مذبحة «المسجد الأبيض»/ حماس وشهادات الزور - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4948 - عددالزوار : 2051450 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4524 - عددالزوار : 1319382 )           »          شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 591 - عددالزوار : 334081 )           »          اكتشف الأسباب الخفية وراء انتفاخ البطن! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          الكافيين: فوائده، أضراره، والكمية الآمنة للاستهلاك يوميًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          التعايش مع اضطراب ثنائي القطب: دليلك لحياة متوازنة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          7 أطعمة تقوي العظام! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          نصائح بعد خرم الأذن: دليلك الشامل للتعافي بسرعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          ما هي فوائد التبرع بالدم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          متى يكون فقدان الوزن خطير؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > الحدث واخبار المسلمين في العالم
التسجيل التعليمـــات التقويم

الحدث واخبار المسلمين في العالم قسم يعرض آخر الاخبار المحلية والعالمية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-10-2010, 01:12 AM
رياض123 رياض123 غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
مكان الإقامة: ........
الجنس :
المشاركات: 1,868
افتراضي مذبحة «المسجد الأبيض»/ حماس وشهادات الزور

مذبحة «المسجد الأبيض»

حماس وشهادات الزور

د. أكرم حجازي

19/8/2009







قرأت عن الكذب عند العرب والعجم وأقوامه الكثير. وعلمت أن الرافضة هم أكذب أهل الأرض بشهادة علماء الإسلام. وفيما خلا مجموعة أوسلو التي تفننت في قلب الحقائق أكثر من الكذب خلال السنة الأولى من حكومة إسماعيل هنية؛ ما عرفت الدجل والتحريف والتزوير والتلبيس والتزييف والافتراء والكذب المجلجل ولا عايشت فجوره واقعاً راسخاً، بلا أخلاق أو شريعة، كما هو حاله عند الإخوان المسلمين و«حماس» وقياداتها وقناة الجزيرة.

ولأن الكذب يهدي إلى الفجور فما من أمر أشد منه ضرراً أو وقعاً على النفس. فإنْ كذبت فهذا يعني : (1) أنك تخفي الحقيقة، وأنك (2) عازم، بكل وعي ورضى، أن تكرر الأمر لاحقاً، وأنك (3) ستفعل ما هو أسوأ في غير مرة حتى لو وصل الأمر لارتكاب الموبقات، وأنك (4) لا ولن تأبه بأية ردود فعل تنكر عليك سلوكك، وأنك (5) تستخف بكل من حولك، وأنك (6) لا تقيم وزناً لأية فضيلة أو مرجعية أو أخلاق، وأنك (76) لا تحترم أو تلتزم بالشريعة التي تعتبر الكذب كبيرة الكبائر، وأنك بالمحصلة (8) تفتري على الله ورسوله والمؤمنين جهاراً نهاراً دون أن يرتد إليك طرف!!!!!

هكذا، وبالمقارنة، تكون الزانية التي أنكرت واقعة الزنا التي شهدها زوجها متلبسة بها وخرجت تقول : «والله لا أفضح قومي» معذورة من فضيحة قد تأتي على سمعة أهلها وقبيلتها. لكن ما الذي يعذر «حماس» وقد ارتكبت جريمة بأوحش صورة رآها العالم أجمع وبررتها بأقبح الأعذار وأكذبها ؟؟؟!!!!

بعض الناس والمسمَّوْن «مشايخ وعلماء» يبدو أنهم يتنسمون أسباب الحياة والقوة والعزة بأفجر ألوان الكذب من الأفعال والأقوال. قد نتفهم غض الطرف أو التجاهل أو الصمت أو الجهل إزاء وقائع مجزرة مسجد ابن تيمية .. المسجد الأبيض، وقد نجد تفسيراً أو نلتمس عذراً لمن هيمنت عليه الحيرة والارتباك فاعتزل ونأى بنفسه عما بدا له لبساً مسبوقاً أو غير مسبوق. أما ما عايناه من أداء سياسي لبعض قادة «حماس» وتغطية قناة «الجزيرة» لوقائع المجزرة ولسابقاتها، فضلاً عن الكثير من الوقائع السياسية والأحداث التي تعصف بالأمة من مشارقها إلى مغاربها، فهو الكذب الممجوج وقلب الحقائق والتشويه المتعمد.

فلم يعد أحد يعجب من تصريحات قادة «حماس» وهو يطالعها أو يشاهدها أو يستمع إليها أو يدقق بها. وليس ثمة ما يحتاج إلى تدقيق أو برهان أو دليل على الكذب. فقط؛ من أراد أن يتثبت من ذلك فليجمع التصريحات وليقرأها ليعاين الحقيقة بأجلى ما تكون كما هي بلا زيادة أو نقصان. سنتوقف عند بعض التهم المعلبة التي روجتها «حماس» ضد إمام المسجد وجماعة جند أنصار الله ولعموم السلفيين الجهاديين عبر تصريحات قادتها وناطقيها الإعلاميين لنرى إن كانوا أرادوا بها الحقيقة ووجه الله تعالى؟ أم التشويه والتحريض والتضليل والتزييف والخداع؟ ثم بعد ذلك ليقولوا لنا وللأمة ولمتابعيهم وأنصارهم خاصة : لماذا وبأي حق أو شريعة يكذبون ويمعنون بالكذب؟ ومن أين تعلموه؟ وكم من السنين والعقود وهم يستغفلون به الأمة؟

تهمة «التكفير»

قبل أن تبدأ المذبحة بلحظات أو بعدها بقليل انبرى قادة «حماس» وناطقيها الإعلاميين بتوصيف السلفيين الجهاديين بـ «التكفيريين» الذين «يستحلون الدماء». وهذه نماذج من تصريحاتهم :

ففي تصريحات لـ د. خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة حماس نقلتها وكالة «فلسطين اليوم» الإخبارية في (17/8/2009)، وصف السلفيين بأنهم : «كفروا بالجميع» موضحاً بأن: «من المعروف أن من يكفر [ بمجتمعه يباح دمه». مثل هذا التصريح أو في حروفه بالضبط كرره رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية ووزير الداخلية فتحي حماد وسامي أبو زهري وطاهر النونو وغيرهم.

لكن الحقيقة، فيما يخص حركة «حماس» على وجه التحديد، فلم يصدر أي بيان في مثل هذا الأمر قط، ولا من أية جماعة سلفية فلسطينية سواء في غزة خاصة وفلسطين عامة أو في الخارج. وكل ما صدر، منذ ظهرت السلفية الجهادية في فلسطين، تصريحات أو بيانات تنتقد «حماس» لعدم تطبيق الشريعة. ومن لديه قول آخر فليثبته بالدليل القاطع. لكننا نتساءل : من أين جاء د. الحية بدليل شرعي يبيح سفك دم من يكفر الناس؟ ومن الذي أفتى لكم برخصة القتل؟ وهل نحن مقدمون على جولات جديدة من استباحة الدماء يا قادة «حماس»؟ ومن الأولى بحمل راية استحلال الدماء؟ «حماس»؟ أم السلفية؟

كل ما صدر عن الشيخ عبد اللطيف موسى بالحرف الواحد ورد في خطبته «القاتلة» التي أعلن عنها يوم الثلاثاء بعنوان : «الوصية الذهبية إلى حكومة إسماعيل هنية» وألقاها يوم الجمعة. ومثل غيره من المتابعين لاحظ الشيخ أبو بصير الطرطوسي ما اعتبره من «الكذب المغلظ» على إسماعيل هنية وهو يتهم «جند أنصار الله» والشيخ عبد اللطيف موسى بالتكفيريين، فنقل من خطبة الشيخ أبي النور ما يلي: «لم نتعدَّ على أي عنصر من عناصر حماس؛ هم إخواننا قد بغوا علينا .. اللهم أقبل علينا بقلوب المخلصين من حماس ـ وكررها في خطبته ثلاثاً - اللهم اجعلهم سهاماً في كنانتنا ولا تجعلهم سهاماً في صدورنا .. لا تزال حركة حماس وحكومة حماس في فسحة وبحبوحة من أمرها ما لم تقترب من مسجد شيخ الإسلام ابن تيمية ..». وهذا قبل أن تقع المذبحة. لكن إسماعيل هنية اقتبس العبارة التالية من الخطبة: «إن عناصر الجماعة بغوا على الحكومة» ورمى بها الجماعة والشيخ بعد المذبحة!!!

كما أن الشيخ أبي النور: «أثنى خيراً على الرنتيسي ـ رحمه الله ـ ومن قتل معه وفي زمانه من قيادات حماس .. وترحّم عليهم كثيراً»، ومن باب الدفاع عن النفس، فيما إذا أقدمت «حماس» على تصفيتهم، خاصة وأن لها سوابق معتبرة، قال الشيخ أبو النور: « من استحل دماءنا سنستحل دمه ومن استحل أموالنا سنستحل ماله ومن يتم أطفالنا سنيتم أطفاله وإن رملوا نساءنا سنرمل نساءهم«.

أما ما صرح به فتحي حماد وزير الداخلية من أن الجماعة قالت خلال الحرب على غزة: «لا نعين كافراً على كافر» وهو عين ما كرره سامي أبو زهري على فضائية العالم الإيرانية من أن «جماعة جند أنصار الله أصدرت خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة بيانا أعلنت فيه أنها لن تعين كافرا على كافر» فهذا من المستحيل أن يكون قد ورد ذكره في بيان خاصة وأن الجماعة وقائدها آنذاك كانوا يعملون في صميم القسام. وإذا كان المتحدثان يستندان إلى أقوال هنا وهناك أو يصطنعانها فهذا شأنهما وليس شأن العامة من الناس. ومن جهتها تبرأت جماعة «جند أنصار الله» في العديد من المرات من هذه التهمة، وآخرها البيان الذي صدر في 17/8/2009 وقالت فيه نصاً : « وكان من أبرز كلمات أميرنا أبو عبد الله ... يقول للشباب المجاهد الذي أراد أن ينضم إلى جماعة جند أنصار الله وكان يريد التكفير، ... يرده ويقول له أنت لست جاهز للعمل لدينا .. ولم نكفر احد، ولسنا تبعاً للقاعدة، هذا كان قرار أميرنا أبو عبد الله».

بقي أن نقول أن «التكفير» تهمة روجتها الأجهزة الأمنية في العالم أجمع مستغلة النقاشات الدائرة بين أنصار السلفية الجهادية الذين فتحوا باب النقاش في الأمر على مصاريعه إما جهلاً وإما تورعاً من الوقوع بالكفر وإما غلوا لدى البعض منهم. لكن في مستوى القيادات والرموز السلفية في العالم فلم يصدر، ولا في أية مناسبة، بياناً أو قولاً يجيز تكفير عوام الناس والمجتمع كما تقول «حماس» وغيرها.

تهمة إعلان الإمارة

كان إعلان «الإمارة» في 14/8/2009 من بين التبريرات التي ساقتها قيادات «حماس» في وقوع المذبحة. وسارعت وزارة الداخلية بإصدار بيان يصف الشيخ عبد اللطيف موسى بأنه أصابته «لوثة عقلية» مؤكدة أن «أي مخالف للقانون ويحمل السلاح لنشر الفلتان ستتم ملاحقته واعتقاله»، وتبعه سامي أبو زهري متحدثاً باسم «حماس» في تصريحات لوكالة « يونايتد برس» الأمريكية، كررها على قناة «العالم» الإيرانية وصف بها إعلان الشيخ للإمارة بـ «انزلاقات فكرية» مشيراً إلى : «إن حماس ترفض بأي حال من الأحوال أن تأخذ أي جماعة القانون بيدها وأن تثير حالة من البلبلة والفلتان الأمني في القطاع».

كنا قد تطرقنا في المقالة السابقة: «يا حماس .. هذه سياسة ومنهج دموي وليس فتنة» إلى موضوع الإمارة وخلفية النشأة. والآن نقول لمن قرأ الإعلان عن الإمارة جيداً، لا بد وأن يكون قد لاحظ أنه كان إعلاناً عاماً شمل فلسطين وأكنافها ولم يكن مقصوراً على غزة على وجه التحديد. فالشيخ أبو النور المقدسي أعلن عن ولادة: «الإمارة الإسلامية في أكناف بيت المقدس» وليس في غزة. بمعنى أنه لم يكن هناك ما يهدد سلطة «حماس» ولا بمقدار ذرة. وعلى العكس من ذلك فقد خاطب الشيخ حكومة «حماس» بالقول : «والله لو طبقتم وطبقت حكومة حماس شرع الله عز وجل وأقامت الحدود وأحكام الجنايات فنحن السلفيين عندنا استعداد أن نعمل خدماً ... خدامين .. لهذه الحكومة التي تطبق شرع الله حتى ولو جلدتم ظهورنا ونشرتمونا بالمناشير».

لن نتحدث عن الأسباب الحقيقية للمذبحة وكيف حشدت لها «حماس» قبل أسبوع على الأقل، وأخذت بمحاصرة المسجد وكيل التهديدات والاستفزازت على مدار الساعة. لكن، هل أخذت الجماعة القانون بيدها لمجرد إعلان بحيث تستحق القتل؟ وهل لديها القوة لتنفيذ ما أعلنت عنه؟ وإذا كان الأمر كذلك فما الذي دفع «حماس» لارتكاب جريمة حي الصبرة في 2/9/ 2008؟ وشن حملة اعتقالات ضد جيش الأمة وأميره؟ ومطاردة جند الأنصار في برج شعث بخانيونس؟ هل أعلن هؤلاء إمارة وأخذوا القانون بيدهم وهددوا سلطة «حماس»؟

أخيراً ثمة سؤال حبذا لو تجيب عليه «حماس» : ففي كل مواجهة يحتشد آلاف المقاتلين من القسام إلى جانب الشرطة وأجهزة الأمن. فمن المسؤول عن تطبيق القانون ومعالجة ما يسمى بـ «الفلتان»؟ هل هي «حماس»؟ أم «الإخوان»؟ أم «التنفيذية»؟ أم «الشرطة»؟ أم «كتائب القسام»؟ وهل كل هؤلاء ضمن القانون وفوقه وما دونهم تحته؟

تهمة التفجيرات

كان جيش الإسلام أول من اتهم بتفجير مقاهي الانترنت وصالونات التجميل. ثم انتقلت الاتهامات لتمس السلفيين سواء كانوا جماعات أو أفراد، وأكثر من اشتهر بذلك» جماعة سيوف الحق الإسلامية في أرض الرباط» التي نسب إليها بيان مطول تلقت نسخة منه صحيفة «دنيا الوطن» الفلسطينية الإلكترونية، وصدر بتاريخ 30/10/2006. وفيه أعلنت الجماعة مسؤوليتها عن بعض التفجيرات. أما جند أنصار الله بالذات فلم تقم بأي تفجير، فضلاً عن نفيها ورفضها المساس بالمجتمع. لنرى كيف تلفق الاتهامات في كل مناسبة. وهذه المرة بمناسبة مذبحة «جند أنصار الله» وكيف يجري التلبيس على الناس بصورة تذهل العقل.

1) تفجير عرس جورة العقاد في خانيونس (عشيرة دحلان – 21/7/2009)

وقع الانفجار الذي استهدف منصة العرس حوالي الساعة الحادية عشرة ليلاً متسبباً ببعض الإصابات بلغت ستين عند البعض ثم تقلصت إلى ستة عند أبو زهري بعد المذبحة!!!! وما بين 40 - 45 عند الأوساط الطبية. أما عن أسباب الانفجار فقد قالت فضائية «الأقصى» التابعة لـ «حماس» في 22/7/2009 أن الإصابات في العرس وقعت: «جراء انفجار نتيجة ألعاب نارية». لكن تصريحات إيهاب الغصين لـ « فلسطين اليوم» في 22/7/2009 أشارت: «إلى أن النتائج الأولية للتحقيق في ملابسات الحادث تُظهر أنه نجم عن انفجار قنبلة صوت ... مبدياً استغرابه من تناول بعض وسائل الإعلام لهذا الخبر بنوع من التضخيم». لكن ما هو العجيب في مثل هذه التصريحات؟

العجب الأول أن كلا التصريحين متناقضين، فأحدهما يقول بانفجار «قنبلة صوتية» والثاني يتحدث عن «ألعاب نارية». فإذا كانوا اختلفوا على طبيعة الانفجار؛ وإذا كانوا يجهلون سببه! فكيف اتفقوا على المتهم؟ وكيف علموا به بعد ساعتين؟

فالعجب يقول أنه، وبعد ساعتين من وقوع الحادث، حاصرت قوات الأمن منزل شابين من جماعة «جند أنصار الله» في برج شعث اتهمتهما بالمسؤولية عن الانفجار. إلا أن الشابين رفضا تسليم نفسيهما، وتبرئا من الجريمة. ثم أصدرت الجماعة بياناً في 24/7/2009 وجهته إلى «أمتنا الإسلامية»، وأعلنت فيه براءتها من دماء المسلمين : « نحن في جماعة جند أنصار الله بريئون براءة تامة من مثل هذه الأعمال التي تسيء إلى الإسلام والمسلمين وتشوه صورة جهادنا المبارك»، وأضاف البيان قائلاً: «من خلال موقعنا نؤكد رسمياً ونكررها ثانية أننا لم نكن ننوى أن نفجر أي مقر أمني، أو نهاجم أي عنصر من حماس، ولم نقتل أحد منذ نشأة جماعتنا على خلافكم ، كما ذكر المدعو فتحي حماد، ولم يكن لنا أي ضلع نهائياً في أي تفجير حدث علي الساحة الفلسطينية»، إلا أن «حماس» أصرت على استسلام الشابين وهو ما حصل، وأصرت على تهم التفجير وسفك الدماء.

أما العجب الثالث فهو الإصرار على أن جماعة «جند أنصار الله» هي من قامت بتفجير منصة العرس رغم صراخها وبراءتها من الواقعة. فهل هو انتقام؟ فها هو سامي أبو زهري في لقائه على قناة «العالم» الفضائية في 15/8/2009 يذهب لما هو أبعد من تفجير منصة العرس حين يصرح بأن الجماعة: «فجرت العديد من المحال التجارية خلال الفترة السابقة»!!!!!!!! أليس هذا قمة الفجور والكذب خاصة وأن الجماعة كانت في حماية القسام قبل أن تصدر البيان التأسيسي الأول لها بتاريخ 13/11/2008؟ وما بين التأسيس وانفجار العرس بضعة شهور. فأين هي التفجيرات التي نفذتها الجماعة بينما الحقيقة الصارخة تقول أن الجماعة لم تصدر بياناً واحداً بعد التأسيس إلا في أعقاب أول عمل عسكري لها في غزة حين نفذت «غزوة البلاغ - 8/6/2009»؟ هل تستطيع «حماس» أن تأتي بدليل واحد على ما تنسبه للجماعة من تفجيرات؟ أنا شخصياً أتحداها.

2) ليلة 24/7/2008

وقع انفجاران أحدهما في مقهى والآخر أمام بناية النائب في المجلس التشريعي ورئيس رابطة علماء فلسطين مروان أبو راس، وهي هيئة تابعة لـ «حماس». وبعد مذبحة المسجد، وفي معرض لقائه مع فضائية العالم اتهم سامي أبو زهري جماعة «جند أنصار الله» حرفياً بما يلي: «كما أن عناصرها قاموا بزرع عبوة أمام منزل رئيس رابطة علماء فلسطين مروان أبو راس، وقد تم اعتقال عضو المجموعة الذي قام بزرع العبوة».

إلى هنا قد يبدو الأمر طبيعياً لمن يستمع ويشاهد. لكن بعد بضعة كلمات قادمة سيكون على القارئ أن يندهش أو يتميز غيظاً من هول ما سيعلم. فقد أدلى إيهاب الغصين الناطق الإعلامي باسم وزارة الداخلية للحكومة المقالة بتصريحات صحفية جاء فيها: «أن العبوة التي وضعت أمام منزل النائب في المجلس التشريعي ورئيس رابطة علماء فلسطين مروان أبو راس تسببت بأضرار مادية فقط».

ويتابع:

«على الفور حضرت الشرطة للمكان وقامت بالمتابعة وتم إلقاء القبض على الفاعل وهو شخص من حركة فتح وقام بوضع العبوة بأوامر من قيادة حركة فتح وتم إلقاء القبض على الشخص الذي أعطاه الأوامر»!!!!!!!!!!!!! ».

ترى؟؟؟ كيف كان المعتقل عند الغصين من «فتح» وأصبح عند أبو زهري بعد أقل من ثلاثة أسابيع من «جند أنصار الله»؟ وبأي ضمير أو مبدأ أو شريعة أو أخلاق استطاع أبو زهري أن يلفق اتهاماً فاضحاً ورخيصاً من هذا النوع ضد الأبرياء؟ ولأي غرض نبيل؟ من الكاذب؟ أبو زهري؟ أم الغصين؟ أم الفضائية الإيرانية؟

3) نموذج لتلفيق «الجزيرة»؟

وكعادتها في الكذب والتزوير والأجندات المشبوهة في إحباط الأمة وتخذيلها فقد كان لقناة الجزيرة «أم نص لسان» وربيبة «حماس» و«الإخوان» دور فاضح ومخزي. فرغم كل ما ذكرناه أعلاه، وهو ما تعلمه «الجزيرة» جيداً التي تنحاز بالهوى إلى الإخوان ومشتقاتهم والإيرانيين ومشتقاتهم، إلا أنها قدمت للمشاهد أقصى درجات الحيادية والمهنية فيما يتصل بمذبحة مسجد ابن تيمية.

ففي اليوم التالي للمذبحة (15/8/2009) كتبت «الجزيرة» في خبر لها تقول : «كما نسب للجماعة تفجير عدد من محلات الحلاقة النسائية، إضافة لتفجير عدد من مقاهي الإنترنت التي ترى أنها أماكن للرذيلة، لكن الجماعة نفت نفيا قاطعا علاقتها بأي تفجيرات داخلية».

لكنها في اليوم التالي (16/8/2009) غيرت رأيها 180 درجة، فكتبت في تقرير لها ذيلته بعبارة: «الجزيرة نت - خاص» ما يلي: « وكانت الجماعة تبنت تفجير حفل زفاف قبل نحو شهرين كان يحضره أقارب لدحلان في مدينة خان يونس، وجرح فيه العشرات».

أما مراسلها في غزة تامر المسحال فقد قال بعد مذبحة المسجد بأن : «الاشتباكات وقعت بعد محاصرة شرطة الحكومة المقالة لمسجد يتحصن فيه مسلحون موالون لجماعة ما يعرف بالسلفية الجهادية»، لكنه غير رأيه، فجأة، في نفس المراسلة ليقول بـ : «أن هذا الحصار جاء بعد أن أعلن أمير هذه الجماعة في خطبة الجمعة بمسجد ابن تيمية إطلاق إمارة إسلامية». عفية! هكذا تكون المصداقية والمهنية والبطولات الصحفية وإلا فلا!!!! وسبحان الله فالكذب على كل منبر، وفي كل حين، وفي كل اتجاه.

تهمة البدء بالاشتباك

أشاعت «حماس» وأنصارها وكتابها ومعلقيها في مختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة، وبعد المجزرة مباشرة، أن الصدام مع الشيخ وجماعة «جند أنصار الله» وقع بعد أن رفض المحاصرون كل الوساطات، وأنهم قتلوا الوسيط« أبو جبريل الشمالي» قائد «كتائب القسام» في منطقة رفح. هذا على الأقل ما قاله وزير الداخلية فتحي حماد لقناة «الجزيرة» الفضائية يوم 16/8/2009 حيث وصف «جند أنصار الله» بأنهم : «قوم أهل غدر فقد قاموا بالغدر وتجسد هذا الغدر عندما قام أحدهم بتفجير أحدهم بمجموعة جاءت للتوسط».

لكن إذا كان المسجد هو أحد أركان وقائع الجريمة، وأن أهله « قوم غدر»، فلماذا ذهب المهاجمون إلى منزل الشيخ عبد اللطيف موسى؟ لماذا؟ ليسلموا عليه ويعتذروا له؟ والسؤال الأهم : هل اندلع الصدام بعد قتل «الوسيط»؟ أم بعد إطلاق الجماعة النار على أفراد الشرطة؟ لنعاين التصريحات التالية خلافاً لما قاله حماد لـ »الجزيرة» :

1) تصريح إسماعيل هنية - 16/8/2009

» وقال هنية خلال كلمة في مؤتمر نظمته نقابة المعلمين في غزة أمس: إن عناصر الجماعة بغوا على الحكومة ووصفوها بالمرتدة وحملوا السلاح ضدها وفجروا أنفسهم في عناصر الشرطة».

2) تصريح سامي أبو زهري

في مقابلته إياها مع فضائية «العالم» قال بالحرف الواحد : «إن سبب تفجر الأوضاع في القطاع الجمعة وأدى إلى المواجهة بين جماعة جند أنصار الله والشرطة الفلسطينية هو أن المجموعة أطلقت النار على أفراد الشرطة الذين تواجدوا بالقرب من المسجد .. الأمر الذي أدى إلى مقتل عدد من المواطنين في الشارع».

ما الذي يجري يا قادة! ويا شيوخ المنابر! ويا أصحاب اللحى المزركشة؟ ألا تكفينا قصة النائب أبو راس؟ ألا تستطيعون أن تجتمعوا على كلمة سواء حتى في الكذب؟ قولوا لنا على الأقل رواية ثابتة، وليس مهماً أن تكون صادقة أو كاذبة. فقط رواية واحدة متناسقة متجانسة حتى يمكن أن نبتلع الكذب وبعدها ندخل مرغمين في متاهات الفتن والتأويلات. متى بدأ الهجوم؟ وكيف؟ أجيبوا.

هل بعد أن: «فجروا أنفسهم في عناصر الشرطة»؟ أم بعد أن: «أطلقت المجموعة النار على أفراد الشرطة»؟ أم بعد أن : «قتل عدد من المواطنين في الشارع»؟ وماذا عن «أبو جبريل الشمالي»؟ من قتله؟ وكيف قتل؟ ألا تلاحظون أن تصريحاتكم مضللة وتخفي الحقيقة برمتها؟ فهل ستقومون بإجراء تحقيق تتطلع عليه العامة من الناس والأمة؟ أم سيكون كالتحقيق الموعود بمجزرة حي الصبرة؟ هل نسيتم أنكم وعدتم بتحقيق لم ير النور إلى يومنا هذا؟

تهمة تفجير أبو النور لنفسه

من يستطيع أن يثبت كون الشيخ أبو النور المقدسي لم يقتل عامداً متعمداً وعن سبق إصرار؟ وأبشع صورة؟ وبأعلى مواصفات الحقد والدموية؟ لا أحد. فالصور التي نشرتها وسائل الإعلام عن جثة الشيخ أبو النور المقدسي أظهرت جثة متماسكة بالكامل لكنها مصابة بشقوق وتمزقات قوية خاصة في اليد وجرح كبير في البطن أو الجنب وسواد في منطقة العينين والأنف والفم وما يشبه أماكن إطلاق رصاص في سائر القسم العلوي من الجسد بالإضافة على تفحم في إحدى قدميه دون أن يفقدها.

فلو كان فجر نفسه لتمزقت جثته وتقطعت إرباً إرباً وهذا ما لم يحصل أبداً. فمن المفترض أنه يرتدي حزاماً ناسفاً على وسطه كاف لتقطيعه أشلاء، ولأن التفجير ينتج عنه كتلة نارية عالية جداً، يا عسكر، فمن الطبيعي أن نرى تفحماً في جسمه واحتراقاً لشعره وشعر لحيته التي بدت كما لو أن شيء لم يمسها. والأرجح أن الرجل تعرض، عن بعد أو عن قرب، لا فرق، إلى قصف مباشر بقذائف هاون أو صواريخ تسببت في تهتك بعض أطرافه مخترقة جسده العلوي من عدة نواحي.

لكن رواية «حماس» تصر، رغم كل الشواهد المتوفرة، على أن الرجل فجر نفسه وهذا لم يثبت حتى اللحظة. والغريب أن «حماس» لم تعلن أنها تحفظت على الجثة لفحصها وإصدار تقرير رسمي وطبي تحدد أسباب الوفاة. خلاص يكفي دفن الحق والحقيقة كي يبدأ العويل بالكذب على الملأ.

تهمة العمالة والعلاقة مع «القسام»

كل التصريحات التي صدرت عن «حماس» بخصوص جماعة «جند أنصار الله» التي اتهمتها بالعمالة صدرت بعد وقوع الجريمة ولم يكن لها أي أساس يذكر قبلها ولو بدقيقة واحدة. وهذا وحده كاف لإسقاط كافة التهم عنها دون أدنى تحرّي عن الأمر. ودون ذلك تكون «القسام» والـ «حكومة» و«حماس» مدانون بنفس الدرجة كونهم من احتضن الجماعة. اللهم إلا إذا قالت«حماس» أن الجماعة اخترقت بعد انفصالها عن «القسام» وليس هذا عليها ببعيد.

الملفت للانتباه أن حملة الاتهامات والطعون ابتدأت بوصف الشيخ أنه يتلقى راتباً من حركة «فتح»، ثم تطورت التهمة على العلاقة مع دحلان ثم وصلت أخيراً إلى حد وجود علاقات خارجية للجماعة وتمويل خارجي واختراق إسرائيلي. والحقيقة الصارخة أن كل ما سيق بحق هؤلاء الناس وأمثالهم هي حملات تشويه وحشية لا تنفع في جبرها تصريحات الترحم عليهم كما ورد على لسان د. خليل الحية أو الشيخ يونس الأسطل واعتبارهم شهداء.

الثابت أن تهمة تلقي الشيخ أبو النور المقدسي بعد مقتله راتب من «فتح» أو فيّاض أو دايتون لم تنفع، لأن «حماس» شريكة في السلطة وتتلقى رواتب منها. كل ما في الأمر صراع سياسي على كراسي لا يمس الرواتب. بل أن د. محمد المدهون رئيس ديوان الموظفين العام د. في تصريحات للمركز الفلسطيني للإعلام التابع لحماس (17/8/2009) «استنكر التلاعب بمصير المواطنين ووظائفهم» على خلفية فصل حكومة سلام فيّاض في رام الله 11 موظفًاً من جنين وطولكرم على خلفية انتمائهم السياسي، واعتبر قرارات فيّاض: « وصمة عار ستلاحق كافة المسؤولين والعاملين في هذه الحكومة». وهكذا سقطت التهمة الأولى ولم يعد تلقي الشيخ أبي النور راتباً من السلطة وصمة عار. لكن بنك الاتهامات لا ينضب عند «حماس» خاصة تهمة التمويل والارتباطات الخارجية لجماعة «جند أنصار الله».

في 12/8/2009 نفى عدة مسؤولون في حكومة «حماس» من بينهم إيهاب الغصين ما أوردته صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية قبل يوم عن : «تسلل عشرات الإرهابيين المسلمين إلى قطاع غزة في السنة الأخيرة، ويعملون في إطار منظمات متطرفة تتماثل مع شبكات الجهاد العالمي»، وشدد الغصين على: «أن التنظيمات الموجودة في القطاع هي تنظيمات فلسطينية مقاومة للاحتلال الصهيوني، وليس لها أي أهداف أخرى» ثم تبعه النائب يحيى العبادسة، وعلى نفس المنوال سار إسماعيل هنية في خطبة جمعة المذبحة. استنفار محموم لنفي التهمة التي تقض مضاجع «حماس» وتنال من صورتها المعتدلة أمام الرأي العام الغربي على وجه الخصوص.

تأتي هذه التصريحات قبل وبعد اجتماع أمني سري جداً في القاهرة برئاسة محمود الزهار، ليلة الجمعة، وتلته تخبطات قادة «حماس» وتصريحاتهم حول وضع المقاومة في غزة وخاصة فيما يتعلق بالسلفية الجهادية عموماً وبـ «جند أنصار الله» خصوصاً. وهذا قبس من بعض التصريحات.

ففي 15/8/2009 صرح وزير الداخلية للحكومة المقالة فتحي حماد: «أن الحكومة الفلسطينية برئاسة إسماعيل هنية حصلت على وثائق قبل مهاجمة معقل العناصر التكفيرية في محافظة رفح، مؤكداً أن هذه العناصر سعت إلى مهاجمة المقار الأمنية في قطاع غزة واستهداف قياديين من حركة حماس، كما ثبت بالدليل حصول هذه العناصر التكفيرية على أموال من دولة عربية وارتباط هذه العناصر بشخصيات كبيرة في سلطة رام الله»، وأوضح بأن: «هذه الوثائق عرضت في جلسة حكومية قبل شهرين»!!!! ».

ومن جهتها نقلت قناة «الجزيرة» (16/8/2009) على ذمتها «الجزيرة نت - خاص» عن مصادر أمنية تأكيدها : «أن جهاز الأمن الداخلي في قطاع غزة، توصل إلى مراسلات خاصة بالعناصر التكفيرية تدعو إلى محاربة الحكومة الفلسطينية برئاسة إسماعيل هنية والإخلال بالأمن والتأثير على مجاهدي كتائب القسام وحركة حماس، كما تحدثت المصادر الأمنية عن معلومات تفيد بتلقي العناصر التكفيرية أموالا وأجهزة من مخابرات دولة عربية ومن مقربين من محمد دحلان ». وهذه في الحقيقة هي تصريحات فتحي حماد التي نشرتها فضائية »الأقصى» على موقعها.

وفي ذات التصريحات أعلاه أدلى حماد بما يعكس صميم توجه الحركة في استئصال الجماعات السلفية على كل مستوى وصعيد. فلا بد من التعريف، والكلام لحماد : «أن هذه ليست جماعة وإنما مجموعات متفرقة كانت تقوم بأعمال تخريبية ولها صفات غريبة .. أولاً : هؤلاء يكفروننا ويقولوا أثناء حرب الفرقان «لا نعين كافراً. وثانياً : هم قوم أهل غدر ... لم يسجل في تاريخ المقاومة الفلسطينية أنهم واجهوا في أي اجتياح أو عدوان للعدو الصهيوني .. هذه الجماعات لها ارتباطات مشبوهة بالأجهزة الأمنية برام الله .. وينفذون أجندة خارجية». من يسمع يصدق بأن «حماس» وحدها من يقاتل في غزة. لكن ماذا نقول لإيهاب الغصين والعبادسة وهنية وهم يردون على تصريحات صحيفة «هآرتس»؟؟!!!

لنستمع لأبي زهري على فضائية «العالم» فماذا يقول؟ هل سيوافق حماد على رأيه؟

« إن بعض هذه الجماعات التكفيرية موجهة اسرائيلياً ويتم توفير الدعم لها من قبل الاحتلال ويوجهون الأمور بطريقة خاصة تخدم الاحتلال». لكنه لا يمكنه الجزم بان جماعة «جند أنصار الله» هي مجموعة فلسطينية أو عدم وجود ارتباطات أجنبية لها مع جهات خارجية خاصة لجهة تبنيها الأفكار التكفيرية، معتبراً أن هناك محاولات اختراق إسرائيلي لهذه المجموعات».

بطبيعة الحال تصريحات أبو زهري و«حماس» تتطابق تماماً مع رغباتهم باعتبار الفكر السلفي الجهادي برمته فكر خارجي، وبالتالي فجماعاته خارجة تستحق نزع الجنسية عنها تمهيداً لوأدها تماماً كما حصل مع حركة «فتح الإسلام» في لبنان لما قدمت الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة «حماس» الغطاء السياسي لضربها، بل أن أسامة حمدان ذهب لما هو أبعد من ذلك محيلاً الأمر برمته إلى الجيش اللبناني وكأنه وزير الدفاع!!!!! وأن الأمر بات شخصياً، والأسوأ أنه أعلن صراحة وجهاراً نهاراً أن «فتح الإسلام» ليست جماعة فلسطينية!!!! لكنه و«حماس» فلسطيني حتى النخاع الإيراني.

فقد تفتقت ذهنية «حماس» عن نَبَتٍ شيطاني يذكر بمؤامرة إبليس على قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهي تنكر وجود جماعات سلفية وتعتبرهم مجرد أفراد. هذا ما «تكتشفه» حماس حين تعتقل أحدهم لأسباب أمنية عادة وتحقق معه! وبالتالي لا وجود لجماعات سلفية جهادية اللهم سوى بعض «المنفلتين» وأشباههم. لذا فالمصيبة حين تعزم على تصفيتهم كما حصل في حي الصبرة ومسجد ابن تيمية فهي تفعل أسوأ مما فعله إبليس. فهؤلاء ليس لهم «قبائل» من الأصل حتى يتفرق دمهم عليها. وهكذا اعتقدت «حماس» أن بمقدورها القضاء على من تشاء دون أن تجد من يسائلها. فمن هي «جند أنصار الله» إذن؟ ومن يكون «جيش الأمة»؟ وماذا عن «جيش الإسلام» قبل أن تصفيه؟ من الذي شارك «القسام» أصلاً بعملية الوهم المتبدد التي أسر بها الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط؟ ألم يكن «جيش الإسلام» تحت رعاية محمد ضيف وجمال أبو سمهدانة لما نفذت العملية؟ فلماذا الكذب يا حماد؟

مشكلة «حماس» أنها تورطت مع جماعة «جند أنصار الله» التي خرجت عليها. وأعجب ما في القضية برمتها أن «حماس» هي المسؤولة الأولى عن نشأة الجماعة وهي التي آوتها ووفرت لها كل الإمكانيات والدعم اللوجستي. ولم يكن هذا بطبيعة الحال مجاناً. فهي حصلت على كنز اسمه أبو عبد الله المهاجر الذي طور من الأداء العسكري لـ «كتائب القسام».

هذا ما تخفيه «حماس» وما تحاول أن تثبت عكسه عبر التخلص الدموي من الجماعة وبأسرع وقت قبل أن تفضح الجماعة ذاتها سر العلاقة. والحقيقة أن الجماعة فضحت كل شيء وأعلنت للمرة الأولى عن علاقتها بـ «القسام» في البيان الذي أصدرته في 17/8/2009 بعنوان : « ماذا فعلنا لك يا حماس ؟؟؟؟؟». وهذا بعض ما ورد فيه :

« يكفي حركه حماس شرفاً، أن أبا عبد الله كان من أهم المطلوبين لإسرائيل وكانت سيرته الجهادية والعسكرية لامعة حيث كان يعد جنرالاً في الأمور العسكرية ومتخصصاً في صناعة الطلقات.. وعمل لدي حماس وقدم لديها خبراته أهمها أن أوصل إليهم صالة التدريب بالمحاكاة «السمليشن» التي رأيتم مجاهدي جند أنصار اللهيتدربون عليها في إصدارتنا، وكان مقرباً جداً جداً لمحمد الجعبري قائد القسام وأبو الشيماء وأبو معاذ .... كان علي علاقة وطيدة جداً معهم فكان جزاءه أن قتلوه، عندما علموا أن جماعة جند أنصار الله ستقوى أكثر وأكثر علي الساحة وأن من يريد أن يجاهد بحق يعلم أن طريق الديمقراطية والتشريعي والانتخابات والترهات التي تجري بينهم وبين فتح وخلافاتهم الداخلية ليس هي طريق المجاهدين الذي انضموا للقسام لأجله».

وفي خاتمة البيان وردت الملاحظة التالية :

«ملاحظة : من ضمن السرقات التي قام حركه حماس بسرقتها من المجاهدين في جماعة جند أنصار الله 120 ألف دولار، ومعدات وعتاد غزوة البلاغ ، وهناك قطعه أرض ومنزل كانت لعائلة أبي عبد الله المهاجر التي قام بتأجيرها لوزارة الداخلية في حكومة حماس وتم تدمير جزء من المنزل بين أحداث فتح وحماس ومن ثم قامت قوات الاحتلال بنسفها قبل الحرب الأخيرة ، حيث أن له مبلغ تعويض عن المنزل التي استأجرته منه حكومة حماس مبلغ مليون دولار من حكومة هنية وعدوه بها ولم ينل شئ ، وها هو أبي عبد الله شهيدا وهذه الديون في رقبة إسماعيل هنية لأن جماعة جند أنصار الله نشأت على أموال أبو عبد الله الخاصة لأنه كان من أغني الأغنياء في سوريا ، وهب نفسه وماله فداءً للإسلام والمسلمين».

سؤال لقادة «حماس» في الداخل والخارج ممن صمتوا على

الجريمة، وللوزير فتحي حماد :

• من الذي مارس الغدر يا حماد؟

• وحضّر للتصفية؟

• وسفك الدماء؟

• ويهدد باستحلال الدماء المسلمة؟

• من الذي يمارس الكذب والتضليل؟

• من الذي مارس الخداع والتزوير على الفضائيات ووسائل الإعلام؟

• كيف ومتى ولماذا يكون الكذب مشروعاً وكأنه قمة الفضائل؟

• أخيراً لماذا تكذبون؟ وإلى متى ستتوقفون؟

سبحان الله!

كان العلماء يأخذون رواية الخوارج في الحديث لأنهم لم يكونوا يكذبون، ولكنهم لم يأخذوا رواية الشيعة. فلماذا تشابهون الروافض في الكذب وانتم تعلمون موقف العلماء منهم؟ ألا تدركون وأنتم مسلمون وجماعة إسلامية أن المؤمن لا يكذب؟ فلماذا تكذبون؟

كل الذين دافعوا عن الجريمة وشرّعوا لها أو تأولوا بها، بلا حق، أو غطوها سياسياً وإعلامياً أو أخفوا الحقيقة أو أغلقوا هواتفهم ولم يستجيبوا لأحد ضالعون في الجريمة ومشاركون بها بنفس قدر مرتكبيها إن لم يكن أزيد. هؤلاء وأمثالهم لا نريدهم أن يدافعوا عن الأمة ولا نريدهم أن ينتصروا لها لأنهم بؤرة فتن وانقسام وسفك دماء وهدم للأمة وللحق والحقيقة. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

*******************************************
عذرا للقراء والمتابعين: يرجى الالتزام بالتعليق على ما ورد في المقالة، وتجنب التعيلقات الطويلة.






  #2  
قديم 10-10-2010, 01:17 AM
رياض123 رياض123 غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
مكان الإقامة: ........
الجنس :
المشاركات: 1,868
افتراضي رد: مذبحة «المسجد الأبيض»/ حماس وشهادات الزور

«هولوكست» الجهاد



حماس و «الركن السابع» من الإيمان!


د. أكرم حجازي

21/8/2009






الفرق بين البحث المؤصل والتحليل الموثق بأسانيده من جهة ورص الكلام، من جهة أخرى، على عواهنه بلا ضابط أو سند يوثقه ويدلل عليه كالفرق بين الضياء والظلام. لا يمكن أن يستويان. فالأول جلي واضح وضوح الشمس والثاني من قبيل الحشو والجهل المدقع إن لم يكن من الافتراء بعينه. هناك موضوع واحد لما جرى في مسجد ابن تيمية، وهو المذبحة ....

• مذبحة ارتكبت بدم بارد واستمرت وما زالت وقائعها جارية حتى اللحظة، وتكررت في غير زمان سابق.
• مذبحة ارتكبت عن سبق إصرار وترصد، واتخذ قرارها على أعلى المستويات السياسية في حماس من إسماعيل هنية فما دونه.

فهل يقتضي منا الإنصاف أن نصمت ونبرر وندفن رؤوسنا بالرمال بينما ثمة العشرات من الناس أزهقت أرواحهم ومثلهم جرحوا ومئات اعتقلوا وغيرهم أعدموا في سيارات الإسعاف والمستشقيات والمعتقلات وكأننا في ساحة حرب مع اليهود؟ هل هذا هو الإنصاف والعدل؟ وهل يكون الانتصار للحق والحقيقة فتنة وتحيزا؟ بينما الكذب والدجل والفجور والتباكي والنفاق هو الفعل الأولى والأوجب بالاقتداء بحجة دفن الفتنة؟ بأي عقل هذا؟ وبأي شرع يصح؟

كل ما فعلناه، كالعادة، أننا قمنا بالرصد والتقصي والتدقيق في كل كلمة وتصريح وإعلان وبيان وصورة وفعل وتسجيل. وأتينا بها دلائل ثابتة قاطعة من مصادرها بالذات دون أن نمسها إلا من التعليق عليها. فمن كان لديه ردّ على أي موضوع بحث أو نص فليفعل، إن استطاع دون تردد، لكن بنفس المنطق الملتزم بشروط المنهج في التقصي والبحث والنقد، وعبر الأسانيد والوثائق، وليس عبر الاتهامات الممجوجة التي حذرنا منها، وتلقينا منها، كما ونوعا، ما يفيض عن حاجة الشياطين حين تعزم على التحضير لفتنة ما. والعجيب أن أحدا من هؤلاء لا يتوقف للحظة عند الآلة الإعلامية الضخمة لحماس والإخوان المسلمين وكذا المساندة لهما وهي تسوق الأكاذيب بما تنوء من حمله الجبال، بينما يتربص هؤلاء بمجرد مقالة لكاتب أو تصريح فيه نوع من الإنصاف والحقيقة أو حتى النقد والنصح حتى ينفثوا ما في جعبهم من سموم وخواء وجهل مدقع.

مهما كانت الأسباب والمبررات، فلن نخوض في نقاشات فكرية عقيمة مع أحد على أي منبر كان. لكن حين يكون لزاما علينا أن ننتصر للحق والحقيقة فسنفعل دون تردد بقطع النظر عن هوية الظالم والمظلوم. فالعدل هو الأمر الرباني للمسلمين كافة في تعاملهم مع أنفسهم وغيرهم من الملل الأخرى. فلسنا أخفياء ولا نكرات. ولم نعتد التواري ولا النفاق فيما قلنا ونقول، وكنا صرحاء مع الجميع بلا استثناء. أما الجريمة فقد هزت الأمة في مشارقها ومغاربها، ومن يدافع عنها أو يبرر لها بغير حق فقد ظلم نفسه وخدع الأمة.

لذا فإننا نكرر القول أن موضوع البحث، فقط لا غير وبدون أي تعمية أو تخبيص أو تمييع أو تضليل، هو مذبحة مسجد ابن تيمية ولا شيء غيره. ولا يعنينا في هذا السياق المبدئي للمذبحة من هم أطرافها؟ وما هي خلفياتهم الأيديولوجية؟ أو ما هي خلفيات الصراع؟ لأننا لو قبلنا بهذا الطرح فسيكون لكل من امتلك ناصية السلطة والقوة الحق في استباحة الدماء على أدنى سبب وحجة، وهو ما لا يمكن أن نقبله أو ندافع عنه. ومثلما وقفنا ضد جماعة دايتون وأزلامه في غزة، زمن دحلان ورجاله، سيكون لزاما علينا أن نقف ضد من يفتك بالأنفس تعذيبا وقتلا، ويستبيح الدماء ويسترخص إهراقها من أية جهة كانت بغير مبرر شرعي أو حتى قانوني قاطع لا لبس فيه من عصبيات حزبية أو أيديولوجيات أو مصالح سياسية أو رؤى قاصرة وغيرها. لذا فإننا نتساءل بملء الفم: من الذي يأخذ القانون والشرع بيده في غزة؟

• الذين يكسرون الأرجل ويتلفونها بوحشية في الساحات العامة؟ ويكبرون عليها؟
• الذين يطلقون النار على الركب ويبترون الساقين؟
• الذين يسحلون خصومهم ويعدمونهم في الشوارع؟
• الذين يدفعون بآلاف المقاتلين لملاحقة فرد ثم يرتكبون مجزرة؟
• الذين يطلقون النار على أرجل النساء؟
• الذين يعدمون المعتقلين في المعتقلات والجرحى في المستشفيات وسيارات الإسعاف؟
• الذين يمارسون التعذيب الوحشي في السجون؟
• الذين هدموا البيوت على رأس ساكنيها؟
• الذين يمنعون الصلاة على الضحايا في المساجد؟ وكأنهم خارج الملة؟
• الذين يمنعون أهالي الضحايا من إقامة بيوت العزاء؟ ويصادرون أحزان الناس؟
• الذين ينتهكون حرمة البيوت والمساجد بالقصف والتدمير ورفع الأعلام التنظيمية على مآذنها وكأنها حررت من اليهود؟
• الذين يتسلطون على رقاب الناس والعباد؟
• الذين يضيقون على الناس حياتهم؟
• الذين أشاعوا الرعب بين الناس لدرجة ابتلاعهم السم الزعاف من الممارسات «الحمساوية» خشية أن يقتلوا أو يفقدوا بعضا من أعضائهم؟


هذه ومثلها الكثير من الممارسات ليست اتهامات ولا تلفيقات ولا شكوك ولا افتراءات ولا فتن. بل هي سياسات ممنهجة وحقائق دامغة ووقائع ثابتة تنذر بانفجار اجتماعي دموي في غزة إذا ما واصلت حماس التعامل مع المجتمع وكأنه خصم أو مخالف. فهل هذه الممارسات من ضمن الوقائع التي نص عليها القانون والدستور وأقسمت حماس على احترامهما؟ وهل الذين قبلوا بهذه الممارسات وبرروها سياسيا وإعلاميا وشرعيا أمام العالم أجمع اتخذوا قراراتهم طبقا للقانون؟ وهل صدر قرار موثق من محكمة ما ، ولو في واقعة واحدة، يجيز لهؤلاء ارتكاب جرائمهم؟ وهل هؤلاء الذين نفذوا هذه الجرائم قيّمون على القانون؟ من الذي يأخذ القانون بيده في غزة ويخرج عن المجتمع والشرع؟ من الذي اتهم الآخر، زورا وبهتانا، بتكفير المجتمع واستباحة دماءهم؟

على هذا الأساس رفضنا جريمة سحل سميح المدهون وإعدامه بوحشية ونشر الواقعة على تلفزيون الأقصى عدة مرات، ورفضنا المذبحة التي تعرضت لها عائلة حلّس في الشجاعية بصورة أجبرتهم على الفرار باتجاه العدو، ورفضنا سياسة تكسير الأرجل، ورفضنا التفنن في بتر الساقين عبر غضروف الركبة، ورفضنا التعذيب ومداهمات البيوت والاعتقالات الجماعية التي تنفذها حماس في غزة .. تلك الممارسات التي تذكر بزمن الاحتلال، ورفضنا السيطرة على المساجد بالقوة، ورفضنا سياسات البطش والإقصاء والاستعلاء والعنصرية التي تمارسها حماس مع غيرها .. رفضنا كل ذلك وأكثر.

وليعلم كل من يحاول، جاهدا أن يحشرنا، ظلما وزورا أو جهلا ورياء، بخانة الاتهامات المألوفة، أننا لن نقبل بطمس الحقيقة عبر جرّنا إلى الاختيار القسري بين باطل وباطل أو مجرم ومجرم. فالدماء التي أهرقت ليست من هذا الصنف ولا ذاك، وليس من العدل أو الأخلاق أو المسؤولية إدانة أصحابها وسفكها دون دليل أو حكم محكمة، أو المتاجرة بها، أو استرخاصها، في كل مرة، بحجة دفع الفتنة أو مكافحة الفلتان المزعوم. فالذي يتبجح بالقانون والأمن عليه أن يفهم أننا وغيرنا نفهم أن للقانون أدواته ومؤسساته ورجاله وشروطه وليس بلطجياته. وهنا، وكي تتبين له الحقيقة موثقة ناصعة لا غبار عليها وبلسان القوم أنفسهم، أحيل القارئ إلى مقالتنا السابقة عن
حماس وشهادات الزور. فقط؛ ليعرف القارئ عن أي قانون تتحدث حماس؟ وكيف يطبق؟ وبأية وسائل؟ وهل هو قانون المحاكم والشرع؟ أم هو قانون السلاح والكذب والتشويه؟

إذن الموضوع، للمرة الألف، ارتكاب جريمة متعمدة عن سبق إصرار وترصد لا علاقة لها بـ «غلو» ولا بـ «تصلب» أو «قلة فهم» لا من قريب ولا من بعيد. أما وقائع الوساطة التي قادها مشايخ ألوية الناصر صلاح الدين فهي تثبت بالقطع أنه كان بالإمكان تفادي ما حصل. إلا أن حماس هي من أوقفت الوساطة، وهذا قول الألوية في بيانهم (15/8/2009) حتى لا يبقى أحد يحتج بمبررات واهية من نوع أن جماعة «جند أنصار الله» رفضت وساطة الألوية. فلنقرأ ما قاله البيان:
« ثانياً: رغم ما أبدته حركة حماس من تجاوب في بادئ الأمر معنا كوسطاء لحل الأزمة إلا أننا نعتقد أنه كان بالإمكان إعطاء الوسطاء فرصة أكبر حتى لا تنزف و تسفك هذه الدماء المسلمة».

فلماذا لم تعط الألوية وغيرها الفرصة؟ أم أن الوساطة أوقفتها حماس لأنها كانت مجرد خدعة لذر الرماد في العيون حتى يسهل الزعم، فيما بعد، بأنها سعت إلى تجنب سفك الدماء؟ أما الوساطات الأخرى من الخارج فالحقيقة الكاملة عند المرقعين خاصة ممن رفضوا التدخل أو ممن تعمدوا التهرب من المسؤولية لغاية في أنفسهم.

كل الذين استمعوا لتسجيلات وقائع المذبحة تأكدوا من كل الملابسات التي تتعلق بحقيقة ما جرى سواء فيما يتعلق بتفجير المنزل على رأس الشيخ أبو النور المقدسي أو بقصف المسجد أو بمصير المدنيين أو بإعدامات الأسرى والمعتقلين والجرحى. ولأنه من السهل الطعن بتسجيلات أجهزة اللاسلكي التابعة لـ «كتائب القسام» إلا أنها الحقيقة فيما جرى ويجري من جريمة ما تزال وقائعها سارية المفعول. وأيا يكن، فإن الطعن في المصادر لا يبرئ مجرما، ولا يخفي جريمة. وحتى تقرير منظمة العفو الدولية «
أمنستي» الذي صدر في 21/8/2009 ووثق بعض وقائع المذبحة سيتعرض هو الآخر للطعن والتشكيك رغم أن بعض محتوياته جرى تناقلها منذ اليوم الثاني للمذبحة على لسان الشهود وتوافقت، في عدة مضامين، حتى مع التسجيلات فيما يتعلق بأخطر الانتهاكات والإعدامات والاستخفاف بالمدنيين. فهذه مؤسسة دولية تحظى ببعض المصداقية وليست مؤسسة «الضمير» الموالية لفتح.

ولأن التقرير ما زال «موضع تحقق» من «الأمنستي» فقد امتنعت «فيوليت داغر» رئيسة اللجنة العربية لحقوق الإنسان من التعليق عليه بانتظار التحقق من كل ما جاء فيه. لكنها أفضت بما هو أخطر من ذلك في تصريح مقتضب لوكالة «آكي» الإيطالية للأنباء قالت فيه: « لدينا معلومات خطيرة وحساسة ونحن بصدد التحقيق فيها ... ومن السابق لأوانه إعطاء أية تفاصيل».

ومن باب الإطلاع والمعاينة نورد بعض ما ورد في التقرير الأولي لـ«الأمنستي» من خفايا وأرقام مفزعة. حيث جاء فيه بأنه:

«أصيب في الأحداث 286 منهم 75 من حماس 43 من جند أنصار الله، جميعهم اعتقلوا رغم إصابتهم، ولا يعرف مصيرهم، منهم 66 تم اقتحام منازلهم وإطلاق أعيره نارية على ركبهم من الخلف من قبل حماس، و102 أصيبوا جراء القصف العشوائي بقذائف الهاون والـ «آر بي جي» من قبل حماس في المنطقة المحيطة بالاشتباكات».

وأضاف التقرير بأن:

«الشرطة منعت الصحافيين أو أي شخص من الاقتراب من أي مستشفى في القطاع لمدة 48 بعد الاشتباكات»، وأنه: «لم يُسمح بالصلاة على أي من قتلى جند أنصار الله، وسمح فقط لـ 5 من عائلة كل مقتول بالدفن، كما تم منع إقامة أي بيت عزاء».

ووفق التقرير فإن المسجد:

« قصف بـ 25 قذيفة هاون»، وأن: «الذين كانوا في سيارات الإسعاف قد خرجوا من مخابئهم بعد أن تم ترتيب اتفاق وساطة عن طريق الصليب الأحمر بتسليم أنفسهم إلا أنهم أعدموا».

ووثق التقرير قائمة غير حصرية بأسماء 28 شخصا قضوا في تلك الأحداث الدامية، وظروف مقتلهم أو «إعدامهم بشكل وحشي». ومنهم من تم إعدامه: « في سيارات الإسعاف الحكومية وسيارات الإسعاف التابعة للصليب الأحمر، ومنهم من قضى من المارة، أو نتيجة إطلاق النار العشوائي أو بقذائف الهاون، أو نتيجة الاشتباكات، أو أعدم مباشرة بعد أن سلم نفسه، أو برميه بالرصاص داخل المستشفى، أو بتفجير».

الأمر المثير في تقرير «الأمنستي» أنه يطابق روايات شهود العيان وبعض المعلومات التي نشرتها مصادر سلفية من غزة سبق لها وأطلقت صيحة فزع تجاه المعتقلين والأسرى وجهتها كـ: «نداء لمن يهمه الامر» وخصت فيه بالذكر أهالي المعتقلين في 20/8/2009 بأن: «أدركوا أبناءكم قبل أن يقتلوا بدم بارد»، وأشار «النداء» إلى مجموعة من الأفراد بعضهم تم إعدامه والبعض الآخر مجهول المصير. ومن بين القائمة المهددة بالتصفية كل من:

• أحمد محمد رشدي المبيض - رفح - تل السلطان، تمت تصفيته بالفعل.
• الشيخ حسين الجعيثني - الوسطى - النصيرات: وهو حالياً محتجز تحت تعذيب شديد.
• الشيخ يوسف شراب – خانيونس. وتقول بعض الأنباء أنه تم نقله إلى المستشفى لخطورة حالته بعد التعذيب الشديد الذي تلقاه على أيدي أجهزة الأمن التابعة لحماس، وإطلاق النار على ركبه مما تسبب ببترها.
• أحمد يوسف شبات - بيت حانون.
• محمود أبو عودة - بيت حانون.
• عدنان أبو جبر - الوسطى – البريج.
• بلال أبو جري – النصيرات.
• الشيخ خالد عسقول - خانيونس.
• محمد يحيى جبريل - النصيرات: وهو الشاب المسلح الذي كان يقف أمام الشيخ بوجهه في الخطبة دون لثام.
• بالإضافة إلى ثلاثة آخرين على الأقل لم يتيسر الحصول على أسمائهم بعد.


وأورد «النداء» قائمة بأسماء القتلى الذين قضوا خلال وقائع المذبحة لافتا الانتباه إلى أن أي اسم لضحية جديدة خارج القائمة سيعني أنها أعدمت من بين المعتقلين أو ممن يجري اعتقالهم في حملات الاعتقال المتواصلة. أما قائمة الضحايا فتشمل كل من:
• أحمد السبع.
• أيمن أبو سبلة
• إيهاب القطروسي
• جهاد دوحان
• خالد بنات (السوري)
• رائد البلعاوي
• رائد أبو عريبان
• رفعت نظام أبو سليم
• رفيق أبو شبيكة
• شيماء جابر العالول
• عبد الرحمن موسى
• عبد اللطيف موسى
• عبد الله مصطفى عوض الله ( أعدم في سيارة الإسعاف)
• محمد الناطور(أبو جعفر)
• محمد إبراهيم كلاب
• محمد عبد الله غنيم
• محمود أبو ندى
• محمود صلاح أبو ندى
• محمود مصطفي مقداد
• يسرى حسين بكير
• أحمد جرهول (حماس)
• أحمد محمد جودة (حماس)
• محمد الشمالي (حماس)
• مصطفى اللوقة (حماس)


بالأمس دمر مخيم نهر البارد بعد أن تبرأت حماس من «فتح الإسلام» باعتبارها جماعة غير فلسطينية!!!! كما ورد على لسان أسامة حمدان ممثل «حماس» في بيروت آنذاك، ولم تأخذ بعين الاعتبار أن الذي يسلِّم مخيما بائسا لقتلة الجيش اللبناني وحزب الله لا يستطيع أن يستنكف عن تسليم أي مخيم آخر أو حي أو جماعة كلما دعت المصالح أو الحاجة. والحقيقة أننا رأينا بعد جريمة مخيم نهر البارد بحق «فتح الإسلام» وبحق سكانه جاء الدور على «حي الصبرة» فارتكبت جريمة جديدة ضحاياها هذه المرة فلسطينيون!!! والجماعة فلسطينية!!! ثم مذبحة «عائلة حلّس» في غزة، واليوم مذبحة «المسجد الأبيض». وكل هؤلاء، حسب علمنا، فلسطينيون، إلا إنْ رأت حماس غير ذلك.

والسؤال:

كم حي ستهاجم حماس؟ وكم جماعة ستقتل؟ وكم أسيرا أو جريحا ستعدم؟ وكم مخالفا ستزهق روحه أو تبتر ساقيه؟ أو يقتل؟ وكم مخيما سيهدم بعد؟ وكم مسجدا سيهاجَم؟ وكم بيتا سينسف على رأس ساكنيه؟ حتى الآن لا ندري. ولا ندري ماذا حلّ بمصير المعتقلين من ذبح وتعذيب على الطريقة المجوسية؟

كل دولة فيها آلاف السلفيين إن لم يكن عشرات الآلاف. وهم معروفون بأطروحاتهم العقدية ابتداء من الحكام بوصفهم «طواغيت» وانتهاء بالدولة ومؤسساتها، بل أن بعضهم نأى بنفسه عن محاكم الدول ما استطاع إلى ذلك سبيلا، وبات لهم محاكم شرعية يحتكمون إليها في خصوماتهم الداخلية. فهل سمع أحد أنهم هددوا الدول التي يعيشون بها؟ وهل سمع أحد أو رأى حملات الاستئصال والتشويه والاستفزاز ضدهم؟ فلماذا يحق لحماس ما لا يحق لغيرها؟ لماذا يبيت نقد حماس أو التحذير من وحشيتها كمن مسّ «الهولوكست الصهيوني» المزعوم، حتى صار المنتقد لها أو المخالف، أو حتى الخصم كحال المنتقد لليهود في الغرب: «معادي للسامية»؟ هل بات جهاد حماس «مظلمة» مضروبة على الضحايا والناس والأمة؟ أم أن حماس أصبحت «الركن السابع من الإيمان» حتى تصبح من المحرمات وفوق النقد والتحذير؟

ما لكم كيف تحكمون؟

ثمة معتقلون بخطر شديد يتربصهم الموت والعَوَق من كل جانب على أيدي حماس. دماؤهم ومصيرهم في رقابكم. فمن ينقذ هؤلاء من مصير غامض؟ وما ذنب الذين قضوا إعداما بعد اعتقالهم أو إصابتهم؟ ما علاقة هذه الجرائم بالفتن؟ و«التصلب»؟ و«الغلو»؟ ما علاقتها؟ هل تنتظرون حتى تفتك بهم حماس وبغيرهم؟ متى تستفيقوا أيها المرقعون بحق الله؟ هل أنتم جهلة أم شركاء في الجريمة؟ أم أن علينا أن نتعايش معها، كل حين، طالما أن جهاد حماس منزّه لا يأتيه الباطل من تحته ولا من فوقه ولا من بين يديه؟




  #3  
قديم 10-10-2010, 01:20 AM
رياض123 رياض123 غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
مكان الإقامة: ........
الجنس :
المشاركات: 1,868
افتراضي رد: مذبحة «المسجد الأبيض»/ حماس وشهادات الزور


اقتباس:
هل يكون الانتصار للحق والحقيقة فتنة وتحيزا؟ بينما الكذب والدجل والفجور والتباكي والنفاق هو الفعل الأولى والأوجب بالاقتداء بحجة دفن الفتنة؟ بأي عقل هذا؟ وبأي شرع يصح؟
...........................
  #4  
قديم 10-10-2010, 01:27 AM
رياض123 رياض123 غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
مكان الإقامة: ........
الجنس :
المشاركات: 1,868
افتراضي رد: مذبحة «المسجد الأبيض»/ حماس وشهادات الزور

يا حماس



هذه سياسة ونهج دموي


وليست فتنة







نفذت حركة حماس بعد صلاة الجمعة (14/8/2009) عملية أمنية دموية ضد رموز ورواد التيار السلفي الجهادي في غزة أسفرت عن مقتل 19 شخصا وأربعة من عناصر القسام وإصابة نحو مائة بجراح، واعتقلت قرابة الـ 90 عنصرا آخرين. ومن بين الضحايا إمام المسجد الشيخ عبد اللطيف موسى الشهير بأبي النور المقدسي. أما مصير الشيخ أبو عبد الله المهاجر أمير جماعة جند أنصار الله فما زال مجهولا رغم أن بعض الأنباء ترجح مقتله.

تنويه

ولا شك أن الحدث المروع كاف لفتح ملف الصراع بين السلفية الجهادية وحماس على مصراعيه خاصة بعد أن باتت المواجهات الدامية هي السمة البارزة للعلاقة بين الجانبين. وهو ما سنقوم به لاحقا إما في سلسلة مقالات تتعرض لإجمالي العلاقة بين الإخوان المسلمين والسلفية الجهادية على مستوى العالم، ومن بينها العلاقة مع حركة حماس، وإما في صيغة دراسة موثقة تضع الأمور في نصابها في فلسطين وخارج فلسطين.

لكن في المقالة موضع النظر؛ لا بد من وضع النقاط على بعض الحروف التي أحاطت بالواقعة الدموية في ضوء وقائع سابقة مماثلة تكررت ومست السلفية وغيرها في غزة على وجه الخصوص. وبداية نلفت الانتباه إلى أن المقالة موجهة لقادة حماس وكوادرها ومناصريها ولنهج الحركة وسياساتها. وليست موجهة ضد الأتقياء، الأنقياء، الأصفياء، الصادقين، والمخلصين من حماس أو الإخوان المسلمين ممن ينكرون سرا أو علانية ممارسات الجماعة والحركة التي لم يعد يتحملها أو يقبل بها عقل ولا دين. وإنا على يقين أن مثل هؤلاء كثيرون، ولا شك أننا نعذرهم ونثق ونتأمل بهم كل الخير خاصة وأن الشر والظلم حين يسود فإن أمثال هؤلاء لن يكونوا بمنأى عن الإصابة به.

عقدين من الزمان ونحن ننتصر لحماس ولمجاهديها ولمشايخها ولرجالها الأفذاذ أمثال الشيخ أحمد ياسين و د. عبد العزيز الرنتيسي وصلاح شحادة والمقادمة وأبو شنب وعماد عقل ويحيى عياش ومحمد ضيف ... ضد كل الأفاقين والمغرضين والمتعصبين والخصوم والمنافقين والكذابين والمضللين والمغررين، وتحملنا البطش والعزل والأذى والتشكيك والطعن والاتهامات والتهديد، وفي السنوات الخمس الأخيرة كتبنا عشرات المقالات دفاعا عن حماس وضد دايتون وسلالته خاصة في السنة الأولى من تشكيل الحكومة برئاسة إسماعيل هنية، وكنا أول من هاجم عصابة دحلان ورعاع أوسلو، وأول من هاجم الرئيس محمود عباس، وكانت صحيفة الحقائق الدولية شاهدة على ما كتبنا ما قلنا. ولقد صمتنا على الكثير من الأحداث الجسام. وانتصرنا للحق والحقيقة حيث كان وكانت. ولم نأت على ذكر حماس بسوء، رغم كثير ملاحظاتنا، إلا ما كان جزء من نص أو بيان أو خطاب كنا نقوم بتوصيفه على حقيقته في إطار العلاقة بين السلفية الجهادية وحماس أو الإخوان المسلمين ونادرا جدا ما عبرت عن رأيي في هذا الموضوع بالذات، وفي أحايين نادرة كنا نسرب بعض الانتقادات والكثير من النصائح المباشرة وغير المباشرة، أما خلال العدوان على غزة فقد رفضنا أن نكتب حرفا واحدا إلا نصرة للمجاهدين وللمنكوبين. وبعد الحرب فضحنا كل زيف وضلال وتآمر على الأمة في سلسلة خريف غزة العاصف ... ومع ذلك فلم نتلق من سفهاء حماس إلا العنت والكذب والتحريض ونكران الجميل والتحريض الرخيص الذي لا ينم إلا عن عقليات متعصبة ومتعجرفة ومريضة وبغيضة لا خلاق لها ولا شرع تحتكم إليه.

عنف .. إقصاء .. اتهامات .. تخوين

والآن يمكننا أن نبدأ ونقول بأن حماس دأبت على استخدام الإقصاء الشديد والعنف المفرط وغير المنضبط بأية قواعد قانونية أو شرعية أو إنسانية أو أخلاقية ضد خصومها سواء كان الخصوم جماعات إسلامية أو تنظيمات علمانية أو أفراد أو عشائر وعائلات أو حتى مساجد تقع خارج سيطرتها. لكن خصومتها ضد فتح مثلا ليست تعبيرا عن قطيعة سياسية كما يتصور البعض، ولا هي خصومة عقدية رغم أن بعض مشايخها يفتون، وقت الحاجة، بأنها حركة علمانية مرتدة يجوز قتالها ثم يتراجعون عبر سلسلة طويلة من الحوارات في العواصم العربية بحيث يغدو «المرتدين» بين عشية وضحاها «أخوة». أما خصومتها مع التيار السلفي الجهادي فهي خصومة سياسية وعقدية في الصميم. لذا فالمواجهة معه مستمرة وبلا هوادة ابتداء من الاعتقال وانتهاء بالتصفية الجسدية، وحتى بالتغطية السياسية كما حصل ضد فتح الإسلام في مخيم نهر البارد شمال لبنان.

قبل الصراع مع فتح في غزة لم يكن في جعبة حماس ومن ورائها الإخوان إلا اتهام الخصوم والمخالفين بأبشع التهم وأشدها انحطاطا ابتداء من التخوين والعمالة وانتهاء بالشذوذ الجنسي. وقبيل سيطرتها على القطاع سادت ظاهرة «الفلتان الأمني» التي شاركت بها كل الأطراف بما فيها حركة حماس سواء عبر الفعل أو رد الفعل وسواء كانت مكرهة أو مختارة. أما وقد ظهر التيار السلفي الجهادي الآن فقد انضافت إلى القائمة تهمة أخرى مثل تهمة القتل والتكفير. فالسلفيون يقتلون الناس، حقيقة أو زعما، وهم تكفيريون شاؤوا أم أبوا! أما «الفلتان» فقد تضخمت لتمسي تهمة تحتضن جميع التهم وتعبر عنها وتنطق باسمها. وهذه تهم سياسية وأيديولوجية، من جانب واحد، لا علاقة لها بالأمن إلا بموجب ما تراه حماس كذلك. وهي تهم تشبه تلك التي وجهت ضد القاعدة بأنها على علاقة بإيران رغما عن أنفها حتى لو كانت هي من هاجمتهم في العراق وشنت حربا طاحنة ضد ميليشيات الروافض من جماعات الغدر واقتل على الهوية ابتداء من فيلق بدر مرورا بجيش المهدي وانتهاء بحزب الدعوة.

حزمة الاتهامات التي توجهها حماس لمعتقلي السلفية أو ضحاياها هي تهم أمنية بامتياز. فهم، بالنسبة لها، إما مخترقون وإما عملاء وإما أنهم يعملون لحساب أطراف خارجية. وهذا يعني أنهم إما «كاذبون» أو «مجرمون» أو «جهلة» أو «لصوص» ... ليس بينهم «شريف» ولا «طاهر» أو «عفيف». فقبل اغتيال الشيخ أبو النور المقدسي لم تكن ثمة تهمة واحدة توجه للرجل الذي لم تشب حياته شائنة تذكر حتى قبل مقتله بقليل. لكنه بعد المذبحة «تبين» أنه يتلقى راتبا من حركة فتح!!! بل هو أكثر من ذلك. فهو يتلقى حينا راتبا من «دايتون» وحينا آخر من «فتح» وثالثا من «فياض» ورابعا من «جهات خارجية». وكل من يفعل ذلك فهو مثل أبي النور على علاقة بدايتون وبالموساد الإسرائيلي!!!! أما من يتلقى راتبا من حماس وإيران فهو وطني شريف!!!!!

العجيب في هذه الاتهامات أن رواتب الفلسطينيين على اختلاف انتماءاتهم، داخل فلسطين وخارجها، توقفت عن الصرف بمجرد فوز حماس وتشكيلها للحكومة. فلم يعد أحد يقبض راتبا لا من فتح ولا من حماس أو المحسوبين عليها من العاملين موظفين في السلطة ومؤسساتها. أما لماذا؟ فلأن الدول المانحة من سلالة دايتون أوقفت صرف الرواتب. والأعجب منها حين كانت تجهد حماس في لملمة الرواتب من التبرعات ومختلف الدول العربية، وتحملها بالحقائب كي تدفعها لمستحقيها من فتح وغير فتح. لكن الأشد عجبا يكمن في حماس التي لا تزال تفاوض على وحدة وطنية مع فتح والسلطة وتتحدث عن ترتيبات وتفاهمات وشروط وتقاسم للسلطة مع فتح زكمت أنوف التنظيمات الأخرى بما فيها تنظيمات اليسار. فإذا حصل مثل هذا الأمر فهل ستكون الرواتب آنذاك وطنية وشريفة ونظيفة؟ أم ستجري لها غسيل أموال وتطهير من الرجس؟!! أم ستدفعها حماس من جيبها الخاص؟ وهل أموال الشعب الفلسطيني وممتلكاته وتراثه ووثائقه وموجوداته الحضارية التي تسيطر عليها الآن منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة شريفة ونظيفة؟ أم أنها دايتونية؟ وعميلة؟ ما هي صفة هذه الثروات يا قادة حماس؟ وما هي صفة عشرات الملايين إن لم يكن المئات ممن جمعت من تبرعات الأمم والشعوب باسم الشعب الفلسطيني ودعمه ونصرته وتسلمتموها كأمناء عليها؟ وتعلمون أنها أموال أمة وليست أموال تنظيم أو حركة أو حزب. فأين هي؟ ومن يسائلكم عنها؟ وهل تقاتلون السلفية الجهادية بها؟ وتكسرون الأرجل بها؟ وتقمعون المخالفين وتشوهونهم بها؟ أم ستتقاسمونها مع منظمة التحرير حين قيام الوحدة العتيدة؟ أجيبونا يرحمكم الله وأجيبوا الأمة وأجيبوا المتبرعين الذين اقتطعوها من قوت أبنائهم؟ قولوا لنا كيف تنفقونها؟ وفي أي اتجاه؟ أم أنكم المخولون بمحاسبة الناس والله سيحاسب الجميع؟

نماذج فتاكة في القتل والتعذيب

حماس في غزة كفتح في الضفة الغربية. كلاهما تنظيم سياسي، وكلاهما على رأس السلطة، وكلاهما يستغل السلطة التي بين يديه في خدمة التنظيم أو الجماعة. وكلما حدثت مشكلة «أمنية» غامضة!!! أو مصطنعة في غزة كلما صبت حماس جام غضبها على السلفية الجهادية ووجهت لها أولى الاتهامات وأبشعها، وجندت جيوشها الأمنية والحربية وشرعت في حملات مطاردة واعتقال جماعية قبل القيام بأية تحقيقات من أي نوع. فما من قضية حققت بها حماس وما من قضية أظهرت بها التحقيق كما أظهرت بأسها عبر آلاف المقاتلين. هذا ما حدث ضد جيش الإسلام حين اختطف الصحفي البريطاني ألن جونسون (12/3/2007)، وفي مجزرة حي الصبرة بغزة، وفيما عرف بتفجيرات الشاطئ (25/7/2008)، وعرس جورة العقاد (21/7/2009)، وحملة اعتقالات جيش الأمة(21/5/2009)، ومطاردات جند أنصار الله، وأخيرا مذبحة مسجد ابن تيمية.

في أعقاب سيطرة حماس على قطاع غزة وطرد فتح منه وإنهاء سلطة الأجهزة الأمنية التي كان يقودها محمد دحلان استبشر الكثير خيرا بالتخلص من رموز الجنرال دايتون وعملائه ومجرميه. لكن المفاجأة كانت في الصور البشعة التي بثتها الحركة لسميح المدهون أحد أشهر رجال دحلان في القطاع والمتهم بالدموية. فقد كان مشهد السحل والتصفية الجسدية مروعا ولا أخلاقيا ولا إنسانيا. والأسوأ أن تلفزيون الأقصى التابع للحركة قام ببث المشاهد تباعا وتكرارا وكأن المشاهدين من الصغار والكبار والصديق والعدو والجاهل والأحمق والسفيه والمغرض والعاقل والمجنون شركاء راضون وفرحون بالموت البشع للمدهون والتشفي به أمام العالم. فلمن توجه هؤلاء بهذه الصور التي لا تنم إلا عن شخصيات مازوشية؟ هل أرادوا بها تخويف اليهود والغرب بوصفهم أعداء الأمة؟!!!!

وقعت مجزرة حي الصبرة ضد عناصر جيش الإسلام خلال شهر رمضان الماضي وأسفرت عن مقتل أحد عشر شخصا. ولسنا بصدد تثبيت ملابسات القضية فليس هذا أوانه ولا مكانه. لكن الفيديوهات التي نشرت عن المذبحة أظهرت شبانا داخل منزل نُصِبوا على امتداد الجدار وأطلق الرصاص على ركبهم قبل أن يعدموا رميا بالرصاص. بل أن بعضهم كانوا أحياء، وفيما طلب أحد المهاجمين من القسام إسعافا لأحدهم رد آخر بعبارة «خليه يموت» وآخر سخر من جريح يتشهد بالقول: « خلي ممتاز دغمش يشفعلك في جهنم»! وفي منطقة أخرى ظهرت عملية سحل للضحية جميل دغمش وقتل في الشارع. وأطلق الرصاص على أرجل نساء، وذهبت قذيفة صاروخية بنصف رأس طفل ذو أربع سنوات.

خلال العدوان الصهيوني المجرم على قطاع غزة قتل سعيد صيام وزير داخلية حماس بخيانة من داخل حماس نفسها. والحقيقة أن للرجل أعداؤه خاصة من فتح. وفي الضفة الغربية وزع بعض السفهاء حلوى احتفالا بمقتل صيام ولم يستطع أحد أن يمسهم لا من حماس ولا من فتح بطبيعة الحال كون الرجل أحد خصومها. لكن في غزة وقع أحد المغفلين في ورطة لما اكتشفت حماس أنه فرح بمقتل صيام. «جريمة الفرح» التي ارتكبها هذا «المغفل» كان ثمنها قصاص وحشي في وسط الشوارع قضى بتكسير أرجل الشاب بعصا فأس غليظة عدة مرات. فهل صدر قرار إدانة عن محكمة شرعية اشترطت تنفيذ القصاص على مرآى من العالم بهذه الوحشية؟

وفي مسجد ابن تيمية تمت مذبحة أشد فتكا من سابقتها. حيث دارت معركة شرسة قتل فيها تسعة عشر شخصا من بينهم إمام المسجد الذي تم تفجير منزله على رأسه. كل ما في المشكلة أن حماس تريد السيطرة على المسجد ووضعه تحت إشراف وزارة الأوقاف. وعلى حد علمنا لم يكن إمام المسجد إلا طبيبا وطالب علم شرعي وخطيب وواعظ أبى أن يتخلى عن مسجده خاصة وأن لكل فصيل في غزة مساجده. لكن المحلل على بلابل الدوح محرم على الطير من كل جانب. قد تلقى المسجد وسكانه عشرات القذائف الصاروخية (R.B.G) وكأنه مسجد ضرار أو كنيس يهودي في مستوطنة. فهل كان المسجد هو الاتجاه الصحيح كي يتلقى كل هذه القذائف المسعورة؟

بعض المعلومات المتعلقة ببتر الأطراف في غزة تقول أن هناك ظاهرة معاقين في البلد وصلت إلى ما بين 350 – 400 معاق فقدوا أرجلهم جراء تصرفات وحشية من عناصر حماس. وثمة 14 منهم يعيشون الآن في إحدى الدول العربية. والقصة تبدأ من خلاف أو خصومة أو شكوك ثم تنتهي بوضع فوهة المسدس أو البندقية خلف غضروف الركبة ثم ثنيها وإطلاق النار عليها كي تفسد الساق برمتها ولا يعود بالإمكان علاجها إلا بالبتر.

هذه نماذج من الممارسات الفتاكة لحماس فضلا عن عمليات قتل فردية لم يحصل أصحابها إلا على برقية اعتذار عن خطأ لقتل متعمد تعلمه حماس وقيادتها جيدا ابتداء من خالد مشعل وانتهاء بإسماعيل هنية. أما في المعتقلات وحرمانهم من الوضوء والتطهر واستكثار الصلاة على المعتقلين وتعذيبهم وحرقهم بالسجائر وغيرها وانتهاك حرمات البيوت فحدث ولا حرج حتى صار لكل «غزاوي» مأساة وملف أمني لدى دوائر حماس وأحهزتها الأمنية.

أليس من حق الضحايا الذين استبيحت دماؤهم في حي الصبرة ومسجد رفح أو كُسِّرت أرجلهم في الساحات العامة أو بترت بوحشية أو أولئك الذين تم سحلهم وتصفيتهم على مرأى من العالم أن يحظوا بمحاكمة ولو ظالمة؟ أليس من حقهم الشرعي والحيواني أن تتاح لهم فرصة الدفاع عن أنفسهم سواء كانوا مخطئين أو أبرياء؟ أليس من واجب حماس باعتبارها القائمة على السلطة أن تتأنى فيما تقدم عليه من ممارسات خاصة فيما يتعلق بأرواح الناس ومصائرهم. لكن بما أن مثل هذا الأمر لم يحصل قط ولا في سابقة واحدة فمن حقنا أن نتساءل: بأية مرجعية قانونية أو شرعية تحدث هذه الممارسات؟ ولماذا تمعن في القتل والتعذيب بدم بارد ودون أن يرتد إليها طرف؟ ومن أين جاءت حماس بهكذا ممارسات لم يألفها الفلسطينيون ولم تسبقها إليها حتى المنظمات الفلسطينية في عز سلطانها؟ فهل يحسبون أنفسهم فوق المساءلة والنقد والمحاسبة؟ وهل يحسبون أنفسهم مخلدون على بقعة من الأرض حتى يفعلوا بها وبأهلها ما يحلو لهم؟

سياسة ومنهج وليس فتنة

المتابع لما جرى في مسجد ابن تيمية يعلم حق العلم أن حماس نفذت سياسة تتطابق مع منهجها في علاقته بالسلفية الجهادية. فالمعروف عن المسجد أنه الأشهر بين مساجد غزة من حيث كونه بعيدا عما يعرف بمساجد الجماعات والتنظيمات. فلا هو لفتح ولا هو للجهاد ولا هو لحماس. والحقيقة أن سكان غزة ليسوا كلهم مؤطرين في الفصائل والتنظيمات. ولأن الناس تثق بمصداقية إمام المسجد وورعه وبعده عن الأطر التنظيمية وصدعه بالحق وتقديمه لدروس دينية بعيدة عن التوجهات الأيديولوجية فقد لاقى المسجد وإمامه شعبية واسعة. وبات يشتهر بمسجد أهل السنة والجماعة، ويؤمه الآلاف من مختلف الشرائح الاجتماعية وحتى من الفصائل والتنظيمات ممن سئموا من أطرهم السياسية والتنظيمية ويئسوا من الأوضاع القائمة.

هذه الوضعية للمسجد سببت إحراجا لحماس التي بدأ بعض منتسبيها والناس يستأنسون بخطب الشيخ عبد اللطيف موسى، ويتأثرون نوعا ما بها. ولأن المسجد بات أيضا قبلة لعموم الجماعات السلفية فقد شعرت حماس بحجم ما يمثله من خطر عليها وعلى أطروحاتها. لذا قررت انتزاع المسجد من أهله والقائمين عليه ووضعه تحت إشراف وزارة الأوقاف. لكن هذا معطى واحد فقط مما رغبت حماس بتحقيقه من وراء هذه المحاولة.

فقبل أقل من ثلاثة أشهر شرعت حماس بسياسة جديدة لاستئصال التيار السلفي الجهادي ولو بالقوة. فقد نفى إيهاب الغصين الناطق باسم وزارة الداخلية لحكومة حماس أن يكون الجهاز اعتقل أربعة عناصر من جيش الأمة يوم (21/5/2009). بل وأنكر وجود «جيش الأمة» في القطاع من أساسه، قائلاً إنه لا يوجد شيء بهذا الاسم، وواصفاً « بيان التنظيم بالمدسوس»! رغم صدوره على الموقع الإلكتروني للجيش في نفس يوم اعتقال الأربعة. وذات التصريحات كررها أبو عبيدة الناطق باسم كتاب القسام في لقائه على موقع «الجزيرة توك». أما «الجيش» فقد أصدر بيانا لاحقا بعنوان: « يا قادة حماس اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً – 7/6/2009 »أعلن فيه عن اعتقال سبعة آخرين واختطاف حماس لزعيمه أبو حفص المقدسي.

وقد بدا لافتا للانتباه تنبه جيش الأمة في ذلك الوقت لِمَا بدا له محاولة استئصال مبيتة تعد لها حماس خاصة وأنها واصلت مسلسل اعتقالاتها لعناصر السلفية الجهادية حتى بلغت قرابة الـ 300 عنصرا من بينهم حوالي 50 عنصرا من الجيش. وكانت اللفتة الأكثر إثارة تلك الشهادة التي نقلتها صحيفة الحقائق الدولية في مقالة خاصة بها بعنوان: «حماس ومأساة جيش الأمة - 6/1/2009» عن أحد قادة الجيش تعقيبا على تصريحات الغصين وأبو عبيدة قال فيها بأن: «حماس تخطط لضربنا بطريقة تختلف عن ضرب جيش الإسلام حتى لا تقع في حرج. فهي عندما تنكر وجودنا فلأنها تهيئ لمجزرة جديدة بحق مجاهدينا عبر إظهارنا مجرد «مجرمين» أو «أفراداً منفلتين» ممن يضرون حسب زعمها بمصالح الشعب الفلسطيني ويعكرون صفو الاستقرار لاسيما وأنهم يعملون خارج تنظيماتهم».

في الأثناء ظهرت جماعة جند أنصار الله في غزة عبر عملية معقدة أسميت بـ «غزوة البلاغ – 8/6/2009» نفذها مجموعة من مقاتلي الجماعة، بعضهم امتطوا فيها الخيول، وقتل منهم ثلاثة وانسحب الباقون فيما أصيب آخرون توفي منهم اثنان لاحقا. وقد أمسكت حماس بالمصابين وأخضعتهم للتحقيق وصادرت عتادهم إضاقة لـ 50 ألف دولار كانت بحوزتها. والحقيقة أن بوادر شكوك ساورت بعض أنصار التيار السلفي بخصوص حقيقة الجماعة التي ظهرت بهذه القوة فجأة وبايعت الشيخ أسامة بن لادن في بيان صوتي باسم أميرها أبو عبد الله المهاجر. وكان مصدر القلق حول ما أشيع عن علاقة الجماعة بحركة حماس نفسها. فالمألوف لدى الكثير من الأطر السلفية في غزة أن أمير الجماعة المعروف باسم «أبو عبد الله السوري» جاء من سوريا بإيعاز ورعاية من خالد مشعل للمساهمة في تدريب كتائب القسام التي استفادت مما يتمتع به الرجل من خبرات عسكرية جيدة. وعمل فعليا، بصمت وسرية، تحت جناح حماس طوال أكثر من عام لكنه هجرها، وتحالف مع الشيخ أبو النور المقدسي كشرعي للجماعة وغطاء روحي لها ولغيرها من الأطر السلفية خاصة وأن الرجل لم يعهد عنه إلا الثبات والصدع بالحق.

هكذا بات أبو عبد الله المهاجر مطاردا هو وجماعته من حماس وكتائب القسام والداخلية. واشتدت المطاردة بعد انفجار منصة عرس جورة العقاد عبر حملة تشويه للتيار السلفي خاصة ضد جماعة جند أنصار الله، تماما مثلما حصل في تفجيرات الشاطئ. ورغم إصدار الجماعة بيانا تبرأت فيه مما نسب إليها (21/7/2009) إلا أن حماس أصرت على ملاحقة عناصر الجماعة واعتقالهم. وفي اليوم التالي لتفجير منصة حفل الزفاف (22/7/2009) حاصرت كتائب القسام خلية للجماعة تقيم في شقة في برج شعث وقطعت عنهم الماء والكهرباء وطالبتهم بتسليم أنفسهم وفق ما أشار إليه بيان الجماعة. وكان من الطبيعي إزاء هذه المضايقات والمطاردات أن تبحث الجماعة عمن تحتمي به أو ينتصر لها خاصة وأنها لم تعد تأمن على نفسها لا من القسام ولا من حماس ولا من الحكومة وأجهزتها الأمنية.

هذا بالضبط ما حصل في قضية مسجد ابن تيمية. فالمسجد كان بمثابة الفخ الذي نصبته حماس للسلفيين في غزة ولجند أنصار الله كي تصطاد أكثر من فريسة بهجمة واحدة. فالمسجد تعرض للمضايقات والتحرشات والضغوط على امتداد عام ونصف. لكن قبل عشرة أيام على الأقل دفعت حماس وأجهزتها الأمنية بعشرات العناصر الاستخبارية والمسلحة وحاصرته من كل الجهات ووضعته تحت المراقبة على مدار الساعة، وأبلغت إمام المسجد نيتها استلامه «رغم أنفه»،وكانت ليلة الجمعة (13/8/2009) شبه حاسمة في الحشد والاستعداد للمواجهة خاصة وأن إمام المسجد أصر على عدم تسليمه وأبدى جاهزيته للموت دونه. وعلى فرض أن أهل المسجد فقدوا صوابهم؛ ألم يكن من الأولى والأجدى والأرحم، إزاء هذا التوتر الشديد والقهر، أن تتعقل حماس وتتراجع لتهدأ الأمور وتبدأ جولة جديدة بدلا من التعجل في سفك الدماء؟ ثم سوق الأكاذيب الفاجرة بان أهل المسجد هم من بدأ القتال؟ فمن الذي بيده القدرة على بدء المواجهة أو منعها؟ المدافعون عن أنفسهم ومسجدهم؟ أم المهاجمون؟

لذا لم تكن المواجهة التي حصلت عقب صلاة الجمعة بسبب إعلان إمام المسجد إمارة إسلامية لا يستطيع أن ينفذ من متطلباتها أي شيء يذكر. وليست إعلان الإمارة دولة يمكن بها مواجهة حماس، وليست دعوة الشيخ أبو النور المقدسي خروجا بقدر ما كانت استعدادا للموالاة والطاعة التامة لحكومة حماس فيما لو طبقت الشريعة، فهو من أبدى استعداده ليكون خادما لها. بل كان الإعلان أقرب ما يكون إلى محاولة للتحصن بما يمكن أن يردع حماس عن نواياها باقتحام المسجد والسيطرة عليه وتشريد أهله. إعلانا يعبر عن التصميم على عدم التفريط بالمسجد خاصة وأن حماس سبق لها وأن سيطرت على عشرات المساجد بالقوة والعسف وأذلت أئمتها، وليس خسارة حركة الجهاد الإسلامي لأكثر من عشرة مساجد ببعيدة. كان إعلانا لحماية الشباب بمعطى شرعي لا غبار عليه للحيلولة دون بطش محتمل يمكن أن تقدم عليه حماس. لكن!!!!!!!! وقعت المذبحة؛ وكان بيد حماس أن تحقن الدماء. ولعل جيش الأمة كان محقا فيما حذر منه قبل أكثر من شهرين.


ما من أحد راقب حماس ونشأتها إلا وأدرك أن غياب الرعيل الأول من أساطين الجهاد والمجاهدين نقل الحركة من واد إلى واد آخر. هذه هي الحقيقة. فالواقع أثبت لنا أن كل ما فعلته حماس وتفعله، منذ دخولها للعمل السياسي الحكومي وتوجهها نحو التسوية، هو سياسة ونهج دموي وليس فتنة .. سياسة لم يقرها أو يعمل بها السابقون .. سياسة استعلاء واستقواء وغطرسة لا رحمة فيها ولا شفقة ولا أخلاق ولا قانون ولا نظام ولا شريعة .. سياسة الكذب الصراح وقلب الحقائق .. سياسة الفجور في الخصومة التي لا ترقب في مؤمن إلا ولا ذمة .. سياسة لطالما اتهمت فيها خصومها بقتل الناس وتكفيرهم وهي أول وأبشع من يفعل ذلك أو يشرّع له .. سياسة ضيقت الخناق على المجاهدين ومطاردتهم وقتلهم وملء السجون بهم ثم التنكر لوجودهم والسخرية منهم والتساؤل عنهم: أين هم هؤلاء؟ سياسة الغدر والظلم والفحش والبذاءة والاستهزاء بخلق الله والتحريض عليهم وضدهم والتشفي بهم .. سياسة بتر الأرجل وتكسير العظام والتعذيب .. سياسة التصفية الجسدية والإهانة والتحقير للغير .. سياسة لا تقيم وزنا لحرمات البيوت .. سياسة غدر لا يأمن فيها امرؤ على ذاته ولا موقوف في معتقل أو جريح في مستشفى على حياته ..

سياسات جوفاء وخرقاء لن تجني منها حماس سوى الكره والبغض والحقد وتوريث الأجيال الراهنة والقادمة الرغبة في الانتقام والعنف المماثل الذي سيكون أشد ضراوة وأنكى مما سبق. وحينها لن ينفع المرقعين ترقيعهم وقد اتسع الخرق على الراقع. وسينأى هؤلاء بأنفسهم كما سبق وفعلوا في مواضع أخرى. ولن يكون المنافقون والمميعون للأحداث والقالبون للحقائق سوى محرضين ومثيري فتنة كعادتهم وحجر عثرة أمام كل بارقة أمل للأمة. فهذا هو الدور الوحيد الذي يجيدونه. أما غطرسة حماس فليست ولن تظل قدر الأمة البائس. ولتتعظ قبل تحفر قبرها بيدها كما يقول الشيخ أبي بصير الطرطوسي، فلم يعد ثمة قليل أو كثير من الوقت.


  #5  
قديم 10-10-2010, 01:39 AM
الصورة الرمزية غراس الجنه
غراس الجنه غراس الجنه غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: May 2010
مكان الإقامة: الدولة الإسلامية في العراق والشام
الجنس :
المشاركات: 4,283
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مذبحة «المسجد الأبيض»/ حماس وشهادات الزور

بالنسبه لمن يقول ان حماس ارسلت وسيط للشيخ ابي نور المقدسي للتفاهم معه فقتلوه او ان الشيخ فجر نفسه وغيرها من الاتهامات التي تلقي بها حماس علي شهداء مسجد بن تيميه
اليكم اخطر التسجيلات لحماس وهي تؤكد ان هذه العمليه كان مخطط لها
ارجو السماع لها
  #6  
قديم 10-10-2010, 02:12 AM
رياض123 رياض123 غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
مكان الإقامة: ........
الجنس :
المشاركات: 1,868
افتراضي رد: مذبحة «المسجد الأبيض»/ حماس وشهادات الزور

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غراس الجنه مشاهدة المشاركة
بالنسبه لمن يقول ان حماس ارسلت وسيط للشيخ ابي نور المقدسي للتفاهم معه فقتلوه او ان الشيخ فجر نفسه وغيرها من الاتهامات التي تلقي بها حماس علي شهداء مسجد بن تيميه
اليكم اخطر التسجيلات لحماس وهي تؤكد ان هذه العمليه كان مخطط لها
ارجو السماع لها



بارك الله فيك اختي

بعض من وثائق المجزره المصدر ملف حديث الافك


الوثيقة الخامسة



تسجيلات أجهزة اللاسلكي في غرفة عمليات «كتائب القسام» قبل بدء الهجوم بلحظات وخلاله



التسجيل الأول:

· أرسل أرسل
· جاهزين جاهزين
· صحيح بس اتأكد زي ما قلتلك من المكان اللي حكيت لك عنه
· كل واحد ثبات مكانه
· عزام عزام جاهز جاهز
· عبيدة عبيدة عبيدة 1 او2 أو 3 الذي يسمع يعطيني تمام بسرعة
· نداء اخر
· صحيح عزام 5 انتظر انتظر في اسعاف في منطقة الجامع
· طلعو طلعو الذي يموت يموت والذي يطيب يطيب طلعو اضربو
· صحيح صحيح الآن بدأ يخرج من المكان
· بيان 5 بيان 5 من مجاهد أجب
· أرسل أرسل
· خليك علي الإشارة استلمت
· استلمت استلمت
· يا مجاهد من عزام 5 أفاد سائق الإسعاف بوجود مدنيين بالمكان الانتظار بعد قليل
· الذي قريب عليه إسعاف يقول له اخرج هو والمدنيين سيتم التعامل بلا مدني بلا غيرو هدول ناس قتلو 6
· فتش إسعافات الهلال التي خرج فتش إسعافات الهلال التي خرجت من عند الجامع فتشها كويس.

التسجيل الثاني:
· من عمر إلى عزام وحسان ومجاهد
· أرسل
· عبداللطيف ما زال في البيت في الطابق العلوي ما زال في البيت, بالنسبة للنجس اللي هو أبو ابراهيم ما زال في البيت اللي جنبه نازل على البيت اللي جنبه.
· يا عزام يا حسان سامعين ايش بحكي جهزوا لنا المنطقة بسرعة خلصونا ( .... )
· مجاهد عمر مجاهد
· أرسل أرسل
· طولت طولت الأمور يا مجاهد
· انا من ناحية منطقتي مأمن فيها شقة حسان والمنطقة الغربية مأمن فيها تماماً ميه في الميه
· الوضع ( .... ) عزام من شمال
· يا عزام حاول حاول رتب الأمور من جهتك يا عزام خلينا نخلص
· صحيح يا ( ... ) أنا لي ثلث ساعة بقولك اتوكل على الله ,, جيم اثنين
· مجاهد مجاهد اعطي تعميم وشوف الامور وابدأ
· جاهز جاهز
· يا بيان خمسه بيان خمسه ( ... ) ا جاهز جاهز يا مجاهد
· يا حسان حسان جاهز ؟
· حسان حسان جاهز ؟
· يا بيان خمسه ( ... .... ) ميه بالميه
· إن شاء الله إن شاء الله
· اتوكل على الله اتوكل على الله
· الله أكبر ولله الحمد
· حسان الآربي جي الآربي جي على الطابق العلوي بالآربي جي على الطابق العلوي
· بسرعة
· التعميم كل واحد يضلوا مكانوا كل واحد يضلوا متمركز مكانوا ما حدش يخلي موقعه
· جيد مجاهد ( ........... ) في الميه
· محدش يسيب مكانه محدش يسيب مكانه حتى الصباح
· يا مجاهد مجاهد ايش الوضع ؟
· لحظه لحظه يا عمي الحج لحظه
· يا حج الدار الدار نزلت الدار نزلت
· جيد يا عمر ( ..... ) البيت الثاني البيت
· عمر حسان عمر حسان
· يا حسان يا حسان
· حسان عزام مجاهد واحد يرد
· أرسل أرسل يا عمر حسان ع السمع
· يا حسان البيت نزل نزل بالكامل يا حسان ؟
· صحيح صحيح لسا هي الغبره لكن الواضح انه نزل بالكامل نزل بالكامل
· احنا بطرف البيت يا حسان عمر البيت نزل نزل
· استلمتوا استلمتوا البيت نازل نازل
· جيد جيد استلمت , الآن تفتيش تفتيش للبيوت المجاوره تفتيش البيوت المجاور للبحث ان
· فيه انفاق ( .... ) أي اشي
· ( ...... )
· ابعدوه وبحذر وبانتباه شديد
· جيد يا عمر عمر البيت البيت المواجه لجنب البيت من الناحية الغربية بيتدار عمه بيت
· دار عمه وطلعوهم ( ..... ) بالغصب طلعوهم بالغصب ( ..... ) لوما رضيوش يطلعوا ( .... ) استلمت؟
· استلمت استلمت الانتباه لبيت عمه والانتباه للميدن الميدن وبيت عمه الانتباه للاثنين
· بيان خمسه مجاهد اجب
· مجاهد هل تم تفجير باقي منزل عبد اللطيف؟
· ايش يا مجاهد يا مجاهد ايش ( ..... ) اللي طلعت من عندكم هذي
· مش من عندنا هي أنا جنب البيت جنب البيت وين مش عارف ما فيش اشي
· جيد جيد قذيفة آر بي جي على الميدن هذي قذيفة آر بي جي على المئذنه
· الله أكبر ولله الحمد تم تفجير الخنزير منزل الخنزير عبد اللطيف موسى
· جيد يا عمر عمر شغل الــ 14 ونص
· دخل الشباب المنطقة اللي بسقف الجامع وشغل الــ 14 ونص شغل الــ 14 ونص
· استلمت ؟
· عمر عزام عمر عزام من عمر لحسان
· جيد مجاهد معك ع السمع
· مجاهد مجاهد تمشيط تمشيط المنطقة جيداً تمشيط المنطقة جيداً
· آر بي جي ( .... ) المنطقة الجنوبية الغربية الجنوبية الغربية ( .... ) قذيفة آر بي جي
· على البيت اللي جنب بيت عبداللطيف كان شردوا فيه شردوا فيهاكيد إذا ما كان ما توش
· لحتى الآن فخلي اثنين من الشباب بس يطلعوا من هناكالمنطقة الجنوبية الغربية ( .... )
· بالزبط خلوا واحد يطلع فوق العمارهعالرابع قدامي ( ..... ) آر بي جي
· ماشي ماشي يا مجاهد شددوا شددوا على المنطقة هذي وشددوا على ايش اسمه على
· الميدن
· يا حسان حسان ع السمع ؟
· أرسل أرسل
· ( .....)
· جيد عشان خاطري على المسجد على الدور الثاني من أربع جهات بالآر بي جيهات ( .... ) خلص هيك
· على المسجد الدور الرابع ؟
· على الدور الثاني على الدور الثاني
· جيد يا عبيدة واحد عبيدة واحد ع السمع ؟
· جيد يا عزام استلمنا الرماية جاهزة الرماية جاهزة ان شاء الله ( ... ) ا
· جيد المبنى الثاني المبنى الثاني حالوا تضربوا اربعه
· استلمت من طرفك ادهم ادهم من طرفك محدش يضرب نار بس دروع
· شباب من عند دار عبد اللطيف اتقدموا قاعدين ( ..... ) كملوا جوا تقريباً إصابات جيدة
· فيهم
· بدناش نتقدم ولا خطوة ضلك طخ فيهم لمن يزحفوا ويشلحوا أواعيهم بدناش حدا
· يا حسان حسان مجاهد اجب
· أرسل يا مجاهد أرسل حسان ع السمع
· أمن الجهة الجنوبية أمن الجهة الجنوبية كويس.

التسجيل الثالث:
· ماشي الإصابات في صفوفنا وإلا في صفوفهم ؟
· عزام يا عزام الإصابات في خاصاتنا وإلا فيهم ؟
· صحيح صحيح في طرفهم طرفهم
· جيد جيد أهم شي إذا طلعوا برضوا تحرزوا عليهم وديروا بالكوا حد يطلع لابس شي
· صحيح صحيح احنا بندخل الإسعاف حتى ( .... ) الوضع
· جيد جيد والمهم انتبهوا للبيوت اللي ملاصقه لبيت عبداللطيف للجهة الغربية الجنوبية
· صحيح صحيح المنظقة كلها مسكرة ( ... ) ووقفنا إطلاق النار حتى نستطلع الوضع
· جيد جيد بعد الانتهاء من المسجد ومن البيت ومن بيت عمه الإبقاء على حالةالحصار لطلوع النهار من أجل التمشيط والتفتيش ورفع الركام والبحث عن الجميع
· صحيح صحيح
· جيد جيد وأكد أكد على جميع الخاصات ممنوع التصوير ممنوع التصوير لا على الجوالات ولا صحافة ولا أي شي
· جيد استلمت ,, عبيدة واحد عبيدة واحد على السمع ؟
· جيد جيد استلمت
· وقف وقف الدروع وقف الوضع عبال ما ( ... ) الإسعاف يشوف الوضع جوا ممنوع احد يطلع من مكانه كل واحد في مكانه
· جيد جيد ( ... )
· أربعة
· على السمع على السمع
· جيد بعد رماية الآر بي جي عليهم ( ... ) صراخ ولا ( ... ) تعليمات منالقيادة حيتوجه الإسعاف عشان يشوف ايش الوضع وبعدين ( ... ) تعليماتالقيادة إن شاء الله يا عزام نتواصل معاه ( .. ) إن شاء الله محاصرينالمكان وبالقرب من المسجد
· جيد ( ... )

التسجيل الرابع: منح الأمان للمصابين ثم إعدامهم في سيارات الإسعاف، ومن بينهم عبد الله عوض الله الذي تم إعدامه خلف برج عوض بعد إنزاله من سيارة الإسعـاف.

ألو السلام عليكم ..
يا 23 ع السمع ؟ 23 ؟
على السمع أرسل .. قولبسـرعة
جيد جيد .. الحالات اللي وصلت للمستشفى شبابنا أعدموهم توا في الطريقمن ضمنهم عبد الله عوض
الله .. استلمت ؟
صحيح صحيح معايا علم / وهاي فياثنين طلعو أحياء وطالعين فيهم هيهم.
جيد جيد ماشي .. يديك العافيـة.
ماشي الله يعافيك

ملحق التسجيل الرابع:

رسالة من والد المغدور عبد الله عوض الله إلى فتحي حماد وزير الداخلية في حكومة حماس"

]] السلام عليكم ورحمة اللهوبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

وزير الداخلية :أقدم إليكم رسالة التياعمن نحيب أب عساي أن أجد سمعا عدلا

لله أبَوْك يا ابني عبدالله !

الحمد للهوالصلاة والسلام على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وبعد

أنا والد عبدالله عوضالله الاسم الذي تناقلته وسائل الإعلام. أحدثكم عن ولدي عبدالله حديثا يقطر حزناعليه ورضىً عنه. إن دمك المعطر وجسدك الطاهر يا شيخ عبدالله هو مظلمة تدخر لك عند الله يوم القيامة، كنت طالبا بجامعة الأقصى، كنت محفظا لكتاب الله وإماما تؤم الناس في صلاة التراويح في رمضان، ويجيء رمضان وأنت ليس بيننا، ولكنك بمشية الله في مقعدصدق عند مليك مقتدر.

جئتني ذات يوم تقول لي: الآن حفظت القرآن الكريم فما هديتي عندك؟ قلت لك الله يرضى عليك يا عبدالله . إن الهدية هديتان: جائزة من الله سبحانهوجائزة مني أنا أبوك.

كم كنا نسهر الليل الطويل ونحن نتذاكر كتاب الله ونحاول الوقوف الوقفات الطويلة عند كل كلمة ، حتى كل حرف نتحدث عن النسق التعبيري في القرآن ، ومتانة النسج وشرف الكلمة وسمو المعنى والقوة والجمال في الأسلوب القرآني ، القصص ، الأعداد والأرقام ، البشائر ، الإنذارات ، الآيات النذر ، البعث ، الحشر ، الجنة ، النار. كنت توقظنا ليلا لصلاة الفجر ، وتقول لنا ولّى زمان النوم يا خديجة.

كنا نصطف خلفك في البيت وأنت تصلي بنا صلاة الجماعة، وتقرأ: "إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً ". كنت تعمل جدولاً لصلة الرحم لزيارة كل الناس تدعوهم إلى الله تحدثهم بالكلمة الطيبة حتى ملابسك كنت تكسو بها الآخرين حتى اللقمة كنت تجوع و تطعم بها غيرك.

أشهد يا شيخعبدالله يا ابني عبدالله والذي يواسيني فيك هو مصابنا برسول الله (صلى الله عليهوسلم ). أشهد انك تغادر دنيانا وأنت ريحانة تشم شمها كل الناس وكل بيت في رفح حتى الأطفال الذين كنت تعلمهم الوضوء و تعلمهم الصلاة ، ما عركت الحياة بعد وعمرك لايتجاوز العشرين.

كنا بعد صلاة الفجر نجلس في البيت فتأخذني سِنَة من نوم ولماأستيقظ أجد حولي يا شيخ عبدالله الإفطار البسيط البسيط والشاي وتطلب مني أن أرضى عليك ، فأقول لك أشهد الله وملائكته وحملة عرشه وأشهد الناس يا شيخ عبدالله أني راض عنك. فقد تفوقت أن تكون ولدا بارا . عقمت الأمهات فما يلدن بعدك مثلا. لم أكن يا شيخعبدالله أتصور أن تسبقني إلى الموت "وولد صالح يدعو له "من سيدعو لي بعدك؟ من سيؤنس على وحدتي؟ وينسيني عثرتي ؟ ولكني لا أقول إلا إنا لله وإنا إليه راجعون فعيني مغرورقة بالدمع والقلب يحزن وإني بفراقك يا عبدالله لمحزون.

الإسلام علمنا أن لانقتل طفلا ولا شيخا ولا امرأة ولا نجهز على أسير ولا جريح وحذرنا الغدر وألزمنا الحفاظ على العهد " إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً". لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له. رجل أعزل ومن رواد المساجد ومحفظ القرآن ثم هو جريح ثم هو أسير في سيارةالإسعاف المصيدة ثم و يعطى عهدا بالأمان وفي سيارة الإسعاف يتم إعدامه. هذا هوالطغيان.

إن اليد التي امتدت إليك يا ابني عبدالله لتخرجك من دنياي فتتركني وحيدا حتى ألقاك هي نفس اليد التي ارتفعت في وجه رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقال الله لها: " تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ". فأبو لهب وقاتلك بإذن الله سيصلون نارا ذاتلهب.

عبدالله يقضي نهاره صائما وليله قائما ولا يعرف طيباتكم التي أذهبتموها في حياتكم الدنيا يا من قتلتم ابني عبدالله محفظ القرآن وإمام مسجد الإمام البخاري ترّب الله وجه من ترّبك ، واكبّه الله على وجهه في النار يا من قتلت ابني عبدالله ويا منقلت أقتل ويا من قلت أق ... عسى الله أن لا يغفر لكم طغيانكم ، النار، موعدكم تُدَعونإليها دعّا ، وهاوية أمكم ، وقبل أن تصيروا فحماً في دركات جهنم يقال لكم اخسئوا فيها ولا تكلمون. ولأنه قد نشرت فرية على شبكات الانترنت وقرأها العالم من أن الشيخعبدالله فجر نفسه فإني أخاطب الناس في أنحاء المعمورة فعبدالله جسد طاهر وكامل وليس في جسده إلا طلقات الرصاص الغادرة حولها دوائر سوداء.

وأختصر رسالتي إليكم في كلمات: لقد سطوا على ابني عبدالله وهو حي ، وأعدموه في سيارة الإسعاف و التي أعدت لتكون له قبرا ، وعلى مرأى أهل الحي ، وكما سمع العالم في شريط صوتي: " تم إعدام عبدالله عوض الله قبل الوصول إلى المستشفى" ، بعد أن أُعطى العهد والأمان . قتلكم الله يا من هدمتمالصورة الآدمية التي شرفها الله فنفخ فيها من روحه . وقد علمنا رسوله صلى الله عليه وسلم أن هدم الكعبة أهون عند الله من قتل المسلم ، وإذا كانت العضاة بكت لموت عمر فإن المساجد تبكيك والصحبة التي أحبتك تبكيك وكل من سمع عنك يبكيك ، ولكننا يا شيخعبدالله لا نقول إلا ما يرضي ربنا: إنا لله وإنا إليه راجعون.

قاتِل الشيخ عبدالله ابني يسرح ويمرح فوق التراب وابني عبدالله المعاهَد يصبح و يمسي في التراب!
فأين: " وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ" ؟

في رعاية الله ياابني عبدالله . أيها الحافظ والمحفظ لكتاب الله . يا من كنت بارا بأبيك وكنت من أحاسن الناس خلقا ، وكنت غريباً مع قوم سوء . مثواك ومثوانا إن شاء الله الفردوس الأعلى كما كنت تدعو لي مع النبيين والصديقين والشهداء.

ابني عبد الله قال تعالى: " يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعاً كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ" " خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ".
ابني الشيخ عبدالله ! لأن الساعة تأتي بغتة ؛ ولأنه قد جاءتأشراطها ؛ فإني أشكو بثي وحزني إلى الله.

بسم الله الرحمن الرحيم: " وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً"

إخوتي في الله: ادعوا لابني عبدالله أخيكم في الله ادعوا لهبالمغفرة والرحمة والرضوان

والد المغدور: الشيخ عبدالله عوضالله[[
  #7  
قديم 10-10-2010, 02:33 AM
الصورة الرمزية فتي الاْسلام
فتي الاْسلام فتي الاْسلام غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
مكان الإقامة: في ارض المقاومه ....غزة الصمود والتحدي
الجنس :
المشاركات: 2,692
الدولة : Palestine
افتراضي رد: مذبحة «المسجد الأبيض»/ حماس وشهادات الزور

ضحكتني هههههههههههههه وانا بعيط
لن تفلحو في الاكاذيب ان تشوهو صورة كتائب القسام والمقاومه
فعلا انكم اهل الفتنه واهل النفاق
كتائب القسام التي خاضت معارك وحرب مع هاد الكيان الغاصب
يوم الجمعه ارتقي مجاهدين من كتائب القسام بعد خوض اشتباك مع الجيش الصهيوني
وارتقيا الي العلي شهداء مقبلين غير مدبرين

هاد دليل واضح علي انو كل الكفره والمحتلين والمنافقين والتكفيريين والعملاء
بيحاربو حماس وفصائل المقاومه لانهم ع حق ويقين
__________________


اْرفع راْسك فاْنت مسلم فلسطيني مقاوم
فـلســـــــــــطين
  #8  
قديم 10-10-2010, 02:55 AM
رياض123 رياض123 غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
مكان الإقامة: ........
الجنس :
المشاركات: 1,868
افتراضي رد: مذبحة «المسجد الأبيض»/ حماس وشهادات الزور

الوثيقة الرابعة: تسجيل فيديو
شريط الهجوم على مسجد ابن تيمية (20/9/2009)
مدة الشريط 12.20 دقيقة.

أصوات المحاصرين في المسجد خلال بدء الهجوم عليهم والتي أمكن سماعها جيدا عبر مكبرات الصوت، علما أنه لا يسمع في الشريط، إلا عبارات التوحيد والتكبير وطلب العون والدعاء بالهداية للمهاجمين ومناداتهم بالمؤمنين وتذكيرهم بحرمة ما يفعلون. بخلاف تصريحات حماس التي قالت أنهم بدؤوا الهجوم ووصفتهم بالتكفيريين والبغاة، وفي خاتمة الشريط ظهرت جثث ملقاة على الأرض ومشاهد الدمار التي لحقت بالمسجد.


* في البداية أصوات الرصاص والمدافع الرشاشة تختلط بأصوات كلمة التوحيد من المسجد وهو يتعرض للهجوم: «لا إله إلا الله» عشرات المرات؛
* ابتداء من الدقيقة «5.17»، بدأت تتردد صيحة التكبير «الله أكبر» والدعاء يتخللهما مناشدات غير مفهومة.
* ابتداء من الدقيقة «7.31»، وفي ذروة الهجوم، بدأت تتعالى أصوات المحاصرين، ويصرخ أحدهم بمكبر الصوت في المسجد: « حسبي الله ونعم الوكيل .. حسبي الله ونعم الوكيل .. الله أكبر .. اتقوا الله .. اتقوا الله .. الله أكبر ولله الحمد .. الله أكبر»،
* ابتداء من الدقيقة «8.06»، وبعد وقوع إصابات بين المحاصرين في المسجد بدأ المحاصرون يطلبون إخلاء الجرحى، وينادون: « الله أكبر .. نريد إسعاف .. الإسعاف لإسعاف المسلمين»، مع الإلحاح على الطلب؛
* ابتداء من الدقيقة «8.15 »، سماع صوت يشبه الانفجار تلاه صوت التكبير من المسجد «الله أكبر .. نريد إسعاف .. نريد الإسعاف لإسعاف المسلمين .. نريد إسعااااااف .. نريد الإسعاف لإسعاف المسلمين .. نريد إسعااااااااااف للمسلمين.
* ابتداء من الدقيقة «8.31»، ألح أحد المحاصرين على المهاجمين بطلب الإسعاف، وأمكن سماع الكلمات التالية: «شلال دم .. ابن تيمية .. نريد الإسعاف .. يا مؤمنون .. يا موحدون .. نريد إسعاف لإسعاف المسلمين .. لا إله إلا الله»،أحد المحاصرين يدعو بمكبر الصوت: «اللهم فرج ما نحن فيه .. اللهم فرج ما نحن فيه .. اللهم اهدهم يا رب ، اللهم اهدهم يا رب .. اللهم فرج ما نحن فيه»
* في الدقيقة «9.30»، وفي مشهد آخر للهجوم شوهد انفجار في أحد نوافذ المسجد، وعدد من العناصر المهاجمة.
* في الدقيقة «10.01»، أحد الجرحى يتعرض للركل وهو يطلب العون وسط العناصر المهاجمة التي تحيط بالمسجد.
* وفي الدقيقة «10.46»، يظهر مشهد لأربعة أو خمسة جثث ملقاة على الأرض بجانب بعضها البعض، ويحيط بهم المهاجمون للمسجد.
* أخيرا مشاهد للمسجد وقد اخترقته الرصاصات بكثافة من كل جانب وخاصة منطقة المئذنة حيث تقع مكبرات الصوت التي استهدفت بشراسة بينما كان المحاصرون يستعملونها لطلب الإغاثة.
*************
ملاحظه يمكن لمن اراد مشاهده الفيديو ان يجده على اليوتيوب بنفس الاسم
  #9  
قديم 10-10-2010, 02:58 AM
رياض123 رياض123 غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
مكان الإقامة: ........
الجنس :
المشاركات: 1,868
افتراضي رد: مذبحة «المسجد الأبيض»/ حماس وشهادات الزور

ملف فيديو المجزره دقه عاليه
المقطع أكثر دقة

http://www.mediafire.com/download.php?txeyknwgtyn
يتعرض المسجد لاطلاق النار وقذائف الاربي جي والاخطر والفاضح لحماس
هو ان الموحدين المتواجدين بالمسجد
يكبرون ويدعون لهم بالهداية وهم يزيدون اطلاق النار
والاكثر فاجعة هومشهد اعدام اثنين من الاخوة وحسبي الله ونعم الوكيل
  #10  
قديم 10-10-2010, 03:01 AM
رياض123 رياض123 غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
مكان الإقامة: ........
الجنس :
المشاركات: 1,868
افتراضي رد: مذبحة «المسجد الأبيض»/ حماس وشهادات الزور


فيديو للإعدامات واطلاق النار على المسجد



جودة عالية WMV
حجم 125 MB
http://www.archive.org/download/jraem2/fire.wmv

جودة عالية rmvb
حجم 57 MB
http://www.archive.org/download/jraem/fire.rmvb

جودة جوال
حجم 15 MB
http://www.archive.org/download/jraem1/fire.3gp
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 181.85 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 176.17 كيلو بايت... تم توفير 5.68 كيلو بايت...بمعدل (3.12%)]