|
الحدث واخبار المسلمين في العالم قسم يعرض آخر الاخبار المحلية والعالمية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() سم الله الرحمن الرحيم
الامام أبو الحسن الأشعرى- امام أهل السنة والجماعة ( نحو وسطية اسلامية تواجه الغلو والتطرف ) الشريف د/ على مهران هشام أسناذ البيئة والعمران على مدار أربعة أيام فى الفترة من 8 الى 11 مايو 2010م الموافق 24 الى 27 جمادى الاولى 1431 ه ... من العلم والحوار والدراسة والنقاش والبحث حضرت الملتقى العالمى الخامس لخريجى الأزهر والذى حمل عنوانا له وهو الامام ابى الحسن الاشعرى حفيد الصحابى الجليل او موسى الاشعرى وقد نظمت هذا الملتقى الرابطة العالمية لخريجى الازهر وذلك فى قاعات فندق ماريوت الميراج بالتجمع الخامس بالقاهرة وبصفتى الامين العام للرابطة العالمية لخريجى الازهر فرع دولة الكويت حضرت المؤتمر مع وفد من العلماء والباحثين والاساتذة الافاضل الكويتين وقد تشرفت بالتعلم من كوكبة من العلماء المسلمين الذين حضروا من كافة قارات الدنيا وفى كل فروع الشريعة والفقه واصول الدين والتفسير والاحاديث النبوية والفلسفة الاسلامية وعلوم اللغة والكلام والتاريخ والقصص الاسلامى والسيرة والصحابة والتابعين والائمة وغيرها الكثير من اركان الاسلام وعلم الشريعة الاسلامية الغراء كان الازهر الشريف بما يتصف به فى الكوكب الارضى من وسطية واعتدال واحترام الاخر دورا بارزا فى الملتقى وقد حضر الملتقى ضيوف غير مسلمين من فرنسا واوربا الامام الاكبر الاستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر وفضيلة الأستاذ الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية وكوكبة من الوزراء والكتاب والاعلاميين والساسة واساتذة الجامعات الاسلامية فى الاقطار العربية والعالمية من جنوب افريقيا الى روسيا واوربا ومن الهند والصين وباكستان الى الولايات المتحدة الامريكية الابحاث التى نوقشت فى المؤتمر كثيرة وثرية وعميقة وروحانية وشافية وساطعة الحمد لله ... الحمد لله ان وفقنا الرب لحضور هذا الملتقى النورانى وان ينفعنا الله بما سمعنا من العلم وطرق الهداية والتنوير المحمود الحسن على كل حال ,,,, سأحاول كلما سمح الوقت ان انقل لكم بعض الابحاث بالمؤتمر لعل الله ينفعنا به ويجعله فى ميزان حسناتنا يوم لاينفع مال ولابنون الا من أتى الله بقلب سليم وان يكون صدقة جارية لنا يوم نلقاه على كل حال , يعتبر المنتسبون إلى عقيدة الإمام أبي الحسن الأشعري هم أكثرية في العالم الإسلامي ، ولكن غالب هؤلاء لا يعرفون شيئاً عن هذا الإمام ولا عن عقيدته التي استقر عليها آخر أمره ، واستحق أن يكون من أئمة الهدى وأعلام التقى ... والإمام الأشعري هو علي بن إسماعيل بن إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري ، ولد سنة 260 من الهجرة النبوية ( عمر حوالى 70 عاما ) أخذ الاعتزال عن زوج أمه أبي علي الجبائي وهو شيخ المعتزلة ... وقد تبحر في كلام الاعتزال وبلغ فيه شأواً كبيراً حتى وصل إلى أنه يلقى أسئلته على أستاذه في الدرس ولا يجد لها جواباً مقنعاً فتحير في ذلك . وقد حكى عن الإمام الأشعري أنه قال : وقع في صدري في بعض الليالي مما كنت فيه من العقائد فقمت وصليت ركعتين وسألت الله تعالى أن يهديني إلى الطريق المستقيم ونمت فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فشكوت إليه بعض ما بي من الآم ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم (( عليك بسنتي )) فانتبهت !! وعارضت مسائل الكلام بما وجدت في القرآن والأخبار ، فأثبته ونبذت ما سواه ورائي ظهرياً قال أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن المعروف بالخطيب البغدادي المتوفى سنة 463 هـ في الجزء الحادي عشر من تاريخه المشهور صفحة 364 : (( أبو الحسن الأشعري المتكلم صاحب الكتب والتصانيف في الرد على الملحدة وغيرهم من المعتزلة والجهمية والخوارج وسائر أصناف المبتدعة )). إلى أن قال : وكانت المعتزلة قد رفعوا رؤؤسهم حتى أظهر الله تعالى الأشعري في أقماع السمسم . وقال ابن فرحون في الديباج : (( أثنى على أبي الحسن الأشعري أبو محمد بن أبي زيد القيرواني وغيره من أئمة المسلمين )) ا هـ . وقال ابن العماد الحنبلي في الشذرات الجزء الثاني صفحة 303 : ومما بيّض به أو الحسن الأشعري وجوه أهل السنة النبوية وسّود به رايات أهل الاعتزال والجهمية ، فأبان به وجه الحق الأبلج ، ولصدور أهل الإيمان والعرفان أثلج مناظرته مع شيخه الجبائي التي بها قصم ظهر كل مبتدع مراء وهي أعني المناظرة كما قال ابن خلكان : (( سأل أبو الحسن الأشعري أستاذه أبا علي الجبائي عن ثلاثة إخوة كان أحدهم مؤمناً براً تقياً ، والثاني كان كافراً فاسقاً شقياً ، والثالث كان صغيراً ، فماتوا فكيف حالهم ؟)) فقال الجبائي : أما الزاهد ففي الدرجات ، وأما الكافر ففي الدركات ، وأما الصغير فمن أهل السلامة ، فقال الأشعري : إن أراد الصغير أن يذهب إلى درجات الزاهد هل يؤذن له ؟ . فقال الجبائي : لا .!! لأنه يقال له : أخوك إنما وصل إلى هذه الدرجات بطاعته الكثيرة وليس لك تلك الطاعات ، فقال الأشعري : فإن قال : ذلك التقصير ليس مني ، فإنك ما أبقيتني ولا أقدرتني على الطاعة ، فقال الجبائي : يقول الباري جل وعلا : كنت أعلم لو بقيت لعصيت وصرت مستحقاً للعذاب الأليم فراعيت مصلحتك ، فقال الأشعري : قال الأخ الأكبر : يا إله العالمين كما علمت حاله فقد علمت حالي ، فلم راعيت مصلحته دوني ؟ فانقطع الجبائي !! . وقال ابن العماد : (( وفي هذه المناظرة دلالة على أن الله تعالى خص من شاء برحمته واختص آخر بعذابه ) اهـ وقال تاج الدين السبكي في طبقات الشافعية الكبرى : ((أبو الحسن الأشعري كبير أهل السنة بعد الإمام أحمد بن حنبل وعقيدته وعقيدة الإمام أحمد رحمه الله واحدة لا شك في ذلك ولا ارتياب وبه صرح الأشعري في تصانيفه وذكره غير ما مرة من أن : عقيدتي هي عقيدة الإمام المبجل أحمد بن حنبل ، هذه عبارة الشيخ أبي الحسن في غير موضع من كلامه )) رجوع أبي الحسن الأشعري عن الاعتزال إلى عقيدة السلف : قال الحافظ مؤرخ الشام أبو القاسم على بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الدمشقي المتوفى سنة 571 في كتابه ((التبيين )) ! قال أبو بكر إسماعيل بن أبي محمد بن إسحاق الأزدي القيرواني المعروف بابن عزرة : إن أبا الحسن الأشعري كان معتزلياً وإنه أقام على مذهب الاعتزال أربعين سنة ، وكان لهم إمام ثم غاب عن الناس في بيته خمسة عشر يوما ، فبعد ذلك خرج إلى الجامع بالبصرة فصعد المنبر بعد صلاة الجمعة ، وقال : معاشر الناس إني إنما تغيبت عنكم في هذه المدة لأني نظرت فتكافأت عندي الأدلة ولم يترجح عندي حق على باطل ولا باطل على حق ، فاستهديت الله تبارك وتعالى فهداني إلى ما أودعته في كتبي هذه ، وانخلعت من جميع ما كنت اعتقده ، كما انخلعت من ثوبي هذا ، وانخلع من ثوب كان عليه ورمى به ودفع الكتب إلى الناس فمنها كتاب اللمع وغيره من تواليفه الآتي ذكر بعضها قريباً إن شاء الله ، فلما قرأ تلك الكتب أهل الحديث والفقه من أهل السنة والجماعة أخذوا بما فيها وانتحلوه واعتقدوا تقدمه واتخذوه إماماً حتى نسب إليه فصار عند المعتزلة ككتابّي أسلم وأظهر عوار ما تركه فهو أعدى الخلق إلى أهل الذمة . وكذلك أبو الحسن الأشعري أعدى الخلق إلى المعتزلة ، فهم يشنعون عليه وسنيون إليه الأباطيل وليس طول مقام أبى الحسن الأشعري على مذهب المعتزلة ، مما يفضي به إلى انحطاط المنزلة ، بل يقضي له في معرفة الأصول بعلو المرتبة ويدل عند ذوي البصائر له على سمو المنقبة ، لأن من رجع عن مذهب كان بعواره أخبر وعلى رد شبه أهله وكشف تمويهاتهم أقدر ، وبتبيين ما يلبسون به لمن يهتدي باستبصاره أبصر ، فاستراحة من يعيره بذلك كاستراحة مناظر هارون بن موسى الأعور . وقصته أن هارون الأعور كان يهودياً فأسلم وحسن إسلامه وحفظ القرآن وضبطه وحفظ النحو ، وناظره إنسان يوماً في مسألة فغلبه هارون فلم يدر المغلوب ما يصنع فقال له : أنت كنت يهودياً فأسلمت فقال له هارون : فبئس ما صنعت ، فغلبه هارون في هذا . واتفق أصحاب الحديث أن أبا الحسن الأشعري كان إماماً من أئمة أصحاب الحديث ، ومذهبه مذهب أصحاب الحديث ، تكلم في أصول الديانات على طريقة أهل السنة ورد على المخالفين من أهل الزيغ والبدعة ، وكان على المعتزلة والروافض والمبتدعين من أهل القبلة والخارجين عن الملة سيفاً مسلولاً ، ومن طعن فيه أو سبه فقد بسط لسان السوء في جميع أهل السنة ، ولم يكن أبو الحسن الأشعري أول متكلم بلسان أهل السنة وإنما جرى على سنن غيره وعلى نصرة مذهب معروف ، فزاده حجة وبياناً ولم يبتدع مقالة اخترعها ولا مذهباً انفرد به وليس له في المذهب أكثر من بسطه وشرحه من الأئمة . وقال أبو بكر بن فورك : رجع أبو الحسن الأشعري عن الاعتزال إلى مذهب أهل السنة سنة 300 هـ . وممن قال من العلماء برجوع الأشعري عن الاعتزال أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان الشافعي المتوفي سنة681 هـ قال في ((وفيات الأعيان )) الجزء الثاني صفحة 446 : كان أبو الحسن الأشعري معتزلياً ثم تاب . ومنهم عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي الشافعي المتوفى سنة 774 هـ . قال في البداية والنهاية الجزء الحادي عشر صفحة 187 : (( إن الأشعري كان معتزلياً فتاب منه بالبصرة فوق المنبر ثم أظهر فضائح المعتزلة وقبائحهم )) . ومنهم شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الدمشقي بالذهبي المتوفى سنة 748 هـ ((قال في كتابة العلو للعلي الغفار)) : (( كان أبو الحسن أولاً معتزلياً أخذ عن أبي علي الجبائي ثم نابذه ورد عليه وصار متكلماً للسنة ، ووافق أئمة الحديث ، فلو انتهى أصحابنا المتكلمون إلى مقالة أبي الحسن ولزموها لأحسنوا ولكنهم خاضوا كخوض حكماء الأوائل في الأشياء ومشوا خلف المنطق فلا قوة إلا بالله )) . وممن قال برجوعه تاج الدين أبو نصر عبد الوهاب بن تقي الدين السبكي الشافعي المتوفى سنة 771 هـ قال في طبقات الشافعية الكبرى ، الجزء الثاني صفحة 246 : أقام أبو الحسن على الاعتزال أربعين سنة حتى صار إماماً فلما أراده الله لنصرة دينه وشرح صدره لإتباع الحق غاب عن الناس في بيته ،وذكر كلام ابن عساكر المتقدم بحروفه . ومنهم برهان الدين إبراهيم بن علي بن محمد بن فرحان اليعمري المدني المالكي المتوفى سنة 799 هـ قال في كتابه (( الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب )) صفحة 193 : كان أبو الحسن الأشعري في ابتداء أمره معتزلياً ، ثم رجع إلى هذا المذهب الحق ، ومذهب أهل السنة فكثر التعجيب منه وسئل عن ذلك فأخبر أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان فأمره بالرجوع إلى الحق ونصره ، فكان ذلك والحمد لله تعالى . ومنهم السيد محمد بن محمد الحسيني الزبيدي الشهير بمرتضى الحنفي المتوفى سنة 1145 هـ قال في كتابه (( إتحاف السادة المتيقن بشرح أسرار إحياء علوم الدين )) الجزء الثاني صفحة 3 قال : أبو الحسن الأشعري أخذ علم الكلام عن شيخ أبي علي الجبائي شيخ المعتزلة ، ثم فارقه لمنام رآه ، ورجع عن الاعتزال وأظهر ذلك إظهاراً ، فصعد منبر البصرة يوم الجمعة ونادى بأعلى صوته : من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني ، فأنا فلان ابن فلان كنت أقول بخلق القرآن ، وأن الله لا يرى بالدار الآخرة بالأبصار وأن العباد يخلقون أفعالهم . وها أنا تائب من الاعتزال معتقداً الرد على المعتزلة ثم شرع في الرد عليهم والتصنيف على خلافهم . ثم قال : قال ابن كثير : ذكروا للشيخ أبي الحسن الأشعري ثلاثة أحوال : أولها حال الاعتزال التي رجع عنها لا محالة . والحال الثاني : إثبات الصفات العقلية السبعة ، وهي الحياة ، والعلم ، والقدرة ، والإرادة ، والسمع ، والبصر ، والكلام ، وتأويل الخبرية كالوجه واليدين والقدم والساق ونحو ذلك والحال الثالث : إثبات ذلك كله من غير تكييف ولا تشبيه جرياً على منوال السلف وهي طريقته في الإبانة التي صنفها آخراً . وبهذه النقول عن هؤلاء الأعلام ثبت ثبوتاً لا شك فيه ولا مرية أن أبا الحسن الأشعري استقر أمره أخيراً بعد أن كان معتزلياً على عقيدة السلف التي جاء بها القرآن الكريم وسنة النبي عليه أزكى الصلاة وأتم التسليم . تنزيل الملف المرفق الأصلي بحث بعنوان ( سلفية الأشعري ) مقدم من د. وليد الطبطبائي ... الكويت إلى مؤتمر "الإمام الأشعري" والذي تقيمه الرابطة العالمية لخريجي الأزهر من تاريخ 5أبريل 2010 إلى تاريخ 8 أبريل 2010 يعتبر المنتسبون إلى عقيدة الإمام أبي الحسن الأشعري هم أكثرية في العالم الإسلامي ، ولكن غالب هؤلاء لا يعرفون شيئاً عن هذا الإمام ولا عن عقيدته التي استقر عليها آخر أمره ، واستحق أن يكون من أئمة الهدى وأعلام التقى ... والإمام الأشعري هو علي بن إسماعيل بن إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري ، ولد سنة 260 من الهجرة النبوية أخذ الاعتزال عن زوج أمه أبي علي الجبائي وهو شيخ المعتزلة ... وقد تبحر في كلام الاعتزال وبلغ فيه شأواً كبيراً حتى وصل إلى أنه يلقى أسئلته على أستاذه في الدرس ولا يجد لها جواباً مقنعاً فتحير في ذلك . وقد حكى عن الإمام الأشعري أنه قال : وقع في صدري في بعض الليالي مما كنت فيه من العقائد فقمت وصليت ركعتين وسألت الله تعالى أن يهديني إلى الطريق المستقيم ونمت فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فشكوت إليه بعض ما بي من الآم ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم (( عليك بسنتي )) فانتبهت !! وعارضت مسائل الكلام بما وجدت في القرآن والأخبار ، فأثبته ونبذت ما سواه ورائي ظهرياً قال أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن المعروف بالخطيب البغدادي المتوفى سنة 463 هـ في الجزء الحادي عشر من تاريخه المشهور صفحة 364 : (( أبو الحسن الأشعري المتكلم صاحب الكتب والتصانيف في الرد على الملحدة وغيرهم من المعتزلة والرافضة والجهمية والخوارج وسائر أصناف المبتدعة )). إلى أن قال : وكانت المعتزلة قد رفعوا رؤؤسهم حتى أظهر الله تعالى الأشعري في أقماع السمسم . وقال ابن فرحون في الديباج : (( أثنى على أبي الحسن الأشعري أبو محمد بن أبي زيد القيرواني وغيره من أئمة المسلمين )) ا هـ . وقال ابن العماد الحنبلي في الشذرات الجزء الثاني صفحة 303 : ومما بيّض به أو الحسن الأشعري وجوه أهل السنة النبوية وسّود به رايات أهل الاعتزال والجهمية ، فأبان به وجه الحق الأبلج ، ولصدور أهل الإيمان والعرفان أثلج مناظرته مع شيخه الجبائي التي بها قصم ظهر كل مبتدع مراء وهي أعني المناظرة كما قال ابن خلكان : (( سأل أبو الحسن الأشعري أستاذه أبا علي الجبائي عن ثلاثة إخوة كان أحدهم مؤمناً براً تقياً ، والثاني كان كافراً فاسقاً شقياً ، والثالث كان صغيراً ، فماتوا فكيف حالهم ؟)) فقال الجبائي : أما الزاهد ففي الدرجات ، وأما الكافر ففي الدركات ، وأما الصغير فمن أهل السلامة ، فقال الأشعري : إن أراد الصغير أن يذهب إلى درجات الزاهد هل يؤذن له ؟ . فقال الجبائي : لا .!! لأنه يقال له : أخوك إنما وصل إلى هذه الدرجات بطاعته الكثيرة وليس لك تلك الطاعات ، فقال الأشعري : فإن قال : ذلك التقصير ليس مني ، فإنك ما أبقيتني ولا أقدرتني على الطاعة ، فقال الجبائي : يقول الباري جل وعلا : كنت أعلم لو بقيت لعصيت وصرت مستحقاً للعذاب الأليم فراعيت مصلحتك ، فقال الأشعري : قال الأخ الأكبر : يا إله العالمين كما علمت حاله فقد علمت حالي ، فلم راعيت مصلحته دوني ؟ فانقطع الجبائي !! . وقال ابن العماد : (( وفي هذه المناظرة دلالة على أن الله تعالى خص من شاء برحمته واختص آخر بعذابه ) اهـ وقال تاج الدين السبكي في طبقات الشافعية الكبرى : ((أبو الحسن الأشعري كبير أهل السنة بعد الإمام أحمد بن حنبل وعقيدته وعقيدة الإمام أحمد رحمه الله واحدة لا شك في ذلك ولا ارتياب وبه صرح الأشعري في تصانيفه وذكره غير ما مرة من أن : عقيدتي هي عقيدة الإمام المبجل أحمد بن حنبل ، هذه عبارة الشيخ أبي الحسن في غير موضع من كلامه )) رجوع أبي الحسن الأشعري عن الاعتزال إلى عقيدة السلف : قال الحافظ مؤرخ الشام أبو القاسم على بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الدمشقي المتوفى سنة 571 في كتابه ((التبيين )) ! قال أبو بكر إسماعيل بن أبي محمد بن إسحاق الأزدي القيرواني المعروف بابن عزرة : إن أبا الحسن الأشعري كان معتزلياً وإنه أقام على مذهب الاعتزال أربعين سنة ، وكان لهم إمام ثم غاب عن الناس في بيته خمسة عشر يوما ، فبعد ذلك خرج إلى الجامع بالبصرة فصعد المنبر بعد صلاة الجمعة ، وقال : معاشر الناس إني إنما تغيبت عنكم في هذه المدة لأني نظرت فتكافأت عندي الأدلة ولم يترجح عندي حق على باطل ولا باطل على حق ، فاستهديت الله تبارك وتعالى فهداني إلى ما أودعته في كتبي هذه ، وانخلعت من جميع ما كنت اعتقده ، كما انخلعت من ثوبي هذا ، وانخلع من ثوب كان عليه ورمى به ودفع الكتب إلى الناس فمنها كتاب اللمع وغيره من تواليفه الآتي ذكر بعضها قريباً إن شاء الله ، فلما قرأ تلك الكتب أهل الحديث والفقه من أهل السنة والجماعة أخذوا بما فيها وانتحلوه واعتقدوا تقدمه واتخذوه إماماً حتى نسب إليه فصار عند المعتزلة ككتابّي أسلم وأظهر عوار ما تركه فهو أعدى الخلق إلى أهل الذمة . وكذلك أبو الحسن الأشعري أعدى الخلق إلى المعتزلة ، فهم يشنعون عليه وسنيون إليه الأباطيل وليس طول مقام أبى الحسن الأشعري على مذهب المعتزلة ، مما يفضي به إلى انحطاط المنزلة ، بل يقضي له في معرفة الأصول بعلو المرتبة ويدل عند ذوي البصائر له على سمو المنقبة ، لأن من رجع عن مذهب كان بعواره أخبر وعلى رد شبه أهله وكشف تمويهاتهم أقدر ، وبتبيين ما يلبسون به لمن يهتدي باستبصاره أبصر ، فاستراحة من يعيره بذلك كاستراحة مناظر هارون بن موسى الأعور . وقصته أن هارون الأعور كان يهودياً فأسلم وحسن إسلامه وحفظ القرآن وضبطه وحفظ النحو ، وناظره إنسان يوماً في مسألة فغلبه هارون فلم يدر المغلوب ما يصنع فقال له : أنت كنت يهودياً فأسلمت فقال له هارون : فبئس ما صنعت ، فغلبه هارون في هذا . واتفق أصحاب الحديث أن أبا الحسن الأشعري كان إماماً من أئمة أصحاب الحديث ، ومذهبه مذهب أصحاب الحديث ، تكلم في أصول الديانات على طريقة أهل السنة ورد على المخالفين من أهل الزيغ والبدعة ، وكان على المعتزلة والروافض والمبتدعين من أهل القبلة والخارجين عن الملة سيفاً مسلولاً ، ومن طعن فيه أو سبه فقد بسط لسان السوء في جميع أهل السنة ، ولم يكن أبو الحسن الأشعري أول متكلم بلسان أهل السنة وإنما جرى على سنن غيره وعلى نصرة مذهب معروف ، فزاده حجة وبياناً ولم يبتدع مقالة اخترعها ولا مذهباً انفرد به وليس له في المذهب أكثر من بسطه وشرحه من الأئمة . وقال أبو بكر بن فورك : رجع أبو الحسن الأشعري عن الاعتزال إلى مذهب أهل السنة سنة 300 هـ . وممن قال من العلماء برجوع الأشعري عن الاعتزال أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان الشافعي المتوفي سنة681 هـ قال في ((وفيات الأعيان )) الجزء الثاني صفحة 446 : كان أبو الحسن الأشعري معتزلياً ثم تاب . ومنهم عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي الشافعي المتوفى سنة 774 هـ . قال في البداية والنهاية الجزء الحادي عشر صفحة 187 : (( إن الأشعري كان معتزلياً فتاب منه بالبصرة فوق المنبر ثم أظهر فضائح المعتزلة وقبائحهم )) . ومنهم شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الدمشقي بالذهبي المتوفى سنة 748 هـ ((قال في كتابة العلو للعلي الغفار)) : (( كان أبو الحسن أولاً معتزلياً أخذ عن أبي علي الجبائي ثم نابذه ورد عليه وصار متكلماً للسنة ، ووافق أئمة الحديث ، فلو انتهى أصحابنا المتكلمون إلى مقالة أبي الحسن ولزموها لأحسنوا ولكنهم خاضوا كخوض حكماء الأوائل في الأشياء ومشوا خلف المنطق فلا قوة إلا بالله )) . وممن قال برجوعه تاج الدين أبو نصر عبد الوهاب بن تقي الدين السبكي الشافعي المتوفى سنة 771 هـ قال في طبقات الشافعية الكبرى ، الجزء الثاني صفحة 246 : أقام أبو الحسن على الاعتزال أربعين سنة حتى صار إماماً فلما أراده الله لنصرة دينه وشرح صدره لإتباع الحق غاب عن الناس في بيته ،وذكر كلام ابن عساكر المتقدم بحروفه . ومنهم برهان الدين إبراهيم بن علي بن محمد بن فرحان اليعمري المدني المالكي المتوفى سنة 799 هـ قال في كتابه (( الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب )) صفحة 193 : كان أبو الحسن الأشعري في ابتداء أمره معتزلياً ، ثم رجع إلى هذا المذهب الحق ، ومذهب أهل السنة فكثر التعجيب منه وسئل عن ذلك فأخبر أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان فأمره بالرجوع إلى الحق ونصره ، فكان ذلك والحمد لله تعالى . ومنهم السيد محمد بن محمد الحسيني الزبيدي الشهير بمرتضى الحنفي المتوفى سنة 1145 هـ قال في كتابه (( إتحاف السادة المتيقن بشرح أسرار إحياء علوم الدين )) الجزء الثاني صفحة 3 قال : أبو الحسن الأشعري أخذ علم الكلام عن شيخ أبي علي الجبائي شيخ المعتزلة ، ثم فارقه لمنام رآه ، ورجع عن الاعتزال وأظهر ذلك إظهاراً ، فصعد منبر البصرة يوم الجمعة ونادى بأعلى صوته : من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني ، فأنا فلان ابن فلان كنت أقول بخلق القرآن ، وأن الله لا يرى بالدار الآخرة بالأبصار وأن العباد يخلقون أفعالهم . وها أنا تائب من الاعتزال معتقداً الرد على المعتزلة ثم شرع في الرد عليهم والتصنيف على خلافهم . ثم قال : قال ابن كثير : ذكروا للشيخ أبي الحسن الأشعري ثلاثة أحوال : أولها حال الاعتزال التي رجع عنها لا محالة . والحال الثاني : إثبات الصفات العقلية السبعة ، وهي الحياة ، والعلم ، والقدرة ، والإرادة ، والسمع ، والبصر ، والكلام ، وتأويل الخبرية كالوجه واليدين والقدم والساق ونحو ذلك والحال الثالث : إثبات ذلك كله من غير تكييف ولا تشبيه جرياً على منوال السلف وهي طريقته في الإبانة التي صنفها آخراً . وبهذه النقول عن هؤلاء الأعلام ثبت ثبوتاً لا شك فيه ولا مرية أن أبا الحسن الأشعري استقر أمره أخيراً بعد أن كان معتزلياً على عقيدة السلف التي جاء بها القرآن الكريم وسنة النبي عليه أزكى الصلاة وأتم التسليم . والله المستعان ,,,,, |
#2
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم و رحمة الله. دون الدخول في التفاصيل والجدال ،هناك خلاف في الأصول بين الأشاعرة وأهل السنة. --- فأول هذه الأصول (مصدر التلقي) فعند الأشاعرة هو العقل قال السنوسي في شرح الكبرى (وأصول الكفر ستة...والسادس التمسك في أصول العقائد بمجرد ظواهر الكتاب والسنة من غير عرضها على البراهين العقلية). وانظر أساس التقديس للرازي والشامل للجويني وغيره وعند أهل السنة والجماعة مصدر التلقي هو السمع أي الكتاب وصحيح السنة أنظر شرح أصول أهل السنة والجماعة للالكائي والشريعة للأجري وغيرهما. الأصل الثاني: (إثبات وجود الله) فعند الأشاعرة الدليل على إثبات وجود الله الحدوث والقدم وعند أهل السنة والجماعة أمر فطري معلوم بالضرورة ففي كل شيء له آية تدل على أنه واحد، قال تعالى (فطرت الله التي فطر الناس عليها)، وقال عليه الصلاة والسلام «كل مولود يولد على الفطرة». الأصل الثالث: (إثبات توحيد الله تعالى)، فعند الأشاعرة توحيد الله نفي التثنية أو التعدد ونفي التبعيض والتركيب والتجزئة أي (نفي الكمية المتصلة والمنفصلة) وأول واجب عند الأشاعرة النظر أو القصد إلى النظر، وعند أهل السنة والجماعة توحيد الله يكون بالإقرار بربوبية الله واختصاصه بالألوهية والعبادة، وإثبات صفاته وأسمائه وأول واجب على المكلف الإيمان بذلك لحديث أو ما تدعوهم إليه أن يوحد الله. الأصل الرابع: (الإيمان) فعند الأشاعرة هو التصديق القلبي واختلفوا في النطق والزيادة والنقصان وهي في ثوابه لا في نفسه عندهم. وعند أهل السنة والجماعة الإيمان نطق اللسان وتصديق القلب وعمل الجوارح ويزيد وينقص في ثوابه ونفسه. الأصل الخامس: (القرآن) فعند الأشاعرة هو معنى كلام الله وليس هو بذاته كلام الله على الحقيقة لأن كلامه نفسي فإذا عبر عنه بالعبرانية فهو توراة وبالسريانية فهو إنجيل وبالعربية فهو قرآن وكلها مخلوقة ووصفها بأنها كلام الله مجاز لأنها تعبير عنه. وعند أهل السنة والجماعة القرآن كلام الله حقيقة غير مخلوق وأنه تكلم به فسمعه جبريل من الله ثم بلغه محمدا صلى الله عليه وسلم كما سمعه على حقيقته. الأصل السادس: (القدر) فالأشاعرة أرادوا أن يوفقوا بين الجبرية والقدرية فجاءوا بنظرية الكسب التي مآلها جبرية خالصة حيث تنفي أي قدرة أو تأثير للعبد، قال الرازي (إن الإنسان مجبور في صورة مختار). وأهل السنة والجماعة يوجبون الإيمان بالقدر كله وأن كل شيء عند الله مقدر معلوم وهو سر الله المكتوم لا يُعلم إلا بعد وقوعه وللعبد إرادة ومشيئة لقوله تعالى (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) وهي داخلة في مشيئة الله تعالى لقوله (وما تشاءون إلا أن يشاء الله). الأصل السابع: (النبوات) ويتعلق فيها أكثر من مسألة ولكني أذكر واحدة، فعند الأشاعرة لا نبي إلا بمعجزة والسحر والكهانة من جنس معجزات النبوة إلا أن الساحر لا يدعي النبوة مع سحره، ولو ادعاها لسلبه معرفة السحر، وعند أهل السنة والجماعة النبوة تجمع بين صفات ثبوتية وإضافية وهي اصطفاء من الله والله أعلم حيث يجعل رسالته يخصه بدلائل وبراهين وصفات توجب تصديقه وإتباع أوامره على حد جواب صاحب القبر فيما تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: عبد الله ورسوله جاءنا بالبينات والهدى فأمنا وأتبعنا. الأصل الثامن: (الصفات لله تعالى) فالأشاعرة لا يثبتون إلا سبع صفات معنوية فقط دل عليها العقل وأهل السنة والجماعة يثبتون جميع الصفات لله تعالى المعنوية والخبرية الذاتية والفعلية التي دل عليها كتاب الله وصحيح السنة من غير تحريف ولا تمثيل ولا تكييف على حد قول أئمتهم (أمروها مثل ما جاءت غير تأويل ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف) وهذا الأصل من أشد الأصول اختلافا بين الفريقين، وإلى هذا الأصل نقف على اختصارها واغتضابها وإلا فهناك اختلاف في السمعيات وأفعال المخلوقات والحكمة الغائية والتأويل والتكفير مما يُظهر لنا أن لكل فريق أصولا لا توافق أصول الفريق الآخر. أما قولكم...(أبا الحسن الأشعري استقر أمره أخيراً).فنرجوا لغيره الثبات على الحق وترك علم الكلام فإنه لا يجلب إلا التخبط والملل. اسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يسلك بنا سبيل مرضاته إنه جواد كريم، والحمد لله رب العالمين. |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |