دقة بدقة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ابتسامة تدوم مدى الحياة: دليلك للعناية بالأسنان في كل مرحلة عمرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          كم يحتاج الجسم من البروتين يوميًا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          أطعمة ممنوعة للمرضع: قللي منها لصحة طفلك! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          مكملات البروبيوتيك: كل ما تحتاج معرفته! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          التخلص من التوتر: دليلك لحياة متوازنة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          أطعمة مفيدة لمرضى الربو: قائمة بأهمها! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          كيفية التعامل مع الطفل العنيد: 9 نصائح ذكية! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          كيف يؤثر التدخين على لياقتك البدنية وأدائك الرياضي؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن لقاح السعال الديكي للأطفال والبالغين! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          لمرضى السكري: 9 فواكه ذات مؤشر جلايسيمي منخفض! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-09-2010, 11:38 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,883
الدولة : Egypt
افتراضي دقة بدقة

لم يكن مشهدًا غريبًا على أهالي الحي أن يرَوه يجرُّ أمَّهُ، طاردًا إياها خارج المنزل، لتبقى الساعات الطوال في حر الهجير قابعة أمام بابه، تنتظر أن يفتح الباب لتلج المنزل ثانية.

لم يعد منظر الأم المكوَّمةُ على عتبة الدار متلفعةً بعباءتها لافتًا؛ فقد ألِفتْهُ عيون المارة ولم يعد يثير فضولَهم ليسألوا عن السبب، فيمضون يحوقلون ويسترجعون، فهم يعرفون السر أكثر من غيرهم!

ما هذه القسوة يا خالتي في قلب هذا الرجل، الالذي خ من أي رحمة، أو شفقة، أو مخافة من الله؟! كيف يفعل هذا بأمِّه؟!
يا ابنتي، قولي: "الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به"، إنه الجزاء يا ابنتي، وإنه والله لمن جنس العمل.
ماذا تقصدين؟
أحيانًا لا تكون الأمور في حقيقتها كما تبدو لنا.

هذه المرأة يا ابنتي أمام مرأى أعين أهل الحي أنفسهم، الذين ينظرون إليها الآن ولا تأخذهم الشفقةُ عليها، أمامهم أخرجتْ والدةَ زوجها المقعد ودفعتْها خارجًا من نفس هذا الباب، وجلستْ تلك العجوزُ المعفرة بأتربة الطريق على ذات العتبة التي تجلس عليها تنتظر أن يفتح لها الباب!

هذه المرأة التي تستجدي الرحمة من ولدها، كانت تقف في نفس مكانه قبل عشرة أعوام بالتمام، ووالدتها خارج المنزل تشكو لها قلة المال وضيق الحال، فما فعلتْ إلا أن ألقتْ إليها رغيفي خبز جافين، وأوصدت الباب في وجهها، وعلى تلك العتبة تركت العجوز رغيفي الخبز وانصرفت رافعة أكفها إلى السماء تردِّد: "إليك المشتكى يا رب".

يا ابنتي، لا تكون الأمور في حقيقتها كما تبدو لنا.

هذه المرأة أنعم الله على زوجها بالمال الوفير، والخير الكثير، في زمن قلَّ فيه القوت، وعمَّ فيه لشدة الجوع الموتُ، فتزوجها وكانا "كَشَنّ وطَبَقه"، فما زادته إلا سوءًا، وما زادها إلا شرًّا وكِبرًا، وما زادهما الله بعد ذاك إلاَّ ذلاًّ وفقرًا، فانقلبت الأحوال بعدما أصيب زوجها بداءٍ أعاقه عن الحركة، فأضحى لا يغادر فراشه، ولا يسعى على قُوته، ولم يعد لديه ما يعوله بعد أن ترك تجارته، وعاشا على ما يملكان، حتى قل وبدأ بالنفاد، فاستطارت شرًّا إلى شرها، وازدادت سوءًا إلى سوئها، فأخرجتْ والدته من منزله؛ لتوفر مصروفاتها، ولم تعلم أنه لم يكن بمنزلهما من البركة سوى تلك العجوز المتقية، وبإخراجها نزعتْ بقايا البركة منه.

ثم ما لبثت أيام الرجل في الحياة أن انقضتْ، وقضى نحبه في ليلة ليلاء لم يدرِ به أحد، ولم يُعلم بموته إلا بعد زوال شمس اليوم التالي، حيث لم يسمع أحدهم صوته الذي كانت تضج به أرجاء المنزل مناديًا دون مجيب، فدلف ابنه الحجرة عليه، ليجده وقد هلك قبل أن يمسَّ عشاءه الذي وُضِع له أمس.

ومنذ ذلك اليوم عَمَّ صمتٌ مميت في المنزل، فلا يدري أحدٌ علامَ أقفلتْ أبوابه؟ إلى أن زُفَّتْ إليه في إحدى الليالي عروس حسناء المنظر، شوهاء المخبر، فكانت وبالاً عليه، وكانت عقابًا معجلاً في الدنيا لكل ما قدَّمتْه تلك المرأة من سيئات لمن حولها؛ إذ لم ترع فيهم حقًّا ولا واجبًا.

إن ابنها هذا هو الوحيد الذي بقي معها، وأما إخوته الثلاثة فقد غادروا إلى حيث لا تعرف، ولا تصلها منهم أي أخبار البتة، وهجروا أمَّهم وأباهم بعد أن أُقعد وضاقت به الحال، ولا يُدرى - يا ابنتي - إن كانوا من الأحياء أم الأموات.

لطالما باهتْ بهم وظنَّتْ أنهم مانعوها؛ ولكنهم - خشية تحمل مسؤوليتها - رحلوا بين ليلة وضحاها دون كلمة وداع، وما ذاك إلا لأنها في تلك الليلة جمعتهم وأخبرتهم برغبتها في الانتقال إلى أحد منازلهم؛ لحاجتها لمن يقوم على أمورها ويرعاها.

الأمور يا ابنتي لا تكون دائمًا في حقيقتها كما تبدو لنا.

إنها الآن تتجرع فقط الكأس التي ملأتْها، ولستُ بها من الشامتين؛ وإنما هي الحياة - يا ابنتي - سلف ودين، أو كما يقال: "دقةٌ بدقَّة"، فما تفعليه بالناس يُفعلْ بك، وما تقدميه للناس فإنما تقدمينه لنفسك غدًا.

ومن يفعل الخير يُجزَ به؛ {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [البقرة: 110].

شريفة الغامدي



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-09-2010, 11:54 PM
الصورة الرمزية البر الامن
البر الامن البر الامن غير متصل
مشرفة ملتقى الأمومة والطفل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
مكان الإقامة: libya
الجنس :
المشاركات: 1,741
الدولة : Libya
افتراضي رد: دقة بدقة

إنها الآن تتجرع فقط الكأس التي ملأتْها، ولستُ بها من الشامتين؛ وإنما هي الحياة - يا ابنتي - سلف ودين، أو كما يقال: "دقةٌ بدقَّة"، فما تفعليه بالناس يُفعلْ بك، وما تقدميه للناس فإنما تقدمينه لنفسك غدًا.
نعم هكذا هو حال الدنيا
كما تُدين تُدان
جزاكِ الله خيرا اختي
ام عبدالله
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11-09-2010, 07:17 PM
الصورة الرمزية زهرة الياسمينا
زهرة الياسمينا زهرة الياسمينا غير متصل
مشرفة ملتقى القصة والعبرة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
مكان الإقامة: alex
الجنس :
المشاركات: 4,147
الدولة : Egypt
افتراضي رد: دقة بدقة

بسم الله الرحمن الرحيم

سبحان الله
حقاً هذا حال الدنيا
اسال الله تعالى السلامة
وحسن الخاتمه والمغفرة والرحمه
بارك الله فيكِ اختى الغاليه
موعظه وتذكرة للغافل عن دنيانا

__________________








رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.82 كيلو بايت... تم توفير 2.57 كيلو بايت...بمعدل (4.48%)]