الأجهزة الأمنية المصرية ودورها المشبوه..إلى متى؟!

[فتي الاْسلام]

غزة – فلسطين الآن – خاص – لا تزال السلطات المصرية بأجهزتها المختلفة تستمر في دورها المشبوه في محاربة قطاع غزة ومحاربة المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس وعناصرها بكل الوسائل المتاحة لديها.

فمن المشاركة في الحصار عبر إغلاق معبر رفح لأربعة أعوام لم يفتح خلال إلا أيام قلائل لحفظ ماء الوجه لها لمصر ، ثم فتح لبعض أبناء شعبنا وحرم الباقون برفض مصري ، إلى اعتقال العشرات من أبناء الشعب الفلسطيني منذ سنوات طويلة، إلى قتل العمال الفلسطينيين برش الغاز السام في الأنفاق ، إلى الجدار الفولاذي الممول أمريكياً لوقف عمل الأنفاق .

السلطات المصرية زادت من وتيرة تصعيدها ضد حركة حماس في الفترة الأخيرة، حيث اعتقل الأمن المصري الأخ المجاهد محمد دبابش "أبو رضوان" أثناء مروره بالقاهرة بتاريخ 13/ سبتمبر/ 2010م عائداً من رحلة العمرة التي قام بها في رمضان.

وبحسب المصادر المصرية المقربة من الحكومة المصرية فان دبابش يتعرض للتحقيق على يد أجهزة الأمن المصرية، وتم نشر سلسلة من الإشاعات نقلاً عن مصادر مصرية حول شخصية دبابش وحول خطره على الأمن المصري، وذلك بهدف تثبيت الاعتقال وتعريض الأخ محمد دبابش لمزيد من الضغوط والتعذيب.

ضيف الأمس.. معتقل اليوم

ويعتبر محمد دبابش المحاضر في الجامعة الإسلامية، هو أحد أعضاء لجان الحوار التي شاركت في حوارات القاهرة، والذي كان ضيفاً رسمياً على مصر قبل فترة بسيطة خلال جولات الحوار .

ويشير اعتقال الأمن المصري لدبابش عدم اكتراث الحكومة المصرية كونه شخصية اعتبارية وعدم احترام شخصيات لها مواقع رسمية كانت حتى وقت قريب ضيفاً رسمياً على الدولة المصرية في جولات الحوار.

حركة حماس التي استنكرت هذا الاعتقال أكدت أن اعتقال الأمن المصري للأخ محمد دبابش غير مبرر معتبرة ذلك إساءة للعلاقات الفلسطينية المصرية، وأن هذه السياسة تمثل استخفافاً بحركة عظيمة وشعب عظيم وتكشف عن طبيعة العلاقة مع غزة المحاصرة .



وتساءلت الحركة، هل هذا هو دور الحكومة المصرية تجاه غزة والتي تعاطف معها كل العالم، وهل هذا هو حق الجار على أخيه، وهل هذا هو دعم الحكومة المصرية لغزة المحاصرة وشعبها الذي يتعرض للحرب والعدوان.

ويقبع في السجون المصرية ما يزيد عن 30 فلسطينياً من أنصار حركة حماس وأبناء شعبنا الفلسطيني، حيث يتعرض الفلسطينيون في السجون إلى التعذيب المستمر والصعق بالكهرباء حتى الموت لدرجة تصل إلى الموت كما حصل مع يوسف شقيق الناطق باسم حركة حماس سامي أبو زهري، الذي قتل تحت تعذيب سياط أجهزة امن الدولة المصرية.

اعتقال لمصلحة الاحتلال الصهيوني

من جهته قال الدكتور يوسف رزقه المستشار السياسي لرئيس الوزراء " إننا ننظر بخطورة وقلق كبير لهذا الاعتقال خصوصا أن هذا الاعتقال فيه مصلحة للكيان الصهيوني".

وأعرب رزقه عن استغراب الحكومة الفلسطينية لهذا الاعتقال "غير المبرر" من قبل الحكومة المصرية، مبينا أن "دبابش" خرج إلى الديار الحجازية لأداء العمرة بطريقة رسمية دون أي مخالفة تذكر.

وطالب الحكومة المصرية بإطلاق سراح محمد دبابش وكل المعتقلين الفلسطينيين بشكل فوري، معبراً عن استغرابه من التهم التي يرددها الإعلام المصري بأنهم المعتقلين الفلسطينيين يضرون بالأمن القومي المصري.

ونفى رزقه في تصريح له أن يكون دبابش أو أي فلسطيني يدخل مصر يهدد الأمن القومي المصري، موضحا أن من يهدد الأمن القومي المصري هم الصهاينة الذين يذهبون إلى مصر كسياح "وهم في الأصل جواسيس للموساد الصهيوني".

وعود بلا تنفيذ

وفشلت كل الجهود والاتصالات الرسمية التي جرت بين حركة حماس وعدد من المسئولين المصريين في الإفراج عن دبابش، مشيرة أن السلطات المصرية وعدت بإطلاق سراحه منذ أيام لكنها لم تنفذ وعدها كعادتها.

وأكد مصدر مطلع أن السلطات المصرية وعدت بالإفراج عن دبابش إلا أنها لم تنفذ وعدها حتى اللحظة مبررة استمرار اعتقالها لدبابش ببعض الإجراءات، الأمر الذي يدفعنا للسؤال ، ما هذه الإجراءات التي تستمر لأيام طويلة !!.

وكشف عدد من المفرج عنهم من السجون المصرية بشاعة التعذيب والتحقيق في السجون المصرية، حيث أكدوا أن معظم الأسئلة الموجهة حول المقاومة الفلسطينية وقياداتها وأماكن تواجدها.

وأكد المفرج عنهم والذين تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب في السجون المصرية، أن الضباط كانوا يسألون عن مكان الجندي الصهيوني الأسير لدى المقاومة الفلسطينية جلعاد شاليط.

دور مشبوه

من جهته رأي المحلل السياسي الأستاذ مصطفى الصواف أن تركيز الأجهزة الأمنية المصرية على اعتقال أبناء حماس والجهاد الإسلامي وطبيعة الأسئلة الموجهة إليهم يجعل هدف هذه الأجهزة في موضع الشك والريبة، مؤكداً أن كل الادعاءات المصرية بأن المعتقلين يهددون الأمن المصري هي مجرد تبرير للموقف.

وقال الصواف " إن حركة حماس ما زالت تنظر لمصر بشكل ايجابي وهذا يشجع النظام المصري إلى مزيد من الاعتقالات ويجب على حماس دراسة تغيير موقفها هذا حتى تتوقف الاعتقالات".

وحذر الصواف من أن المرحلة القادمة قد تشهد تصعيدا مختلفا لن يكون مقبولا من حماس ولا من مصر، إذا استمر النظام المصري في اعتقالاته.

ويبقى السؤال .. إلى متى ستستمر السلطات المصرية بأجهزتها المختلفة بحربها ضد قطاع غزة وحركة حماس ؟ والى متى ستستمر مصر بإغلاق معبر رفح ضد أبناء شعبنا الفلسطيني ضد من تريد ؟ والى متى ستبقى أجهزة مصر الأمنية والإعلامية تلعب الدور المشبوه كجزء من المنظومة الأمريكية الصهيونية في المنقطة ؟؟..