلى الله عليه وسلم :
فلا يأخذن من شعره ولا من ظفره شيء .

فهذه سنة النبي صلى الله عليه وسلم , وأنا أقول سنة لأن بعض طلبة العلم يظن أن الأمر هنا للوجوب, والصحيح أن الأمر هنا على الندب .
وينبغي العمل بهذه السنة لمن يقدر عليها .
إن من عنده نية الأضحية , وأراد أن يضحي فليمسك عن قص شعره وظفره .

والشعر طبعًا :
شعر الرأس وشعر الإبط , و شعر الشارب , وشعر اللحية , وشعر العانة .

كل هذا لايقص , لمن ينوي الأضحية .
نقول لمن أراد أن يضحي :
تعال في آخر ذي القعدة وقص من شعرك , من شاربك , ودينا دين نظيف .
قص من شعرك وتجهز فإذا دخل عشر ذي الحجة فأمسك .

هذا الحكم لمن كان سيضحي , وليس لزوجته وأولاده .. بل للمضحي فقط .
أما الزوجة فإن كانت ستضحي بأضحية مستقلة فتمسك أيضًا .

تقبل الله مني ومنكم .

أمة الله أم خالد
12-11-2010, 01:45 AM
للرفع والفائدة